تأثير احتقان البروستاتا على الانتصاب
أصبحت مشاكل ضعف الانتصاب أكثر انتشاراً في الآونة الأخيرة من ذي قبل، خاصةً مع تقدم الرجال في السن، وهناك العديد من المشكلات الصحية التي تؤثر على الانتصاب ومن ضمنها احتقان البروستاتا، فما هو تأثير احتقان البروستاتا على الانتصاب؟ وكيف يمكن علاج هذه المشكلة بالطرق الطبية؟
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
احتقان البروستاتا
احتقان البروستاتا (بالإنجليزية: Prostatic Congestion) هو مشكلة طبية يعاني المرضى فيها من تراكم السوائل داخل غدة البروستاتا، وعدم إطلاقها بالكامل خلال عملية القذف، مما يؤدي إلى احتقان وتضخم البروستاتا والحويصلات المنوية، وامتلائها بالسوائل، إلى جانب شعور المرضى بألم في بعض الأحيان نتيجة لهذا الاحتقان. [1]
قد يتغاضى بعض الرجال عن أعراض احتقان البروستاتا، أو لا يلاحظوها من الأساس إذا كانوا نشطين جنسياً، أو إذا كانوا يمارسون العادة السرية بانتظام؛ لأن القذف المتكرر يساعد على التخفيف من أعراض الاحتقان نسبياً، لهذا السبب تتضح أعراض هذه المشكلة عند الرجال الذين يتوقفون فجأة عن النشاط الجنسي، أو في حالة الرغبة في التوقف عن العادة السرية. [1]
هل احتقان البروستاتا يسبب ضعف الانتصاب
تشير الأبحاث إلى تأثير احتقان البروستاتا على الوظيفة الجنسية للرجال بشكل مباشر، حيث يعاني المرضى الذين لديهم هذه المشكلة من شعور بالامتلاء في البروستاتا، وحاجة مستمرة إلى القذف ، على الرغم من عدم وجود أي إثارة جنسية، مما يؤدي إلى زيادة معدل الإنزال عند الرجال غير النشطين جنسياً، وزيادة الحاجة إلى ممارسة العادة السرية. [2]
أما عن تأثير احتقان البروستاتا على الانتصاب، فقد أجرى مجموعة من الباحثين دراسة على مجموعة كبيرة من المرضى الذين تتراوح أعمارهم بين 40 إلى 79 عاماً، وجد الباحثون أن مؤشرات الوظيفة الجنسية، ومن ضمنها الانتصاب بشكل سليم، ترتبط بشكل عكسي مع حجم التضخم أو الاحتقان الذي يعاني منه هؤلاء المرضى في مختلف المراحل العمرية. [2]
أوضحت نتائج الدراسة أن المرضى الذين لديهم احتقان واضح في البروستاتا يعانون من صعوبة في حدوث الانتصاب، أو الحفاظ عليه فترة مناسبة، إلى جانب وجود بعض المشاكل الجنسية الأخرى المرتبطة بالدافع الجنسي، والقذف، والرضا الجنسي. [2]
أسباب احتقان البروستاتا
يعد التعرف على أسباب احتقان البروستاتا أمراً في غاية الأهمية؛ نظراً لوجود علاقة وثيقة بين ضعف الانتصاب واحتقان البروستاتا، نستعرض أهم هذه الأسباب في هذا الجزء من المقال. [1]
التهاب البروستاتا
يعد التهاب البروستاتا من أهم أسباب الاحتقان والتضخم الذي يعاني منه المرضى في هذه المشكلة؛ حيث يؤدي الالتهاب الناتج عن وجود عدوى في البروستاتا إلى إفراز كمية كبيرة من السوائل، باعتبارها آلية يدافع بها الجسم عن نفسه أمام مسببات هذه العدوى، مما يؤدي إلى حدوث احتقان، وتراكم للسوائل في البروستاتا. [1]
اضطراب توتر الحوض
يعاني المرضى في هذه المشكلة من ارتداد السائل المنوي، وعدم القدرة على تفريغه بالكامل أثناء عملية القذف، مما يؤدي إلى احتقان غدة البروستاتا، تتفاقم أعراض هذه المشكلة لدى الرجال الذين يعانون من التهاب البروستاتا؛ لأن القذف قد يكون مؤلماً في هذه الحالة، وقد يرتفع توتر العضلات قبل القذف وبعده، مما يؤدي إلى زيادة تراكم السوائل. [1]
الإنكار الجنسي
يحدث الإنكار الجنسي عندما يتم تحفيز الرجل جنسياً، دون حدوث قذف، فمن المعروف أن نصف كمية السائل المنوي التي ينتجها الرجل أثناء القذف تتكون أثناء الإثارة الجنسية، تعد هذه المشكلة شائعة عند الرجال الذين يشاهدون المواد الإباحية، أو الرجال الذين يحاولون التوقف عن ممارسة العادة السرية. [1]
