سرطان الدم
يعد سرطان الدم من الأمراض الخطيرة التي يجب علاجها في أسرع وقت، كما أن بعض أنواعها شائع عند البالغين وكبار السن، والبعض الآخر شائع عند الأطفال، وقسم الخبراء سرطان الدم لعدة أقسام نسبة لنوع الخلايا المصابة وسرعة تقدم المرض، فما هي أنواع سرطان الدم؟ وما هي أسبابه وأعراضه؟ وما هي عوامل الخطر التي تزيد من خطر الإصابة به؟ وما هي العلاجات المتوفرة لهذا النوع من السرطان؟ وما هي مضاعفاته؟
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
ما هو سرطان الدم
سرطان الدم أو المعروف أيضاً باللوكيميا أو ابيضاض الدم (بالإنجليزية: Leukemia) ويبدأ هذا النوع من السرطان في الأنسجة المكونة للدم مثل نخاع العظم، وفي حال الإصابة بسرطان الدم تصبح هذه الأنسجة تنتج عدداً كبيراً من الخلايا غير الطبيعية، وتحدث هذه المشكلة في كريات الدم البيضاء في أغلب الأحيان، مما يؤدي إلى تراكم هذه الخلايا في نخاع العظم والدم. [1]
تصنيف سرطان الدم حسب النوع
يصنف الأطباء نوع سرطان الدم نسبةً لسرعة تطور المرض ونوع الخلايا المصابة.
حسب سرعة تطور المرض
- سرطان الدم الحاد: في هذه الحالة تنقسم خلايا الدم بسرعة ويتطور المرض بسرعة، إذا كان الشخص يعاني من سرطان الدم الحاد فقد يشعر بأعراض المرض خلال أسابيع قليلة، ويعد هذا السرطان من أكثر السرطانات شيوعاً عند الأطفال.
- سرطان الدم المزمن: في هذه الحالة تحتوي خلايا سرطان الدم على سمات كل من الخلايا الطبيعية وغير الطبيعية، ومن الممكن أن تعمل الخلايا غير الطبيعية بالشكل الصحيح، لكن ليس بمقدار الخلايا الطبيعية، وغالباً ما يتفاقم المرض ببطء شديد، وإذا كان الشخص يعاني من سرطان الدم المزمن فقد لا تظهر عليه أي أعراض ملحوظة لسنوات، ويعد هذا النوع من السرطان أكثر شيوعاً عند البالغين وكبار السن. [2]
حسب نوع الخلية
- سرطان الدم النخاعي أو النقوي: ويتطور هذا النوع من السرطان في الخلايا النخاعية، وبالشكل الطبيعي تتطور الخلايا النخاعية الطبيعية إلى خلايا الدم البيضاء، والحمراء، والصفائح الدموية.
- سرطان الدم الليمفاوي: مما يعني أن سرطان الدم تطور من الخلايا اللمفاوية، وبالشكل الطبيعي تتطور الخلايا الليمفاوية إلى خلايا دم بيضاء، والتي تعد جزءاً مهماً من جهاز المناعة في الجسم. [2]
أنواع سرطان الدم
- سرطان الدم الليمفاوي الحاد (بالإنجليزية: Acute lymphocytic leukemia or ALL): يعد هذا النوع أكثر شيوعاً لدى الأطفال والمراهقين ومن هم دون سن الـ 39 عاماً، وحوالي 54% من الحالات الجديدة تحدث لمن هم دون سن الـ 20 عاماً.
- سرطان الدم النخاعي الحاد (بالإنجليزية: Acute myeloid leukemia or AML): وهذا النوع الأكثر شيوعاً من سرطان الدم الحاد، كما أنه أكثر شيوعاً عند كبار السن.
- سرطان الدم الليمفاوي المزمن (بالإنجليزية: Chronic lymphocytic leukemia or CLL): وهذا النوع من السرطان أكثر شيوعاً عند البالغين خاصة عند الذين تزيد أعمارهم عن 65 عاماً، كما أنه أكثر شيوعاً عند الرجال، خاصة الرجال البيض.
- سرطان الدم النخاعي المزمن (بالإنجليزية: Chronic myeloid leukemia or CML): هذا النوع أكثر شيوعاً عند كبار السن والرجال، ونادراً ما يحدث عند الأطفال. [2]
أسباب سرطان الدم
تختلف أسباب سرطان الدم باختلاف نوع السرطان.
