صداع حول العين
يعد الصداع من الحالات التي قد تكون بالفعل مرضية، عدا عن كونه قد يحدث نتيجة أسباب بسيطة، كما أنّ الصداع من أكثر الحالات شيوعاً، حيث يمكن أن يتركز الصداع حول وخلف العين، فما هو صداع حول العين؟ وما هي أسبابه؟ وكيف يتم علاجه؟
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
الصداع
الصداع أو وجع الرأس (بالإنجليزية: Headaches) الذي يصيب غالبية الأشخاص لعدة مرات خلال حياتهم، حيث يعد واحد من بين أكثر الحالات شيوعاً في العالم، فقد يصيب ما يقارب 75% من الأشخاص. في هذا المقال سنتحدث عن الصداع حول العين.
يتمثل الصداع بوجود ألم في الرأس أو الوجه بشكل عام، إذ إن الصداع يمكن أن يتركز حول العين، كما يتميز الصداع بأنّ الشخص يشعر بخفقان في الرأس أو الوجه، عدا عن أنّ الصداع قد يكون حاداً يستمر لفترات قصيرة أو يستمر لفترات طويلة، ومن المهم الإشارة إلى أنّ صداع العين بجميع حالاته واحد لكنّ الاختلاف أن الألم قد يكون بجانب، أو خلف، أو حول العين وقد يكون صداع حول العين اليسرى أو اليمنى. [1]
صداع حول العين
في الحقيقة يكون الصداع بالتحديد خلف العينين على أحد الجانبين أو كليهما، كما قد يرافقه حساسية كبيرة تجاه الضوء والصوت، ومن الجدير بالذكر أنّ الصداع حول العين من أنواع الصداع شائعة الحدوث أيضاً، حيث إنه قد يكون ناتجاً عن حالات بسيطة أي غير مرضية أو حالات مرضية.
بالإضافة إلى ذلك يعد صداع حول العين والأنف من أنواع الصداع التي تسبب انزعاجاً كبيراً بالنسبة للمصاب به، مع ذلك لا تعد من الحالات المرضية الخطيرة إذ يمكن علاجها بالعديد من الخيارات. [2]
أسباب صداع حول العين
كما ذكرنا أعلاه من الممكن أن يحدث صداع حول العين اليمنى أو اليسرى نتيجة أسباب بسيطة أو حالات مرضية، بجميع الأحوال تتضمن أسباب الصداع حول العين ما يلي: [3]
إجهاد العين
يمكن أن يتسبب إجهاد العين وإرهاقها، أو ما يعرف بإجهاد العين الرقمي، أو متلازمة رؤية الكمبيوتر، التي تشير إلى مجموعة من الحالات المرضية المتعلقة بالرؤية، حيث لا يشعر الأشخاص الذين ينظرون إلى الشاشات الإلكترونية لفترة طويلة بالراحة، كما يعاني الشخص بالإضافة إلى الصداع حول وخلف العين من جفاف في العيون، وآلام في الرقبة والكتف، والرؤية الضبابية.
كما أنّ هذه الأعراض قد تتحسن بعد الانقطاع عن النظر إلى شاشات الكمبيوتر، علاوة على ذلك قد يحدث إجهاد العين نتيجة التركيز على الشاشات الإلكترونية لفترات طويلة، أو الجلوس في بيئات خافتة الإضاءة. [3]
التهاب الجيوب الأنفية
أو ما يعرف باحتقان الجيوب الأنفية الذي يمكن أن يسبب ألماً حاداً حول وخلف منطقة العينين، ذلك بالاعتماد على مكان التهاب الجيوب الأنفية، كما يمكن أن يسبب التهاب الجيوب الأنفية ألماً وضغطاً في أجزاء أخرى من الوجه بما فيها الوجه والخدان.
بالإضافة إلى الصداع حول العين يصاحب التهاب الجيوب الأنفية التعب والإرهاق، واحتقان في الأنف، والألم الحاد الذي يزداد سوءاً عندما يكون الشخص مستلقياً، أو قد يكون ناتجاً عن وجع في الأسنان العلوية.
علاوة على ذلك فإنّ التهاب الجيوب الأنفية يستغرق ما يتراوح بين 2-3 أسابيع حتى تزول الأعراض، كما أنّ التهاب الجيوب الأنفية قد يحدث نتيجة عوامل تحسسية، أو الإصابة بعدوى فيروسية تؤدي إلى ضغط في الوجه بالتحديد منطقة العيون، كما يمكن أن يحدث نتيجة عوامل بكتيرية أو فطرية، على الرغم من أنه غالباً ما يرتبط بنقص المناعة أي على سبيل المثال الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية. [3]
الصداع النصفي
يعد الصداع النصفي من الحالات المرضية شائعة الحدوث، حيث تصيب ما يقارب 16% من الأشخاص في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث يتركز ألم الصداع النصفي في جانب واحد من الرأس، كما أنه في بعض الأحيان قد يحدث حول وخلف منطقة العين، عدا عن استمراره لفترات طويلة قد تصل إلى ثلاثة أيام.
بالإضافة إلى الصداع النصفي قد يعاني الشخص من الدوخة، والاستفراغ أو الغثيان، والحساسية تجاه الضوء والصوت، وتغيرات في المزاج، والاضطرابات البصرية التي تعرف باسم الهالة.
