طرق علاج مرض السكر بالأدوية والنظام الغذائي
ما هي أفضل طرق علاج مرض السكر؟ وما هو النظام الغذائي الملائم لمريض السكر؟
يعد مرض السكر من أكثر الأمراض المزمنة شيوعاً، الأمر الذي يفرض أهمية علاجه بمنتهى الحرص؛ حتى يتجنب المريض كثير من المضاعفات الناتجة عن إهمال العلاج، فما هي طرق علاج السكر؟
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
ما هو مرض السكر
مرض السكر (بالإنجليزية: Diabetes) هو اضطراب يعكس عدم قدرة الجسم على امتصاص الجلوكوز؛ نتيجة لوجود خلل في إفراز الإنسولين من البنكرياس، أو وجود مقاومة من خلايا الجسم للإنسولين، مما يؤدي إلى ارتفاع نسبة الجلوكوز في الدم، وظهور أعراض مرض السكر. [1]
أنواع مرض السكر هي: [1]
- السكر من النوع الأول: تحدث هذه المشكلة نتيجة لخلل في المناعة الذاتية للجسم، حيث يهاجم الجهاز المناعي البنكرياس ويدمر خلاياه، مما يؤدي إلى فقدانه القدرة على إفراز الإنسولين.
- السكر من النوع الثاني: ينتج هذا المرض عندما لا يفرز البنكرياس القدر الكافي من الإنسولين، أو عندما لا تستجيب الخلايا بشكل طبيعي للإنسولين.
- مقدمات السكر: يمثل هذا النوع المرحلة التي تسبق السكر من النوع الثاني، حيث يعاني المريض من ارتفاع في مستوى الجلوكوز في الدم عن المعدلات الطبيعية، لكنه ارتفاع غير كافي ليتم تشخيص المريض بمرض السكر.
- سكر الحمل: يتطور هذا النوع من مرض السكر عند السيدات في شهور الحمل، ويختفي عادةً بعد الولادة في أغلب الحالات، لكنه يزيد من احتمال إصابة الأم بالسكر من النوع الثاني.
طرق علاج السكر من النوع الأول
يعاني مرضى السكر من النوع الأول من توقف البنكرياس عن إفراز الإنسولين تماماً كما أوضحنا، لهذا السبب يعتمد العلاج في حالتهم على حقن الإنسولين يومياً، يحدد الطبيب الجرعة التي يحتاجها المريض بناءً على وزنه، كما ينبغي أن يضع في اعتباره بعض العوامل المتغيرة من مريض لآخر؛ مثل: طبيعة النظام الغذائي للمريض، والأمراض المصاحبة التي يعاني منها، وقدرته على ممارسة التمارين الرياضية. [2]
يتوفر الإنسولين القابل للحقن على عدة أشكال منها: [1]
- الإنسولين سريع المفعول: يؤخذ قبل تناول الوجبات بخمسة عشر دقيقة، ويستمر تأثيره في الدم من ساعتين إلى أربع ساعات، يعد الجلوليزين (الاسم التجاري: Apidra) من أشهر الأمثلة على هذا النوع.
- الإنسولين قصير المفعول: يستغرق هذا النوع من الإنسولين حوالي 30 دقيقة حتى يصل إلى مجرى الدم، ويستمر مفعوله من ثلاث إلى ست ساعات، ويضم الإنسولين التقليدي (الاسم التجاري: Humulin).
- الإنسولين طويل المفعول: يساعد هذا النوع من الإنسولين على استقرار مستوى السكر في الدم على مدار اليوم، ويستمر تأثيره لمدة تتجاوز 18 ساعة في بعض الأحيان، لا يرتبط استخدام هذا النوع من الإنسولين بالوجبات، بل يتناوله المريض مرة واحدة يومياً، ويعد الإنسولين الجلارجين (الاسم التجاري: Lantus) من أشهر الأمثلة التي تستخدم على نطاق واسع.
