علاج التهاب الأذن الوسطى
يتعرض الكثير من الأشخاص لأنواع مختلفة من الأمراض، وخاصة الأمراض التي تخصّ الأذن، والتي تعدّ من الحالات المرضية شائعة الحدوث، ومن بين هذه الأمراض التي تتعلق بالأذن التهاب الأذن الوسطى، فما هو التهاب الأذن الوسطى؟ وما هي طرق علاجه؟
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
التهاب الأذن الوسطى
التهاب الأذن الوسطى (بالإنجليزية: Otitis Media) أي الفراغ خلف طبلة الأذن، والذي يمكن أن يصيب جميع الأشخاص على اختلاف أعمارهم لكنه أكثر شيوعاً لدى الأطفال، في هذا المقال سنذكر طرق علاج التهاب الأذن الوسطى.
يحدث التهاب الأذن الوسطى عندما تدخل البكتيريا أو الفيروسات إلى السوائل خلف طبلة الأذن، مما يؤدي إلى تورّم وانتفاخ طبلة الأذن.[1]
طرق علاج التهاب الأذن الوسطى
من الممكن أن يزول التهاب الأذن الوسطى من تلقاء نفسه دون الخضوع لأي علاج، وتعتمد الخيارات العلاجية على عمر المصاب وشدّة الأعراض. بجميع الأحوال تتضمن الخيارات العلاجية لالتهاب الأذن الوسطى ما يلي:[2]
الانتظار والمراقبة
في العادة تتحسّن أعراض التهاب الأذن الوسطى خلال يومين، كما أنّ معظم الإصابات تُشفى من تلقاء نفسها خلال مدّة تتراوح ما بين 7-14 يوماً، وتوصي الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال باتباع أسلوب الانتظار والمراقبة في الحالات التالية:[2]
- الأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين 6 أشهر وحتى 23 شهراً، والمصابون بألم خفيف في الأذن الوسطى لمدّة أقل من يومين، ودرجة حرارة أقل من 39°.
- الأطفال البالغون من العمر سنة فما فوق والمصابون بألم طفيف في إحدى الأذنين أو كليهما لمدة لا تقل عن 48 ساعة، ودرجة حرارة أقل من 39°.
العلاجات الدوائية
يشار إلى أنّ العلاجات الدوائية قد تكون الخيار العلاجي الأوّل بشكل خاص المضادات الحيوية للأطفال المصابين بالتهاب الأذن الوسطى، من وجهة نظر أخرى فإنّ الإفراط في استخدام المضادات الحيوية قد يؤدي إلى مقاومة البكتيريا للمضاد الحيوي، لذا من المهم استشارة الطبيب قبل استخدام المضادات الحيوية.
يمكن أن يصف الطبيب للتخفيف من الألم الأدوية التالية:[2]
- الأدوية المسكنة للألم: بما فيها أدوية الباراسيتامول (الاسم التجاري: الأسيتامينوفين) والتي لا تحتاج إلى وصفة طبية، توجد أدوية الأسيتامينوفين بأسماء تجارية مختلفة منها تايلنول وغيره، بالإضافة إلى أدوية الأيبوبروفين ذات الاسم التجاري أدفيل.
من المهم استخدام هذه الأدوية حسب الجرعة الموصى بها، وينصح بعدم إعطاء الأطفال والمراهقين الذين يتعافون من جدري الماء، أو لديهم أعراض مشابهة للإنفلونزا الأسبرين فقد تسبب هذه الأدوية متلازمة راي.
- القطرات المخدرة: من الممكن أن يصف الطبيب بعض أنواع القطرات التي تحتوي على مواد مسكنة للألم ما لم يكن في طبلة الأذن ثقب أو تمزّق.
بعد انقضاء فترة الملاحظة والانتظار يوصي الطبيب بالعلاج بالمضادات الحيوية للحالات التالية:[2]
- الأطفال من عمر 6 أشهر وأكبر المصابين بألم متوسط إلى شديد في إحدى الأذنين أو كليهما، ولمدة يومين، وبدرجة حرارة لا تقل عن 39°.
- الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 أشهر وحتى 24 شهراً وأكبر.
- أمّا الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 6 أشهر فغالباً ما يتم إعطاؤهم المضادات الحيوية بشكل فوري دون اللجوء إلى أسلوب المراقبة والانتظار.
- علاج التهاب الأذن الوسطى القيحي المزمن الذي تسبب بإحداث ثقب أو تمزق في طبلة الأذن، كما يعلّم الطبيب المصاب كيفية شفط السوائل من الأذن قبل استخدام قطرات المضادات الحيوية.
من الجدير بالذكر بأنّ عدم تناول جميع المضادات الحيوية وإكمالها حتى وإن تحسّنت الأعراض يؤدي إلى حدوث مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية وبالتالي تكرار الإصابة بالعدوى.
الأنابيب الأذنية
عندما يكون المصاب يعاني من حالات مرضية مزمنة، أو تكررت الإصابة بالتهابات الأذن الوسطى ، أو تراكمت السوائل بشكل مستمر داخل الأذن بعد الشفاء من العدوى أو ما يعرف بالتهاب الأذن الوسطى المصحوب بالانصباب فإنّ الطبيب يلجأ إلى إجراء تصريف السوائل من الأذن الوسطى.
