سرطان البروستاتا الأعراض والأسباب
يحتوي جسم الإنسان على العديد من الغدد التي تقوم بوظائف مهمة لضمان استمرارية حياة الإنسان، حيث تعد غدة البروستاتا من أهم الغدد الموجودة لدى الرجال، كما أنّ هذه الغدة قد تصاب بعدة حالات مرضية بما فيها السرطان، فما هو سرطان البروستاتا؟ وما هي أعراضه؟ ولماذا يحدث؟
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
سرطان البروستاتا
سرطان البروستاتا (بالإنجليزية: Prostate Cancer) الذي يعد نوعاً من أنواع السرطانات التي تصيب البروستاتا. في هذا المقال سنتحدث عن سرطان البروستاتا الأعراض والأسباب.
تقع غدة البروستات التي لها شكل وحجم حبة الجوز أسفل المثانة وأمام المستقيم، بالإضافة إلى إحاطة غدة البروستاتا بمجرى البول، كما تعد البروستاتا والحويصلات المنوية جزءاً من الجهاز التناسلي الذكري، حيث تعد الحويصلات المنوية غدتين ترتبطان بكل جانب من جوانبها بغدة البروستاتا.
علاوة على ذلك فإنّ أورام البروستاتا قد تكون حميدة في بعض الأحيان التي من النادر ما تشكل خطراً على حياة الشخص، أو خبيثة أي أورام سرطانية تنتشر في البروستاتا والأعضاء المجاورة منها. [1]
أعراض سرطان البروستاتا
كما هو الحال في جميع أنواع السرطانات لا يتسبب في الغالب سرطان البروستاتا بإظهار أية أعراض في مراحله المبكرة، لكن يمكن الكشف عن سرطان البروستاتا من خلال إجراء الفحوصات الدورية لهذه الغدة، التي تشير إلى وجود التغيرات من بدايتها، مع ذلك تتضمن أعراض سرطان البروستاتا ما يلي: [2]
- ضعف في مجرى البول.
- صعوبة البدء بالتبول والحفاظ عليه بنفس الوتيرة.
- الرغبة المتزايدة في التبول بشكل خاص في الفترات الليلية.
- الألم عند التبول أو خروج السائل المنوي.
- ظهور دم في البول أو في السائل المنوي.
- ألم في منطقة الحوض أو الوركين أو الظهر.
مع تقدم السرطان يمكن أن تظهر أعراض أكثر حدة، ذلك يعتمد على حجم السرطان، ومكان انتشاره في الجسم، بالإضافة إلى الأعراض السابقة قد تتضمن أعراض سرطان البروستاتا في مراحله المتقدمة الآتي:
- التعب والإرهاق.
- آلام في العظام.
- فقدان في الوزن دون أسباب واضحة.
أسباب سرطان البروستاتا
على الرغم من أنّ الأطباء لم يحددوا سبب الإصابة بسرطان البروستاتا بشكل واضح، إلا أنّهم يرجعون ذلك إلى العديد من العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بسرطان البروستاتا، حيث تتضمن هذه العوامل الآتي: [3]
- العمر: تزداد احتمالية الإصابة بسرطان البروستاتا كلما تقدم الرجل في العمر، إذ إنه يصيب في الغالب الأشخاص البالغين من العمر 50 عاماً فما فوق، وفي حالات نادرة قد يصيب الرجال البالغين من العمر 40 عاماً فما دون.
- التاريخ العائلي: يزيد وجود تاريخ عائلي للإصابة بسرطان البروستاتا من خطر إصابة بقية الأفراد.
- العِرق: يعد الأشخاص الأمريكيين من أصل إفريقي أكثر عرضة للإصابة بسرطان البروستاتا.
- التغيرات الجينية.
- السمنة: حيث تعد زيادة الوزن من العوامل التي قد تزيد من خطر الإصابة بسرطان البروستاتا.
- العوامل الحياتية: تتضمن هذه العوامل النظام الغذائي المتبع، والتعرض للمواد الكيميائية التي قد تزيد من خطر الإصابة بسرطان البروستاتا، لكن تشير بعض المصادر إلى أنّ هذه الآثار لا تزال غير واضحة.
علاج سرطان البروستاتا
يعد سرطان البروستاتا من أكثر أنواع السرطانات شيوعاً، كما يتميز بأنّ خلاياه السرطانية تنمو ببطء وتقتصر الإصابة به على غدة البروستاتا، حيث تتراكم الخلايا غير الطبيعية كونها استمرت في النمو بينما تموت الخلايا الطبيعية، مما يؤدي إلى تشكيل ورد يهاجم الأنسجة القريبة منه.
كما يمكن أن تنفصل بعض الأنسجة غير الطبيعية بعد مرور الوقت لتنتقل إلى أجزاء أخرى من الجسم، ومن المهم الإشارة إلى أنّ الكشف عن الإصابة بسرطان البروستاتا كلما كان في أوقات مبكرة كلما زادت فرصة نجاح العلاج، على أية حال تتضمن الخيارات العلاجية لسرطان البروستاتا ما يلي: [4]
الإجراءات الجراحية
قد لا يتم علاج سرطان البروستاتا بالجراحة بشكل فوري، ذلك عندما يكون سرطان البروستاتا منخفض الخطورة أو في مراحله المبكرة، كما أنّه ليس بالضرورة أن تكون هناك حاجة للجراحة بشكل كامل لدى بعض الأشخاص، لكن تحتاج بعض الحالات لذلك، حيث يتم في الإجراءات الجراحية استئصال غدة البروستاتا وبعض الأنسجة المحيطة بها، بالإضافة إلى بعض العقد اللمفية القليلة.
