أسباب سرطان الشرج وأعراضه وطرق الوقاية منه
ما هي أسباب سرطان الشرج وكيف يمكن تشخيصه وعلاجه؟
لا يعد سرطان الشرج من الأنواع الشائعة التي نراها كثيراً، وعلى الرغم من ذلك أشارت جمعية السرطان الأمريكية إلى أن معدلات الإصابة به في تزايد مستمر في الآونة الأخيرة، فما هي أسباب سرطان الشرج؟ وكيف يمكن علاجه والوقاية من الإصابة به؟
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
ما هو سرطان الشرج
سرطان الشرج (بالإنجليزية: Anal Cancer) هو نوع غير شائع من أنواع السرطان، يحدث عندما تظهر الخلايا السرطانية في منطقة الشرج أو القناة الشرجية، وهي القناة التي تربط بين فتحة الشرج والجزء السفلي من الجهاز الهضمي الذي يطلق عليه المستقيم، وتعد فتحة الشرج هي الجزء المسؤول عن خروج البراز من الجسم. [1]
قد يخلط البعض بين سرطان الشرج وبعض أنواع السرطان الأخرى؛ مثل: سرطان القولون، وسرطان المستقيم، لكن كلاً منهم نوع مستقل بذاته ويختلف في طرق علاجه عن الأنواع الأخرى، وقد ينتشر سرطان الشرج إلى مناطق أخرى بالجسم، كما يمكن أن تتحول بعض الأشكال غير السرطانية من أورام الشرج إلى أنواع سرطانية بمرور الوقت. [2]
أعراض سرطان الشرج
تتشابه أعراض سرطان الشرج في بعض الأحيان مع بعض المشكلات الأخرى في الجهاز الهضمي؛ مثل: مشكلة البواسير، ومتلازمة القولون العصبي، وقد لا يعاني عدد كبير من المرضى بأعراض من الأساس في المراحل الأولى للمرض. من أهم الأعراض الشائعة لمرض سرطان الشرج: [1][2][3]
- حكة الشرج.
- تسرب البراز.
- تغيرات في حركة الأمعاء.
- ظهور ورم عند فتحة الشرج.
- خروج إفرازات من فتحة الشرج.
- نزيف يزيد أثناء حركة الأمعاء.
- الشعور بحاجة مستمرة إلى التبرز.
- تضخم الغدد الليمفاوية في منطقة الشرج أو الفخذ.
أسباب سرطان الشرج
لم يتوصل الأطباء حتى الآن إلى السبب الحقيقي وراء الإصابة بسرطان الشرج، لكن هناك بعض الدراسات التي ترجح ارتباط هذه المشكلة بسببين هما: [4]
- الطفرات الجينية: تتسبب بعض الطفرات الجينية في تحول بعض الخلايا السليمة إلى خلايا غير طبيعية، تتطور هذه الخلايا في أغلب الأحيان، وتنمو بشكل غير طبيعي، وتتحول بمرور الوقت إلى خلايا سرطانية.
- فيروس الورم الحليمي البشري: أشارت بعض الدراسات إلى ارتباط كثير من حالات سرطان الشرج بالإصابة بفيروس الورم الحليمي البشري (بالإنجليزية: Human Papillomavirus).
إلى جانب الأسباب المحتملة، هناك بعض عوامل الخطر التي يٌعتقد أنها تزيد من فرص الإصابة بسرطان الشرج، تضم هذه العوامل ما يأتي:[1][2][3]
- التدخين.
- ممارسة الجنس الشرجي.
- الإصابة بالناسور الشرجي.
- الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية.
- تناول الأدوية المثبطة للجهاز المناعي.
- الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 55 عاماً.
- بعض الأمراض التي تضعف الجهاز المناعي.
- الإصابة ببعض أنواع السرطانات الأخرى؛ مثل: سرطان المهبل، أو سرطان عنق الرحم، أو سرطان القضيب.
تشخيص سرطان الشرج
يتم تشخيص سرطان الشرج في كثير من الأحيان من خلال الإجراءات والفحوصات الروتينية، أو عندما يعاني بعض المرضى من الأعراض الأولية التي تشمل حكة ونزيف من فتحة الشرج. من ضمن الإجراءات الطبية المستخدمة في تشخيص سرطان الشرج: [1][2]
- فحص المستقيم: وخلاله يرتدي الطبيب قفازات يضع عليها بعض مواد التشحيم، ثم يضعها داخل فتحة الشرج؛ حتى يتحقق من وجود أورام، عادةً يكون هذا الإجراء جزءاً من فحص البروستاتا للرجال.
- منظار الشرج: يستخدم الطبيب في هذا الإجراء أنبوباً طويلاً مزود بمصباح؛ حتى يتمكن من رؤية القناة الشرجية بشكل أوضح.
- مسحة الشرج: يعتمد هذا الإجراء على وضع الطبيب قطعة من القطن داخل فتحة الشرج، وتجميع الخلايا حتى يتم تحليلها في المختبر.
- الخزعة: يقوم الطبيب خلال هذا الإجراء بأخذ عينة من الأنسجة غير الطبيعية الموجودة في فتحة الشرج؛ حتى يتم تحليلها في المختبر.
