ذات الرئة (الالتهاب الرئوي)
يتعرض جسم الإنسان دوماً للإصابة بأمراض ناتجة عن غزو الكائنات الممرضة المحيطة بنا والتي تنتظر فرصة للهجوم. ولا شك أن الجهاز التنفسي بقسميه العلوي (الأنف –البلعوم –الحنجرة –الرغامى) والسفلي (القصبات –القصيبات –الأكياس الهوائية الرئوية أو الأسناخ) هو أكثر أجهزة الجسم تماساً مع الكائنات الممرضة، الأمر الذي يجعله الأكثر عرضة للعدوى بها، ولعل أحد أكثر الأمراض التنفسية انتشاراً هو ذات الرئة (الالتهاب الرئوي).
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
ذات الرئة والعوامل المسبب لها
ذات الرئة هي عدوى تسبب حالة التهابية على مستوى الأكياس الهوائية في الرئتين (وهي حويصلات في نهاية الطريق التنفسي يمر عبرها الأوكسجين من الهواء إلى الدم)، تمتلئ في هذه الحالة الحويصلات الهوائية بالسوائل سواء كانت قيحاً أو ماءً مما يعيق استخلاص الأوكسجين من الهواء وطرح ثنائي أكسيد الكربون فيه، وصعوبة التنفس المترافقة مع الحمى والقشعريرة ويمكن أن تسببها العديد من العوامل الممرضة:
- ذات رئة فيروسية.
- ذات رئة جرثومية أو شبيهة الجرثومية.
- ذات الرئة الفطرية.
تتراوح شدة وخطورة الإصابة بذات الرئة بين المتوسطة والمهددة للحياة، وتكون أكثر خطورة عند الأطفال ولاسيما الصغار منهم وكبار السن ذوي الأعمار الأكبر من65 سنة، والأشخاص ذوي المناعة الضعيفة والمشاكل الصحية الأخرى. [1].[2]
شاهدي أيضاً: هذا ما يحدث لجسمك عند الإصابة بكورونا!
أنواع ذات الرئة وتصنيفها
تصنف ذات الرئة تبعاً للعامل المسبب ومكان التقاط العدوى، ومن هنا نجد أنها تقسم إلى:
ذات رئة مكتسبة من المجتمع:
يلتقط الإنسان العدوى بها من التعامل المباشر وغير المباشر مع الناس في محيطه، وبدوره يقسم هذا النمط إلى أنواع وهي:
-
ذات رئة جرثومية: ويعد أشيع مسبب لها جراثيم العقديات الرئوية. هذا النمط من ذات الرئة قد يحدث منفرداً (غير مرافق لغيره من الأمراض) أو بعد الإصابة بالإنفلونزا أو نزلات البرد. غالباً ما تحدث الإصابة بفص واحد (جزء واحد من الرئة) و تدعى في هذه الحالة ذات الرئة الفصية، كما يمكن لجراثيم أخرى أن تسببها كجراثيم المستدميات النزلية أو العنقوديات الذهبية.
- ذات الرئة بعوامل تشبه الجراثيم: تسببها المتفطرات الرئوية (كائنات حية دقيقة تشبه الجراثيم لكن تختلف عنها ببعض الصفات البنيوية والوظيفية). عادة ما تكون الأعراض الناتجة عنها أخف من باقي أنواع ذات الرئة فهي عادة لا تتطلب الراحة في السرير.
- ذات الرئة الفيروسية: بعض الفيروسات التي تسبب الإنفلونزا أو نزلات البرد قد تُحدث ذات رئة. تكون الفيروسات أشيع مسبب لذات الرئة عند الأطفال بعمر أقل من 5 سنوات، وغالباً ما تكون ذات الرئة الفيروسية متوسطة الشدة لكن في بعض الحياة قد تصبح شديدة الخطورة.
- ذات الرئة الفطرية: هذا النمط شائع عند الأشخاص المصابين بأمراض مزمنة أو الذين يعانون من مشاكل مناعية تضعف جهازهم المناعي أو الذين استنشقوا كميات كبيرة من هذه الكائنات الفطرية التي غالباً ما توجد في التراب أو فضلات الطيور.
- ذات الرئة المكتسبة من المشفى: يصاب بعض المرضى بذات الرئة خلال إقامتهم في المشفى لأسباب أخرى غير تنفسيةـ وهذا النوع من ذات الرئة يمكن أن يكون خطيراً جداً لأن الجراثيم المسببة لها (جراثيم المشفى) أكثر مقاومة للصادات المستخدمة في علاجها كما أن الأشخاص الذين يصابون بها هم بالأساس مرضى، ومن هنا يتضح أن المرضى الموضوعين على أجهزة التهوية الآلية (أجهزة التنفس الاصطناعي) والذين غالباً ما يكونون في العناية المشددة يملكون خطورة عالية للإصابة بهذا النمط من ذات الرئة.
