علاج التهاب الحلق
تتميز بعض الحالات المرضية بأنها شائعة الحدوث بنسبة كبيرة، حيث يعد التهاب الحلق من أبرز هذه الحالات التي تكاد تصيب جميع الأشخاص في مرحلة ما من حياتهم، فما هو التهاب الحلق؟ وما هي أعراضه؟ وما هي أسبابه؟ وكيف يتم تشخيصه وعلاجه؟ وهل يؤدي لحدوث مضاعفات؟
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
التهاب الحلق
التهاب الحلق (بالإنجليزية: Sore Throat) الذي يعد من الحالات المرضية المنتشرة بشكلٍ كبير، إذ إنه يصيب أكثر من 13 مليون شخص في كل سنة. في هذا المقال سنتحدث عن طرق علاج التهاب الحلق.
يتمثل التهاب الحلق بشعور المصاب بجفاف أو حكة في الحلق بالإضافة إلى الألم، على الرغم من أنّ التهاب الحلق يشكّل مصدر انزعاج للمصابين به إلا أنه في الكثير من الحالات لا يحتاج إلى علاج، عدا عن كونه لا يعد من الحالات المرضية الخطيرة.
كما يمكن أن يصيب التهاب الحلق، البلعوم الذي يقع خلف منطقة الفم بشكل مباشر، أو اللوزتين وهي الأنسجة الرخوة التي تقع في نهاية الفم، أو الحنجرة. [1]
علاج التهاب الحلق
من الجدير بالذكر أنّ علاج التهاب الحلق يختلف باختلاف العامل المسبب، الذي لا بد من استشارة الطبيب لإجراء مجموعة من الفحوصات لتحديده، على أية حال تتضمن علاجات التهاب الحلق بالاعتماد على العامل المسبب ما يلي: [2]
علاج التهاب الحلق البكتيري
إذا كان التهاب الحلق ناتجاً عن عدوى بكتيرية فإنّ الطبيب يلجأ إلى أدوية المضادات الحيوية، التي من المهم تناولها بالجرعات التي وصفها الطبيب، وإكمالها حتى تنتهي حتى وإن زالت الأعراض.
كما قد يقوم الكثير من الأشخاص بتصرفٍ خاطئ، وهو قطع المضاد الحيوي بمجرد أن تصبح الأعراض خفيفة، لكن هذا قد يؤدي إلى عودة العدوى، أو زيادة حدتها سوءاً، كما أنها قد تنتشر إلى باقي أنحاء الجسم.
من الممكن أيضاً أن يؤدي عدم تناول جرعة المضادات الحيوية بشكلٍ كامل إلى إصابة الأطفال بشكلٍ خاص بالالتهابات الخطيرة في منطقة الكلى، أو ما يعرف بالحمى الروماتيزمية. [2]
علاج التهاب الحلق الفيروسي
من الجدير بالذكر أنّ التهاب الحلق الفيروسي يكون أخف من الالتهاب البكتيري، عدا عن أنّ التهاب الحلق الناتج عن عدوى فيروسية يستمر من فترة تتراوح ما بين 5-7 أيام، ولا يحتاج إلى علاج طبي في أغلب الحالات، ومن المهم الإشارة إلى أنّ المضادات الحيوية لا تُجدي نفعاً عندما يكون التهاب الحلق ناتجاً عن عدوى فيروسية.
كما يمكن التخفيف من الألم عن طريق تناول مسكنات الألم كأدوية الأسيتامينوفين، أو الأيبوبروفين، أو مسكنات الألم الأخرى الخفيفة، بالإضافة إلى تجنب إعطاء الأطفال أدوية الأسبرين، ذلك لأنها قد تسبب ما يعرف بمتلازمة راي، التي على الرغم من أنها نادرة الحدوث إلا أنها قد تسبب الوفاة نتيجة حدوث تورم في الكبد والدماغ. [2]
اتباع نمط حياة صحي
بالإضافة إلى العلاجات السابقة يوصي الطبيب أيضاً باتباع بعض التدابير المنزلية، التي من شأنها أن تخفف من أعراض التهاب واحتقان الحلق، حيث تتضمن هذه التدابير ما يلي: [2]
- شرب السوائل بكميات كافية: من المهم شرب كميات كافية من السوائل عند الإصابة بإلتهاب الحلق أياً كان سببه، ذلك للحفاظ على رطوبة الحلق، وتجنب إصابته بالجفاف، كما ينبغي تجنب تناول المشروبات التي تحتوي على الكافيين والكحول ،كونها قد تسبب جفاف في الحلق.
- غرغرة الماء والملح: يعد هذا الخيار من الخيارات التي تخفف من ألم التهاب الحلق بشكل كبير، إذ يمكن إجراؤه من خلال وضع ربع أو نصف ملعقة من ملح الطعام، بالتحديد بما لا يزيد عن 240 ملليلتراً من الماء الدافئ، كما يمكن للأطفال البالغين من العمر 6 سنوات وأكبر، والأشخاص البالغين الغرغرة بالماء المالح من ثم بصقه.
- الراحة الكافية: ينبغي أخذ قسط كافي من الراحة، والحصول على ساعات كافية من النوم، لمساعدة الجسم في الشفاء بشكل أسرع.
- ترطيب الهواء: يمكن استخدام مرطب للهواء للتخلص من الهواء الجاف الذي قد يزيد من تهيج الحلق، كما ينبغي التأكد من نظافة مرطب الهواء بشكل مستمر، ذلك لتجنب تراكم العفن والبكتريا في داخله، كما يمكن الجلوس في حمام مملوء بالبخار.
