علاج الرحم ذو القرنين بالأعشاب
في كثير من الأحيان تفضل النساء علاج الرحم ذو القرنين بالأعشاب بدلاً من اللجوء إلى العمليات الجراحية أو الخيارات الأخرى للتعامل مع هذا التشوه الذي يؤثر على المرأة والحمل معاً؛ فإن فرصة الحمل عند النساء اللواتي يُعانين من هذه المشكلة منخفضة، كما أن فرصة استمرار الحمل ضئيلة مقابل فرصة اسمرار الحمل عند المرأة التي لديها رحم طبيعي.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
الرحم ذو القرنين
في بعض الأحيان يُصبح شكل رحم المرأة مشابهاً للقلب، ويُعرف في هذه الحالة باسم الرحم ذي القرنين (بالإنجليزية: Bicornuate uterus)، وهي واحدة من الحالات الخَلْقيّة النادرة التي تصاب بها المرأة، ويُمكن أن تؤثر على الحمل بشكل أساسي، وهُناك نوعان اثنان من الرحم ذي القرنين، أحدهما كلي والآخر جزئي، ويكمن الفرق بينهما في شدة وضوح الانفصال في تجويف الرحم. [1][2]
هل يمكن علاج الرحم ذو القرنين بالأعشاب
لا يُمكن علاج الرحم ذو القرنين بدون عملية جراحية [1]، ولكن هُناك العديد من الأعشاب التي تعمل بمثابة مقويات للرحم، وتقوم بالحفاظ على انقباض عضلات رحم المرأة عن طريق التقلص الطفيف الذي تتسبب به، ويساعد ذلك في تعزيز علاج الرحم ذي القرنين، ومنها: أوراق التوت، وزيت زهرة الربيع المسائية، وعلى المرأة مراجعة الطبيب المختص للتحقق من طريقة العلاج المناسبة التي تضمن الحد من تأثير الرحم المقلوب على الحمل. [3][4]
طرق علاج للرحم ذو القرنين
يتم الاعتماد على عملية جراحية معروفة باسم رأب ستراسمان (بالإنجليزية: Strassman metroplasty) للتعامل مع الرحم ثنائي القرن واستعادة شكل الرحم الطبيعي عند النساء اللواتي لديهن تاريخ مع الإجهاض، ووصلت نسبة نجاح الولادة إلى 88% بعد إجراء هذه العملية، ولكن مُعظم النساء لا يحتجن إلى إجراء الجراحة [5] ، ويمكن أن يعتمد الطبيب على جراحة ستراسمان عن طريق شق البطن أحياناً إلا أنه يوصى بإجراء جراحة ستراسمان بالمنظار في مُعظم الحالات. [6]
إذا كانت المرأة حاملاً؛ فربما يتم اللجوء إلى خيارات أخرى غير الجراحة للتعامل مع الرحم ذي القرنين مع المُحافظة على استقرار الحالة الصحية لكل من الأم والجنين، ومنها الخيارات الآتية: [6]
- تطويق عنق الرحم: يُمكن أن يوصي الطبيب بالتطويق للمرأة الحامل التي تعاني من الرحم ذي القرنين، وهي غرزة يتم وضعها في عنق الرحم بهدف إيقاف التوسع المبكر، ويساعد هذا التطويق على منع الولادة المبكرة، كما أنه يُسهم في الحد من فقدان الحمل في وقت متأخر أيضاً.
- الولادة القيصرية: في كثير من الأحيان يؤدي الرحم ذو القرنين إلى المجيء المقعدي للأطفال أو الولادة المبكرة، وإذا كانت المرأة قادرة على الحمل إلى نهاية الفترة المعتادة؛ فربما يوصي الطبيب بإجراء عملية قيصرية للولادة عند اقتراب الموعد الطبيعي لها، وخاصة إذا كانت الفرصة ضئيلة في اتخاذ الوضعية الصحيحة من قبل الطفل عند الولادة.
أسباب الرحم ذو القرنين
تتطور تشوهات قناة الكلوة الجنينية الموسطة الإضافية (بالإنجليزية: Paramesonephric duct) في مرحلة مبكرة من النمو السابق للولادة، ومنها: الرحم ذو القرنين، وذلك لأن قنوات الكلوة الجنينية الموسطة الإضافية لا تندمج بشكل كامل عند تكوين الرحم، ، وهذا يعني أن التشوه يتشكل قبل ولادة الأنثى، ولا يُعرف سبب عدم اندماج القنوات بشكل كامل في كثير من الأحيان، بينما يكون بسبب تناول دواء ثنائي إيثيل ستيلبوستيرول Diethylstilbestrol من قبل الأم أثناء فترة الحمل. [6]
أعراض الرحم ذو القرنين
لا تعاني بعض النساء من أية أعراض للرحم ذي القرنين، وإنما يتم اكتشاف هذا التشوه عند مواجهة بعض المشاكل التي تتعلق بالحمل، كما أن بعضهن لا تكتشف وجود التشوه طيلة فترة حياتها أيضاً، ولكن هُناك عدة أعراض يُمكن أن تصاحب الرحم ذا القرنين، ومنها ما يأتي: [7]
- الآلام أثناء الدورة الشهرية: ربما يكون من الصعب على دماء الدورة الشهرية أن تتدفق عبر عنق الرحم عندما يكون الرحم ذو قرنين، وهو ما يؤدي إلى الشعور بمزيد من الآلام مقارنة بالألم الطبيعي الذي يصاحب الدورة الشهرية عند النساء.
