ما هو مرض ساركوما الأنسجة الرخوة

  • تاريخ النشر: الأربعاء، 16 مارس 2022 | آخر تحديث: الأحد، 18 ديسمبر 2022
مقالات ذات صلة
ما هو الفرق بين مرض الساركوما والكارسينوما؟
الساركوما الوعائية
الساركوما الغضروفية

يتطلع كثير من الأشخاص إلى معرفة الطرق الحديثة لعلاج ساركوما الأنسجة الرخوة بالإضافة إلى معرفة أسباب تطور هذا المرض وأساليب الوقاية منه للمحافظة على سلامتهم وضمان عدم الإصابة بهذا المرض الذي يهدد الحياة، ويجيب هذا المقال عن كثير من الأسئلة حول الساركوما في أنسجة الجسم الرخوة.

فيديو ذات صلة

This browser does not support the video element.

ما هو مرض ساركوما الأنسجة الرخوة؟

يُعد مرض ساركوما الأنسجة الرخوة (بالإنجليزية: Soft tissue sarcoma) واحدًا من الأمراض السرطانية النادرة التي تصيب الدهون والأعصاب والأوعية الدموية والعضلات والأوتار بالإضافة إلى المواد التي تبطن مفاصل جسم الإنسان ومُختلف الأنسجة الرخوة الأخرى، كما أنه من الأمراض التي تصيب الأطفال والبالغين، ويشيع انتشار المرض في كل من الساقين والذراعين والبطن مع إمكانية إصابة جميع أجزاء الجسم التي تحتوي على أنسجة رخوة. [1]  

أنواع ساركوما الأنسجة الرخوة

هُناك عدة أنواع من مرض ساركوما الأنسجة الرخوة، ويزيد عدد هذه الأنواع عن خمسين نوعًا، [1] ومنها ما يأتي: [2]  

  • الساركوما الوعائية: تتشكل الساركوما الوعائية (بالإنجليزية: Angiosarcoma) في كل من الأوعية الدموية والأوعية اللمفية.
  • الساركومة الشبيهة بالظهارة: يبدأ ظهور الساركوما الشبيهة بالظهارة (بالإنجليزية: Epithelioid sarcoma) في الأنسجة الرخوة للجلد، وعادة ما تتشكل في البداية على الأصابع أو الأقدام أو الأيدي أو الأطراف.
  • الساركومة العضلية الملساء: تصيب الساركومة العضلية الملساء (بالإنجليزية: Leiomyosarcoma) العضلات الملساء في جسم الإنسان عادة، ومنها: العضلات الملساء في منطقة البطن.
  • ورم المنسجات الليفي الخبيث: إن ورم المنسجات الليفي الخبيث (بالإنجليزية: Malignant fibrous histiocytoma) واحد من أنواع الساركوما التي تصيب العضلات والأوتار، كما أنها تصيب العظام في حالات نادرة.
  • الورم المتوسطي الخبيث: إذا أُصيبت الأنسجة الرخوية بنوعين فرعيين أو أكثر من أنواع الساركوما؛ فتُعرف هذه الحالة باسم الورم المتوسطي الخبيث (بالإنجليزية: Malignant mesenchymoma) وعادة ما يبدأ ظهورها في منطقة الرأس أو الرقبة أو أطراف الإنسان.
  • الساركوما متعدد الأشكال غير المُتمايزة: تتسم الساركوما متعددة الأشكال غير المتمايزة (بالإنجليزية: Undifferentiated pleomorphic sarcoma) بالسلوك العُدواني تجاه الجسد، وتتميز بسرعة انتشارها في جسم المريض. [3]  
  • الساركوما الشحمية: ينشأ هذا النوع من الساركوما في الأنسجة الدهنية لدى الإنسان سواءً كانت في المَعدة أو الفخذين أو الأماكن الأخرى من الجسد، ولكن الدهون التي تصيبها الساركوما الشحمية (بالإنجليزية: Liposarcoma) موجودة في المَعدة عادة. [3]

