دور خفض ضغط الدم بالحد من مخاطر الخرف
تعرف على دور ضغط الدم في الإصابة بالخرف وكيف يؤثر خفض الضغط على الوقاية من أمراض الخرف
يعد ارتفاع ضغط الدم أحد عوامل الخطر للضعف الإدراكي والخرف بجانب الأضرار الأخرى لضغط الدم المرتفع مثل مشكلات القلب وغيرها، لنتعرف في هذا المقال على دور خفض ضغط الدم بالحد من مخاطر الخرف
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
ارتفاع ضغط الدم
ضغط الدم يشير إلى قياس ضغط أو قوة دفع الدم تجاه جدران الأوعية الدموية، في حال ارتفاع ضغط الدم فهذا يعني أن الضغط على جدران الأوعية الدموية في جسمك مرتفع للغاية باستمرار، ويُطلق على ارتفاع ضغط الدم "القاتل الصامت" لأنه يؤدي إلى أضرار مستمرة دون أن تشعر به، وقد يؤدي عدم علاج وتخفيض ضغط الدم المرتفع إلى عدة مخاطر أبرزها ما يلي:
- النوبات القلبية.
- الخرف.
- السكتات الدماغية.
- أمراض الأوعية الدموية.
- أمراض الكلى مثل الفشل الكلوي.
- أضرار في العين.
- أضرار صحية أثناء الحمل.[1]
ما هو الخرف
الخرف مصطلح عام يشمل مجموعة من الحالات المتشابهة التي تؤثر على الدماغ، وغالباً ما تظهر في سن أكبر وتؤثر على ذاكرة الشخص، ومهارات حل المشكلات، والقدرة على رعاية نفسه، ويعد مرض ألزهايمر هو أكثر أنواع الخرف شهرة لكنه ليس النوع الوحيد.
نتائج الإصابة بالخرف
تؤثر جميع أنواع الخرف على وظائف المخ ويمكن أن تؤدي إلى المشكلات الإدراكية التالية:
- الذاكرة: الأشخاص المصابون بالخرف يتعرضون إلى نسيان الأحداث أو المحادثات الأخيرة، ويواجهون صعوبة في تذكر كيفية القيام بالمهام الأساسية أو التعرف على الأشخاص والأحباء.
- أنشطة الحياة اليومية: قد يجد الأشخاص المصابون بالخرف صعوبة متزايدة في أداء المهام اليومية أو البقاء منظمين مثل نسيان الموعد أو الأمور المالية وصولاً مشاكل أكثر في أداء المهام الأساسية مثل الاستحمام وارتداء الملابس.
- التفاعلات الاجتماعية: يؤثر الخرف على تجربة الشخص في البيئات الاجتماعية، ويؤدي إلى العزلة والانسحاب الاجتماعي.[2]
عوامل تزيد من خطر الإصابة بالخرف
تختلف أسباب الإصابة بالخرف لكن هناك بعض العوامل الشائعة التي تزيد من خطر إصابة أي شخص بالخرف وهي ما يلي:
- العمر: العمر فوق 65 هو أكبر عامل خطر للإصابة بالخرف، لكن يمكن أن يحدث الخرف للأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 65 عامًا، وهذا ما يسمى "الخرف المبكر".
- الجنس: من المرجح أن يصيب مرض باركنسون الذكور، ويحدث مرض ألزهايمر بمعدل متزايد عند الإناث.
- العرق: الأشخاص السود والإسبان أكثر عرضة للإصابة بمرض ألزهايمر.
- الوراثة: ترتبط بعض أنواع الخرف بجينات معينة، قد تزيد العديد من الجينات المختلفة من خطر الإصابة بمرض ألزهايمر.
- مرض الأوعية الدموية الدماغية: أي شيء يؤثر على تدفق الدم في الدماغ يمكن أن يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بالخرف؛ مثل: مرض السكري، وارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم، وارتفاع ضغط الدم.
- الصحة العقلية: تم ربط الأمراض النفسية مثل الاكتئاب بزيادة خطر الإصابة بالخرف.
- استخدام المواد المخدرة: تم ربط كل من تعاطي الكحول والتبغ والمخدرات بزيادة خطر الإصابة بالخرف.[2]
تأثير ارتفاع ضغط الدم على وظائف المخ
هناك العديد من الآليات التي يؤثر بها ارتفاع ضغط الدم على الدماغ، حيث يؤدي إلى إجهاد الشرايين بشكل كبير بمرور الوقت وهذا بدوره يؤدي إلى زيادة سمك جدار الشرايين وتيبسها وتضييقها ويُسمى بتصلب الشرايين.
الدهون الموجودة في الدم تساهم في تطور تضيق الشرايين، كما يمكن أن يحدث هذا الضيق في الشرايين في الدماغ مما يتسبب في نقص العناصر الغذائية الأساسية والأكسجين، ويؤدي إلى تلف خلايا الدماغ ومنعها من العمل بشكل صحيح.
ارتفاع ضغط الدم هو أيضًا أقوى عامل خطر للإصابة بالسكتة الدماغية، والسبب الأكثر شيوعًا للسكتة الدماغية هو انسداد الشرايين في الدماغ وينتج نصفها عن تصلب الشرايين، والسبب الآخر المهم للسكتة الدماغية هو انفجار أحد الشرايين في الدماغ مما يسبب ما يعرف بالسكتة الدماغية النزفية، ويتسبب كلا النوعين من السكتات الدماغية في موت خلايا الدماغ الذي يمكن أن يؤدي إلى الإصابة بالخرف الوعائي المرتبط بالسكتة الدماغية أو ما بعد السكتة الدماغية.[3]
ارتفاع ضغط الدم والخرف
أظهرت الدراسات البحثية طويلة المدى أن ارتفاع ضغط الدم في منتصف العمر هو عامل رئيسي يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بالخرف في وقت لاحق من الحياة، وخاصة الخَرَف الوعائي، كما تسلط هذه النتائج الضوء على أن اتباع أسلوب حياة صحي مدى الحياة هو أفضل طريقة لتقليل خطر الإصابة بالخرف.
