القهوة والمزاج: هل تعدل القهوة المزاج وتحسنه؟
تعرف على العلاقة بين شرب القهوة والمزاج، وتأثير القهوة على الجسم
يبدأ الكثير من الناس يومهم بفنجان من القهوة لتأثيرها المنشط للجسم، وقد يرتبط شرب القهوة أيضًا بتحسين المزاج والتأثير على مستويات الطاقة، إضافةً إلى تأثيرها الإيجابي على النشاط البدني، فهل تؤثر القهوة فعلًا على المزاج؟ وهل هي مفيدة في جميع الحالات؟
تعرف في هذا المقال على العلاقة بين القهوة والمزاج، وتأثير القهوة على الصحة العقلية.
انضم إلى قناة بابونج المجانية على الواتساب نصيحة صحية يومية للحصول على نصائح طبية متنوعة يومياً
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
كيف تحسن القهوة المزاج؟
تتحتوي القهوة على الكافيين (بالإنجليزية: Caffeine) الذي يمتلك مفعولًا منشطًا ومنبهًا، وهو ما يجعل القهوة تعطي دفعة من الطاقة بعد النوم لوقتٍ غير كافٍ. يحفز الكافيين إفراز الناقل العصبي الدوبامين، الذي يعرف أيضًا باسم هرمون السعادة، مما يساعد على تحسين المزاج.
من الممكن أن يسبب انخفاض مستويات الدوبامين التعب والإرهاق، واضطراب المزاج، وفقدان الحافز والشغف، كما قد تسبب قلة الدوبامين أيضًا زيادة خطر الإصابة بالاكتئاب. [1]
شاهدي أيضاً: تحسين المزاج بالأعشاب
العلاقة بين القهوة والاكتئاب
كما ذكرنا سابقًا، تحفز القهوة إفراز هرمون الدوبامين، مما يساعد على تحسين المزاج، لكن هذا التأثير يعتبر مفيدًا بشكل خاص للأشخاص المصابين بمرض الاكتئاب، إذ من الممكن أن يساعد شرب القهوة على تحسين أعراض الاكتئاب بشكل كبير.
يعاني مريض الاكتئاب من العديد من الأعراض التي قد تتفاوت في شدتها من شخص لآخر، من هذه الأعراض قلة الاهتمام بممارسة أية أنشطة كان المرء يستمتع بممارستها سابقًا، وانخفاض مستويات الطاقة، وصعوبة التركيز.
أجريت دراسة حول تأثير القهوة على الأشخاص الذين تم تشخيصهم بالاكتئاب، وركزت الدراسة على البالغين في منتصف العمر. أظهرت النتائج أن استهلاك المزيد من القهوة يساعد على تخفيف شدة أعراض الاكتئاب. لكن ذلك لا يعني أن النظام الغذائي لمريض الاكتئاب يجب أن يعتمد كليًا على القهوة، فعلى الرغم من فوائدها إلا أن الاستهلاك المفرط قد يسبب العديد من الأعراض الجانبية.
أجريت دراسة أخرى أيضًا على أكثر من مئتي ألف شخص، بينت أن استهلاك القهوة يقلل من خطر الإقدام على الانتحار. [1] [2] [3]
شاهدي أيضاً: فوائد القهوة السوداء للتخسيس
العلاقة بين القهوة واضطراب ثنائي القطب
تمتلك القهوة تأثيرًا متفاوتًا على مصابي اضطراب ثنائي القطب، إذ عادةً ما يعاني المرضى من أعراض الهوس في فترة ما، ثم يعانون من نوبة أعراض اكتئابية في فترة أخرى، وتؤثر القهوة على الأعراض بنوعيهما بشكل مختلف.
تؤثر القهوة سلبيًا على الأعراض الهوسية لمرضى اضطراب ثنائي القطب، إذ تعمل القهوة كمشط، مما يسبب تفاقم الأعراض أثناء فترة الهوس. من أهم الأعراض التي قد تتفاقم عند المريض بعد استهلاك القهوة الهلوسات، والأعراض الذهانية الأخرى.
من جهة أخرى، قد يساعد استهلاك القهوة باعتدال على تحسين الأعراض الاكتئابية عند مريض ثنائي القطب، لكن من الممكن أن تسبب تفاقم الأعراض في حال تم استهلاكها بإفراط.
