رعاية المسنين وصيام شهر رمضان
إن رعاية المسنين وصيام شهر رمضان من القضايا الصحية المُهمة؛ فإن التحديات التي يواجهها كبار السن كثيرة عن الرغبة بالصيام، وتستدعي انتباهاً وعناية من جميع أفراد الأسرة حتى يحصل المسن على حاجته اليومية من الغذاء بالإضافة إلى ضمان عدم تعرضه إلى الجفاف أو غير ذلك من المشاكل الصحية أو المضاعفات الجسدية أو النفسية.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
أهمية رعاية المسنين
يتعرض الإنسان إلى العَديد من المشاكل الصحية عندما يتقدم في العُمر، ويشمل ذلك بعضاً من مشاكل الصحة العقلية مثل مرض الزهايمر وفقدان الذاكرة، ولذلك يحتاج المسن إلى المساعدة والرعاية حتى يستطيع العيش بكرامة والتعامل ويتمكن من متابعة الحياة اليومية بسهولة ويُسر، ومن ذلك توفير السُبل التي تضمن عدم سقوط الفرص المُسنّ، وتشجيعه على ممارسة التمارين والأنشطة البدنية بالإضافة إلى متابعة نظام غذاء ونمط حياة صحيين. [1]
إرشادات رعاية المسنين وصيام شهر رمضان
تستدعي حالة المُسنين مزيداً من الرعاية الصحية والجسدية خلال شهر رمضان بسبب الامتناع عن تناول الأطعمة والمشروبات طيلة فترة النهار إذا فضل الشخص المُسن الصيام، وتزداد حاجة الكبار في السن إلى العناية والرعاية عند الإصابة بالحالات الصحية المُزمنة مثل السكري أو الضغط أو أمراض الكلى، وينبغي على أفراد الأسرة من حولهم الاعتناء بحاجتهم وتوفير كافة السُبل التي تضمن راحتهم والمُحافظة على استقرار حالتهم الصحية. [2][3]
تقسيم الطعام على وجبات
إذا أفرط المرء في تناول الطعام؛ فيُمكن أن يتعرض إلى العديد من الاضطرابات في الجهاز الهضمي، ولذلك ينبغي تقسيم طعام كبار السن على وجبات صغيرة الحجم بدلاً من تحضير وجبة واحدة كبير، وذلك لضمان الحد من المشاكل الهضمية بالإضافة إلى تجنب التغيرات المُفاجئة في نسبة سكر الدم وما يتبعها من أعراض. [2]
تنظيم وجبة الإفطار
من الضروري إعداد وجبة الإفطار المناسبة لكبار السن على أن تكون وجبة خفيفة تستطيع توفير الطاقة التي يحتاجها الجسم بسرعة، ويُعد التمر من المأكولات الجيدة لبدء الإفطار، ويمكن كذلك كسر الصيام بتناول المكسرات أو الجوز أو الزبادي غير المُحلى أو الفواكه مثل التين والعِنب بدلاً من تناول التمر لمد الجسم بالطاقة. [2]
تنظيم وجبة السحور
لا تقل وجبة السحور أهمية عن وجبة الإفطار عند الصائمين من الكبار في السن، وذلك لأنها توفر مستويات جيدة من الطاقة التي يطلبها الجسم لمتابعة الأنشطة المُختلفة خلال فترة النهار، وينبغي تجنب السحور في وقت مُبكر؛ لأن الطاقة تنفد في هذه الحالة قبل حلول موعد الإفطار بوقت طويل، وتؤدي إلى الشعور بالضعف أثناء النهار. [2]
الحرص على تناول الخضروات والفواكه
من الضروري تقديم المزيد من الخضروات والفواكه المُغذية إلى المُسنين في شهر رمضان؛ إذ إن هذه الأطعمة تقي الجسم من الإصابة بأمراض القلب وبعض أنواع السرطان إلى جانب توفير الكثير من العناصر الغذائية التي تُسهم في المُحافظة على صحة الجسم، ومنها: الفيتامين والألياف والمعادن، وتكفي لهذه الغاية حصول كبير السن على 5 حصص من الفاكهة والخضار على أن تبلغ الوجبة الواحدة منها 80 غرام. [4]
تناول الأطعمة الغنية بفيتامين بي 12
