القولون العصبي والصيام
تعرف على تأثير صيام رمضان على متلازمة القولون العصبي.
متلازمة القولون العصبي هي حالة تصاب فيها أمعاء المريض بخلل وظيفي ينتج عنه عدة أعراض مثل إزعاج وألم البطن، والإسهال، والإمساك، والانتفاخ وغيرها، ودائماً ما يطرح مريض متلازمة القولون العصبي العديد من التساؤلات حول تأثير صيام رمضان على الأمعاء حيث يؤثر نوع الطعام وموعد الوجبات مباشرة على تفاقم أو تهدئة الأعراض، لنتعرف في هذا المقال على القولون العصبي والصيام، وأهم النصائح لمريض القولون العصبي خلال رمضان.
ما هي متلازمة القولون العصبي
متلازمة القولون العصبي (IBS) حالة اضطراب في المعدة تؤثر على الأمعاء الدقيقة والغليظة، وتؤدي إلى أعراض مثل تقلصات البطن، وهو اضطراب في تفاعل القناة الهضمية مما يتسبب في حدوث خلل في الاتصال بين الدماغ والأمعاء بالتالي يؤدي إلى زيادة الحساسية وتقلصات العضلات في أمعائك، وتؤثر متلازمة القولون العصبي على النساء أكثر من الرجال.
أنواع متلازمة القولون العصبي
متلازمة القولون العصبي ليست جميعها متشابهة في الأعراض لدى جميع الأشخاص فالبعض يعاني من الإسهال الشديد، وآخر من الإمساك، ويجب تحديد نوع متلازمة القولون العصبي للحصول على خطة علاج صحيحة، وتشمل أنواعه ما يلي:
- متلازمة قولون عصبي مع الإسهال وتُسمى (IBS-D).
- متلازمة قولون عصبي مع الإمساك وتُسمى (IBS- C).
- متلازمة قولون عصبي مختلطة تشمل الإمساك والإسهال وتُسمى (IBS-M).[1]
تأثير الصيام على القولون العصبي
خلال شهر رمضان يمتنع الشخص عن تناول الطعام لعدة ساعات قد يكون لها تأثير على أعراض متلازمة القولون العصبي، على الرغم من أن الأبحاث العلمية حول الأمر قليلة إلى أن الأطباء يشيرون دائماً إلى الصيام كوسيلة مُحتملة لتخفيف أعراض متلازمة القولون العصبي.
تعتمد فوائد أو أضرار الصيام على القولون العصبي بشكل كبير على نوع القولون العصبي، وأسبابه، ويصبح الصيام مفيداً في تخفيف الأعراض بسبب ما يعرف باسم (MMC) وهو نشاط في العضلات الملساء في الجهاز الهضمي خلال الأوقات التي نتوقف عن تناول الطعام بين الوجبات مثل فترات الصيام في رمضان، ويقوم بعمل أشبه بالتطهير من بقايا الطعام والفضلات في الجهاز الهضمي العلوي والتي تحدث كل 90 دقيقة بين الوجبات، ومع طول فترة الصيام يشعر المريض بالتحسن.
يعاني الكثير من مرضى متلازمة القولون العصبي من أعراض الانتفاخ أو الغازات أو الإسهال كرد فعل عند تناول الطعام في هذه الحالة تكون فترات الصيام في رمضان مفيدة لتحسين الأعراض، كما أن الصيام قد يكون مرتبطًا بتغييرات مفيدة في ميكروبيوم الأمعاء.[2][3]
هل الصيام ضار للقولون العصبي
كما ذكرنا تتوقف فوائد أو أضرار الصيام على نوع متلازمة القولون العصبي وأسبابها، قد لا يساعد الصيام في بعض الحالات التي تؤدي فيها فترات الصيام الطويلة إلى استهلاك الكثير من الطعام في نهاية الصيام حيث يؤدي الحجم الزائد لمحتويات الطعام في الجهاز الهضمي العلوي إلى ظهور أعراض متلازمة القولون العصبي لذلك قد يأتي بنتائج عكسية إذا أصبح تبريرًا للإفراط في تناول الطعام في وقت لاحق من اليوم، وهذا ما يحدث خلال رمضان حيث يتناول المريض وجبات دسمة عند الإفطار والكثير من الحلوى، وغيرها من العادات الغذائية الخاطئة.
يوجد بعض أعراض القولون العصبي التي يمكن أن تحدث استجابةً لفراغ المعدة لدى الأشخاص الذين لديهم أنواع من فرط الحساسية في الأمعاء أو الإحساس بالجوع أو نقص الطعام، وتشمل ما يلي:
- ألم.
- تشنج.
- غثيان.
- اضطراب المعدة.
- ارتجاع حمضي.