وفقًا لتقرير الزهايمر العالمي لعام 2014 أظهرت دراسات متعددة تابعت مجموعات كبيرة من الأشخاص لمدة 15-40 عامًا أن الأفراد الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم في منتصف العمر أي الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 40 و 64 عامًا كانوا الأكثر احتمالية بالإصابة بالخرف الوعائي في وقت لاحق من الحياة، ويعد الخرف الوعائي ثاني أكثر أشكال الخرف شيوعًا بعد مرض الزهايمر، وهو ناتج عن انخفاض تدفق الدم إلى الدماغ، مما يحرم خلايا الدماغ من الأكسجين والمواد المغذية التي تحتاجها لتعمل بشكل صحيح.
على الرغم من هذه الصلة الواضحة بين الخرف الوعائي وارتفاع ضغط الدم، فإن نتائج التجارب حول ما إذا كان خفض ضغط الدم يمكن أن يمنع الخرف لم تكن حاسمة حتى الآن.[3]
هل خفض ضغط الدم يمنع الإصابة بالخرف
خفض ضغط الدم يقلل من خطر الإصابة بالخرف لأنه يقلل من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية وليس ارتفاع ضغط الدم في حد ذاته هو ما يسبب ضعف الإدراك، وتكون السكتات الدماغية صغيرة جدًا لدرجة أن الشخص لا يعرف حتى إنه مصاب بها، لكن حدوث عدة سكتات دماغية وتطورها سيزيد بشكل كبير من خطر الإصابة بالخرف.
يشمل الإدراك التفكير، والذاكرة، واللغة، والانتباه والقدرات العقلية الأخرى، وأدرك الباحثون منذ سنوات عديدة أنه إذا كنت تعاني من ارتفاع ضغط الدم، فأنت أكثر عرضة للإصابة بضعف الإدراك والخرف، مع ذلك لمجرد أن ارتفاع ضغط الدم هو عامل خطر للإصابة بالخرف، فهذا لا يعني بالضرورة أن خفض ضغط الدم المرتفع سيقلل من مخاطر إصابتك لأن معظم المصابين بالخرف ليس لديهم سبب واحد فقط هو ما أدى إلى الخرف بل مشكلتين أو حتى ثلاث مشاكل مختلفة في الدماغ تسبب ضعفهم الإدراكي وتؤدي إلى تدهور وظائفهم.[4]
ضغط الدم الأمثل لصحة الدماغ
يكون الأشخاص أقل عرضة للإصابة بضعف إدراكي خفيف إذا كان ضغط الدم الانقباضي لديهم أقل من 120 ملم زئبق مقارنة بالحالات التي تتراوح بين 120 و 140 ملم زئبق، بالتالي من أجل صحة الدماغ من الأفضل الحفاظ على ضغط الدم الانقباضي أقل من 120 ملم زئبق على الأقل وذلك وفقًا لدراسة سبرينت مايند (SPRINT-MIND)، كما يفضل ممارسة التمارين الهوائية، واتباع نظام غذائي صحي مثل حمية البحر الأبيض المتوسط، والحفاظ على وزن صحي، وإضافة الأدوية والمكملات الغذائية التي يصفها لك الطبيب. [4]
نصائح لخفض ضغط الدم
يمكنك خفض ضغط الدم المرتفع أو تقليل خطر الإصابة به في حال اتباع النصائح التالية:
الطعام الصحي وتقليل الملح
النظام الغذائي الصحي هو خطوة رئيسية في خفض ضغط الدم ويجب أن يشمل نظامك الغذائي الفاكهة والخضروات والحبوب الكاملة، مثل اتباع نظام DASH الغذائي القليل في محتواه من الصوديوم.
يوصي الأطباء بخفض الملح في نظامك الغذائي بمقدار أقل من 1500 ملليغرام من الصوديوم يوميًا (يساوي حوالي ملعقة صغيرة) لمنع ارتفاع ضغط الدم، واستبدال الملح بالأعشاب والتوابل لإضافة النكهة للطعام، كما يجب تجنب الأطعمة السريعة التي تحتوي على الكثير من الصوديوم.[1]
الحفاظ على وزن صحي وممارسة الرياضة
زيادة الوزن تزيد من ضغط الدم لذلك فقدان الوزن الزائد باتباع نظام غذائي صحي، وممارسة الرياضة سيساعد على خفض ضغط الدم إلى مستويات صحية، كما أن الأنشطة البدنية البسيطة مثل المشي يومياً يمكن أن تخفض ضغط الدم ومن الوزن الزائد أيضاً، لذلك إذا كنت ترغب في حماية جسمك في الأمراض يجب القيام بأنشطة بدنية مثل تمارين رياضية منزلية يومياً بانتظام للحصول على أفضل النتائج في تحسين الصحة.[1]
يمكن أن يؤدي ارتفاع ضغط الدم غير المنضبط إلى زيادة خطر الإصابة بالتدهور المعرفي أو الخرف وكذلك أمراض القلب والأوعية الدموية، لذلك من الضروري تحديد وعلاج ارتفاع ضغط الدم غير المنضبط من خلال تغييرات نمط الحياة واستشارة الطبيب لوصف الأدوية.