كما يلجأ الطبيب إلى الجراحة في الحالات التي يكون فيها سرطان البروستاتا ضمن هذه الغدة فقط، أي أنّ الخلايا السرطانية لم تنتشر إلى مناطق أخرى من الجسم، كما تتضمن الإجراءات الجراحية عدة خيارات، أحدها أن يُحدث الطبيب شقوقاً في البطن بمساعدة الروبوت، حيث تُرفق الأدوات الجراحية بجهاز روبوت لإدخالها عبر شقوق البطن، كما يستخدم الجراح أدوات تحكم يدوية بهدف تحريك الأدوات الجراحية، وهذه هي الطريقة الشائعة.
من الممكن أن يُحدث الطبيب أيضاً شقاً واحداً في منطقة البطن للوصول إلى غدة البروستاتا وإزالتها بشكل كامل، لكن هذه الطريقة من الجراحة أقل شيوعاً كونها قد تناسب بعض حالات المصابين بسرطان البروستاتا، بجميع الأحوال يقيّم الطبيب حالة المصاب ليعتمد نوع الجراحة الذي سيتم إجراؤه للمصاب. [4]
العلاج الكيميائي
يهدف العلاج الكيميائي إلى قتل الخلايا السرطانية التي تنمو بشكل سريع بالتحديد بطريقة لا يمكن للجسم أن يسيطر عليها، كما يمكن أن يعطي الطبيب العلاجات الكيميائية من خلال الوريد في الذراع، أو قد تكون العلاجات الكيميائية على شكل حبوب منع الحمل أو كليهما.
بالإضافة إلى ذلك يعد العلاج الكيميائي أحد الخيارات العلاجية لسرطان البروستاتا الذي ينتقل إلى أماكن أخرى من الجسم، عدا عن أنه ضروري لعلاج حالات سرطان البروستاتا الذي لم يستجب للعلاج بالهرمونات. [4]
العلاج الهرموني
يهدف العلاج بالهرمونات إلى منع جسم المصاب من إنتاج كميات كبيرة من هرمون التستوستيرون أي هرمون الذكورة، ذلك لأنّ خلايا البروستاتا السرطانية تعتمد على هذا الهرمون كي تنمو، بالتالي عندما يتم قطع إمداد الخلايا السرطانية بهذا الهرمون تموت.
كما تتضمن أدوية العلاج الهرموني الأدوية التي تسمى ناهضات الهرمون المطلق للهرمون الملوتن، أو الهرمون المطلق لموجهة الغدد التناسلية، بالإضافة إلى الأدوية التي تمنع هرمون التستوستيرون من الوصول إلى الخلايا السرطانية، علاوة على ذلك قد يجري الطبيب أيضاً جراحة بهدف استئصال الخصيتين، ذلك لأنّ استئصال الخصيتين يقلل من مستويات هرمون الذكورة بشكل سريع وفوري. [4]
العلاج بالإشعاع
في العلاج الإشعاعي يتم استخدام حزم طاقة عالية القدرة بهدف قتل الخلايا السرطانية، كما يمكن أن تكون هذه الحزم خارجية المنشأ، حيث يتم العلاج الإشعاعي من خلال استلقاء المصاب على طاولة بينما يتحرك الجهاز حول الجسم موجهاً الأشعة السينية أو البروتونات نحو الخلايا السرطانية، عدا عن أنّه في العلاج الإشعاعي يحتاج المصاب إلى البقاء في المستشفى لمدة 5 أيام في الأسبوع وعلى مدار عدة أسابيع.
بالإضافة إلى ذلك يمكن أن يستخدم الطبيب الإشعاع الداخلي الذي يتم من خلال إدخال مصادر مشعة في أنسجة غدة البروستاتا، بالتحديد إدخال بذور مشعة بحجم حبة الأرز تحتوي على الإشعاع، حيث تقوم هذه البذور بنقل جرعات إشعاعية قليلة على مدار فترة زمنية طويلة. [4]
العلاج المناعي
قد يكون الجهاز المناعي لدى المصابين بسرطان البروستاتا عاجزاً عن محاربة الخلايا السرطانية كونها تنتج مواد بروتينية تساعد في الاختباء من الجهاز المناعي، لذا فإنّ العلاج المناعي يعتمد على جهاز المناعي في جسم الإنسان لمحاربة الخلايا السرطانية.
حيث يتضمن العلاج المناعي لسرطان البروستاتا مساعدة خلايا الجهاز المناعي لمعرفة الخلايا السرطانية، ذلك من خلال استخدام بعض أنواع الأدوية، أو من خلال سحب بعض الخلايا وهندستها وراثياً في المختبر، ومن ثم إعادة حقنها في الجسم لمحاربة الخلايا السرطانية. [4]
ختاماً لا يخفى على أحد خطورة سرطان البروستاتا لذا من الضروري مراجعة الطبيب عند ظهور أي عرض يشير إلى وجود مشكلة في البروستاتا لإجراء فحوصات تشخيصية ومعرفة الأسباب وعلاجها.