الفرق بين الطلق الصناعي بالوريد والتحاميل
ما هي أنواع الطلق الصناعي وما الفرق بينها؟ وما الفرق بين الطلق الصناعي والطرق الطبيعي؟
قد يشغل التفكير بالفرق بين الطلق الصناعي بالوريد والتحاميل بال الأم الحامل مع اقتراب موعد الولادة، إذ على الرغم من أن السيدات ترغب في الخضوع إلى الوسائل الطبيعية الآمنة، حتى يصل الجنين إلى هذا العالم بسهولة، لكن قد تظهر بعض الأسباب الطبية التي يلجأ الطبيب فيها إلى الطلق الصناعي.
لذا في هذا المقال سنتعرف بالتفصيل إلى الفرق بين الطلق الصناعي بالوريد وتحاميل الطلق الصناعي، ومتى يلجأ الطبيب إلى الطلق الصناعي عموماً، وأهم الاختلافات بين الطلق الصناعي والطبيعي.
انضم إلى قناة بابونج المجانية على الواتساب نصيحة صحية يومية للحصول على نصائح طبية متنوعة يومياً
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
ما هو الطلق الصناعي
الطلق الصناعي (بالإنجليزية: Labor Induction) هي وسيلة يُحرض بها الطبيب الولادة الطبيعية فيما يسمى بالمخاض الاصطناعي، إذ يقوم الطبيب بتسريع عملية الولادة الطبيعية بواسطة زيادة معدل انقباضات الرحم بعدة طرق مختلفة يختار المناسب منها بناء على الحالة.
إذ من المعروف أن يبدأ المخاض طبيعياً في أي وقت بين الأسبوع 37 و42 من الحمل، لكن قد يلجأ الطبيب إلى الطلق الصناعي لأسباب طبية عديدة، سنتعرف إليها بالتفصيل التي في النهاية تكون حفاظاً على سلامة الأم والجنين.
الفرق بين الطلق الصناعي بالوريد والتحاميل
تتطور وسائل الطلق الصناعي منذ فترة زمنية طويلة تدريجياً، حتى أصبح لدينا قدر كافٍ متنوع من الطرق التي يلجأ إليها الطبيب في اللحظات الأخيرة؛ لينقذ الأم والجنين من الخطر الواقع عليهما. إذ تشمل أنواع الطلق الصناعي ما يلي:
- التحاميل المهبلية المحتوية على مادة البروستاجلاندين.
- الحقن الوريدية المحتوية على هرمون الأوكسيتوسين.
- تمزيق أغشية الجنين أو الكيس الأمنيوسي.
- قسطرة بالون عنق الرحم (قسطرة فولي).
- حبوب الطلق الصناعي الفموية.
الطلق الصناعي بالوريد
تحتوي الحقن الوريدية التي تستخدم في الطلق الصناعي على هرمون الأوكسيتوسين، الذي من المعروف أنه يساعد في تحفيز انقباضات الرحم وتقويتها، وعادةً تستخدم بعد أن يصبح عنق الرحم ليناً أو طرياً.
من المعتاد أن يبدأ الطبيب بإدخال كمية بسيطة في جسم الأم عن طريق الوريد بمعدل ثابت، ويُمكن زيادة الجرعة فيما بعد ببطء حسب الحاجة، مع ضرورة مراقبة معدل ضربات قلب الطفل، بالإضافة إلى قوة الانقباضات؛ كي يتأكد الطبيب أن تقلصات الرحم ليست قوية بالدرجة التي تضر الجنين.
ومن الجدير بالذكر أنه لا يمكن استخدام الطلق الصناعي بالوريد، إذا أظهرت الفحوصات أن الجنين لا يحصل على ما يكفي من الأُكسجين، أو التغذية عبر المشيمة.
إضافةً إلى ذلك، قد تزيد فرصة الولادة القيصرية مع استخدام حقن الأوكسيتوسين الوريدي وحدها، مقارنة مع تحاميل الطلق الصناعي التي تحتوي على البروستاجلاندين.
