تمدد الأوعية الدموية الأبهري الصدري
يحتوي جسم الإنسان على العديد من أجهزة الجسم التي يعد القلب من أبرزها وأكثرها أهمية، كما يمكن أن يصاب القلب بالعديد من الحالات المرضية، بما فيها تمدد الأوعية الدموية الأبهري الصدري، فما هي هذه الحالة؟ وما هي الأعراض التي تسببها؟ ولماذا تحدث؟ وكيف يتم علاجها؟
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
ما هو تمدد الأوعية الدموية الأبهري
تمدد الأوعية الدموية الأبهري الصدري(بالإنجليزية: Thoracic aortic aneurysm) الذي يصيب جدران الشريان الأبهري أو ما يعرف بالشريان الأورطي. في هذا المقال سنتحدث عن تمدد الأوعية الدموية الأبهري الصدري.
تحدث هذه الحالة عندما تضعف جدران الشريان الأورطي، حيث تتوسع الجدران بشكل غير طبيعي أو تنتفخ أثناء ضخ الدم من خلاله، مما يؤدي إلى تمدد الأوعية الدموية الأبهرية، كما يعد الشريان الأبهري أكبر شريان في الجسم، إذ تكمن أهميته في كونه ينقل الدم الغني بالأوكسجين من القلب إلى جميع أجزاء الجسم. [1]
أعراض تمدد الأوعية الدموية الأبهري
من الممكن ألا يسبب تمدد الأوعية الدموية الأبهري الصدري بإظهار أية أعراض، مع ذلك فإنّ الأعراض ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالموقع، والحجم، ومدى سرعة نمو تمدد الأوعية الدموية، كما أنّ تمدد الأوعية الدموية الأبهري تعد حالة مرضية طارئة تستدعي مراجعة الطبيب عند ظهور أعراضها التي تتضمن الآتي: [2]
- ألم في منطقة الفك، أو الرقبة، أو الظهر.
- ألم في منطقة الصدر.
- بحة الصوت التي تحدث نتيجة الضغط على الحبال الصوتية.
- صعوبة البلع الناتجة عن الضغط على المريء.
- ضيق في التنفس، ذلك نتيجة الضغط على القصبة الهوائية.
- السعال.
أسباب تمدد الأوعية الدموية الأبهري
لم يحدد الأطباء سبباً واضحاً لتمدد الأوعية الدموية الأبهري الصدري، لكن يعتقد بأنّ العديد من العوامل قد تزيد من خطر الإصابة بهذه الحالة، حيث تتضمن هذه العوامل الآتي: [3]
تلف أنسجة الشرايين
من الممكن أن تؤدي الأنسجة التالفة في الشرايين إلى حدوث الانسدادت، وهذه الانسدادات بما فيها الترسبات الدهنية تؤدي إلى إلحاق الضرر في الشرايين، كما يمكن أن تؤدي هذه الترسبات إلى ضخ القلب بقوة أكثر من اللازم لدفع الدم إلى ما بعد تراكم الدهون، بالتالي فإنّ الضغط على الشرايين يؤدي إلى تلف أنسجتها. [3]
تصلب الشرايين
قد يكون تمدد الأوعية الدموية الأبهري الصدري ناتجاً عن تصلب الشرايين، حيث يعاني المصابون بتصلب الشرايين من تراكم الترسبات في الشرايين، أو ما يعرف بالبلاك الذي يكون على شكل مادة صلبة مكونة من الكولسترول والدهون، والمواد الأخرى التي تضر الشرايين، كما تمنع تدفق الدم بشكل طبيعي. [3]
ارتفاع ضغط الدم
عند ارتفاع ضغط الدم من الممكن أن تتمدد الأوعية الدموية، حيث تقاس قوة الدم أثناء انتقاله من خلال الأوعية الدموية بمدى الضغط الذي يضغطه على جدران الشرايين، إذ إنّه عند ارتفاع مستويات الضغط عن المعدلات الطبيعية يحدث تضخم أو ضعف في الأوعية الدموية.
علاوة على ذلك يعد ارتفاع ضغط الدم من العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب، والأوعية الدموية، أي أنّ ارتفاع الضغط يعرض الشخص للإصابة بأمراض القلب الأخرى. [3]
عوامل أخرى
من الممكن أن يحدث تمدد الأوعية الدموي الأبهري الصدري أيضاً نتيجة العديد من العوامل، إذ يشيع حدوث هذه الحالة لدى الذكور مقارنةً بالإناث، كما أنّ الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 55 عاماً هم أكثر عرضة للإصابة بهذه الحالة، بالإضافة إلى ذلك تتضمن العوامل الآتي: [3]
- اتباع نظام غذائي غني بالدهون والكولسترول.
- السمنة.
- تدخين السجائر.
- وجود تاريخ عائلي للإصابة بأمراض القلب بما فيها النوبات القلبية.
- الحمل الذي يزيد من خطر الإصابة بتمدد الأوعية الدموية.