سرطان الدم الليمفاوي الحاد
يحدث هذا النوع من سرطان الدم عندما تُطور خلايا النخاع العظمي طفرات في مادتها الوراثية أو الحمض النووي، ويحتوي الحمض النووي على المعلومات التي تجعل الخلايا تعمل بشكلها الطبيعي، حيث يتحكم الحمض النووي بمعدل نمو الخلية ووقت موتها، وفي سرطان الدم الليمفاوي الحاد تعمل الطفرات في هذا الحمض النووي بإعطاء أوامر للخلايا بمواصلة النمو والانقسام. [3]
سرطان الدم النخاعي الحاد
يحدث هذا السرطان بسبب خلل في الحمض النووي الذي يتحكم في نمو الخلايا في النخاع العظمي، مما يسبب إنتاج عدد كبير من كريات الدم البيضاء غير الناضجة بسبب خلايا نخاع العظم غير الطبيعية، وتتراكم هذه الخلايا غير الطبيعية وتحل محل الخلايا السليمة، ويسبب هذا في توقف النخاع العظمي عن العمل بشكل سليم، مما يجعل الجسم أكثر عرضة للإصابة بالعدوى. [4]
سرطان الدم الليمفاوي المزمن
لم يتأكد الأطباء ليومنا هذا سبب حدوث هذا النوع من السرطان، لكن المعروف أنه يحدث بسبب بعض الطفرات في الحمض النووي للخلايا المنتجة للدم، وينتج عن هذه الطفرات خلايا ليمفاوية غير فعالة وغير طبيعية، وتستمر هذه الخلايا الغير طبيعية بالنمو والانقسام عندما تموت الخلايا السليمة، مما يسبب تراكم هذه الخلايا غير السليمة في الدم وبعض الأعضاء. [5]
سرطان الدم النخاعي المزمن
يحدث سرطان الدم النخاعي في معظم الحالات بسبب حدوث خلل في الكروموسوم 9 و 22، حيث تتبادل هذه الكروموسومات جزءاً من الكود الخاص بها، وهذا التبادل للشيفرة يجعل الكروموسوم 22 قصيراً جيداً، ويسمى هذا الكروموسوم القصير بفلادلفيا، وهو موجود في أغلب الأشخاص المصابين بهذا النوع من سرطان الدم.
ينتج هذا الكروموسوم جين يسمى BCR-ABL، ويحتوي هذا الجين على تعليمات تخبر خلايا الدم البيضاء غير الطبيعية بإنتاج الكثير من بروتين التيروزين كيناز، ويعزز هذا البروتين السرطان عن طريق السماح لبعض خلايا الدم بالنمو خارج النطاق الطبيعي. [6] [7]
عوامل خطر الإصابة بسرطان الدم
- التعرض للإشعاع: الأشخاص الذين يتعرضون لمستويات عالية من الإشعاع، مثل الناجين من حادث مفاعل نووي، يتعرضون لخطر الإصابة بسرطان الدم.
- التعرض للمواد الكيميائية: التعرض المطول لبعض المواد الكيميائية مثل: البنزين أو أدوية العلاج الكيميائي معرضون لخطر الإصابة بهذا السرطان، كما أن الأشخاص الذين خضعوا للعلاج الكيميائي أو الإشعاعي لأنواع أخرى من السرطان أكثر عرضة للإصابة بسرطان الدم.
- الجنس والعرق: بعض الفئات العرقية قد تكون أكثر عرضة للإصابة بسرطان الدم، مع أن هذه الاختلافات في المخاطر غير مفهومة ليومنا هذا، حيث أظهر اللاتينيون والقوقازيون مخاطر أعلى من الأمريكيين الأفارقة، كما أن الذكور معرضون لخطر الإصابة بسرطان الدم أكثر من الإناث.
- العمر: يزداد خطر الإصابة بسرطان الدم الليمفاوي والنخاعي المزمن والنخاعي الحاد مع تقدم العمر، حيث إنه أكثر شيوعاً عند البالغين الذين تزيد أعمارهم عن 65 عاماً، أما بالنسبة لسرطان الدم الليمفاوي الحاد فهو أكثر شيوعاً عند الأطفال.
- الجنس: يعد الرجال أكثر عرضة للإصابة بسرطان الدم أكثر من النساء.
- اضطرابات الدم الأخرى: الأشخاص الذين عانوا من اضطرابات أخرى في الدم مثل: كثرة الصفائح، أو تليف النسيج، أو خلل التنسج الخلوي، أكثر عرضة للإصابة بهذا السرطان.
