تنظيم الأدوية في رمضان
يُفرض الصيام على البالغين والذين يدركون معنى الصيام، إلا أن تلك الفرضية تسقط عن البعض في حال المرض المؤقت أو المزمن، ومن الأمور المهمة للمرضى الصائمين في رمضان تنظيم الأدوية وكيفية تناول جرعاتها خاصةً إذا كررت الجرعات؛ نتيجة لقصر الوقت المسموح به في الإفطار.
تعرف في هذا المقال عن تناول الادوية في رمضان وكيفية تنظيمها وفق نوع المرض.
تنظيم الأدوية في رمضان وفقاً لتكرار الجرعة
يجب على المصابين بالأمراض المزمنة والحادة عدم إهمال الدواء في رمضان، بل وقد نصح الأطباء بعدم إهمال جرعة واحدة من الدواء الموصى به من قِبَل الطبيب المختص؛ لذلك يجب تنظيم الادوية في تلك الفترة، ويمكن إيجاد البدائل لتغيير الجدول المعتاد لتناول الأدوية، وتكون هذه البدائل على الشكل التالي: [1]
عدد الجرعات |
قبل الطعام |
بعد الطعام |
---|---|---|
جرعة واحدة |
ساعة قبل السحور |
بعد السحور مباشرة |
جرعتان |
قبل السحور بساعة بعد وقت الإفطار وقبل الوجبة الرئيسية |
بعد السحور مباشرة بعد الإفطار مباشرة |
3 جرعات |
قبل السحور بساعة بعد وقت الإفطار وقبل الوجبة الرئيسية قبل الذهاب إلى النوم |
بعد السحور بعد الإفطار قبل الذهاب إلى النوم |
أربع جرعات فأكثر | يمكن استخدام الأدوية البديلة التي تُستخدم بعدد مرات أقل يومياً إن وجدت |
في حال الأدوية التي تحتاج إلى عدد جرعات أربع أو أكثر قد ينصح الطبيب حينها بعدم الصيام خاصةً في بعض الحالات التي لا يمكن تبديل الدواء أو التخلي عنه. [1]
تنظيم الأدوية في رمضان تبعاً للمرض
يختلف تنظيم الأدوية تبعاً لنوع المرض الذي يعاني منه الشخص، ومدى حدته، وحالة المريض الصحية كما يشخصها الطبيب، وفيما يلي بعض أكثر الأمراض شيوعاً التي تؤثر على الصيام: [2] [3]
مرض السكري من النوع الأول والثاني
يعد مرض السكري من أكثر الأمراض التي يصعب التعامل معها خلال شهر رمضان، إلا أن 86% من مرضى السكري من النوع الثاني ونصف هذه النسبة من المصابين بالسكري من النوع الأول يصومون رمضان كما أظهرت الإحصائيات، إذ وجد الأطباء أن مرضى السكري -حتى أولئك الذين يعتمدون على الأنسولين- يمكنهم الصوم. [2]
قد يعاني المصابون بمرض السكري ببعض المضاعفات نتيجة الصيام في بعض الحالات، مثل التعرق البارد، أو الارتجاف، أو الجوع والعطش الشديدين، إذ تختلف هذه الأعراض مع اختلاف حالة المريض بين ارتفاع نسب السكر أو انخفاضه في الدم، إلا أنه يمكن للمريض الحفاظ على صحته باتباع النصائح التالية: [2]
- إجراء فحوصات السكري المنزلية أثناء فترة الصيام وما بعد الإفطار.
- التثقيف الذاتي حول الاستفادة من رمضان لإنقاص الوزن مما يؤدي إلى تخفيف أعراض مرض السكري.
- الالتزام بمواعيد الدواء الصحيحة واستشارة الطبيب عند الشعور بمضاعفات المرض.
الصداع النصفي
عند الإصابة المتكررة بالصداع النصفي يمكن الأخذ ببعض الاحتياطات اللازمة لتجنب ظهور أعراض الصداع أثناء الصيام، ومن أهم هذه الاحتياطات: [2]
- تناول وجبة السحور دائما في الصباح.
- شرب كميات كافية من السوائل قبل بدء الصيام للحفاظ على رطوبة الجسم أثناء فترة الصيام، وما بعد الإفطار.
- الابتعاد عن مصادر الحرارة إذ أمكن، والمهيجات البصرية والسمعية مثل الأنوار الساطعة، أو الأصوات الصاخبة؛ لما لها من تأثير على مرضى الصداع النصفي.
مرضى ضغط الدم
يمكن تناول أدوية ضغط الدم بعد السحور والإفطار عادةً، إلا أن بعض هذه الأدوية لها تأثيراتٌ جانبية من الهبوط المفاجئ لضغط الدم، وقد تسبب الأدوية المدرة للبول انخفاض ضغط الدم أيضاً أو الجفاف؛ لذلك يُنصح مرضى ضغط الدم برمضان بالتزود بالسوائل الكافية في فترات الإفطار، واهتمام المريض وإجراء فحوصات ضغط الدم المنزلية بشكل دوري لمنع الإصابة بمضاعفات هذا المرض. [2] [3]
أمراض أخرى
- الصرع: عادةً ما يكون دواء الصرع يحتوي على جرعة أو جرعتين في اليوم ليدوم تأثيره لفتراتٍ أطول، ويمكن التحدث إلى الطبيب المختص لتغيير نوع الدواء أو إعادة جدولة مواعيده.