عادة ما يُواجه الكبار في السن تحدياً للوصول إلى الكمية اليومية المُوصى بها من فيتامين بي 12 الضروري للعديد من الوظائف الحيوية؛ فإنه مُهم لإنتاج خلايا الدم الحمراء والمُحافظة على وظائف الأعصاب، ولذلك تجب مراعاة حصول المسن على كميات كافية من هذا الفيتامين خلال فترة الليل، وهُناك الكثير من الأطعمة الغنية بفيتامين بي 12، وأبرزها: البيض والحليب ومُنتجات الألبان بالإضافة إلى اللحوم والأسماك. [5]
تناول المأكولات الغنية بالحديد
إن نقص الحديد من المشاكل الصحية الشائعة عند المُسنين، ويُمكن أن يؤدي هذا النقص إلى الشعور بالضعف وانخفاض مستويات الطاقة، وربما تزداد فرصة إصابة كبار السن بهذه المشكلة في رمضان نتيجة لعدم تناول الأطعمة الغنية بالحديد كالبيض واللحوم الحمراء والسبانخ، ويجب على أفراد الأسرة توفير هذا النوع من المأكولات على موائد الطعام لتعزيز طاقة الجسم والحد من التعرض إلى فقر الدم. [6]
تعويض السوائل والماء
لا يشعر المُسنون بحاجة أجسامهم إلى الماء في بعض الأحيان، وهو ما يزيد من فرصة تعرضهم إلى الجفاف في شهر رمضان، ويُمكن أن يؤدي الجفاف إلى كثير من المضاعفات الخطيرة مثل انخفاض ضغط الدم أو فشل الكلى، ومن الضروري توفير الكثير من الماء وأنواع السوائل الصحية الأخرى للكبار في السن والتحقق من حصولهم على الكميات المُوصى بها يومياً، ويكفي لهذه الغاية شرب 8 أكواب من المياه كل يوم. [2][7]
تجنب مشروبات الكافيين
عادة ما يوصى بتجنب مصادر الكافيين من المشروبات خلال شهر رمضان بسبب آثارها الصحية السلبية في بعض الأحيان؛ فإن الإكثار من شرب الكافيين يزيد من عدد مرات التبول، وينتهي ذلك بالتعرض إلى الجفاف لكثرة السوائل التي يفقدها الجسم مع البول، ومن الجيد التقليل من الكافيين بشكل تدريجي خلال الأيام التي تسبق شهر رمضان. [2]
تزويد الجسم بالطاقة
يتم توفير الطاقة التي يحتاجها الكبار في السن من خلال وجبتي الإفطار والسحور إلى جانب وجبات الطعام الأخرى في فترة المساء، وينبغي الحد من الأنشطة البدنية التي يقوم بها المُسنون خلال فترة النهار للتقليل من كميات الطاقة التي يفقدها الجسم، وعلى الرغم من ذلك إلا أنه من الضروري القيام ببعض التمارين منخفضة الشدة حتى يحافظ الجسم على نشاطه ويتجنب المرء الخمول. [2]
مناقشة الطبيب في شأن الأدوية
يجب على المسن استشارة الطبيب في شأن مواعيد تناول الأدوية المُختلفة ومدى إمكانية تأخيرها حتى فترة الإفطار التي تمتد بداية من المغرب وحتى طلوع الفجر، وإذا كان في تأخير الأدوية ضرراً على المسن؛ فلا بُد من التفكير بالإفطار خلال النهار لعدم التعرض إلى أية مضاعفات أو آثار صحية سلبية. [2]
أفضل الأطعمة للمسنين في رمضان
يوجد عدد كبير من الأطعمة والمأكولات التي يستطيع المرء إضافتها إلى مائدة الإفطار لمساعدة كبار السن في الحصول على العناصر الغذائية التي يحتاجها الجسم، وفيما يأتي بعضاً منها: [8]
- الكرنب: يتمتع الكرنب بلون أخضر ويتميز بقيمته الغذائية الكبيرة، وأبرزها: اللوتين وفيتامين كيه، ويمكن أن يساعد هذا النوع من الخضار على تقليل مستويات الكوليسترول في الدم إضافة إلى تحسين صحة العيون والعظام والحد من تراكم الدهون على جدران الشرايين.