يعتمد بعض مرضى السكر على استخدام مضخة الإنسولين المحوسبة (بالإنجليزية: Insulin Pump)، وهي عبارة عن جهاز صغير يُثبت على بطن المريض، يقوم الطبيب ببرمجة هذا الجهاز لتوصيل كمية ثابتة من الإنسولين على مدار اليوم، بالإضافة إلى جرعات إضافية من الإنسولين قبل الوجبات، بناءً على مستوى السكر في الدم. [2]
طرق علاج السكر من النوع الثاني
يمثل تغيير نمط الحياة من خلال فقدان الوزن وتعديل النظام الغذائي جانباً في غاية الأهمية لعلاج السكر من النوع الثاني، إلى جانب ذلك هناك العديد من الأدوية التي تساعد على التحكم في مستوى السكر في الدم بالنسبة لمرضى هذا النوع، يختار منها الطبيب ما يناسب حالة كل مريض، والأمراض المصاحبة التي يعاني منها. [2]
يلجأ الأطباء في بعض الحالات المتقدمة من سكر النوع الثاني إلى الدمج بين الإنسولين والأدوية المخفضة لمستوى الجلوكوز؛ نتيجة لتدهور حالة البنكرياس الخاصة بهؤلاء المرضى، نلقي الضوء في هذا الجزء من المقال على أشهر الأدوية المستخدمة في علاج السكر من النوع الثاني. [2]
الميتفورمين
يعد الميتفورمين (الاسم التجاري: Glucophage) هو الخيار الأول الذي يوصف لعلاج مرضى السكر من النوع الثاني، يساعد هذا الدواء على زيادة حساسية خلايا الجسم للإنسولين، كما يقلل من كمية الجلوكوز التي ينتجها الكبد. [3]
السلفونيل يوريا
تحتوي هذه المجموعة على عدد كبير من الأدوية التي تحفز البنكرياس لإنتاج كميات أكبر من الإنسولين، تراجع استخدام الجيل الأول من أدوية هذه المجموعة؛ نظراً لآثارها الجانبية على القلب، وتستخدم الآن فقط أدوية الجيل الثاني وأشهرها الجليميبيريد (الاسم التجاري: Amaryl). [3]
الميجليتينيدات
تساعد مجموعة الميجليتينيدات (بالإنجليزية: Meglitinides) على خفض مستوى السكر في الدم عن طريق جعل البنكرياس يفرز كميات أكبر من الإنسولين، يعد الناتيجلينيد (الاسم التجاري: Starlix) من أشهر أدوية هذه المجموعة. [3]
مثبطات ألفا جلوكوزيداز
تقلل أدوية هذه المجموعة من امتصاص الجلوكوز من الأمعاء، قبل أن يصل إلى مجرى الدم، عن طريق تثبيط إنزيم الألفا جلوكوزيداز (بالإنجليزية: Alpha Glucosidase) وهو الإنزيم المسؤول عن تكسير الكربوهيدرات إلى جزيئات الجلوكوز الصغيرة التي يمتصها الدم، يعد الميجليتول (الاسم التجاري: Lexicomp) من أشهر هذه الأدوية. [3]
مثبطات DPP-4
تحتوي أجسامنا على هرمون طبيعي يسمى إنكريتين، يحفز هذا الهرمون البنكرياس لإفراز الإنسولين خاصةً بعد تناول الطعام، لكن في بعض الأحيان يتم تكسير الإنكريتين عن طريق إنزيم يسمى DPP-4، لهذا السبب يساعد تثبيط هذا الإنزيم عن طريق بعض الأدوية على رفع مستوى الإنسولين في الدم، تعد مادة السيتاجليبتين (الاسم التجاري: Januvia) من أول الأدوية التي تم اعتمادها في هذه المجموعة. [3]
علاج سكر الحمل
يعد سكر الحمل من أخطر المشكلات التي تهدد بحدوث مضاعفات بالنسبة للأم أو الجنين، لهذا السبب ينبغي التعامل مع هذه المشكلة بمنتهى الحزم، يوصي الأطباء عادةً بتعديل النظام الغذائي الخاص بالسيدات اللاتي يعانين من سكر الحمل كخطوة أولى في العلاج، كما تساعد بعض التمرينات الرياضية البسيطة على التحكم في مستوى السكر في الدم إلى جانب النظام الغذائي. [1]
إذا لم ينخفض مستوى الجلوكوز عند المريضة بعد فترة من المواظبة على هذه الخطوات، أو إذا كانت معدلات الجلوكوز مرتفعة جداً من البداية، يعتمد الأطباء في هذه الحالة على استخدام الإنسولين في العلاج، وهو الخيار الدوائي الوحيد المعتمد في علاج سكر الحمل. [1]
النظام الغذائي لعلاج السكر
يعد النظام الغذائي قاسماً مشتركاً في علاج جميع أنواع السكر، حيث يساعد التوازن بين الكربوهيدرات والدهون والبروتينات في نظامك الغذائي على الحفاظ على استقرار مستوى الجلوكوز في الدم، لهذا السبب يمثل التعرف على مقدار ما تحتاجه من الكربوهيدرات، وما تتناوله فعلياً كلمة السر وراء التحكم في مستوى الجلوكوز في الدم. [2]
إليك بعض الإرشادات التي تساعدك في الوصول على نظام غذائي مناسب لمرضى السكر: [2]
- تقليل الكربوهيدرات والأطعمة الغنية بالدهون، ويفضل الاعتماد على نظام البحر المتوسط.