- ذات الرئة الاستنشاقية: تحدث عندما يستنشق الشخص مادة ما تسبب له التهاباً على مستوى الرئتين مثل (الطعام –الشراب –القيء –اللعاب). يكون استنشاق هذه الأشياء أكثر احتمالاً وتوارداً عند وجود مشكلة تؤثر على المنعكسات الطبيعية التي تمنع حدوث الاستنشاق (الإصابات الدماغية –مشاكل البلع –الإفراط في تناول الكحول والمخدرات). [1].[2]
أعراض الإصابة بذات الرئة
يمكن أن تظهر الأعراض فجأة خلال 24 إلى 48 ساعة أو أن تتطور ببطء على مدى عدة أيام، وتتضمن:
الأعراض الشائعة لذات الرئة:
- سعال قد يكون جاف (خالٍ من المفرزات أو المخاط) أو منتج لقشع (مخاط) أصفر أو أخضر أو بني أو مدمى.
- صعوبة التنفس، حيث يكون التنفس سريعاً وسطحياً. وقد يشعر المريض بضيق التنفس حتى عند الراحة.
- الحرارة العالية والتعرق والقشعريرة.
- فقد الشهية.
- الشعور بالإنهاك والتعب الدائم.
- الألم الصدري الذي غالباً ما يزداد بالتنفس والسعال.
الأعراض الأقل شيوعاً:
- نفث الدم (السعال الذي يخرج معه دم).
- الصداع والتعب.
- الألم العضلي والمفصلي.
- الوزيز (صوت يصدر عند وجود تضيق في الطرق التنفسية السفلية كالقصبات والقصيبات)اضطرابات الوعي والتوجه (التوجه للزمان والمكان والأشخاص هي من علامات الوعي وإدراك المحيط) خاصة عند المتقدمين بالسن. [1]
علاج ذات الرئة
يتضمن علاج ذات الرئة القضاء على العدوى وتجنب الاختلاطات وذلك بإعطاء:
- المضادات الحيوية المناسبة للعامل الممرض في حال كان جرثومي.
- الأدوية المهدئة للسعال: على الرغم من أن السعال وسيلة للتخلص من المفرزات داخل الرئتين، إلا أن علاج ذات الرئة غالباً ما يشتمل على أدوية مهدة للسعال لتوفير الراحة للمريض.
- خافضات الحرارة ومسكنات الألم: مثل الإيبوبروفين والأسبيرين.
يتطلب علاج ذات الرئة أحياناً قبولاً في المشفى في الحالات التالية:
- إذا كان عمر المريض أكثر من 65 سنة.
- خلل في وظيفة الكليتين أو اضطرابات الوعي.
- انخفاض الضغط والنبض الشديد.
- تسرع التنفس لما هو أكثر من 30 مرة بالدقيقة.
- في حال الحاجة للمساعدة على التنفس من قبل أجهزة التنفس الاصطناعي. [2]
الاختلاطات والمضاعفات الناجمة عن ذات الرئة
حتى مع العلاج المناسب يحدث عند بعض المرضى اختلاطات لذات الرئة خصوصاً من يملكون عوامل خطورة لذلك، منها:
- إنتان الدم: ويحدث فيه انتقال للجراثيم من الرئتين إلى الدم ومن ثم لأعضاء أخرى مما يسبب استجابة مناعية شديدة مؤدية في النهاية إلى فشل أعضاء متعدد.
- الرئوي المزمن: يحدث عندما تكون إصابة الرئتين شديدة، مما ينتج عنه أذية رئوية غير قابلة للتراجع مع تطبيق العلاج.
- انصباب الجنب: وهو تجمع السوائل في جوف الجنب (جوف داخل الصدر يحيط بالرئتين). [1].[2]
الوقاية من الإصابة بعدوى الالتهاب الرئوي
- أخذ اللقاحات المتوفرة لذات الرئة وبخاصة الجرثومية، وينصح بذلك خصوصاً كبار السن فوق 65 سنة والأطفال الصغار.
- اتباع قواعد النظافة الشخصية مثل غسل اليدين وتجنب لمس الوجه قدر الإمكان.
- التوقف عن التدخين لكونه يؤذي الرئتين ويضعف دفاعاتها ضد العوامل الممرضة، وهو أحد أهم سبل الوقاية.
ختاماً.. تعتبر الإصابة بالالتهاب الرئوي شائعة جداً، إلا أنها قد تتحول إلى مرض مهدد للحياة عند إهمال أعراضها أو معالجتها بشكل ناقص، كما إن الالتزام بطرق الوقاية خصوصاً في موسم الشتاء يعد أمراً فاعلاً في تقليل احتمال العدوى.
المصادر
[1]مقال ذات الرئة الأعراض والعلاج منشور على موقع healthline.com
[2] مقال ذات الرئة الأعراض والأسباب منشور على موقع mayoclinic.org