سبب تطور ساركوما الأنسجة الرخوة في الجسم

عادة ما تتشكل ساركوما الأنسجة الرخوة في جسم الإنسان دون معرفة السبب الدقيق وراءها إلا أن الأورام الخبيثة المعروفة باسم السرطان تنشأ عن الطفرات التي يتعرض إليها الحمض النووي للخلية مما يجعل الخلايا تنقسم وتتكاثر وتنتشر في الجسم دون السيطرة على ذلك، ويؤدي هذا التكاثر غير الطبيعي إلى الأورام التي تستطيع النمو والانتشار إلى الخلايا الأخرى حتى يغزو المرض أجزاء مختلفة من الجسم. [1]

عوامل تزيد من خطورة الإصابة بمرض ساركوما الأنسجة الرخوة

بالرغم من عدم معرفة سبب الإصابة بمرض ساركوما الأنسجة الرخوة من قبل المختصين في المجالات الطبية حتى الآن إلا أن هُناك العديد من العوامل التي تزيد من خطورة الإصابة بهذا المرض السرطاني، ومنها العوامل الآتية: [4]  

  • علاج السرطانات الأخرى بالإشعاع: يتم الاعتماد على العلاج بالإشعاعات للتعامل مع عدة أنواع من السرطان كسرطان الغدد الليمفاوية وسرطان الثدي، ويزيد هذا العلاج من خطورة إصابة المريض بساركوما الأنسجة الرخوة.
  • الورم العصبي الليفي: تشير الإحصائيات إلى أن نسبة 5% من الأفراد المصابين بالورم العصبي الليفي -وهو ورم حميد- يتعرضون إلى ساركوما الأنسجة الرخوة في نفس الورم العصبي.
  • الوذمة اللمفية المُزمنة: يتطور أحد أنواع الساركوما في الأوعية الليمفاوية ويُعرف باسم ساركومة الأوعية اللمفية، وهو أحد المضاعفات النادرة للإصابة بالوذمة الليمفية المُزمنة.
  • التعرض إلى المواد الكيميائية: ترتفع نسبة الإصابة بأمراض ساركوما الأنسجة الرخوة عند الأشخاص الذين يتعرضون إلى بعض المواد الكيميائية مثل الزرنيخ ومُبيدات الأعشاب ومركبات الديوكسين. [1]

أعراض ساركوما الأنسجة الرخوة

يُمكن أن تتسب الساركوما في الأنسجة الرخوة بظهور الأعراض الآتية: [3]

  • وجود كتلة غير مؤلمة لا يُمكن تحريكها تحت الجلد وزيادة حجمها مع مرور الزمن.
  • آلام المَعدة بالإضافة إلى الإمساك أو الشعور بامتلاء المَعدة، وذلك إذا تشكلت الساركوما في مَعدة الإنسان.
  • السعال ووجود صعوبة في التنفس إذا ظهر الورم قرب رئتي المريض.
  • الغثيان والتقيؤ وفقدان الوزن من غير سبب معروف.
  • التعب غير الاعتيادي والآلام التي تتشكل إذا ضغط الورم على الأعصاب.

طريقة تشخيص ساركوما الأنسجة الرخوة

لا بُد من إجراء التشخيص حتى يستطيع الطبيب معرفة نوع ساركوما الأنسجة الرخوة التي يعاني منها المرض وتحديد الطريقة المُناسبة لعلاج المرض، وتضم القائمة الآتية أبرز الاختبارات لتشخيص الساركوما المذكورة: [5]  

  • الفحص البدني: عند إجراء الفحص البدني يقوم الطبيب بالتحقق من أية علامات تظهر على جسم المريض وتُشير إلى الإصابة بنوع مُعين من أنواع ساركوما الأنسجة الرخوة مثل النتوءات أو الكُتل التي تتشكل على الجلد.
  • الصور الطبية: يُمكن استخدام صور الأشعة السينية أو الاعتماد على تقنية التصوير بالموجات فوق الصوتية أو التصوير بالرنين المغناطيسي ليستطيع مقدم الرعاية الصحية رؤية أعضاء الجسم من الداخل وتشخيص الإصابة بالساركوما.
  • اختبار عينة من الجسم: يأخذ الأطباء عينة من الورم أو الذي يظهر عند المريض أحيانًا ويقوم بفحصه تحت المجهر للتحقق من طبيعة المرض، ويمكن أخذ العينة باستخدام الإبرة أو عن طريق جراحة طفيفة.