- الأدوية المضادة للتخثر: يسبب الصيام بتغيير أنماط تخثر الدم؛ لذلك يجب استشارة الطبيب حول جرعة الدواء اليومية، لكي لا يصاب الصائم بتخثر الدم الذي يسبب الجلطات، أو ميوعة الدم الزائدة المسببة للنزيف الداخلي.
- قصور الغدة الدرقية: يستخدم بعض الأشخاص دواء ليفوثيروكسين (بالإنجليزية: Levothyroxin) كعلاج بديل، ويمكن تناوله مرة واحدة يومياً قبل تناول وجبة الإفطار.
- ارتفاع نسبة الكوليسترول: يتناول الدواء المخفض للكوليسترول مرة واحدة يومياً عادةً في وقت الإفطار أو قبل النوم، وينصح الأطباء تجنب شرب عصير الجريب فروت لاحتوائه على بعض العناصر المُخفضة للكوليسترول، وقد يسبب هذا خطر انخفاض ضغط الدم المفاجئ بالصيام.
- الربو: يجب تناول هذا الدواء وقت الحاجة إليه فوراً، إلا أن استنشاقه وقت السحور قبل بدء الصيام قد يؤخر أعراض ضيق التنفس حتى الإفطار، ويمكن للشخص المصاب تجنب ما يسبب له هذه الحالة احترازاً أثناء الصيام. [3]
دور الصيدلي في تنظيم الأدوية
مما لا شك فيه أن للطبيب الصيدلاني دوراً هاماً في مساعدة المرضى على تنظيم الأدوية في حال الصيام في رمضان؛ لتجنب المشكلات التي من الممكن أن تحصل بفقدان الجرعات أو تكرارها. ويوضح د. وسيم الصباغ أستاذ مساعد في كلية الصيدلة بجامعة واترلو بكندا أن تقييم سلامة المرضى يقع على فريق الرعاية الصحية. ومن المهم أن يحدد الصيدلاني جرعات الأدوية وموعد تناولها في الصيام، بالإضافة إلى تقديم المشورة لهم ومساعدتهم على تجنب الخطورة أثناء الصيام. [4]
يوضح أيضاً دكتور محمد جلوح أستاذ مساعد في جامعة تورو بكاليفورنا بضرورة قياس معدل نسبة السكر في الدم للمرضى الذين يتناولون الأنسولين قبل الصيام وبعد الإفطار، والتعرف على أعراض انخفاض مستوى السكر في الدم. بالإضافة إلى تناول كمية كافية من الماء قبل وبعد الصيام لتجنب الجفاف، وكذلك تجنب النشاط البدني والتعرض لأشعة الشمس. أما في حال الشعور بالجفاف فيجب الإفطار فوراً. [4]
الأمراض المؤقتة في رمضان
قد يصاب أحدهم بالمرض خلال شهر رمضان، كالإصابة بالأمراض الموسمية مثل: الإنفلونزا ونزلات البرد، أو بعض أنواع النزلات المعوية، وغيرها من الأمراض التي توجب تناول الدواء؛ للحد من انتشار الالتهاب، أو تناول الأدوية المسكنة للآلام، وفي أكثر الحالات شيوعاً يُفطر الصائم لتناول الدواء عندما يصاب بالتعب الشديد، أو مضاعفات المرض. [3]
ما هو الدواء الذي لا يسبب الإفطار
تختلف أنواع الأدوية التي تسبب الإفطار في رمضان والأنواع التي لا تُفطِّر، وفيما يلي بعض أكثر الأدوية شيوعاً والتي لا تفطِّر أثناء الصيام: [3] [4]
- قطرة العين والأذن.
- أجهزة الاستنشاق وبخاخات الأنف، أو قطرة الأنف، إذا اجتنب ابتلاع ما نفذ إلى الحلق.
- الأقراص العلاجية التي توضع تحت اللسان والمستخدمة في علاج الذبحات الصدرية وغيرها، إذا اجتنب ما ينفذ إلى الحلق.
- الغرغرة، أو غسول الفم إذا اجتنب بلع ما نفذ إلى الحلق.
- الحقن العلاجية الجلدية، أو الوريدية، أو العضلية، باستثناء حقن التغذية الوريدية.
- غاز الأكسجين.
- جميع الأدوية التي تدخل الجسم من خلال الجلد، مثل الكريمات والمراهم، أو اللصقات الطبية المحملة بالمواد الدوائية، أو الكيميائية.
- التحاميل المهبلية والشرجية.
يسبب الصيام عادةً تغيير العلامات الحيوية للأشخاص الصائمين، وخصوصاً الذين يعانون من الأمراض المزمنة؛ لذلك يُنصح بإجراء التحاليل اللازمة قبل بداية شهر رمضان، واستشارة الطبيب المختص من أجل تنظيم الأدوية وتحديد الجرعات، والنظر في قدرة المريض على الصيام من عدمه، ومن المهم معرفة الأدوية التي تسبب الإفطار من غيرها قبل بدء شهر رمضان.