ماذا تعرف عن اليوم العالمي للصحة النفسية؟
يعد اليوم العالمي للصحة النفسية، الذي يُحتفل به في 10 أكتوبر من كل عام، فرصة هامة لزيادة الوعي حول قضايا الصحة النفسية وتحفيز الجهود لدعمها وتعزيزها.
يصادف اليوم العاشر من شهر أكتوبر/ الشهر العاشر من كل عام يوم الصحة النفسية العالمي، وهو فرصة لتسليط الضوء على أهمية الصحة النفسية وارتباطها بالصحة النفسية، وكيفية العناية بهما في ظل الضغوطات المتزايدة على الإنسان في العصر الحديث، فما هي الصحة النفسية؟ وكيف يمكن العناية بها؟
ما هي الصحة النفسية؟
تعرف منظمة الصحة العالمية الصحة النفسية (بالإنجليزية: Mental health) بأنها حالة من الرفاهية يتمكن فيها الفرد من إدراك قدراته الخاصة، والتعامل مع الضغوط العادية في الحياة، والعمل بشكل منتج ومثمر، والإسهام في مجتمعه.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
تعد الاضطرابات النفسية من أكثر الحالات انتشاراً في جميع أنحاء العالم، وهي مساهم رئيسي في الأمراض والإعاقات والوفاة المبكرة. ومع ذلك، فإن الموارد المخصصة من قبل الدول لمعالجة هذا العبء غير كافية، وغير موزعة بشكل عادل، وأحياناً تُستخدم بكفاءة منخفضة. أدى ذلك إلى وجود فجوة علاجية تتجاوز 70% في العديد من البلدان.
ترتبط اضطرابات الصحة النفسية بزيادة مخاطر الإصابة بأمراض أخرى، كما تسهم في الإصابات غير المتعمدة والمتعمدة، ويعتبر الاكتئاب هو الاضطراب العقلي الرئيسي، ويحدث بمعدل الضعف لدى النساء مقارنة بالرجال. تعاني 10% إلى 15% من النساء في البلدان الصناعية، و20% إلى 40% في الدول النامية، من الاكتئاب أثناء فترة الحمل أو ما بعد الولادة. [1]
بماذا يتميز الأشخاص الأصحاء عقلياً؟
علامات التمتع بالصحة النفسية تشمل عدة جوانب تدل على التوازن النفسي والعاطفي، من بين هذه العلامات: [2]
-
الامتنان اليومي: الشخص الذي يتمتع بصحة عقلية يجد دائمًا شيئًا ليكون ممتنًا له حتى في الأيام الصعبة، مما يعزز المرونة النفسية.
-
التطلع إلى المستقبل: الأشخاص الذين يتمتعون بصحة نفسية جيدة يحرصون على التخطيط لأحداث أو تجارب ينتظرونها بشغف، مما يقلل من التوتر والقلق.
-
التخلص من الغضب: القدرة على تجاوز الصراعات وترك المشاعر السلبية تجاه من أساءوا إليك تساعد في الحفاظ على السلام الداخلي.
-
الاستمتاع بالأشياء البسيطة: الصحة النفسية الجيدة تمكن الشخص من إيجاد السعادة في التجارب اليومية البسيطة، مثل قضاء الوقت مع الأصدقاء أو الاستماع إلى الموسيقى.
-
الاستمرار في المحاولة عند مواجهة الصعاب: الأشخاص الأصحاء نفسيًا يتميزون بالقدرة على الاستمرار والتحلي بالعزيمة رغم التحديات.
-
مساعدة الآخرين: الأشخاص الأكثر صحة عقلية يهتمون بمساعدة من حولهم، حتى في الأوقات التي يمرون فيها بتحديات خاصة.
-
العناية بالنفس: الاهتمام بالاحتياجات الشخصية والاعتناء بالنفس يعتبر من علامات الصحة النفسيةالجيدة، حيث يتيح للفرد أن يكون حاضرًا ومتوازنًا.