- الابتعاد عن المواد المهيجة: من المهم أيضاً الابتعاد عن المواد المهيجة، بما فيها دخان السجائر، والمنظفات التي تسبب تهيجاً للحلق.
- البقاء في المنزل: يمكن أن يتسبب الخروج من المنزل بنقل العدوى إلى الآخرين، لذا ينبغي البقاء في المنزل حتى يتم الشفاء التام، وزوال الأعراض بشكل نهائي.
- اتباع نظام غذائي صحي: يمكن أن تساعد بعض أنواع الأغذية الصحية، والمشروبات في تخفيف ألم الحلق، حيث تتضمن السوائل الدافئة، بما فيها المرق، والشاي الخالي من الكافيين، أو الماء الدافئ المحلى بالعسل، كما ينبغي الإشارة إلى تجنب إعطاء الأطفال دون عمر السنة العسل، بالإضافة إلى ذلك يمكن استخدم العلاجات الباردة كالحلوى المثلجة.
العلاجات البديلة
يمكن أن يلجأ الكثير من الأشخاص إلى العلاجات البديلة التي على الرغم من أنها تنتشر بشكل كبير، إلا أنها بحاجة إلى مزيد من الدراسات لإثبات فعاليتها ومأمونية استخدامها، لذا من المهم مراجعة الطبيب قبل استخدامها، ذلك لأنّ بعض هذه العلاجات بالتحديد العلاجات العشبية كأعشاب عرق السوس، وأعشاب الدردار الأحمر، قد يؤدي إلى حدوث تفاعل مع الأدوية المستخدمة، بالتالي ظهور آثار جانبية غير مرغوب فيها.
كما أنّ العلاجات البديلة قد لا تكون آمنة الاستخدام للنساء الحوامل والمرضعات، أو للأشخاص الذين يعانون من حالات مرضية مزمنة. [2]
أعراض التهاب الحلق
تختلف أيضاً أعراض التهاب الحلق باختلاف العامل المسبب فيروسياً كان أم بكتيرياً، حيث تتضمن هذه الأعراض الآتي: [3]
أعراض التهاب الحلق الفيروسي
في الغالب تكون التهابات الحلق فيروسية، حيث تؤدي إلى ظهور الأعراض التالية: [3]
- جفاف وحكة في الحلق.
- تغيرات في الصوت، إذ قد يصبح الصوت خشناً.
- التهاب في الملتحمة أو ما يعرف بالعين الوردية.
- الشعور بألم عند البلع.
- السعال الجاف، أو الرطب.
- سيلان في الأنف الأنف.
- من الممكن أن يرافق التهاب الحلق نزلات برد وحساسية.
أعراض التهاب الحلق البكتيري
أمّا التهاب الحلق الناتج عن عدوى بكتيرية فإنّه يبدأ بشكل سريع، كما تتضمن أعراضه ما يلي: [3]
- ارتفاع في درجة حرارة الجسم.
- ظهور بقع حمراء صغيرة على سقف الحلق.
- احمرار وانتفاخ في اللوزتين، وظهور بقع بيضاء أو خيوط، وصديد في بعض الأحيان.
- تورم في الغدد اللمفاوية، بالتحديد الغدد اللمفاوية التي تقع في الجزء الأمامي من الرقبة.
- من الممكن أن يظهر طفح جلدي، أو ما يعرف بالحمى القرمزية.
تشخيص التهاب الحلق
يجري الطبيب في بداية الأمر فحصاً جسدياً للشخص، كما يطرح بعض الأسئلة لمعرفة التاريخ الطبي له، حيث يتم إجراء الفحص البدني باستخدام أداة مضيئة للنظر في الحلق، كما أنّ الطبيب قد يفحص الأذنين وممرات الأنف، بالإضافة إلى تحسس الرقبة للكشف عن تورم الغدد اللمفاوية، عدا عن الاستماع لصوت التنفس بواسطة السماعة الطبية.
بالإضافة إلى ذلك قد يجري الطبيب مسحة للحلق الذي يعد من الاختبارات البسيطة، حيث يكشف عن بكتيريا العقديات، التي تسبب التهاب الحلق بالمكورات العقدية، إذ يمرر الطبيب مسحة الحلق حتى آخر الحلق للحصول على عينة من الإفرازات، من ثم تحليلها مخبرياً. [2]
مضاعفات التهاب الحلق
على الرغم من أنّ التهاب الحلق لا يعد من الحالات المرضية الخطيرة، كما أنه يمكن الوقاية منه من خلال الحفاظ على غسل اليدين بشكلٍ مستمر، وتجنب الاتصال المباشر مع أشخاص مصابين بالعدوى، إلا أنه قد يؤدي إلى العديد من المضاعفات التي تتضمن الآتي: [4]
- الإصابة بتوقف التنفس أثناء النوم.
- سوء التغذية نتيجة الألم عند البلع.
- الحمى الروماتيزمية.
- خراجات اللوزتين التي قد تتطلب إجراء عمية اللوز.
- تلف في الكلى.
- أمراض القلب.
في الختام لا بد من مراجعة الطبيب عند الإصابة بالتهاب الحلق، ذلك لاختيار العلاج المناسب بالاعتماد على العامل المسبب، بالإضافة إلى تجنب حدوث مضاعفات قد تكون خطيرة.