حول العين البسيط
تعد العين من أهم الأجزاء في جسم الإنسان، كيف لا وهي التي يرى فيها كل ما خلقه الله، كما يمكن أن تصاب العين بالعديد من الحالات المرضية بما فيها الحول البسيط، فما هو حول العين البسيط؟ وما أعراضه؟ ولماذا يحدث الحول البسيط؟ وكيف يتم علاجه؟
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
حول العين
حول العين (بالإنجليزية: Squint) الذي يصيب إحدى العينين أو كليهما، حيث لا تصطف العينان مع بعضها البعض، أي أنّ اتجاه عين يختلف عن اتجاه العين الأخرى. في هذا المقال سنتحدث عن حول العين البسيط.
عندما تكون العينان في حالة طبيعية فإنّه يوجد مجموعة من العضلات التي تتحكم بحركة العينين مع بعضها البعض لتوجه كلتا العينين في اتجاه واحد أمّا عند الإصابة بالحول فإنّ المصاب يعاني من مشاكل في التحكم بحركة العين، بحيث لا يمكن للعيون أن تحافظ على حركتها بشكل طبيعي.
كما يمكن أن يكون حول العين داخلي بالنوع الأنسي، حيث يكون اتجاه العين إلى الداخل، بالإضافة إلى الحول الخارجي الذي يسمى بالحول الوحشي، حيث يكون في هذا النوع من الحول اتجاه العين إلى الخارج، كما قد يكون الحول هابطاً أي اتجاه العين للأسفل، عدا عن أنّ الحول قد يكون بسيطاً أو شديداً لدى بعض الأشخاص. [1]
أعراض الحول البسيط
من الممكن أن يحدث حول العين بشكل مؤقت أو لفترات مستمرة، ومن الجدير بالذكر أنّ أعراض الحول لدى الأطفال تكون ظاهرة في سن مبكرة، حيث لا يكون اتجاه إحدى العينين إلى الأمام، كما أنّ الحول البسيط قد يكون أقل وضوحاً في هذه المرحلة، بالإضافة إلى ذلك قد يصاب حديثو الولادة والأطفال الرضع بالحول عندما يكونون متعبين، هذا يستدعي مراجعة الطبيب بشكل فوري.
علاوة على ذلك تتمثل أعراض الحول البسيط بأنّ تكون إحدى عيني الطفل مغلقة، أو أنه يدير رأسه عند النظر لشيء ما، حيث قد يكون ذلك على ازدواجية الرؤية، واحتمال الإصابة بالحول، ومن المهم الإشارة إلى أنّ الحول بسيطاً كان أم شديداً قد يكون موجوداً عند ولادة الطفل، أو يتطور خلال الأشهر الستة الأولى من حياة الطفل.
من الممكن أن يتطور الحول البسيط لتصاب العين بالكسل، إذ يبدأ الدماغ بتجاهل الأوامر التي تصدر إليه من كلتا العينين في آن واحد، ذلك لتجنب حدوث ازدواجية في الرؤية. [2]
أسباب الحول البسيط
لا تختلف أسباب الحول البسيط عن أسباب الحول الأشد، إذ إنّ الحول بجميع درجاته يحدث بالدرجة الأولى عندما لا تعمل العضلات التي تتحكم في حركة العين مع بعضها البعض، لذا فإنّ حول العين يجعل الرؤية بالعينين في آن واحد شبه مستحيلة، بالتالي يصعب على الشخص تقدير إدراك العمق، بجميع الأحوال فإنّ أسباب حول العين تتضمن الآتي: [2]
- الأخطاء الانكسارية: تعد الأخطاء الانكسارية من الحالات المرضية التي تصيب العين، حيث تحدث عندما لا تستطيع العين تركيز الضوء أثناء دخوله من خلال عدستها، مما يجعل الخطأ الانكساري يتسبب بجعل اتجاه العين يتحول إلى الداخل.
- اللابؤرية: يمكن أن تصيب اللابؤرية الكثير من الأشخاص، ذلك عندما لا تنحني قرنية العين بشكل صحيح.
- الحول الخلقي: أشرنا أعلاه بأنّ الطفل قد يولد وهو مصاب بالحول، هذا ما يسميه الأطباء الحول الخلقي.
- أسباب وراثية: يمكن أن تزيد العوامل الوراثية أي وجود إصابة لدى أحد الأبوين أو أحد الأخوة من خطر انتقال الطفرة الوراثية المسببة للحول البسيط إلى بقية أفراد العائلة.
- أمراض العين: من الممكن أن يحدث حول العين نتيجة إصابتها ببعض الأمراض، بما في ذلك قصر أو طول النظر.
تشخيص حول العين
يُشخص الأطباء حول العين في بداية الأمر من خلال إجراء فحص بدني للشخص، حيث يتم فحص منطقة العين ومعاينة الأعراض الظاهرة، بالإضافة إلى يجري الطبيب مجموعة من الفحوصات، بهدف تأكيد الإصابة بحول العين البسيط التي تتضمن ما يلي: [3]
معرفة التاريخ المرضي للشخص
لا تقل معرفة التاريخ المرضي للشخص أهمية عن باقي الفحوصات، إذ إنّ الطبيب يطرح عدة أسئلة تساعده في معرفة التاريخ المرضي للشخص، كما أنّه يسأل الأبوين عن الأعراض الظاهرة حالياً عندما يكون المصاب طفلاً صغيراً، بالإضافة إلى مراقبة أي مشاكل صحية عامة، ومعرفة الأدوية التي يتم استخدامها إن وجد، والكشف عن العوامل البيئية قد تساهم في ظهور الأعراض.