- أشعة الرنين المغناطيسي: يساعد التصوير باستخدام أشعة الرنين المغناطيسي على التقاط صور أكثر وضوحاً للقناة الشرجية، ومن ثم التعرف على مرحلة المرض ومدى انتشاره.
علاج سرطان الشرج
هناك العديد من المسارات الطبية التي يفاضل بينها الأطباء في خطة علاج سرطان الشرج بناءً على بعض العوامل من ضمنها: [3]
- حجم الورم.
- عمر المريض والحالة العامة لصحته.
- درجة السرطان التي وصل إليها المريض.
- احتمال انتشار السرطان إلى مناطق أخرى في جسم المريض.
نلقي الضوء في السطور القادمة من هذا المقال على مزيد من التفاصيل عن طرق علاج سرطان الشرج.
الجراحة
تعد الجراحة خياراً مناسباً لعلاج المراحل المبكرة من سرطان الشرج، خاصةً بالنسبة للأشخاص المصابين بالسرطان في الجزء السفلي من فتحة الشرج، ولم ينتشر إلى المناطق المحيطة بفتحة الشرج، يتمكن الأطباء عن طريق الجراحة من استئصال الأورام الصغيرة جداً، وفي أغلب الحالات لا يحتاج المرضى إلى استكمال خطة العلاج باستخدام الإشعاع أو العلاج الكيميائي. [1][2]
العلاج الكيميائي والإشعاعي
يساعد الجمع بين العلاج الكيميائي والإشعاعي في علاج المرحلتين الثانية والثالثة من سرطان الشرج، وعلى الرغم من الآثار الجانبية لكلا الشكلين من العلاج، إلا أن الجمع بينهما يهدف إلى تعزيز فعالية العلاج بالنسبة للمريض، وتحسين فرص الشفاء. [3]
يتضمن العلاج الكيميائي استخدام بعض الأدوية الكيميائية عن طريق الفم أو الحقن الوريدي؛ حتى تنتشر في أنحاء الجسم، وتساعد على قتل الخلايا السرطانية، يعيب هذا الشكل من العلاج تدمير خلايا الجسم السليمة في بعض المناطق، مما يؤدي إلى بعض الآثار الجانبية؛ مثل: تساقط الشعر، والغثيان، والقيء. [4]
أما بالنسبة للعلاج الإشعاعي فهو يتضمن استخدام أشعة عالية الطاقة؛ حتى تساعد على التخلص من الخلايا السرطانية، تشمل الآثار الجانبية للعلاج الإشعاعي: تلف الأنسجة السليمة القريبة من موضع توجيه الأشعة، والتهاب الجلد، وظهور تقرحات في فتحة الشرج. [4]
الاستئصال البطني العجاني
يلجأ الأطباء إلى هذا النمط الجراحي في حالة عدم استجابة المرضى إلى العلاجات السابقة، أو عند عودة السرطان مرة أخرى بعد الشفاء، ويتضمن الإجراء إزالة القناة الشرجية، والمستقيم، وجزء من الأمعاء الغليظة عن طريق فتح البطن، ثم يتم توصيل الجزء المتبقي من القولون بفتحة صغيرة في البطن، وهي الفتحة التي يستخدمها المريض في خروج الفضلات التي تتجمع في كيس. [4]
العلاج المناعي
يوصي الأطباء باللجوء إلى العلاج المناعي في الحالات التي تعاني من المرحلة الرابعة لسرطان الشرج، ويتضمن العلاج استخدام بعض الأدوية التي تساعد على تقوية الجهاز المناعي؛ حتى يتمكن الجسم من التغلب على الخلايا السرطانية. [1]
الوقاية من سرطان الشرج
لا يوجد حتى الآن إجراء محدد يساعد على الوقاية من سرطان الشرج، لكن هناك بعض الإجراءات التي يٌحتمل أن تقلل من معدل الإصابة به، من ضمن هذه الإجراءات: [2]
- الإقلاع عن التدخين.
- الحرص على تناول جميع جرعات لقاح فيروس الورم الحليمي البشري بين الإناث والذكور الذين تتراوح أعمارهم من 9 إلى 26 عاماً؛ لأنه من ضمن الأسباب التي يٌحتمل أن تسبب المرض.
- ممارسة الجنس الآمن عن طريق بعض الإجراءات؛ مثل: استخدام الواقي الذكري، والامتناع عن ممارسة الجنس الشرجي، وإجراء اختبارات الأمراض المنقولة جنسياً بانتظام.
متى يجب زيارة الطبيب
ينبغي أن ينتبه الأشخاص الطبيعيون إلى بعض الأعراض التي تحتم زيارة الطبيب، من أهم هذه الأعراض: [1]
- تغيرات في حركة الأمعاء.
- ظهور دم في البراز.
- تكرار الحاجة إلى التبرز.
أما بالنسبة لمرضى سرطان الشرج الذين يتلقون علاجاً لمرضهم، فينبغي أن يستشيروا الطبيب على الفور عندما تطرأ بعض الأعراض الخطيرة عليهم؛ مثل: ارتفاع درجة الحرارة، أو الشعور بألم في فتحة الشرج. [1]
يعد سرطان الشرج من الأنواع غير الشائعة التي يقل احتمال الإصابة بها، وهناك العديد من الطرق العلاجية التي يعتمد عليها الأطباء، بناءً على شدة الأعراض، والمرحلة التي وصل إليها المرض.