حجامة الرأس
ليس من الغريب أن ينصحك أحد الأصدقاء بأن تمارس حجامة الرأس، إذ تعد واحدة من وسائل الطب البديل العلاجية الفعالة المستخدمة منذ القدم، لكن انتشرت بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة، فمن المعروف أن الحجامة يتم تطبيقها على مناطق مختلفة من الجسم منها الرأس.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
حجامة الرأس
حجامة الرأس (بالإنجليزية: Head Cupping Therapy) نوع من أنواع الطب البديل الأكثر فاعلية في مساعدة الجسم على أن يتخلص من السموم المتراكمة، عن طريق إخراج الدم الفاسد من خلال شقوق في الجلد، أو بنظام الشفط باستخدام أكواب مميزة من المعدن، أو السيليكون، أو الخيزران، أو السيراميك. [1]
إذ نجد أن نظام الشفط يُحسن تدفق الطاقة والدورة الدموية في الجسم، ويسهل عملية الشفاء مع تقليل الألم، بل يعزز إصلاح الخلايا التالفة مع إنشاء أوعية دموية جديدة في الأنسجة.
ومن الجدير بالذكر أنه يُمكن تطبيق الحجامة من الرأس حتى أخمص القدمين، لكن الأكثر شيوعاً هو الرأس، والوجه، والرقبة؛ لأنها غالباً مناطق يتمركز فيها الألم والخلل الوظيفي، أما بالنسبة لأفضل مواضع الحجامة في الرأس، تشمل كل مما يلي: [2]
- قرنا الرأس.
- مقدمة الرأس.
- وسط الرأس.
- الأخدعان خلف الأذنين.
- الأخدعان آخر عظام الجمجمة.
- الأخدعان جانبا العنق.
أنواع حجامة الرأس
يستطيع أن يمارس أنواع حجامة الرأس أطباء العلاج الطبيعي، ومجموعة متنوعة من المهنيين كمقومي العظام، والمعالجين بالتدليك، بالإضافة إلى الأطباء الذين يمارسون الطب الصيني التقليدي، إذ نجد أنه يتم اختيار نوع الحجامة بناء على الأهداف العلاجية المرجوة من فوائد الحجامة للرجال والنساء، وتشمل: [1] [2] [3]
حجامة الرأس الجافة
يتم فيها تسخين الجزء الداخلي من الكوب لتفريغ الأكسجين منه بواسطة كرة قطنية مبللة بالكحول مشتعلة، ومن ثم يتم وضعه على الجلد بعد تطبيق زيوت التدليك التي تسمح للأكواب بالانزلاق، ويخلق الفراغ الذي يسحب الجلد لأعلى الكوب لمدة تتراوح بين 5-10 دقائق.[1] [2] [3]
حجامة الرأس الرطبة
يستخدم الطبيب هنا إبرة لإحداث ثقوب في الجلد برفق قبل إجراء الحجامة؛ حتى تستطيع السموم أن تخرج من تلك الجروح الصغيرة، ويتميز هذا النوع بفاعلية كبيرة في التخلص من الألم الناتج عن الالتهابات.[1] [2] [3]
ومن الجدير بالذكر أنه يوجد نوع يتضمن شفطاً سريعاً متكرراً يُطلق عليه الحجامة السريعة، بل قد يلجأ الطبيب أحياناً إلى استخدام التحفيز الكهربائي، أو المغناطيس، أو العلاج بالليزر، أو يستخدم الإبر الصينية التقليدية.[3]
فوائد الحجامة للرأس
لم يكن انتشار حجامة الرأس من فراغ، إذ تمتلك فوائد صحية عديدة جعلتها محط اهتمام الجميع، بل كانت السبب في انتشارها في دول الغرب، وتشمل الفوائد المعبرة عن مدى فاعلية الحجامة في الرأس: [2] [3]
- تدعيم الذاكرة وتنشيطها بتنظيم تدفق الدم عبر الدماغ.