تشخيص تمدد الأوعية الدموية الأبهري الصدري
في الغالب يتم اكتشاف الإصابة بتمدد الأوعية الدموية الأبهري الصدري من خلال إجراء الفحوصات الروتينية، مع ذلك يشخص الطبيب هذه الحالة من خلال إجراء العديد من الفحوصات التي تتضمن الآتي: [4]
مخطط صدى القلب
في هذا الفحص يلتقط الطبيب بواسطة الموجات فوق الصوتية صور في الزمن الحقيقي للقلب والشريان الأبهر الصاعد، حيث يوضح هذا الفحص مدى جودة عمل غرف القلب والصمامات، كما يمكن استخدام هذا الإجراء التشخيصي للكشف عن تمدد الأوعية الدموية الأبهري الصدري، وفحص أفراد العائلة المصابين بهذا الاضطراب. [4]
التصوير المقطعي المحوسب
يتم استخدام الأشعة السينية في التصوير المقطعي المحوسب لتصوير صور مقطعية للجسم بما في ذلك الشريان الأبهري، كما يكشف هذا الاختبار عن حجم التمدد وشكله في الأوعية الدموية، مع أنّ هذا الفحص من أكثر الفحوصات التي تكشف عن تمدد الأوعية الدموية إلا أنّ له تأثير جانبي ألا وهو الإشعاع. [4]
التصوير بالرنين المغناطيسي
يستخدم التصوير بالرنين المغناطيسي المجال المغناطيسي وموجات الراديو لالتقاط صور للجسم، كما يمكن استخدام الرنين المغناطيسي في تشخيص تمدد الأوعية الدموية الأبهري الصدري، عدا عن إمكانية تحديد حجمه وشكله، حيث يتم هذا الفحص من خلال استلقاء الشخص على طاولة تنزلق إلى داخل النفق، كما يمكن أن يحقن الطبيب صبغة في الوريد للمساعدة على إظهار الأوعية الدموية بشكل أوضح. [4]
علاج تمدد الأوعية الدموية الأبهري الصدري
يهدف علاج هذه الحالة إلى منع تطور تمدد الأوعية الدموية قبل حدوث تشقق أو تمزق في الأوعية الدموية، حيث تتضمن العلاجات الخيارات التالية: [4]
العلاجات الدوائية
في الغالب يلجأ الطبيب إلى العلاجات الدوائية عندما يكون لدى الشخص ارتفاع في مستويات ضغط الدم، أو مستويات الكولسترول، حيث تتضمن هذه الأدوية الآتي: [4]
- أدوية حاصرات بيتا: تعمل هذه الأدوية على خفض مستويات ضغط الدم، ذلك من خلال إبطاء معدل ضربات القلب، أمّا بالنسبة لبعض الأشخاص قد تقلل حاصرات بيتا من سرعة توسع الشريان الأبهري، حيث تتضمن هذه الأدوية أدوية بيتاميتابرولول، وأدوية أتينولول.
- الأدوية الخافضة للكولسترول: تساعد هذه الأدوية على خفض مستويات الكولسترول، مما يساعد على تقليل حدوث الانسدادات في الشرايين، بالإضافة إلى تقليل خطر حدوث مضاعفات لتمدد الأوعية الدموية.
- أدوية حاصرات مستقبلات الأنجيوستين: يمكن أن يصف الطبيب هذه الأدوية إذا كانت حاصرات بيتا غير كافية، أو عندما لا يتمكن الشخص من تناول أدوية حاصرات بيتا، لكن في الغالب تستخدم هذه الأدوية للأشخاص المصابين بمتلازمة مارفان.
العلاجات الجراحية
عندما يكون حجم تمدد الأوعية الدموية متراوحاً ما بين 5-6 سم، فإنّ الطبيب يوصي بخضوع المصاب إلى العلاجات الجراحية التي تتضمن الخيارات التالية: [4]
- جراحة الصدر المفتوح: تهدف جراحة الصدر المفتوح إلى ترميم الأوعية الدموية في الشريان الأبهري الصدري، أو من خلال إزالة الجزء التالف من الشريان الأبهري، من ثم استبداله بأنبوب صناعي تتم خياطته في المكان المتضرر من الشريان الأبهري.
- جراحة داخل الأوعية الدموية: في هذه الجراحة يصل الأطباء الطعم الصناعي بطرف أنبوب رفيع، يتم إدخاله من خلال شريان إلى الساق، بعد ذلك تتم خياطة الجرح في الشريان الأبهري.
- جراحة الطوارئ: يلجأ الطبيب إلى هذا النوع من الجراحات عندما يتطور تمدد الأوعية الدموية الأبهري الصدري، ليحدث تمزق للأوعية الدموية.
اتباع نمط حياة صحي
يوصي الطبيب بالإضافة إلى العلاجات السابقة باتباع نمط حياة صحي، الذي يفيد في علاج تمدد الأوعية الدموية الأبهري الصدري، والوقاية من أمراض القلب بشكل عام، ذلك من خلال القيام ببعض التدابير التي تتضمن الآتي: [4]
- الابتعاد عن حمل الأشياء الثقيلة، أو ممارسة بعض الأنشطة البدنية، ذلك لأنها قد تزيد مستويات ضغط الدم، هذا يشكل ضغطاً إضافياً على الأوعية الدموية أيضاً.
- التقليل قدر الإمكان من التوتر والضغوطات النفسية، ذلك لأنّ الإجهاد النفسي يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم، بالتالي زيادة خطر الإصابة بتمدد الأوعية الدموية الأبهري الصدري.
- ممارسة التمارين الرياضية بشكل مستمر، كون الرياضة تفيد الجسم بشكل عام، كما أنها تعزز من صحة القلب والأوعية الدموية.
- الابتعاد عن تدخين السجائر، نظراً لأنّ التدخين يعد من أكثر العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب.
- التقليل من تناول الأغذية التي تحتوي على الكولسترول والدهون الثلاثية.
في الختام لا يخفى على أحد خطورة أمراض القلب أياً كان نوعها، بما فيها تمدد الأوعية الدموية الأبهري، لذا من الأفضل مراجعة الطبيب عند ظهور أي عرض يدل على وجود إصابة بمرض تمدد الأوعية الدموية الأبهري.