من الجدير بالذكر أنّ الأطباء لم يحددوا سبباً واضحاً للصداع النصفي إلا أنهم يشيرون إلى أنّ التغيرات في الإشارات العصبية والأوعية الدموية في العين قد تلعب دوراً في حدوثه.
كما أنه تزيد العديد من العوامل من خطر الإصابة بالصداع النصفي، بما فيها قلة النوم، والتغيرات الهرمونية، والعوامل البيئية بما فيها الروائح القوية، أو الدخان، أو الأضواء، بالإضافة إلى الإفراط في تناول المشروبات التي تحتوي على الكافيين، أو التوتر والضغط النفسي بشكل كبير. [3]
الصداع العنقودي
قد يؤدي الصداع العنقودي إلى إصابة الشخص ما بين نوبة إلى ثماني نوبات من الصداع التي تكون قصيرة ومؤلمة على طول الوقت، حيث يكون هذا الصداع مؤلماً، كما أنه يحدث في جانب واحد من الرأس بما في ذلك ألم حول وخلف عين واحدة، عدا عن ذلك يرافق الصداع العنقودي انسداد أو سيلان في الأنف، والتعرق، علاوة على ذلك فإنّه من الشائع حدوث الصداع العنقودي في الفترات الليلية.
كما يشيع حدوث الصداع العنقودي، لكن الأطباء لم يحددوا أسباباً واضحة له كون الدراسات قليلة عليه، لكن يعتقد الباحثون بأنّ الصداع العنقودي أكثر حدوثاً لدى الذكور مقارنةً بالإناث، كما أنّه قد يكون ناتجاً عن عوامل وراثية. [3]
صداع التوتر
يعد صداع التوتر من أكثر أنواع الصداع شيوعاً، حيث يصيب بشكل كبير الإناث مقارنةً بالذكور، كما أنّ الأشخاص قد يعانون مرة أو مرتين من صداع التوتر خلال الشهر الواحد، لكنه قد يستمر لمدة 3 أشهر أو أكثر هذا ما يسميه الأطباء بصداع التوتر المزمن.
في العادة يحدث صداع التوتر حول كلتا العينين مما يؤدي إلى شعور الشخص بالضغط حول الجبهة، كما أنّ صداع التوتر قد يحدث في أي وقت، عدا عن استمراره لما يتراوح بين 30 دقيقة وحتى عدة ساعات، كما أنه في الحالات الشديدة قد يستمر لعدة أيام.
علاوة على ذلك فإنّ هذا النوع من الصداع يحدث نتيجة عدم النوم لفترات كافية، والتوتر العصبي، والنظر إلى الشاشات الإلكترونية لفترات طويلة، بالإضافة إلى حدوث تقلصات عضلية في العنق أو الرأس. [3]
علاج صداع حول العين
يختلف علاج الصداع حول العين باختلاف العامل المسبب له، ذلك بالاعتماد على الفحوصات التشخيصية التي يجريها الطبيب ويحدد العامل المسبب، بجميع الأحوال تتضمن علاجات صداع حول العين الآتي: [3]
- في البداية أن يحدد الطبيب العوامل التي تهيج الصداع حول العين، حيث يمكن أن تتضمن هذه العوامل الإجهاد لذا فإنّ الطبيب يوصي لعلاج صداع حول العين بممارسة تقنيات الاسترخاء، وتمارين التأمل، وممارسة التمارين الرياضية بانتظام.
- يحتاج بعض المصابين في بعض الأحيان تناول الأدوية المسكنة للألم التي لا تستلزم وصفة طبية، مع ذلك لا بد من الانتباه إلى أنّ الإكثار من تناول الأدوية المسكنة قد يكون له آثار سلبية على صحة الجسم.
- يمكن أن يصف الطبيب أدوية الصداع المزمن أي الذي يكون حاداً ومتكرراً، حيث يمكن أن تتضمن هذه الأدوية، الأدوية التي تستخدم لعلاج ارتفاع ضغط الدم، والاكتئاب التي يمكن أن تمنع أيضاً الإصابة بالصداع لكن لا بد من عدم تناولها دون إشراف طبي.
- يمكن أن يلجأ الطبيب إلى إجراءات علاجية أخرى عندما لا يستجيب الصداع للعلاجات السابقة، أو عندما يكون مستمراً ويصاحبه أعراض بما فيها الغثيان، وآلام في الفك، وتغيرات في الرؤية.
كما يوصى بمراجعة المستشفى أو الطوارئ بشكل فوري في الحالات التالية:
- التعرض لإصابة في الرأس.
- الصداع الشديد الذي حدث بشكل مفاجئ.
- ارتفاع حاد في درجة حرارة الجسم.
- الارتباك أو النعاس.
- وجود مشكلة في التحدث.
ختاماً لا بد من الإشارة إلى أن الصداع قد يكون نتيجة أسباب بسيطة لا تستدعي القلق، لكن من الضروري مراجعة الطبيب في الحالات التي أشرنا إليها أعلاه لإجراء فحوصات تشخيصية ومعرفة الأسباب وعلاجها.