علاج ساركوما الأنسجة الرخوة

عادة ما يقوم الفريق الطبي المُختص بتحديد علاج ساركوما الأنسجة الرخوة بالاعتماد على عدة عوامل، وأبرزها: مكان ظهور الساركوما ومدى انتشارها في الجسم وعُمر المريض ومستويات صحته العامة ونوع الساركوما التي يُعاني منها، وفيما يأتي أبرز الطرق المُتبعة لعلاج هذا النوع من الأورام الخبيثة: [6]  

  • العمليات الجراحية: إن العمليات الجراحية لعلاج السرطان بأنواعه وهي أيضاً العلاج الرئيسي للساركوما إذا استطاع الأطباء اكتشافها في وقت مبكر من الإصابة، وتهدف العملية إلى إزالة الورم مع شيء من الأنسجة المُحيطة لضمان عدم تشكله في الجسم مرة أخرى، ويضطر الأطباء إلى بتر جزء من الجسم لعلاج الساركوما أحيانًا.
  • العلاجات الإشعاعية: يتم دعم العمليات الجراحية بالعلاجات الإشعاعية لتعزيز فرصة الشفاء من الساركوما، ويمكن استخدام العلاج الإشعاعي مُنفردًا في بعض الحالات أيضًا للحد من انتشار المرض عند تعذر إجراء الجراحة.
  • العلاج الكيميائي: كثيراً من يتم الاعتماد على العلاجات الكيميائية قبل إجراء العمليات الجراحية لتقليل حجم الورم وتمكين مقدم الرعاية الصحية من إزالته بسهولة، ويُستخدم إلى جانب العلاج الإشعاعي أحيانًا إذا لم يتمكن الأطباء من إجراء العملية الجراحية.
  • استخدام الأدوية: تتمتع بعض أنواع الساركوما بخصائص مُحددة تُمكن الأطباء من استخدام الأدوية المُوجهة لعلاجها، وتكون الأدوية في هذه الحالة أكثر فائدة من العلاجات الكيميائية.

أدوية لعلاج ساركوما الأنسجة الرخوة

تتوفر مجموعة واسعة من الأدوية التي يمكن الاعتماد عليها من قبل الطبيب للتعامل مع أعراض ساركوما الأنسجة الرخوية والقضاء على المرض أو الحد من تقدمه، ومنها: أدوية العلاج الكيميائية مثل دواء دوكسوروبيسين هيدروكلوريد (الاسم التجاري: أدرياميسين)، وكذلك مثبطات التيروزين كينيز مثل دواء إيماتينيب ميسيلات (الاسم التجاري: جليفيك) ودواء بازوبانيب (الاسم التجاري: فوتريينت)، وأدوية العلاج المناعي مثل دواء نيفولوماب (الاسم التجاري: أوبديفو)، ويجب على المرضى عدم استخدام أي من هذه الأدوية دون استشارة الطبيب المُختص. [7]  

التعايش مع علاج ساركوما الأنسجة الرخوة

يستغرق علاج ساركوما الأنسجة الرخوة وقتًا طويلًا ويُمكن أن يتأثر المريض بالعديد من الأعراض الجانبية لعلاجات هذا المرض، وتحتوي القائمة الآتية على عدة من الإرشادات للتعايش مع علاج الساركوما: [3]

