الدليل الإرشادي الحديث لتصنيف الإعاقات
يرتبط تصنيف الإعاقات بتعريفها الوارد في التشريع الوطني، وتعتمد وزارة الصحة تصنيف الإعاقات حسب آلية التشخيص في مركز تشخيص الإعاقات، ولكن كان لا بد من عمل تحديثات، لذلك وُضِعت مبادئ واستراتيجيات توجيهية جديدة لإجراء التقييمات وتصنيف الإعاقة، يمكنك التعرف عليها من خلال هذا المقال.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
الإعاقة من وجهة نظر علمية
تعرف الإعاقة (بالإنجليزية: Disability) على أنها حالة ضعف في الجسم أو العقل تجعل من الصعب على الشخص المصاب بهذه الحالة القيام بأنشطة معينة والتفاعل مع العالم من حوله.[1]
هناك أنواع عديدة من الإعاقات التي يمكن أن تؤثر في الرؤية، أو الحركة، أو التفكير، أو التواصل، وغيرها من الأنواع التي سنتعرف عليها في هذا المقال.
تعريف الإعاقة حسب منظمة الصحة العالمية
تعتبر منظمة الصحة العالمية الإعاقة جزءاً من حياة الإنسان، حيث سيواجه جميع البشر تقريباً إعاقةً بشكل مؤقتٍ أو دائم في مرحلة ما من حياتهم، وتنجم الإعاقة نتيجة التفاعل بين الأفراد المصابين بحالة صحية ما مع العوامل الشخصية والبيئية بما في ذلك المواقف السلبية.[2]
أنواع الإعاقة حسب منظمة الصحة العالمية
يمكن رؤية الإعاقة من ثلاثة أبعاد وفقاً لمنظمة الصحة العالمية (بالإنجليزية: World Health Organization)، وتشمل ما يلي:[1]
- ضعف في بنية جسم الشخص أو وظيفته، مثل الإعاقات التي تنتج بسبب فقدان أحد الأطراف أو فقدان الرؤية أو فقدان الذاكرة.
- تقييد النشاط، مثل صعوبة الرؤية، أو السمع، أو المشي، أو حل المشكلات.
- قيود المشاركة في الأنشطة اليومية العادية؛ مثل الإعاقات التي تعطل العمل، والانخراط في الأنشطة الاجتماعية والترفيهية.
التصنيف الدولي للإعاقات
تهدف الاستراتيجيات الطبية لتصنيف وتقييم الإعاقة (بالإنجليزية: The Disability Medical Assessment and Categorization Guidelines) إلى توفير عملية قياسية، وإيجاد لغة موحدة ومتسقة من أجل إجراء تقييم وتصنيف الأشخاص ذوي الإعاقة ضمن فئات واضحة، حيث قدمت المبادئ التوجيهية ست فئات للإعاقة في إطار نموذج التصنيف الدولي للأداء والإعاقة والصحة، وتتضمن الفئات الستة ما يلي:[3]
- الإعاقات الجسدية.
- الإعاقات البصرية.
- ضعف السمع والنطق واللغة.
- اضطرابات الصحة العقلية والإعاقة الذهنية واضطرابات طيف التوحد.
- الاضطرابات المزمنة التقدمية.
- إعاقات الوجه والفكين.
المبادئ التوجيهية الحديثة في تصنيف الإعاقات
بعد أن تعرفنا على أنواع الإعاقات الستة في التصنيف الدولي للإعاقات، سنتعرف على الدليل الإرشادي الحديث الذي يتضمن تصنيفها، وهي كما يلي:
الإعاقة الجسدية
تُعرّف الاستراتيجيات الحديثة الإعاقات الجسدية (بالإنجليزية: Physical Disabilities) على أنها الظروف التي تؤثر على قدرة الشخص الوظيفية في تنقّل الشخص، وقوته، وطوله، وطول أطرافه، وذلك عند التفاعل مع البيئة المحيطة، مما يؤدي إلى التأثير في المشاركة الاجتماعية بالمقارنة مع الآخرين، ويعزى الأمر في حدوث الإعاقة الجسدية إلى ثلاثة أسباب:
- الأمراض العصبية (بالإنجليزية: Neurological)؛ مثل:الشلل الدماغي، والخلع الخلقي للورك وإصابات الدماغ المكتسبة، والشلل النصفي، واستسقاء الرأس، بالإضافة إلى التصلب اللويحي المتعدد، والشلل النصفي ، وشلل الأطفال، وشلل الحبل الشوكي، بالإضافة إلى إصابات العمود الفقري.
- أمراض الجهاز العضلي الهيكلي (بالإنجليزية: Musculoskeletal)؛ مثل: بتر أحد الأطراف، والتهاب المفاصل، والتلف المفصلي، والتشوهات الخلقية وتكوُّن العظم الناقص، وتضخم العظام، وغيرها.