- التاريخ العائلي للإصابة بسرطان الدم: من الممكن أن إصابة أي من الأقارب الدرجة الأولى يزيد من خطر الإصابة بسرطان الدم.
- المتلازمات المورَّثة: هناك بعض المتلازمات المورَّثة التي قد تزيد من خطر الإصابة بسرطان الدم الليمفاوي الحاد، وتشمل:
- متلازمة داون.
- متلازمة كلاينفلتر.
- فقر الدم فانكوني.
- متلازمة بلوم.
- توسع وترنح الشعيرات.
- الورم العصبي الليفي.
- عوامل الخطر الأخرى: وجد العلماء بعض مصادر الخطر الأخرى، وتشمل هذه المصادر ما يلي:
أعراض سرطان الدم
- آلام العظم.
- التعرق المفرط، خاصةً في الليل.
- فقدان الوزن غير المبرر.
- بقع حمراء على الجلد تسمى نمشات.
- النزيف بسهولة.
- حمى أو قشعريرة.
- الإصابة بعدوى بشكل متكرر.
- نزيف الأنف.
- تورم ونزيف اللثة.
- ضيق في التنفس.
- جلد شاحب.
- تضخم العقد اللمفاوية المؤلم في العنق والبطن والفخذ والبطن في حال سرطان الدم الليمفاوي الحاد، وغير مؤلم في حال سرطان الدم الليمفاوي المزمن.
- تضخم الطحال في حال سرطان الدم الليمفاوي.
- تعب أو ضعف أو نقص عام بطاقة الجسم، والذي لا يزول بالراحة.[3] [4] [5] [6]
تشخيص سرطان الدم
الفحص البدني
يتحقق الطبيب من تورم الغدد الليمفاوية، ومن اللثة إذا كانت متورمة أو تنزف، ومن أي كدمات أو طفح جلدي، ومن علامات تضخم الطحال، ومن الأعراض التي يعاني منها المصاب، ومن الممكن أن لا تظهر أي أعراض إذا كان الشخص مصاباً بسرطان الدم المزمن في مراحله الأولى، وقد تكون الأعراض متشابهة ببعض الأمراض الأخرى. [2]
تعداد الدم الكامل
يعمل هذا الاختبار على إعطاء تفاصيل حول خلايا الدم الحمراء، وخلايا الدم البيضاء، والصفائح الدموية، وفي حال كان الشخص مصاباً بسرطان الدم سيكون تعداد الصفائح الدموية وخلايا الدم الحمراء أقل من الطبيعي، وأعلى من الطبيعي لخلايا الدم البيضاء، وقد يكشف هذا الاختبار عن خلايا سرطان الدم. [2]
فحص خلايا الدم
قد يستدعي الفحص أخذ عينات دم أخرى لفحصها لتأكيد الإصابة بسرطان الدم، ولمعرفة نوع خلايا الدم، وشكلها، وفحصها بحثاً عن مواد أخرى تنتجها أعضاء وأنسجة الجسم، وتساعد هذه الاختبارات في تحديد تشوهات الكروموسومات، والواسمات الأخرى الموجودة على الخلايا لتحديد نوع سرطان الدم. [2]
خزعة نخاع العظم
إذا كان عدد خلايا الدم البيضاء لدى المصاب غير طبيعي، سيطلب الطبيب عينة من خلايا نخاع العظم، ويتم هذا الإجراء عن طريق إبرة طويلة لسحب بعض السوائل من النخاع، وغالباً ما يتم أخذ هذه السوائل من منطقة الورك، ثم يقوم المختبر بفحص خلايا الدم التي في السائل تحت المجهر، تساعد خزعة نخاع العظم في تحديد كمية الخلايا غير السليمة في نخاع العظم. [2]
التصوير والاختبارات الأخرى
من الممكن أن يطلب الطبيب فحص الصدر بالأشعة السينية، أو التصوير بالرنين المغناطيسي، أو التصوير المقطعي المحوسب، وإذا كان المصاب لديه أعراض تشير لحدوث مضاعفات سرطان الدم قد يطلب الطبيب إجراء البزل القطني لمعرفة ما إذا كان السرطان انتشر في السائل الشوكي المحيط بالحبل الشوكي والدماغ. [2]
علاج سرطان الدم
يتم علاج اللوكيميا من قبل أخصائي أمراض الدم والأورام، كما يعتمد علاج سرطان الدم على مرحلة السرطان ونوعه، وعلى الحالة الصحية العامة للمريض، والحالات الطبية الأخرى، كما أن سرطان الدم المزمن قد لا يحتاج إلى علاج فوري، لكن علاج سرطان الدم قد يتضمن علاج واحد أو أكثر، وفيما يلي العلاجات المتوفرة لسرطان الدم: [10]
- العلاج الكيميائي: يعتمد هذا العلاج على نوع سرطان الدم، حيث تستخدم أدوية لقتل خلايا سرطان الدم، وقد يتناول المريض نوع واحد من الأدوية، أو مجموعة مختلفة من الأدوية.