شاهدي أيضاً: تخفيف آلام الطّلق Labor pain والوضعيات التي تخفف من ألم الطّلق
تحاميل الطلق الصناعي
هي تحاميل مهبلية تحتوي غالباً على مادة البروستاجلاندين توضع داخل عنق الرحم، أو بالقرب منه خلال الفحص المهبلي. وقد يختلف شكل تحميلة الطلق الصناعي، فمنها ما يكون على شكل بويضات، أو تحاميل تقليدية. تستخدم تحاميل الطلق عادةً بشكل متكرر في:
- حالة توسع عنق الرحم غير المناسب، أي في حالة كان مقدار توسعه أقل من 3 سنتيمترات.
- إذا كان الرحم مغلقاً ومتصلباً.
قد تكون تحاميل الطلق وحدها كافية لتحفيز عملية الولادة الطبيعية عند بعض السيدات، بواسطة تلين عنق الرحم. لكن في كثير من الأحيان، يتم استخدامها قبل 12 ساعة أو أكثر من حقن الأوكسيتوسين الوريدية بالجرعات التالية:
- قبل النوم.
- بعد مرور 6 ساعات.
- بعد مرور 24 ساعة.
وقد تكون جرعة واحدة كافية لإحداث الأثر المطلوب من تحفيز الهرمون المسؤول عن الطلق، ومن الجدير بالذكر أن تحاميل الطلق الصناعي المهبلية يجب أن توضع والأم متمددة على السرير، لكن تستطيع الأم بعد ذلك الحركة من مكان لآخر بسهولة بعد مرور 30 دقيقة.
لكن على الرغم من تلك الفوائد المتعددة عند مقارنة تحاميل الطلق الصناعي المهبلية بالوريد، فإنه قد تكون هناك بعض العيوب، أبرزها تحفيز الرحم بشكل أكبر زائد عن الحد، مما يؤثر على كمية الأكسجين التي تصل إلى الجنين.
شاهد أيضاً: فوائد الولادة الطبيعية ومخاطرها
دواعي استخدام الطلق الصناعي
يفضل الأطباء قبل السيدات أن تبدأ انقباضات الرحم الخاصة بالولادة الطبيعية دون تدخل طبي، لكن حتماً توجد بعض الأوضاع الاستثنائية التي تجعل اللجوء إلى الطلق الصناعي أمرًا ضروريًا؛ للحفاظ على سلامة الأم والجنين. من أبرز هذه الأسباب:
- عدم بدء انقباضات الرحم أو الدخول في المخاض طبيعياً، على الرغم من وصول الأم إلى الأسبوع 42 من الحمل.
- إصابة الأم بحالة مرضية مزمنة أو حادة تهدد سلامتها خلال الولادة، أو سلامة الجنين؛ مثل: تسمم الحمل، والإصابة بمرض السكري سواء أكان قبل الحمل أم خلاله، وارتفاع ضغط الدم.
- معاناة الأم من اضطرابات شديدة الخطورة في الكلى، أو السمنة التي قد تسبب تدهور حالاتها خلال الولادة.
- معاناة الجنين مشكلة في النمو داخل الرحم، أو حدوث اضطرابات مفاجئة في معدل ضربات قلبه.
- وجود مشاكل في المشيمة، أبرزها: انفصالها عن الجدار الداخلي للرحم قبل الولادة فيما يعرف تحت مسمى انفصال المشيمة.
- الإصابة بعدوى خطيرة في الرحم.
- تمزق كيس الحمل ونزول السائل الأمنيوسي المحيط بالجنين، ومع ذلك عدم بدء انقباضات الولادة طبيعياً بعد مرور 24 ساعة.
- تجاوز الأم سن الأربعين عامًا؛ عادةً ما يلجأ الأطباء لتحفيز الولادة تجنباً لحدوث أي مشاكل للأم أو الجنين.
- ضعف انقباضات الرحم بعد بدء المخاض بشكل طبيعي، مما يطيل من فترة المخاض، ويؤثر على دفع الجنين خارجًا.