يُحدث الجراح ثقباً صغيراً في طبلة الأذن أو ما يعرف ببضع طبلة الأذن، وإدخال أنبوب صغير رفيع في الفتحة المساعدة لتهوية الأذن الوسطى وشفط السوائل المتراكمة ومنع تراكمها، يمكن أن تبقى الأنابيب مكانها وهي مصممة، لذلك فقد تبقى مكانها لمدة تتراوح ما بين 4-18 شهراً ثمّ تسقط من تلقاء نفسها، تصمم أنابيب أيضاً تبقى فترة أطول لكن تحتاج لعلاج جراحي لإزالتها. في الغالب ستغلق طبلة الأذن مرّة أخرى بعد سقوط الأنبوب وإزالته.[2]
أسباب التهاب الأذن الوسطى
أشرنا سابقاً بأنّ التهاب الأذن الوسطى يحدث نتيجة عدوى بكتيرية أو فيروسية بشكل خاص البكتيريا العقدية الرئوية أو البكتيريا المستدمية النزلية وذلك نتيجة انسداد قناتي استاكيوس وهي أنابيب صغيرة تمتد من كل أذن إلى مؤخرة الحلق وهذا يؤدي إلى تراكم السوائل في الأذن الوسطى.
يحدث انسداد قناتي استاكيوس أيضاً نتيجة الأسباب التالية:[3]
- التهاب الجيوب الأنفية.
- الإصابة بالحساسية.
- نزلات البرد.
- تدخين السجائر.
- المخاط الزائد.
- تغيّرات في ضغط الهواء.
- إصابة اللحمية وهي غدد تتموضع على سقف الفم خلف الأنف تساعد على حماية الجسم من الالتهابات، من الممكن أن تنتشر العدوى من هذه الغدد إلى الأجزاء القريبة من قناتي استاكيوس.
كما تزيد بعض العوامل من خطر الإصابة بالتهاب الأذن الوسطى وتتضمن هذه العوامل ما يلي:[3]
- العمر: تحدث التهابات الأذن الوسطى بشكل كبير لدى الأطفال؛ لأن قناة استاكيوس لدى الأطفال قصيرة وضيقة، يشار إلى أنّ 80% من الأطفال يصابون بالتهابات الأذن الوسطى.
- الرضع: تزداد احتمالية إصابة الأطفال الرضع الذين يرضعون بواسطة زجاجات الرضاعة بالتهابات الأذن الوسطى مقارنةً بالأطفال الذين يرضعون رضاعة طبيعية.
- استخدام اللهاية.
- الجنس: يصاب الذكور بالتهاب الأذن الوسطى بنسبة أعلى من الإناث.
- التغيرات في درجة الحرارة.
- الإصابة السابقة بالتهاب الأذن.
- انخفاض الوزن عند الولادة.
- التعرض لدخان السجائر.
أعراض التهاب الأذن الوسطى
عادةً ما تظهر أعراض التهاب الأذن الوسطى بشكل سريع مع اختلافها بالاعتماد على عمر المصاب، فيما يلي توضيح ذلك:[2]
أعراض التهاب الأذن الوسطى لدى الأطفال
تتضمن أعراض التهابات الأذن الوسطى لدى الأطفال الآتي:[2]
- البكاء أكثر من المعتاد.
- التهيج.
- صعوبة في النوم.
- ألم في الأذن وبشكل خاص عند الاستلقاء.
- فقدان التوازن.
- ارتفاع في درجة حرارة الجسم لأعلى من 38°.
- الضغط أو شدّ الأذن.
- الإصابة بالصداع.
- فقدان الشهية.
- نزول سائل من الأذن.
- صعوبة في السمع أو الاستجابة للأصوات.
أعراض التهاب الأذن الوسطى لدى البالغين
من أبرز الأعراض شائعة الحدوث لدى الأفراد البالغين ما يلي:[2]
- مشاكل في السمع.
- ألم حاد في الأذن.
- تصريف سائل من الأذن.
متى يستدعي التهاب الأذن مراجعة الطبيب
على الرغم من أنّ التهاب الأذن الوسطى لا يعدّ حالة مرضية خطيرة وقد يزول من تلقاء نفسه دون الخضوع لأي علاج لكنّه قد يستدعي مراجعة الطبيب وذلك عندما يكون المصاب طفلاً وظهرت عليه الأعراض التالية:[4]
- ارتفاع درجة حرارة الجسم لأعلى من 39°.
- زيادة حدّة الأعراض السابقة سوءاً.
- خروج صديد أو إفرازات من الأذن أو سوائل.
- استمرار أعراض التهاب الأذن الوسطى لما يتراوح بين 2-3 أيام.
- فقدان السمع.
يجب التنبيه لأمرٍ مهم، وهو أنّ هذه الأعراض ليست شاملة لذا لا بُدّ من مراجعة الطبيب بشكل فوري عند ظهور أي عرض غير طبيعي، من المهم أيضاً اتباع أساليب الوقاية بما فيها تلقي اللقاحات كلقاح الإنفلونزا ولقاح المكورات الرئوية، وعدم التدخين، وتنظيف اليدين بشكل جيد، وتجفيف الأذنين جيداً بعد السباحة، وإرضاع الطفل رضاعة طبيعية على الأقل 6 شهور.