- الهليون: يستطيع اللايكوبين الموجود في نبات الهليون (بالإنجليزية: Asparagus) التقليل من خطورة إصابة كبار السن ببعض أنواع السرطان، ويحتوي هذا النبات كذلك على فيتامين إيه الذي يُعزز مناعة الجسم ويسهم في تحسين صحة العيون، كما أنه غني بالألياف الضرورية لصحة الجهاز الهضمي.
- السلمون: إن سمك السلمون من المأكولات البحرية المُفيدة للكبار في السن خلال رمضان، وذلك لأنه غني بأحماض أوميغا 3 الدهنية التي تُسهم في تقليل ضغط الدم والحد من خطورة الإصابة بالنوبة القلبية، ويُمكن أن تكون للسلمون فائدة في بناء أغشية خلايا الدماغ والوقاية من مرض الزهايمر.
- الفاصولياء: يُمكن للفاصولياء توفير كثير من المعادن والفيتامينات والمركبات التي يحتاجها الجسم، وأبرزها: الألياف والبروتينات الموجودة في الفاصولياء، وهي كلك غنية بالحديد والبوتاسيوم والمغنيسيوم، وتساعد في تقليل الكولسترول، ويفضل اختيار الأنواع الجافة غير المُعلبة أو الأنواع المعلبة قليلة الصوديوم. [9]
- جبن قريش: يبدأ الجسم بفقد كثافة العظام بعد بلوغ سن 35 عاماً، ويمكن لهذا النوع من الأجبان تعزيز صحة العظام والمُحافظة على كثافتها بسبب محتواه المُرتفع من الكالسيوم وفيتامين د. [9]
تأثير صيام رمضان على المسنين
أظهرت إحدى الدراسات فعالية الصيام خلال شهر رمضان في تحسين نوعية الحياة عند كبار السن[10]، ويُمكن أن يساعد صيام كبار السن في تقليل ضغط الدم وانخفاض مستويات الكوليسترول الضار بالإضافة إلى تحسين الذاكرة حسب بعض الدراسات التي أُجريت على الحيوانات[11]، ولكن هُناك الكثير من المَخاطر المُحتملة والتأثيرات السلبية للصيام على كبار السن الذين يُعانون من بعض المشاكل الصحية في حالة عدم الالتزام بتعليمات الطبيب، وكذلك تزداد فرصة الإصابة بالجفاف إذا لم يحصل الجسم على السوائل الكافية، كما أن عدم قدرة المسنين على الصيام تؤثر بشكل سلبي على حالتهم النفسية أيضاً. [2][3]
نصائح مهمة للمسنين في رمضان
على المسنين الابتعاد عن العديد من العادات التي تؤثر على حالتهم الصحية بشكل سلبي في شهر رمضان، ومنها: قلة النوم؛ إذ إن للنوم دوراً مُهماً في تعزيز صحة القلب والأوعية الدموية عند كبار السن، وكذلك يجب على هذه الفئة من الصائمين الإقلاع عن التدخين وتجنب الإجهاد النفسي واتباع النظام الغذائي الصحي الغني بالعناصر المُهمة للجسم التي يحتاجها الجسم. [11]
تغييرات الجسم في سن الشيخوخة
هُناك الكثير من التغيرات التي تظهر على جسم الإنسان عند التقدم في العُمر والوصول إلى مرحلة الشيخوخة، ومنها: انخفاض القدرة على حل المشكلات واستغراق وقت أطول للاستجابة ورد الفعل، وكذلك التغيرات التي تطرأ على الذاكرة ومواجهة الصعوبة في سماع الأصوات، ويُمكن أن يتعرض الإنسان إلى عدة أمراض مُختلفة في هذه الفترة؛ إذ إن 92% من كبار السن لديهم حالة صحية مُزمنة واحدة على الأقل، ومنها: داء السكري وأمراض السرطان وأمراض القلب. [12]
لا شك بأن رعاية المسنين ضرورية في شهر رمضان حتى يتمكنوا من الحصول على جميع العناصر الغذائية التي يحتاجونها لاستقرار حالتهم الصحية والمُحافظة على النشاط البدني والطاقة المطلوبة لمُتابعة الأنشطة اليومية الضرورية دون مُواجهة أية صعوبات، ويجب على كبار السن استشارة الطبيب للمساعدة على اتخاذ القرارات المُناسبة في شأن الصيام عند الحاجة إلى ذلك.