يمكن تخفيف تلك الأعراض خلال صيام رمضان بتأخير وجبة السحور، وتناول عدة وجبات خفيفة خلال وقت الإفطار.[2][3]
أسباب متلازمة القولون العصبي
السبب الدقيق لمتلازمة القولون العصبي غير معروف إلى الآن مع ذلك يرجح الخبراء أن بعض العوامل قد تكون السبب وتشمل ما يلي:
- التهابات.
- اختلال التوازن في البكتيريا في الأمعاء.
- التهاب الأمعاء.
- حساسية القولون.
- عدم التناسق العصبي بين الدماغ والأمعاء.
نظراً لأن متلازمة القولون ترتبط مباشرة بالغذاء وأسلوب الحياة يمكن أن تؤدي العوامل التالية إلى زيادة ألم متلازمة القولون العصبي، وتشمل ما يلي:
- تناول الأطعمة الدسمة.
- التعرض للتوتر والقلق.
- تغيرات هرمونية مثل التي تصاحب الدورة الشهرية.[2]
أعراض القولون العصبي
تتمثل أعراض القولون العصبي في ألم البطن بطرق مختلفة مثل الألم الحاد، والتشنجات، والانتفاخ، أو حتى الحرق، وقد ينجم الألم عن تناول أطعمة معينة، أو بعد تناول الوجبات، أو عند التعرض للإجهاد النفسي مثل التوتر، بجانب الإمساك والإسهال وأحياناً يعاني الشخص من كليهما، وتشمل الأعراض الأخرى ما يلي:
- مخاط في البراز.
- عدم الشعور بإفراغ المثانة بالكامل.
قد يعاني الأشخاص المصابون بمتلازمة القولون العصبي من أعراض لا علاقة لها بالأمعاء، وتشمل:
علاج القولون العصبي في رمضان
كل شخص مصاب بالقولون العصبي لديه أعراض مختلفة تحتاج إلى عناية مختلفة أيضاً، وخلال صيام رمضان يمكن ألا يعاني المريض من الأعراض مثل الانتفاخات والإسهال والإمساك إذا حافظ على عادات غذائية صحية.
تلعب الأطعمة دوراً كبيراً في التأثير على القولون العصبي وقد يعاني المريض طوال فترة الصيام بسبب اختياراته الخاطئة من الطعام فيما يلي الأطعمة التي يجب تجنبها في حالات الإسهال أو الإمساك:
الأطعمة التي يجب تجنبها عند الإصابة بالإسهال
- الأطعمة المقلية.
- الأطعمة الدسمة.
- منتجات الألبان خاصة إذا كنت تعاني من عدم تحمل اللاكتوز.
- الأطعمة التي تحتوي على القمح إذا كنت تعاني من حساسية الغلوتين.
- الكثير من الألياف خاصة من قشر الفاكهة والخضروات.
- الشوكولاتة.
- المشروبات الكربونية.
- الكافيين في الشاي والقهوة.
الأطعمة التي يجب تجنبها عند الإصابة بالإمساك
- الأطعمة المصنعة مثل الكعك ورقائق البطاطس.
- الحبوب المكررة مثل الدقيق الأبيض والمكرونة.
- منتجات الألبان خاصة الجبن.
- الكثير من البروتين.
- المشروبات الكربونية.
- الكافيين.
نصائح للتعامل مع القولون العصبي في الصيام
- لا تأكل الإفطار سريعاً.
- ابتعد عن تناول الوجبات الدسمة المقلية على الإفطار.
- ابتعد عن الأطعمة المصنعة التي تؤدي إلى نوبات من التهاب القولون العصبي.
- تناول الألياف القابلة للذوبان بدلاً من الألياف غير القابلة للذوبان لتخفيف الإمساك دون الانتفاخ أو الإسهال؛ مثل: الشوفان، والأفوكادو والبطاطا الحلوة، والتفاح.
- احرص على شرب المشروبات الطبيعية مثل الزنجبيل، والنعناع، والبابونج بدلاً من مشروبات الصودا أو العصائر المصنعة.
- استشر الطبيب قبل رمضان ليصف لك أدوية تساعد على تخفيف أعراض متلازمة القولون، وتحديد جرعاتها المناسبة.
- احرص على تناول الأطعمة الغنية بالبروبيوتيك.
- خفف من التوتر والقلق.
- مارس بعض التمارين الرياضية مثل المشي لعدة دقائق في اليوم.
- استشر الطبيب لتناول كبسولات زيت النعناع المهدئة لأعراض القولون العصبي.[1][5]
يخفف الصيام في رمضان من أعراض متلازمة القولون لكن يجب اتباع نظام غذائي صحي وعدم الإفراط في تناول الحلوى والأطعمة الدسمة والمشروبات الغازية، لكن إذا كانت أعراض القولون العصبي تزداد سوءًا وتسبب لك المزيد من الألم خلال الصيام يجب استشارة الطبيب لوصف العلاج المناسب.