- الحفاظ على صحة الدماغ.
- تقليل فرصة التعرض إلى الصداع الدائم.
- تقليل خطر الإصابة بنوبات الشقيقة أو كما يُطلق عليها نوبات الصداع النصفي.
- قد تساعد في تخفيف الاحتقان الناتج عن التهاب الغدة الدرقية.
- تخفيف أعراض التهاب الجيوب الأنفية.
- تخفيف أعراض اختلال وظائف المفصل الفكي الصدغي.
- تساهم بشكل كبير في تخفيف التوتر والألم بمنطقة الرأس والوجه.
- قد تساعد في علاج التهابات الأذن الوسطى والداخلية.
- وسيلة استرخائية فعالة لذا تستخدم كجزء من علاج الأمراض العقلية والعصبية.
- تنشيط الدورة الدموية اللمفاوية في الرأس؛ مما يزيد من انتباه المخ لبقية أعضاء الجسم.
فوائد حجامة الرأس للجسم
أشارت دراسة عام 2019 إلى عدم وجود نظرية علمية واحدة شاملة تشرح جميع فوائد الحجامة، لكن بعض النظريات أفادت أن العلاج بالحجامة عموماً، وحجامة الرأس خاصةً وراء كثير من الفوائد الطبية المذهلة، بل يقول بعض الناس إنها تساعد في تخفيف الألم في الحالات الصحية المزمنة، وتشمل كل مما يلي: [2] [3] [4]
- تساعد في علاج التهاب المفاصل بما في ذلك التهاب المفاصل الروماتويدي، وخشونة المفاصل.
- تساعد في التخلص من آلام فقرات الرقبة، والكتف، وأسفل الظهر.
- تنشيط الجهاز المناعي.
- تساعد في التخلص من آثار السموم، والأدوية الضارة.
- الوقاية من ارتفاع معدل ضغط الدم.
- التخلص من آثار النيكوتين الناتجة عن التدخين.
- تخفف اضطرابات الجهاز الهضمي؛ مثل: مرض القولون العصبي.
- تخفف مشكلات التنفس المصاحبة للأمراض المزمنة؛ مثل: الربو، وضيق التنفس.
- تغيير التركيب الجزيئي ووظيفة الهيموجلوبين.
- التحكم في مستوى الكوليسترول وحمض البوليك في الدم.
- تساعد في علاج ألم الأسنان، والتهابات العصب.
- قد تساعد في علاج أمراض العيون والتهاباتها.
- تنشط الغدد الدرقية والدهنية الموجودة في الجلد.
الآثار الجانبية لحجامة الرأس
لا توجد آثار جانبية عديدة شديدة الخطورة مرتبطة بحجامة الرأس، إذ يمكن أن نعتبر الحجامة علاجاً منخفض المخاطر إلى حد ما، لكن قد يختبر البعض آثاراً طفيفة أثناء العلاج أو بعده مباشرةً؛ مثل: [3] [4]
- ظهور علامات جلدية دائرية، حيث يتم وضع الأكواب المستخدمة خلال الحجامة.
- ظهور كدمات في مواضع الحجامة.
- قد يشعر البعض بألم في منطقة الحجامة من شقوق الجلد التي تتم في الحجامة الرطبة.
- الشعور بالدوخة أو الدوار.
- التعرض إلى التعرق البارد أو الغثيان في حالات نادرة.
- الأرق.
مخاطر حجامة الرأس
من الأفضل أن تبحث عن الأطباء المتمرسين بدقة لحماية نفسك من المخاطر التي قد تنتج من حجامة الرأس، فهناك دراسة أجريت عام 2018 أوضحت وجود بعض المخاطر التي لا يُمكن تصنيفها على أنها آثار جانبية طفيفة، فالرأس من أجزاء الجسم ذات الخطورة والحساسية العالية، وتشمل: [4] [5]
- الإصابة بالعدوى: قد تكون الحجامة خاصةً الحجامة الرطبة وسيلة مثالية لانتقال العدوى الخطيرة عند عدم تعقيم الأدوات المستخدمة جيداً بين الحالات.