- حالات جسدية أخرى؛ مثل: تفوّه القولون الدائم، التقزّم، والعملقة.
الإعاقات البصرية
وفقاً للاستراتيجيات الحديثة لتصنيف الإعاقة، تحدث الإعاقة البصرية عندما تؤثر حالة العين على الجهاز البصري، مما يؤدي إلى انخفاض القدرة على الرؤية إلى الدرجة التي تسبب مشاكل لا يمكن التدخل لإصلاحها بالوسائل المعتادة؛ مثل: استخدام النظارات، أو العدسات اللاصقة، وتُصنّف الإعاقات البصرية إلى خمس فئات:
- الرؤية العادية.
- ضعف البصر الخفيف.
- ضعف البصر المعتدل.
- ضعف البصر الشديد.
- العمى.
ضعف السمع والنطق واللغة وعسر البلع
قد تكون الإعاقات في هذه الفئات خلقية أو مكتسبة، وتشمل هذه الصعوبات ما يلي:
- ضعف السمع: يصنف اضطراب السمع إلى ثلاث فئات، وهي: ضعف السمع التوصيلي، وفقدان السمع الحسي العصبي، وفقدان السمع المختلط.
- ضعف الكلام: ويشمل اضطراب طلاقة الكلام والتلعثم، وفقدان الصوت، واضطرابات النطق، بالإضافة إلى اضطرابات الكلام الحركية مثل عسر الكلام وعسر القراءة اللفظي.
- اضطرابات اللغة: ترتبط هذه الاضطرابات عادةً بفئة الأطفال، أو البالغين الذين يعانون من صعوبات لغوية تخلق عقبات أمام التواصل أو التعلم في الحياة اليومية، تميل الاضطرابات إلى أن تكون خلقية عند الأطفال ومكتسبة لدى البالغين إثر إصابة في الرأس، أو الخرف، أو السكتة الدماغية.
- ضعف التواصل: يعاني الأشخاص المصابون باضطراب التواصل الاجتماعي من صعوبات بارزة في استخدام اللغة للأغراض الاجتماعية، حيث يجدون صعوبة في المحادثة ،ورواية القصص واللغة التصويرية، مثل النكات الفكاهية أو الاستعارات المستخدمة في سياق الحديث.
- ضعف البلع: المعروف باسم عسر البلع، ويتضمن صعوبات البلع والشرب عند الرضع والأطفال والبالغين.
اضطرابات الصحة العقلية والإعاقة الذهنية واضطرابات طيف التوحد
تنقسم الإعاقة في هذا المجال إلى فئتين:
- اضطرابات الصحة العقلية: وهي اضطرابات العقل التي تؤثر في إدراك الفرد أو تنظيم عواطفه أو سلوكه، ومن الأمثلة عليها: اضطرابات النمو العصبي، والفصام، ومرض ثنائي القطب.
- اضطرابات النمو العصبي: وهي اضطرابات الإعاقة الذهنية؛ مثل: طيف التوحد، واضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه، واضطراب محدودية التعلم.
الاضطرابات المزمنة التقدمية
تعرف الاضطرابات التقدمية المزمنة على أنها حالة صحية أو مرض يزداد سوءاً بمرور الوقت، مما يؤدي إلى تدهور عام في الصحة أو الوظيفة، فهي غير قابلة للشفاء، وتستمر لمدة 12 شهراً على الأقل، وتحد من قدرة الشخص على أداء الوظائف أو الأنشطة الأساسية للحياة اليومية بشكل كبير، وتقع ضمن الفئات التالية:
- أمراض القلب.
- أمراض الأوعية الدموية.
- أمراض الجهاز العضلي الهيكلي.
- أمراض الجهاز العصبي.
- أمراض السرطانات والأورام الخبيثة.
- اضطرابات الجهاز الهضمي.
- الأمراض الجلدية.
- الأمراض التناسلية والمسالك البولية
- الأمراض التي تتعلق في فيروس نقص المناعة البشرية.
إعاقات الوجه والفكين
ترتبط إعاقات الوجه والفكين باضطرابات هيكل الفم والأسنان والوجه والفكين، مما يؤدي إلى فقدان دائم لوظائفها، الأمر الذي يؤثر على الغذاء والنمو والمشاركة في أنشطة الحياة.
في الختام، تذكر دائماً أن ذوي الإعاقات والاحتياجات الخاصة هم جنود مجهولون بحاجة إلى رعاية ودعم، فإذا كنت تعرف أو ترعى شخصاً من ذوي الاضطرابات السابقة فلا تتردد بدعمه ومساندته ليشعر أنه ليس وحده في هذا العالم.