شاهدي أيضاً: كيف تفضِلين الولادة؟ دونِ ألم؟ أم قيصرية؟ أم طبيعية؟
الفرق بين الطلق الصناعي والطبيعي
الطلق الصناعي والطبيعي في حقيقة الأمر بينهما اختلاف كبير، إذ من المعروف أنه من الأفضل دائماً أن يسير كل شيء بشكل طبيعي، لكن اختيار الطريقة المناسبة للأم والجنين لا يكون دائماً وفق المعتاد والطبيعي، بل وفقاً لما يراه الطبيب من سلامة الأم والحفاظ على حياة الجنين. نذكر تاليًا أهم الفروقات بين الطلق الصناعي والطلق الطبيعي.
هرمون انقباضات الولادة
الطلق الطبيعي: يُفرز هرمون الأوكسيتوسين طبيعياً؛ لتحفيز تقلصات الرحم، وشد العضلات، وتهيئة عنق الرحم للولادة بعد وصول مستقبلاته إلى ذروة عددها في هذا الوقت.
ويتم إفرازه في شكل نبضات متقطعة تزداد تدريجياً، ففي البداية يكون الفرق بين التقلصات 20-30 دقيقة وتستمر حوالي 30 ثانية، ومع اقتراب خروج الطفل يكون الفرق بينها 2-5 دقائق وتستمر مدة أطول 60-120 ثانية.
الطلق الصناعي: لا يوجد هنا قدر كافِ من مستقبلات الأوكسيتوسين، والرحم يحتاج منه كمية هائلة لبدء عملية الولادة الطبيعية وتحفيز انقباضات الرحم؛ لذا عند حقن الأوكسيتوسين بالتنقيط الوريدي تبدأ الانقباضات بسرعة وبقوة، ويصل الأمر إلى 3-4 انقباضات خلال 10 دقائق، وتكون مدة الانقباضة الواحدة 40-60 ثانية.
لا تستطيع الأم هنا أن تحصل على راحة بين الانقباضات، فالتقلصات قوية جداً وطويلة منذ البداية؛ لذلك بمجرد حقن الطلق الصناعي يجب الوصول إلى الهدف وهو إخراج الطفل، حتى لو تطلب الأمر الولادة القيصرية.
شاهد أيضاً: نصائح قبل الطلق الصناعي
ألم الطلق
الطلق الطبيعي: عندما يبدأ الرحم في التمدد من إفراز هرمون الأوكسيتوسين، تبعث مستقبلات الألم رسائل إلى الدماغ؛ ليقوم بإفراز مادة الإندروفين، التي تعادل قوتها قوة المورفين ب 10 مرات، حتى تسكن الألم، وتزداد كميتها تدريجياً مع زيادة إفراز هرمون الأوكسيتوسين.
الطلق الصناعي: نظراً لعدم وجود قدر كافٍ من الأوكسيتوسين، فيكون من الصعب إنتاج قدر كافٍ من الإندروفين، كما أن الأوكسيتوسين الاصطناعي لا يعبر حاجز الدماغ الدموي فلا يتلقى الجسم أي إشارات لإفراز الأندروفين، ويلجأ الطبيب إلى تخفيف آلام الطلق بالمسكنات الدوائية الخارجية.
شاهد أيضاً: شد البطن بعد الولادة الطبيعية والقيصرية
حركة الأم
الطلق الطبيعي: تستطيع الأم أن تتحرك بسهولة حتى تجد الوضع المناسب لها، كما يساعد الجنين على إيجاد الوضع الأمثل للولادة، وتستطيع أن تحصل على حمام دافئ في مرحلة متأخرة من المخاض.
الطلق الصناعي: لا تستطيع الأم أن تتحرك بسهولة عادةً؛ لأن الحقن يكون بالتنقيط الوريدي، وعادةً ما يبدأ مفعول الطلق الصناعي بالوريد مباشرة، ويجب اتخاذ وضعية ثابتة مع مراقبة مستمرة منذ البداية؛ للاطمئنان على صحة وحركة الجنين.
لحظة خروج الجنين
الطلق الطبيعي: عندما يصل هرمون الأوكسيتوسين إلى أعلى مستوياته، ويتمدد عنق الرحم، يحفز الجسم لإنتاج مزيد من الأدرينالين؛ لتزويد الأم بالطاقة والقوة، حتى تدفع الجنين خارج الرحم.