نقص الزنك
يعد السبب الرابع والأخير لاحتقان البروستاتا هو نقص عنصر الزنك؛ فهو يساعد على تثبيط اختزال إنزيم 5 ألفا، وهو الإنزيم المسؤول عن تحويل هرمون التستوستيرون إلى ديهيدروتستوستيرون، مما يؤدي إلى إنتاج المزيد من السوائل الجنسية. [1]
تأثير البروستاتا على العلاقة الزوجية
لا يعد احتقان البروستاتا هو المشكلة الوحيدة التي تؤثر على الانتصاب، فهناك بعض المشاكل الأخرى المرتبطة بالبروستاتا، والتي تنعكس في النهاية على العلاقة الزوجية؛ نظراً لارتباطها بضعف الانتصاب والوظيفة الجنسية للرجل، إليك أشهر هذه المشكلات. [3]
تضخم البروستاتا الحميد
تضخم البروستاتا الحميد هو تضخم غير سرطاني في البروستاتا، يعاني الرجال في هذه المشكلة من ضعف الانتصاب، ومشاكل في القذف، ومن الأمور الإيجابية أن علاج التضخم عن طريق الجراحة يساهم بشكل كبير في الحد من الآثار الجانبية المرتبطة بالوظيفة الجنسية. [3]
انخفاض هرمون التستوستيرون
يلعب هرمون التستوستيرون دوراً هاماً في زيادة الدافع الجنسي، ومن المعروف طبياً أنه ينخفض بشكل واضح مع تقدم العمر، يرتبط هذا الانخفاض عادةً بمشاكل ضعف الانتصاب، وانخفاض الرغبة الجنسية عند الرجال. [3]
التهاب البروستاتا
يحدث التهاب البروستاتا عادةً نتيجة لعدوى بكتيرية، وقد يكون في بعض الأحيان التهاباً مزمناً ولا يرتبط بمسببات العدوى، وفي كلتا الحالتين يرتبط التهاب البروستاتا بضعف الانتصاب، إلى جانب القذف المؤلم، وانخفاض المتعة الجنسية أثناء العلاقة الزوجية. [3]
سرطان البروستاتا
ترتبط التقنيات الجراحية المستخدمة في علاج سرطان البروستاتا في قطع الأعصاب والشرايين التي تساهم في عملية الانتصاب، كما يعاني المرضى الذين يخضعون إلى العلاج الإشعاعي لعلاج سرطان البروستاتا من ضعف الانتصاب؛ نتيجة للآثار السلبية الناتجة عن الإشعاع، وتسببه في أضرار بالغة لأنسجة البروستاتا. [3]
كيفية علاج احتقان البروستاتا
تتعدد الطرق الطبية المستخدمة في علاج احتقان البروستاتا بين الطرق الدوائية، وغير الدوائية، تهدف خطة العلاج بشكل عام إلى تقليل الاحتقان الناتج عن تراكم السوائل في أنسجة البروستاتا، ما يؤدي إلى تحسن الوظيفة الجنسية للمريض تدريجياً، واستعادة قدرته على الانتصاب بشكل سليم، نستعرض في هذا الجزء من المقال كيفية علاج احتقان البروستاتا. [1]
العلاج الدوائي
يصف الأطباء بعض الأدوية التي تساهم في الحد من أعراض احتقان البروستاتا، من أهم هذه الأدوية: [1]
- الزنك: يساعد الزنك على إعادة امتصاص السوائل الجنسية الزائدة، مما يؤدي إلى تخفيف الاحتقان.
- مثبطات اختزال 5 ألفا: تساعد هذه الأدوية على تقليل كمية السائل الجنسي، لكنها تناسب الرجال البالغين، ولا ينبغي استخدامها مع الرجال الذين تكون زوجاتهم حوامل، أو يرغبن في الحمل.
العلاج غير الدوائي
يتضمن علاج احتقان البروستاتا إجراء بعض التعديلات السلوكية التي تساعد على تحسن الأعراض، فعلى سبيل المثال ينصح الأطباء بتقليل وقت التحفيز الجنسي قدر الإمكان قبل العلاقة الزوجية، إلى جانب الاعتماد على القذف بانتظام؛ لإراحة البروستاتا من احتقان السوائل. [1]
يعد تأثير احتقان البروستاتا على الانتصاب من الأمور المعروفة طبياً؛ فهو من أشهر العوامل التي تؤدي إلى ضعف الانتصاب، إلى جانب بعض القصور في الوظيفة الجنسية بشكل عام، هناك بعض الأدوية والطرق غير الدوائية التي تساعد على علاج هذه المشكلة، بعد التعرف على السبب الرئيسي لها.