-
تحديد الحدود في العلاقات: الأشخاص الذين يتمتعون بصحة عقلية جيدة يعرفون متى يقولون "لا" ويحافظون على حدودهم الشخصية.
-
عدم الحسد: الأشخاص الأصحاء نفسيًا لا يقارنون أنفسهم بالآخرين، بل يركزون على أهدافهم الخاصة وما يمكنهم تحقيقه.
-
الفرح لنجاح الآخرين: القدرة على الشعور بالسعادة للآخرين حتى في ظل التحديات الشخصية تعد مؤشرًا قويًا على الصحة النفسية الجيدة.
أهمية الصحة النفسية
أهمية الصحة النفسية تكمن في تأثيرها المباشر على الصحة العامة، حيث إن الصحة العقلية والجسدية مترابطتان بشكل وثيق. فعلى سبيل المثال، يمكن أن يزيد الاكتئاب من خطر الإصابة بالعديد من المشاكل الصحية الجسدية مثل مرض السكري وأمراض القلب والسكتات الدماغية. بالمثل، تؤدي الأمراض المزمنة إلى زيادة خطر التعرض لاضطرابات نفسية. لذا، الحفاظ على صحة عقلية جيدة يساهم بشكل كبير في تعزيز الصحة الجسدية وتقليل احتمالية الإصابة بالأمراض المزمنة، مما يجعلها عنصرًا أساسيًا في تحقيق التوازن والصحة العامة. [3]
كيف تحافظ على صحتك النفسية؟
تعد الصحة النفسية جزءً لا يتجزأ من الصحة العامة، ويمكن الحفاظ عليها بعدة طرق، وهي كالآتي: [4]
- تعزيز الاتصال الاجتماعي من خلال المكالمات الهاتفية وشبكات التواصل الاجتماعي، يساهم ذلك في تقوية العلاقات الاجتماعية و التغلب على قوة الإجهاد المزاجية، وخاصةً عند التواصل مع الأشخاص الإيجابيين.
- ممارسة الرياضة والحفاظ على النشاط، مما يدعم صحة الدماغ والجسم معاً، حيث يمكن أن يكون للرياضة أو النشاط المنتظم تأثير كبير على صحتك النفسية والعاطفية، وتخفيف التوتر، وتحسين الذاكرة، ومساعدتك على النوم بشكل أفضل.
- ممارسة اليوغا أو التأمل، مما يخفف من مستويات التوتر.
- تناول نظام غذائي يدعم صحة الدماغ، وتشمل الأطعمة التي يمكن أن تدعم صحتك النفسية: الأسماك، والمكسرات، والفاصوليا، والخضار الورقية، والتوت الأزرق.
- ضع أنشطة ترفيهية ضمن أولوياتك، مهما كنت منشغلاً فلا بد من وجود وقت فراغ، فهو ضرورة للصحة العاطفية والنفسية.
- النوم لساعات كافية، لأن النوم افضل طريقة لعقلنا لإعادة شحن وتجديد طاقاتنا، وتتمثل إحدى طرق الحصول على النوم بشكل أفضل في أخذ استراحة من تحفيز التلفزيون أو الهواتف أو الأجهزة اللوحية أو أجهزة الكمبيوتر في الساعات التي تسبق وقت النوم.
ختاماً، نلاحظ أن الصحة النفسية لا تقل أهمية عن الصحة الجسدية، لذلك لا بد من الحفاظ عليها عن طريق إدارة التوتر، والسيطرة على القلق، واتباع عادات غذائية صحية، ونمط حياة صحي يضمن الحفاظ على صحتك من الداخل والخارج.
-
الأسئلة الشائعة عن الصحة العقلية العالمي
- من أهداف اليوم العالمي للصحة النفسية؟ زيادة الوعي بأهمية الصحة النفسية وتعزيز الدعم المجتمعي والعالمي لها.
- متى كانت بداية الاحتفال باليوم العالمي للصحة النفسية؟ بدأ الاحتفال باليوم العالمي للصحة النفسية في عام 1992.