دراسة تؤكد: خطر الإصابة بالخرف يزيد إن كنت تعيش مع ألم مزمن
أكدت دراسة جديدة أن الألم المزمن، مثل التهاب المفاصل أو آلام الظهر والذي يستمر لأكثر من ثلاثة أشهر، يزيد من خطر الإصابة بالتدهور المعرفي والخرف.
ووجدت الدراسة أن الخطر يرتفع مع زيادة عدد مواقع الألم في الجسم. الحُصين وهو بنية دماغية مرتبط ارتباطًا وثيقًا بالتعلم والذاكرة، كان حجمه أصغر بأربع مرات تقريبًا لدى الأشخاص الذين يعانون من الألم في خمسة مواقع أو أكثر من الجسم مقارنةً بأولئك الذين يعانون من اثنين فقط.
قال الباحث في مرض ألزهايمر الدكتور ريتشارد إيزاكسون وطبيب الأعصاب الوقائي "سؤال الناس عن أي حالات ألم مزمن والدعوة إلى رعايتهم من قبل أخصائي، قد يكون عامل خطر قابل للتعديل ضد التدهور المعرفي الذي يمكننا معالجته بشكل استباقي".
انخفاض الإدراك مع الألم
حللت الدراسة بيانات من أكثر من 19000 شخص خضعوا لفحص الدماغ وهي دراسة طويلة الأجل لأكثر من 500000 مشارك بريطاني تتراوح أعمارهم بين 40 و69 عامًا.
ووجدت الدراسة أن الأشخاص الذين يعانون من مواقع متعددة من آلام الجسم كان أداؤهم أسوأ من الأشخاص الذين لا يعانون من الألم في سبع من 11 مهمة معرفية. في المقابل، كان أداء الأشخاص الذين لديهم موقع ألم واحد أسوأ في مهمة معرفية واحدة فقط وهي القدرة على تذكر أداء مهمة ما في المستقبل.
تم التحكم في الدراسة من خلال مجموعة متنوعة من العناصر، مثل: العمر وتعاطي الكحول وكتلة الجسم والوراثة وتاريخ السرطان والسكري ومشاكل الأوعية الدموية أو القلب والأدوية والأعراض النفسية والتدخين.
كما إن الصلة بين الألم المزمن والالتهاب لا تقل أهمية. وجدت مراجعة أجريت عام 2019، أن الألم يحفز الخلايا المناعية المسماة الخلايا الدبقية الصغيرة لخلق التهاب عصبي قد يؤدي إلى تغييرات في اتصال الدماغ ووظيفته.
كان الأشخاص الذين يعانون من مستويات أعلى من الألم أكثر عرضة لتقليل المادة الرمادية في مناطق الدماغ الأخرى التي تؤثر على الإدراك، مثل قشرة الفص الجبهي والفص الجبهي وهي نفس المناطق التي يهاجمها مرض ألزهايمر. في الواقع، يعيش أكثر من 45٪ من مرضى الزهايمر بألم مزمن، وفقًا لدراسة أجريت عام 2016.
يقدر الباحثون أن أكثر من 30٪ من الأشخاص في جميع أنحاء العالم يعانون من الألم المزمن، في الولايات المتحدة وحدها، يعيش ما لا يقل عن 1 من كل 5 أشخاص أو حوالي 50 مليون أمريكي، مع ألم طويل الأمد، وفقًا للمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها.
يعاني ما يقرب من 11 مليون أمريكي من ألم مزمن شديد التأثير، يُعرَّف بأنه ألم يستمر لأكثر من ثلاثة أشهر "مصحوبًا بأعراض، مثل عدم القدرة على العمل خارج المنزل أو القيام بالأعمال المنزلية" بحسب المركز الوطني للصحة التكميلية والتكاملية. كما تم ربط الألم المزمن بالقلق والاكتئاب وزيادة تكاليف الرعاية الصحية وسوء نوعية الحياة. قدرت دراسة أجريت عام 2019.
علاج الآلام المزمنة
عادةً ما تتضمن برامج إدارة الألم عددًا من المتخصصين للعثور على أفضل تسكين للأعراض مع توفير الدعم للعبء العاطفي والعقلي للألم ويمكن أن يشمل العلاج الطبي الأدوية لوقف الألم وتخفيف الالتهاب. قد تساعد أيضًا حقن المنشطات. تزيد مضادات الاكتئاب من كمية السيروتونين الذي يتحكم في جزء من مسار الألم في الدماغ. تطبيق دفعات قصيرة من الكهرباء على العضلات والنهايات العصبية هو علاج آخر.
يمكن اقتراح علاجات مثل التدليك والتمارين من قبل المعالجين المهنيين والفيزيائيين. قد تساعد أيضًا العلاجات الساخنة والباردة والوخز بالإبر.
قد يوصي علماء النفس المتخصصين في إعادة التأهيل بتقنيات معرفية واسترخاء مثل التأمل والتاي تشي واليوغا التي يمكن أن تبعد العقل عن التركيز على الألم. العلاج السلوكي المعرفي هو علاج نفسي رئيسي للألم.
قد يُقترح اتباع نظام غذائي مضاد للالتهابات، مثل تقليل الدهون غير المشبعة والسكريات والأطعمة المصنعة الأخرى. قد يكون فقدان الوزن مفيدًا أيضًا ، خاصةً لآلام الظهر والركبة. [1]