الطلق الصناعي: لا يصل هرمون الأوكسيتوسين إلى أعلى درجاته، فلا تتولد القدرة على إنتاج الأدرينالين، لذا قد يتدخل الطبيب لمساعدة الأم في إخراج الجنين بواسطة الملقط الطبي، أو بعض الأدوات الأخرى.
حماية دماغ الطفل
الطلق الطبيعي: أثبتت الدراسات أن هرمون الأوكسيتوسين الذي يفرز طبيعياً يحمي دماغ الجنين في لحظات نقص الأُكسجين التي يمكن أن تحدث خلال المخاض.
الطلق الصناعي: يكون هناك قلة في إفراز الأوكسيتوسين الذي قد يحرم الجنين من الأكسجين؛ لذا قد يتدخل الطبيب فوراً إذا لاحظ أي تغيير في نبضات قلب الجنين، أو أي رد فعل غير طبيعي بإجراء ولادة قيصرية.
شاهد أيضاً: هل بالإمكان التعرف على جنس الجنين قبل الولادة؟
مخاطر الطلق الصناعي
قد يكون اللجوء إلى الطلق الصناعي دائماً يهدف إلى الحفاظ على سلامة الأم والجنين، لكن في الوقت ذاته يجب أن نضع في الاعتبار أضرار الطلق الصناعي ومناقشتها مع الطبيب المختص قبل اتخاذ الخطوة.
وإليكِ أهم أضرار الطلق الصناعي:
- زيادة خطر حدوث مضاعفات خلال الولادة؛ نتيجة التدخل في العمليات الفسيولوجية الطبيعية للجسم.
- زيادة احتمال اللجوء للتدخلات الطبية خلال الولادة.
- زيادة خطر الحاجة للولادة القيصرية؛ نتيجة وضع الجنين غير المناسب، أو عدم تمكن الأم من الولادة الطبيعية المهبلية بعد نزول الماء واختفاء الكيس الأمنيوسي.
- زيادة خطر دخول الجنين إلى الرعاية المركزة.
- زيادة خطر إصابة الجنين باليرقان، إذ من المحتمل أن يرتبط استخدام الأوكسيتوسين في الطلق الصناعي، بارتفاع مستويات البيليروبين في اليوم الثاني بعد الولادة فقط، ويُمكن علاجه بسهولة، لكن قد يتطلب هذا الأمر بقاء الطفل فترة أطول في المستشفى.
الخاتمة:
قد أصبح الآن من الواضح الفرق بين الطلق الصناعي بالوريد والتحاميل؛ ويساعد التحدث مع الطبيب المتابع لحالة الأم على تحديد الوسيلة المناسبة لتحفيز الولادة. ينصح بأخذ قسط كافٍ من الراحة قبل موعد الولادة المحدد، لجمع الطاقة اللازمة لعملية الولادة.
-
الأسئلة الشائعة عن الفرق بين الطلق الصناعي بالوريد والتحاميل
- هل تحاميل الطلق تفتح الرحم؟ نعم تساعد تحاميل الطلق على تحفيز انقباضات الرحم وفتح عنق الرحم لتحريض الولادة، وتستخدم في حال عدم بدء المخاض في موعده المتوقع.
- لمن يعطى الطلق الصناعي؟ يعطى الطلق الصناعي في العديد من الحالات، مثل تجاوز موعد الولادة المتوقع دون بدء المخاض بشكل طبيعي، وحدوث مضاعفات في الحمل مثل تسمم الحمل، ومعاناة الأم من بعض المشاكل الصحية المزمنة مثل ارتفاع ضغط الدم أو السكري.
- هل الطلق الصناعي يؤثر بعد الولادة؟ نعم من الممكن أن يسبب الطلق الصناعي بعض التأثيرات بعد الولادة، إذ قد يزيد خطر حاجة الطفل حديث الولادة للعناية المركزة، ويزيد خطر إصابته بالصفار أو اليرقان.