- تجنب الدهون المتحولة تماماً، وعدم زيادة نسبة الدهون المشبعة عن 7% من النظام الغذائي.
- الاعتماد على الخضروات منخفضة الكربوهيدرات؛ مثل: البروكلي، والقرع، والطماطم، والخيار.
- تناول منتجات الألبان قليلة الدسم أو الخالية من الدسم.
- الإكثار من الأطعمة التي تحتوي على الحبوب الكاملة؛ مثل: الكينوا، ودقيق الشوفان، والأرز البني.
- تجنب الأطعمة المصنعة والوجبات السريعة تماماً.
- محاولة الحصول على البروتينات من المصادر النباتية بقدر الإمكان.
العادات الصحية لعلاج السكر
يعد تغيير نمط الحياة خياراً لا غنى عنه في علاج السكر بأنواعه المختلفة، فما جدوى استخدام أكثر الأدوية فعالية إذا كان المريض مستمراً في بعض العادات الصحية الخاطئة التي ترفع مستوى السكر في الدم. [2]
يوصي الأطباء بهذه الإرشادات إلى جانب الأدوية لعلاج السكر: [2]
- ممارسة التمارين الرياضية لمدة 30 دقيقة يومياً.
- الحد من الانفعال والتوتر العصبي؛ لأنه يؤدي إلى ارتفاع مستوى السكر في الدم.
- الإقلاع عن التدخين؛ لحماية المريض من المضاعفات المحتملة لمرض السكر، والتي يساعد التدخين على زيادة احتمال حدوثها.
- محاولة إنقاص الوزن حتى يصل المريض إلى الوزن المثالي.
- التوقف عن تناول المشروبات الكحولية؛ نظراً لتأثيرها السلبي على صحة الكبد والبنكرياس.
- تناول المكملات الغذائية التي تحتوي على فيتامين ب المركب؛ لحماية المريض من التهاب الأعصاب المصاحب لمرض السكر.
الخيار الجراحي لعلاج السكر
ساعد التطور الطبي على طرح بعض الخيارات الجراحية لعلاج مرض السكر، تعد هذه الخيارات مناسبة لبعض الحالات التي فشلت فيها الأدوية في التحكم في مستوى السكر، تتضمن هذه الخيارات: [4]
- زراعة البنكرياس: تساعد عمليات زراعة البنكرياس على عدم احتياج المرضى إلى الإنسولين بعد العملية، لكنها لا تعد من الإجراءات الطبية السهلة؛ نظراً لاعتماد المريض على الأدوية المثبطة للجهاز المناعي مدى الحياة، وهي من الأدوية التي لها كثير من الآثار الجانبية، لهذا السبب تقتصر زراعة البنكرياس فقط على المرضى الذين لا يمكن التحكم في معدلات السكر لديهم بشتى الطرق الطبية المتاحة.
- جراحات السمنة: لا تعد جراحات السمنة من طرق علاج السكر المباشرة، لكن هناك بعض الأبحاث التي أشارت إلى تحسن معدلات الجلوكوز لدى مرضى السكر من النوع الثاني الذين يعانون من السمنة المفرطة، بعد خضوعهم لعملية تحويل المسار، نظراً لأن فقدان الوزن ساعد على تحسن استجابة خلايا الجسم للإنسولين.
تتضمن طرق علاج السكر العديد من المسارات العلاجية التي تساعد على التحكم في مستوى الجلوكوز في الدم، كما تساعد العادات الصحية وتعديل النظام الغذائي على تعزيز فعالية الأدوية، وتحقيق الأهداف المرجوة من الخطة العلاجية.