- النزيف مع وجود السدادة القطنية: لدى ربع النساء المصابات بالرحم ذي القرنين ما يُعرف باسم الحاجِز المهبلي الطولي (بالإنجليزية: Longitudinal vaginal septum) أو الرحم المزدوج (بالإنجليزية: Double vagina)، وهذا يعني أن لدى المرأة اثنين من التجاويف المهبلية المفصولة بجدار من الأنسجة، وعند استخدام السدادة في أحد التجويفين يستمر النزيف من الآخر.
- مشاكل الخصوبة: في بعض الأحيان تشير مشاكل القدرة على الحمل أو الاستمرار فيه دون إجهاض إلى وجود مشكلة تشريحية تُعاني منها المرأة، ويُعد الرحم ذو القرنين واحداً من هذه المشاكل.
تشخيص الرحم ذو القرنين
في البداية يقوم مقدم الرعاية الصحية بإجراء فحص أولي للحوض، ثم يعتمد على تقنيات التصوير المستخدمة في المجالات الطبية لتأكيد مشكلة الرحم ذي القرنين، ومن تقنيات التصوير المُستخدمة لهذه الغاية ما يأتي: [2][7]
- التصوير بالموجات فوق الصوتية: في العادة يكون التصوير بالموجات الصوتية أول الاختبارات التي يتم إجراؤها للكشف عن الرحم ذو القرنين بعد إجراء الفحص الأولي، ويمكن الاعتماد على التصوير ثلاثي الأبعاد بالاعتماد على هذه التقنية لتوفير صورة أكثر فائدة في التحقق من شكل الرحم.
- التصوير بالرنين المغناطيسي: يُمكن لتقنيات التصوير بالرنين المغناطيسي توفير صورة أكثر تفصيلاً لرحم المرأة، وذلك لأنها تستطيع إظهار الأبعاد والزوايا المتعددة، كما يتم الاعتماد على هذه التقنية لاستبعاد سرطان بطانة الرحم عند النساء اللواتي يُعانين من نزيف غير طبيعي مع تشوه الرحم المذكور.
- تصوير الرحم بالصبغة: في هذا الاختبار يقوم الطبيب باستخدام صبغة خاصة يحقنها في جسم المرأة لجعل شكل الرحم أكثر وضوحاً عند التعرض إلى الأشعة السينية، ويمكن أن يكون تشوه الرحم ذو القرنين مشابهاً لتشوه الرحم المنفصل في الصور الناتجة، ولذلك يحتاج الطبيب إلى مزيد من الاختبارات أحياناً للتحقق من التشخيص.
تأثير الرحم ذو القرنين على المرأة والحمل
يصعب على المرأة أن تحمل إذا كان لديها رحم ذو قرنين، وإذا حملت؛ فيُمكن أن تواجه العديد من المشاكل الناتجة عن تأثير هذا التشوه عليها أو على الجنين، وفيما يأتي قائمة ببعض من تأثيرات الرحم ذي القرنين على المرأة والحمل: [3]
- المكافحة لاستمرار الحمل: لا تستطيع المرأة أن تتمتع بحمل صحي وطبيعي عندما يكون الرحم ذا قرنين، وهو ما يؤدي إلى صعوبة استمرار الحمل في الرحم ذي القرنين حتى النهاية، وذلك لأن فرصة نمو الجنين داخل الرحم تكون منخفضة جداً مقارنة بالنساء اللاتي لديهن رحم طبيعي.
- الوضع غير المنتظم للجنين: هُناك فرصة لاستمرار الحمل إلى نهايته إذا زُرع الجنين في الجزء الأكبر من الرحم ذي القرنين، ولكن وضع الجنين يُمكن أن يكون غير طبيعي في كثير من الأحيان، وهو ما يؤدي إلى المجيء المقعدي بدلاً من المجيء بالرأس، وهي حالة تكون مقعدة الجنين فيها إلى الأسفل بدلاً من رأسه عند حلول موعد الولادة.
- الولادة المبكرة: تزداد خطورة الولادة المبكرة عند المرأة التي لديها رحم ذو قرنين، وتتضاءل فرصة استكمال فترة الحمل إلى نهايتها حتى الرُبع، وهذا يعني أن واحدة من كل 4 نساء تستطيع إتمام فترة الحمل تقريباً، ويحتاج الطفل إلى رعاية خاصة إذا تمت ولادته في وقت مبكر.
إن الرحم ذو القرنين من التشوهات التي تتعرض إليها المرأة وتؤثر على خصوبتها بشكل مباشر، ولا يوجد حل لهذه الحالة سوى إجراء العملية الجراحية بالمنظار أو عن طريق جراحة البطن لتصحيح وضع الجنين، وأما طُرق العلاج الأخرى؛ فإنها تهدف إلى زيادة فرصة استمرار الحمل أو الولادة مع الحد من خطورة المضاعفات المحتملة.