  • إذا أثرت العلاجات الكيميائية على شهية المريض؛ فإنه ينبغي التحدث مع مختص التغذية للتحدث معه في هذا الشأن مع ضرورة مُحاولة اتباع نظام غذائي صحي في هذه الفترة.
  • لا بُد من التخطيط الجيد لأخذ قسط وفير من الراحة بعد الانتهاء من جلسات العلاج الإشعاعي التي تُهرق جسد المريض.
  • استشارة مقدم الرعاية الصحية والتزام إرشاداته بعد إجراء العملية الجراحية ليتمكن المرضى من العودة إلى ممارسة الأنشطة اليومية واسترجاع قوة الجسد بعد العملية على نحو أفضل.
  • ممارسة تقنيات تخفيف التوتر مثل تمارين الاسترخاء والتنفس العميق للتخلص من الآثار النفسية التي تنتج عن الإصابة بمرض الساركوما.
  • إنشاء مجموعات الدعم للتواصل مع الأشخاص الذين أصيبوا بالساركوما والحصول على الدعم المُناسب للتعامل مع شعور الإصابة بهذا المرض وعلاجه.

أساليب الوقاية من مرض ساركوما الأنسجة الرخوة

لأجل الحصول على الوقاية من أمراض السرطان بشكلٍ عام، وساركوما الأنسجة الرخوة بشكلٍ خاص، ينبغي على المرء تجنب جميع العوامل التي تزيد من خطورة الإصابة بأمراض الساركوما حتى يقي نفسه من هذا المرض، ومن ذلك: تجنب التعرض إلى الإشعاعات قدر الإمكان، والابتعاد عن المواد الكيميائية مثل مبيدات الأعشاب، ولا بُد من إجراء الفحوصات الدورية إذا كان لدى الشخص ورم ليفي عصبي أو كان يعاني من متلازمة لي فراوميني أو أية متلازمات موروثة، وذلك للحصول على المشورة الطبية بشكل مستمر وضمان اكتشاف المرض في وقت مبكر إذا أصيب الفرد. [8]  

مضاعفات الإصابة بمرض ساركوما الأنسجة الرخوة

يُمكن أن يؤدي مرض ساركوما الأنسجة الرخوة إلى الإصابة بالمضاعفات الآتية: [9]  

  • الضغط على بعض الأجزاء في جسم المريض بسبب الورم، ومن ذلك الضغط على الأمعاء أو الأعصاب أو الأوعية الدموية أو الرئتين.
  • انتشار الساركوما إلى أجزاء أخرى من الجسم ونموها لتشكيل أنواع أخرى في العظام أو المخ أو الكبد أو الرئة، ويشكل ذلك خطورة تُهدد حياة المريض.

نادرًا ما يصاب الإنسان بمرض ساركوما الأنسجة الرخوة إلا أنه واحدٌ من الأمراض السرطانية الفتاكة التي تعرض حياة الإنسان إلى الخطر، ولذلك فإنه يجب على المرء الذهاب إلى الطبيب وإجراء الفحوصات اللازمة عند ظهور أي من أعراض المرض والتزام خطة العلاج التي يقررها الفريق الطبي المختص.

  1. أ ب ت ث "مقال ساركوما الأنسجة الرخوة" ، المنشور على موقع mayoclinic.org
  2. "مقال ما هي الساركوما" ، المنشور على موقع verywellhealth.com
  3. أ ب ت ث "مقال ساركوما الأنسجة الرخوة (للبالغين)" ، المنشور على موقع clevelandclinic.org
  4. "مقال عوامل خطر الإصابة بساركوما الأنسجة الرخوة" ، المنشور على موقع cancer.org
  5. "مقال ما هي ساركوما الأنسجة الرخوة؟" ، المنشور على موقع webmd.com
  6. "مقال أورام الأنسجة الرخوة" ، المنشور على موقع nhs.uk
  7. "مقال شرح ساركوما الأنسجة الرخوة" ، المنشور على موقع verywellhealth.com
  8. "مقال الوقاية من ساركوما الأنسجة الرخوة" ، المنشور على موقع stanfordhealthcare.org
  9. "مقال ساركوما الأنسجة الرخوة (الساركوما العضلية المخططة)" ، المنشور على موقع healthline.com