- العلاج الإشعاعي: وفي هذا العلاج يتم استخدام إشعاع عالي الطاقة لإتلاف خلايا السرطان ومنع نموها، وقد يتم توجيه الإشعاع على منطقة معينة من الجسم أو على الجسم بأكمله.
- زرع الخلايا الجذعية: وفي هذا الإجراء يتم استبدال نخاع العظم المصاب بنخاع عظم سليم، وقد يكون الاستبدال من جسم المريض ويسمى زرع ذاتي، وإما من متبرع ويسمى زرع خيفي، ويطلق على هذا الإجراء أيضاً عملية زرع نخاع العظم.
- العلاج المناعي أو البيولوجي: وفي هذا الإجراء يتم استخدام علاجات تساعد الجهاز المناعي في التعرف على الخلايا السرطانية ومهاجمتها.
- العلاج الموجه: ويتم استخدام الأدوية التي تستفيد من نقاط الضعف في الخلايا السرطانية، على سبيل المثال دواء إيماتينيب (الاسم التجاري: كارسيميا) وهو دواء موجه ويستخدم بشكل شائع لسرطان الدم النخاعي المزمن.
مضاعفات سرطان الدم
يوجد العديد من المضاعفات المحتملة لسرطان الدم، ويرتبط العديد منها بنقص خلايا الدم البيضاء السليمة، وفيما يلي أهم هذه المضاعفات: [11]
- التهابات شديدة: قد يقلل مستوى انخفاض خلايا الدم البيضاء من قدرة الجهاز المناعي على مقاومة العدوى، حيث إن العدوى البسيطة قد تكون مهددة للحياة، وقد تتطور العدوى مثل: الالتهابات الرئوية، والتهابات المسالك البولية، والتهابات الجلد بسرعة مما يؤدي إلى تعفن الدم والصدمة الإنتانية وهي عدوى غالباً ما يصاحبها انخفاض مستوى ضغط الدم.
- نزيف خطير: يعد النزيف شائعاً عند مرضى سرطان الدم بسبب انخفاض الصفائح الدموية، لكن النزيف في بعض المناطق بالجسم قد يكون مهدداً للحياة، وهذه المناطق تشمل:
- نزيف داخل الجمجمة: قد يؤدي هذا النزيف إلى ظهور سريع لفقدان الوعي، والارتباك.
- النزيف الرئوي: من الممكن أن يؤدي النزيف داخل الرئة إلى ضيق التنفس وسعال الدم.
- نزيف الجهاز الهضمي: قد يؤدي النزيف في الأمعاء والمعدة إلى قيء كميات كبيرة من الدم وانخفاض سريع جداً في ضغط الدم.
متى ترى الطبيب
في حال ظهور الأعراض التي تم ذكرها أعلاه يجب مراجعة الطبيب، حيث إن أعراض سرطان الدم غير مخصصة، فقد تكون مؤشرات لحالة مرضية أخرى، وفي حال ظهور صداع شديد، أو أي أعراض عصبية أخرى، أو التعرق الليلي الغزير، يجب معالجتها ومعرفة السبب في أسرع وقت.
كما أن تورم الغدد الليمفاوية يجب فحصها إذا استمر، حتى لو أعتقد المريض أن التورم له تفسير منطقي، حيث إن سرطان الدم الليمفاوي الحاد عادةً ما يفتقر إلى الأعراض في بداياته. [11]
يوجد أكثر من نوع من سرطان الدم، بعضها قد يتطور ببطء، وبعضها الآخر يتطور بسرعة، وكلما تم تشخيص سرطان الدم مبكراً كانت فرص الشفاء أكبر، لهذا يجب على من يعاني من بعض أعراض سرطان الدم مراجعة الطبيب.