الكوليرا تعود في سوريا ولبنان، فكيف يمكن الوقاية منها
شهدت سوريا منذ شهر سبتمبر الماضي تفشي وباء الكوليرا الذي عاد من جديد، وانتشرت العديد من الأخبار مفادها أن الكوليرا تعود في سوريا ولبنان، فكيف يمكن الوقاية منها، وتسبب في وفاة أكثر من 75 شخصاً حتى الآن، كما أعلنت وزارة الصحة اللبنانية في الأيام الماضية وفاة أول حالة بعد أيام قليلة من تحديد مجموعة من الحالات المشتبه في إصابتها، الأمر الذي يجعلنا أمام أزمة إنسانية في منتهى الخطورة دفعت العديد من المنظمات الدولية إلى وضع خطة استجابة سريعة للتعامل مع الوضع الراهن.
بداية الأزمة وسببها
بدأت الأزمة في سوريا منذ ثمانية أسابيع، وخلال هذه الفترة تم تسجيل أكثر من 20000 حالة اشتباه من قبل منظمة الصحة العالمية، ويرجع السبب الأساسي في تفشي هذا الوباء، وعودته إلى الساحة مرة أخرى بعد اختفائه لأكثر من ثلاثين عاماً إلى افتقار العديد من المناطق الفقيرة في سوريا إلى مياه الشرب النظيفة، واضطرار كثير من السكان إلى الاعتماد على مصادر المياه غير الآمنة، وري الحقول بمياه الينابيع الملوثة. [1]
تحتوي مصادر المياه غير الآمنة على البكتيريا المسببة لوباء الكوليرا، وهي من أخطر أنواع البكتيريا؛ نظراً لقدرتها على إنتاج مادة سمية تؤدي إلى الإسهال المائي الحاد الذي قد يتسبب بدوره في وفاة المريض خلال ساعات. [2]
ارتبط تفشي الوباء ووصوله إلى بعض المناطق اللبنانية على الحدود مع سوريا بالتحركات السكانية، وتنقل العديد من المواطنين عبر البلدين، مما أدى إلى تزايد حالات الإصابة المؤكدة في لبنان إلى 448 حالة في أسبوعين فقط، وارتفاع حالات الوفاة إلى 10 حالات. [1][2]
أهم أعراض الكوليرا
تبدأ أعراض الكوليرا في الظهور بعد 12 ساعة إلى 5 أيام من التعرض إلى البكتيريا المسببة للمرض، ويعد الإسهال الحاد والمفاجئ من أشهر الأعراض المميزة لهذا الوباء، إلى جانب التقيؤ، والغثيان، والجفاف الشديد الذي يرتبط ببعض الأعراض الخطيرة، من ضمنها: [3]
- جفاف الفم.
- انخفاض إنتاج البول.
- انخفاض ضغط الدم.
- تشنجات عضلية شديدة.
- اختلال مستوى المعادن في الدم.
- عدم انتظام معدل ضربات القلب.
يعاني الأطفال من نفس الأعراض التي يعاني منها البالغون، إلى جانب الحمى، والنعاس الشديد، والجدير بالذكر أن هناك نسبة كبيرة من المرضى لا يعانون من أي أعراض واضحة للمرض، الأمر الذي يزيد من صعوبة التشخيص، واحتمال تعرضهم إلى مضاعفات خطيرة بشكل مفاجئ. [3]
عوامل زيادة الخطر
يمكن أن يصاب أي شخص بمرض الكوليرا، لكن هناك بعض الفئات الأكثر عرضة للإصابة بالمرض، كما أن هناك عدة عوامل تزيد من فرص الإصابة وتجعل الأشخاص معرضين أكثر لها، ومن أهم هذه العوامل:
- أصحاب فصيلة الدم O معرضون أكثر للإصابة.
- الأشخاص الذين يفضلون تناول بعض أنواع الأسماك نيئة.
- الاتصال الوثيق بأحد المرضى.
- الأشخاص المصابون بانخفاض مستوى حمض المعدة.
- التواجد في أماكن تعاني من تدني الصرف الصحي، والمياه الملوثة.
كيفية الوقاية من الكوليرا
مع توقع استمرار تزايد الحالات، تبذل المؤسسات الدولية والحكومية في المنطقة العربية جهوداً مضنية للسيطرة على الوضع، ومنع انتشار المرض إلى الدول المجاورة، الأمر الذي يفرض أهمية التعرف على سبل الوقاية من الإصابة بالمرض، من خلال اتباع بعض الإجراءات الوقائية. [4]
غسل اليدين بالماء والصابون
ينبغي الإكثار من غسل اليدين جيداً بالماء والصابون، خاصةً في فترات تفشي الأوبئة، أو عند العناية بأحد المرضى المصابين بالإسهال، مع الاعتماد على كحول بتركيز 60% في حالة عدم توفر الماء والصابون. [4]
الاعتماد على المياه النظيفة
ينبغي التأكد من استخدام مصادر المياه الآمنة، والاعتماد عليها في الشرب، وغسل الطعام، وتحضير المشروبات، وفي حالة عدم توفر هذه المصادر، يجب غلي المياه المتوفرة، ومعالجتها بالكلور، وتصفيتها باستخدام مرشح يسمح بإزالة البكتيريا. [4]
استخدام المراحيض الآمنة
ينبغي استخدام المراحيض الآمنة سواء بالنسبة للأطفال أو البالغين؛ نظراً لوجود البكتيريا المسببة للكوليرا في فضلات المرضى، كما يجب غسل اليدين جيداً بالماء والصابون بعد الانتهاء من قضاء الحاجة. [4]
الطهي الجيد للطعام
ينبغي التأكد من تناول الأطعمة التي تم طهيها جيداً، خاصةً المأكولات البحرية، والحرص على تغطيتها جيداً بعد طهيها، مع تجنب تناول الخضروات والفواكه النيئة التي لا يمكن تقشيرها. [4]
إجراءات التنظيف
ينبغي الالتزام ببعض الإجراءات الخاصة بالتنظيف، خاصةً في الفترات التي تنتشر بها الأوبئة، تتضمن هذه الإجراءات: [4]
- الاستحمام وغسل الملابس على بعد 30 متراً على الأقل من مصدر مياه الشرب.
- تنظيف وتعقيم المراحيض والأسطح الملوثة باستخدام الصابون في البداية، ثم الاعتماد على محلول مكون من جزء من المنظف المنزلي إلى 9 أجزاء من الماء النظيف.
- تنظيف الأماكن التي يتم تحضير الطعام بها، وأدوات المطبخ بالماء المعالج والصابون، وتركها تجف تماماً قبل إعادة استخدامها مرة أخرى.
- التخلص من الماء، والصابون، وقطع القماش المستخدمة في التنظيف بعد الانتهاء من التنظيف، مع الحرص على غسل اليدين مرة أخرى بالماء والصابون.