أيضًا، أجريت دراسة في عام 2009 حول تأثير القهوة على مرضى ثنائي القطب، وكانت النتائج مقلقة للغاية، إذ لم تؤثر القهوة على عدد النوبات الهوسية أو النوبات الاكتئابية خلال سنة، لكن أظهر المرضى الذين استهلكوا القهوة بانتظام قابلية كبيرة للإقدام على الانتحار. لكن يتطلب الأمر إجراء المزيد من الدراسات للتأكد من تأثير القهوة على مرضى ثنائي القطب. [4]
شاهدي أيضاً: أضرار شرب القهوة
العلاقة بين القهوة والقلق
تؤثر القهوة سلبًا على المصابين باضطراب القلق، أو حتى الأشخاص الأصحاء الذين يعانون من القلق بشكل عرضي، إذ تسبب القهوة تفاقم أعراض القلق والشعور بالاهتياج، ويعود ذلك لمفعول الكافيين كمنشط طبيعي.
كما من الممكن أن تسبب القهوة الإصابة بنوبات الهلع عند الأشخاص الذين يعانون من القلق، خاصةً في حال تم استهلاكها بإفراط. [5]
شاهدي أيضاً: كيف تتخلص من القلق والتوتر
أضرار الإكثار من شرب القهوة
قد توفر القهوة بعض الفوائد للمزاج والصحة النفسية، لكن الإكثار من استهلاكها قد يسبب الكثير من الأعراض الجانبية، خاصةً على المزاج والصحة النفسية. من أهم الأعراض الجانبية النفسية للإكثار من شرب القهوة: [6]
- القلق: لا تسبب القهوة تفاقم أعراض اضطراب القلق وحسب، بل تسبب أيضًا ما يسمى باضطراب القلق الناتج عن استهلاك الكافيين. يسبب استهلاك أكثر من 1000 ملغ من الكافيين أعراضًا متمثلة بالعصبية، والتوتر الشديد، وسرعة التنفس بسبب الاهتياج العصبي.
- الأرق: من الطبيعي أن يسبب استهلاك القهوة الأرق بما أنه منشط، إذ يصعب على المرء الاستغراق في النوم، كما يقل وقت النوم الإجمالي في حال شرب الكثير من القهوة.
- الإدمان: لا تسبب القهوة الإدمان بالمعنى الحرفي للكلمة، لكنها تسبب اعتمادًا جسديًا ونفسيًا، خاصةً عند استهلاكها بجرعات عالية. يسبب التوقف عن استهلاك القهوة أعراضًا انسحابية مثل الصداع والإجهاد.
- الإجهاد والتعب: يصاب المرء بالإجهاد والتعب بعد موجة الشعور بالنشاط وتحسن المزاج، ويعود ذلك لاستهلاك القهوة بكميات كبيرة. ينعكس تأثير الكافيين عندما يبدأ الجسم بالتخلص منه.
شاهدي أيضاً: خبراء التغذية: 5 عناصر غذائية تحسن المزاج
الخاتمة:
تؤثر القهوة على المزاج والصحة النفسية بشكل كبير، إذ من الممكن أن يساعد استهلاك القهوة باعتدال على تحسين المزاج وإعطاء دفعة من الطاقة والنشاط في بداية اليوم. لكن من الممكن أيضًا أن يسبب فرط استهلاك القهوة القلق والتوتر، إضافةً لإدمان القهوة، الذي يسبب أعراضًا انسحابية في حال الانقطاع عن استهلاكها.
يذكر أيضًا أن استهلاك القهوة قد يؤثر سلبًا على بعض الاضطرابات النفسية، لذلك ينصح بالتحدث مع الطبيب حول الكمية اليومية المسموحة من القهوة.
-
الأسئلة الشائعة عن العلاقة بين القهوة والمزاج
- هل القهوة تحسن المزاج؟ نعم من الممكن أن تساعد القهوة على تحسين المزاج في حال تم استهلاكها باعتدال، إذ تحفز القهوة إفراز الناقل العصبي الدوبامين، الذي يعرف أيضًا بهرمون السعادة.
- هل القهوة تؤثر على الحالة النفسية؟ نعم، تؤثر القهوة على الحالة النفسية بشكل كبير، إذ تحسن من الحالة المزاجية، وتقلل أعراض الاكتئاب بكميات معتدلة، لكنها قد تسبب أيضًا التوتر والقلق والاهتياج العصبي في حال الإفراط في استهلاكها، كما تسبب تفاقم أعراض بعض الاضطرابات مثل اضطراب ثنائي القطب.
- هل القهوة ترفع هرمون السعادة؟ نعم تحفز القهوة إفراز هرمون الدوبامين عند تناولها بكميات معتدلة.
- هل القهوة تخفف من الاكتئاب؟ قد يساعد شرب القهوة باعتدال على تخفيف أعراض الاكتئاب، ويزيد من النشاط والشغف عند المريض.
- هل القهوة تزيد العصبية؟ يسبب الإفراط في شرب القهوة أو المنبهات الأخرى العصبية والتوتر، كما قد يحفز أيضًا الإصابة بنوبات الهلع.