اختبار حدة البصر
يجري الطبيب بالإضافة إلى الفحوصات السابقة فحصاً لحدة البصر، ذلك بهدف تقييم مدى تأثر الرؤية لدى الشخص، حيث يتم إجراء هذا الاختبار من خلال طلب الطبيب من الشخص قراءة بعض الحروف على مخططات القراءة التي قد تكون إما قريبة أو بعيدة، كما تتم كتابة حدة البصر على شكل كسر، حيث يشير الرقم العلوي إلى المسافة القياسية التي يتم إجراء الاختبار عندها، أما الرقم السفلي فيشير إلى أصغر حجم للحرف الذي تمكن الشخص من قراءته.
علاوة على ذلك يمكن أن يجري الطبيب فحوصات أخرى للأطفال الذين لا يمكنهم الحديث أو التعبير عن ما يرون أو فهم اختبار حدة البصر.
اختبار الانكسار
يمكن لطبيب العيون أيضاً أن يجري اختبار الانكسار، ذلك لتحديد قوة انكسار العدسة المناسبة التي يحتاجها الشخص، بهدف تعويض أي خطأ انكساري بما في ذلك، قصر النظر، أو طول في النظر، أو اللابؤرية، حيث يضع الطبيب مجموعة متنوعة من العدسات أمام عيون الشخص ليقيس مدى تركيز الضوء.
كما يتم ذلك باستخدام أداة مضاءة محمولة تُعرف بمنظار الشبكية، عدا عن أنّ الطبيب قد يستخدم أداة آلية أو محمولة لتقييم قوة انكسار العين دون حاجة المصاب للإجابة عن أي أسئلة يطرحها الطبيب.
فحص التركيز والمحاذاة
يساعد فحص التركيز والمحاذاة الطبيب في الكشف عن مدى تركيز العينين، وتحركهما وعملها مع بعضها البعض، لكي يحصل المصاب على صورة واضحة لما يشاهده من المهم عليه تغيير التركيز، والتحرك والعمل في آلية محددة، كما يساعد هذا الفحص في الكشف عن المشاكل التي تمنع العينين من التركيز بشكل كبير، أو المشاكل التي تحول دون استخدام كلتا العينين مع بعضهما البعض.
علاج الحول البسيط
كما أشرنا أعلاه بأنّ حول العين البسيط لا يختلف عن حول العين الشديد سواءً في الأعراض، أو الأسباب، بالإضافة إلى العلاجات، حيث تتضمن علاجات الحول البسيط الخيارات التالية: [1]
العدسات أو النظارات
من الممكن أن يعالج الطبيب حول العين البسيط باستخدام العدسات اللاصقة أو النظارات، بالتحديد لدى المصابين بالحول البسيط الناتج عن الإصابة بأخطاء انكسارية مصححة، إذ إنّ العدسات التصحيحية تقلل حاجة العيون إلى المجهود الأعلى الذي تبذله لتكون الرؤية واضحة، كما أنها تفيد في جعل العيون مستقيمة.
بالإضافة إلى ذلك قد يستخدم المصاب العدسات المنشورية الخاصة التي يمكن من خلالها ثني الضوء عندما يدخل إلى العين، ذلك بهدف مساعدة العين على تقليل مقدار الدوران التي يجب أن يفعله الشخص عندما ينظر إلى أي شيء في الحالة الطبيعية.
تمارين العين
يمكن أن يلجأ الطبيب إلى إجراء تقييم للنظر، حيث يعد هذا الخيار العلاجي شائعاً في علاج بعض أنواع الحول بشكل خاص الحول من نوع تقارب القصور.
الأدوية
تتضمن علاجات الحول البسيط أيضاً العلاجات الدوائية بما فيها قطرات أو مراهم العين، كما يمكن أن يؤدي حقن توكسين البوتولينوم من النوع أ المشابه للبوتوكس إلى إضعاف عضلة العين التي تكون في حالة نشاط دائم، ومن المهم الإشارة إلى أنّه يمكن للطبيب أن يستخدم هذه العلاجات بالتزامن مع الجراحة أو بدونها ذلك بالاعتماد على حالة ودرجة الحول لدى المصاب.
علاج قصور العين
ما يعرف بعلاج الغمش، الذي يمكن أن يعاني منها المصاب بالتزامن مع إصابته بالحول، حيث يتم ذلك من خلال اللجوء إلى بعض إجراءات تحسين الرؤية لتحسين التحكم لدى المصاب باختلال العين.
تشكل الإصابة بالحول حتى وإن كان بسيطاً ضغطاً كبيراً بالنسبة للمصاب به، لذا من الأفضل مراجعة الطبيب عند ظهور أي أعراض غير طبيعية لدى الطفل، ذلك بهدف إجراء الفحوصات التشخيصية ومعرفة الأسباب وعلاجها، تجنباً لحدوث مضاعفات قد تكون خطيرة في المستقبل.