- فقر الدم: تعتبر أحد المخاطر من الحجامة المتكررة خاصةً الحجامة الرطبة، إذ يفقد الشخص في كل مرة مقداراً من الدم الذي مع الاستمرار يزيد فرصة الإصابة بالأنيميا.
- نزيف الجمجمة: أحد المخاطر نادرة الحدوث بعد حجامة الرأس، إذ قد يحدث نزيف من تمدد الأوعية الدموية الزائد الناتج عن زيادة تدفق الدم من الحجامة.
- تدهور المشكلات الجلدية: إذا كان الشخص بالفعل يعاني التهابات في فروة الرأس، أو أمراض جلدية؛ مثل: الأكزيما، أو الصدفية، فإن حجامة الرأس قد تجعل الوضع أسوأ، بل قد يصل الأمر إلى الإصابة بالحروق، والندب، وتغير لون الجلد إلى الداكن.
الفئات الممنوعة من حجامة الرأس
هناك بعض الأشخاص والحالات الصحية المرضية التي يجب معها أن تتجنب ممارسة الحجامة عموماً، وحجامة الرأس خاصةً؛ نظراً لعدم وجود أدلة علمية كافية تثبت أمان ممارسة الحجامة معهم، ومنهم: [4] [5]
- الأطفال أقل من 8 سنوات، وكبار السن الذين تتراوح أعمارهم فوق 65 عاماً.
- السيدات الحوامل خاصةً في منطقة البطن، وأسفل الظهر.
- الأشخاص الذين يتناولون أدوية مضادة للتخثر؛ خوفاً من حدوث نزيف خلال الحجامة الرطبة.
- الأشخاص الذين لديهم أمراض جلدية كالصدفية، أو لديهم جلد غير سليم ملتهباً أو متهيجاً.
- الأشخاص المصابون باضطرابات النزيف؛ مثل: مرض الهيموفيليا.
- مرضى فقر الدم.
- مرضى نوبات الصرع.
- مرضى السرطان إلا بعد استشارة الطبيب.
- الأشخاص الذين يعانون مشكلات تخثر الدم؛ مثل: تجلط الأوردة العميقة، أو وجود تاريخ مرضي من السكتات الدماغية.
إرشادات حول حجامة الرأس
على الرغم من تنوع الفوائد للحجامة للنساء والرجال إلا أنه من المهم مراعاة بعض الشروط أو التحذيرات؛ تجنباً للوقوع في مخاطر غير مرغوب فيها، وتشمل:[4] [5]
- تجنب القيام بالحجامة أكثر من مرتين أسبوعياً تحت أيدي خبراء في المجال.
- تناول كمية كافية من الماء والسوائل خاصةً قبل ممارسة الحجامة الرطبة لتعويض الدم المفقود.
- الابتعاد التام عن المناطق الجلدية الملتهبة، أو المجروحة، أو التي تحتوي على البثور والقرح.
- يفضل تجنب الأطعمة الدسمة الدهنية، والكحوليات؛ للحصول على أقصى استفادة ممكنة من الحجامة.
- التأكد من تعقيم المعدات المستخدمة قبل الشروع في الحجامة.
- عدم المبالغة في شقوق الجلد خلال الحجامة الرطبة؛ لتجنب خسارة كمية دم كبيرة، وحدوث نزيف.
قد تكون حجامة الرأس وسيلة علاجية فعالة من رموز الطب البديل، لكن يجب استشارة طبيب متخصص قبل القيام بها؛ تجنباً لحدوث مضاعفات غير مرغوبة وحتى يتأكد الشخص أنها الوسيلة المناسبة له، ومن ثم نحتاج إلى أطباء متمرسين في هذا المجال؛ للحصول على أقصى استفادة ممكنة.