حموضة المعدة أسبابها وأعراضها وعلاجها
حموضة المعدة من أمراض الجهاز الهضمي الشائعة، وهي قد تؤثر بشكلٍ ما على أداء الأنشطة اليومية، نلقي الضوء من خلال السطور القادمة على مفهوم حرقة المعدة أو الحموضة، ونتعرف على أهم أسباب الإصابة بها وأعراضها المختلفة، هذا بالإضافة إلى توضيح طرق العلاج المتاحة.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
ما المقصود بحموضة المعدة
حموضة المعدة أو حرقان المعدة (بالإنجليزية: Heartburn) هي مشكلة شائعة لدى الكثيرين، وهي تنشأ عن ارتداد الحمض من المعدة إلى المريء، حيث تندفع محتويات المعدة نحو المريء؛ مما يسبب ألماً حارقاً في أسفل الصدر، وقد يصاحب ذلك مرارة أو حموضة في الفم.[1]
كيف تحدث الحموضة
تحدث حموضة المعدة عندما يرتد حمض المعدة إلى الأنبوب الذي ينقل الطعام من فمك إلى معدتك وهو المريء، وعادةً ما ترتخي مجموعة من العضلات حول قاع المريء -وهي العضلة العاصرة للمريء السفلية- للسماح بتدفق الطعام والسائل إلى معدتك، ويحدث ذلك أثناء عملية البلع.
ثم تشد العضلة مرة أخرى، لكن ماذا لو ارتخت العضلة العاصرة للمري السفلية؟
في حالة ارتخاء العضلة العاصرة للمريء السفلية بشكل غير طبيعي أو كونها ضعفت، يمكن أن يتدفق حمض المعدة إلى المريء وهو ما يُسمى ارتداد الحمض؛ مسبباً حموضة وحرقة في المعدة، وقد يكون الإحساس بالحموضة أسوأ عندما تنحني أو تكون مستلقياً على ظهرك.[2]
أسباب حموضة المعدة
إذا كنت تعاني من حرقان المعدة فلهذا أسباب لا بد أن تتعرف عليها، نذكر منها التالي:[3]
- ارتجاع المريء: قد تحدث الحموضة نتيجة عودة الطعام من المعدة إلى المريء، فإذا كانت العضلة العاصرة السفلية تعمل بشكل صحيح، فإنها تغلق عندما ينتقل الطعام من المريء إلى المعدة، لكن إذا كانت العاصرة السفلية لا تعمل بشكل صحيح فستتسرب محتويات المعدة إلى المريء.
- فتق في الحجاب الحاجز: يمكن أن تكون الحموضة نتيجة لفتق الحجاب الحاجز.
- الحمل: عندما تكونين حاملاً، يمكن أن يؤدي هرمون البروجسترون إلى استرخاء العاصرة السفلية الأمر الذي سيؤدي إلى السماح لمحتويات المعدة بالانتقال إلى المريء.
العوامل التي تزيد خطر إصابتك بالحموضة
يمكن لبعض الأطعمة والمشروبات أن تسبب حرقة المعدة مثل:[2]
- طعام حار.
- بصل.
- نعناع.
- شوكولاتة.
- منتجات الحمضيات.
- منتجات الطماطم مثل الكاتشب.
- الأطعمة الدهنية أو المقلية.
- الكحول، أو المشروبات الغازية، أو القهوة أو غيرها من المشروبات التي تحتوي على الكافيين.
- تناول الوجبات الكبيرة أو الدسمة.
- زيادة الوزن.
- الحمل.
أعراض الحموضة
إذا كنت تعاني من الحموضة فستظهر عليك الأعراض التالية:[1]
- حرقة في الصدر والحلق.
- ألم متصاعد، وربما يصل إلى الفك.
- ألم حارق وعسر الهضم.
- طعم مر أو حامضي في الفم.
متى تراجع الطبيب بسبب الحموضة
راجع الطبيب فوراً إذا كنت تعاني الحموضة في الحالات التالية:[2]
- ألم أو ضغط شديد في الصدر، خاصة عندما تقترن بعلامات وأعراض أخرى، مثل ألم في الذراع، أو الفك، أو صعوبة في التنفس، فقد يكون ألم الصدر من أعراض النوبة القلبية.
- تكرار حدوث الحموضة المعوية أكثر من مرتين في الأسبوع.
- استمرار الأعراض على الرغم من استخدام الأدوية التي لا تستلزم وصفة طبية.
- لديك صعوبة في البلع.
- لديك غثيان أو قيء مستمر.
- كنت تعاني من فقدان الوزن بسبب ضعف الشهية أو صعوبة تناول الطعام.
تشخيص الحموضة
لتحديد ما إذا كانت تعاني من الحموضة فهناك العديد من وسائل التشخيص التي يستعين بها الطبيب للتأكد من أن أعراض المرض لديك تشير إلى حرقة المعدة، ونذكر من تلك الوسائل التشخيصية الآتي:[3]
-
الأشعة السينية: ويستخدم هذا النوع من التصوير لعرض شكل وحالة المريء والمعدة.
-
التنظير الداخلي: للتحقق من وجود تشوهات في المريء، حيث يمكن أخذ عينة من الأنسجة (خزعة) لتحليلها.
-
اختبارات مسار الحمض المتنقل: لتحديد متى ومدة ارتجاع حمض المعدة إلى المريء، حيث يتصل جهاز مراقبة الحمض الموجود في المريء بكمبيوتر صغير ترتديه حول خصرك أو على حزام فوق كتفك.
-
اختبار حركية المريء: ويستهدف هذا الاختبار قياس الحركة والضغط في المريء.
علاج حموضة المعدة في المنزل
حرقة المعدة قد تكون خفيفة وغير متكررة، فيجب الاكتفاء وقتها ببعض العلاجات المنزلية أو تغيير نمط الحياة لتخفيف حرقان المعدة، ومن أمثلة الإرشادات المنزلية التي يجب اتباعها:[4]
- الحفاظ على وزن صحي؛ حيث تضغط الأرطال الزائدة على بطنك، مما يدفع معدتك إلى أعلى ويسبب عودة الحمض إلى المريء.
- تجنب التدخين والكحول؛ حيث يقلل التدخين وشرب الكحول من قدرة العضلة العاصرة للمريء على العمل بشكل صحيح.
- تجنب الوجبات الكبيرة وبدلاً من ذلك تناول العديد من الوجبات الصغيرة على مدار اليوم.
- تجنب الملابس الضيقة التي تضغط على البطن والعضلة العاصرة للمريء السفلية.
- ارفع رأس سريرك إذا كنت تعاني بانتظام من الحموضة في الليل أو أثناء محاولة النوم.
- تجنب الاستلقاء بعد الأكل، انتظر ثلاث ساعات على الأقل.
- تجنب الأطعمة التي تسبب حرقة المعدة.
- تجنب الوجبات المتأخرة.
دواء حموضة المعدة
يمكن أن تساعد العديد من الأدوية التالية في تخفيف الحموضة:[4]
مضادات الحموضة
العقاقير المضادة للحموضة (بالإنجليزية: Antacids) يرتكز عملها على معادلة الحمض الزائد في المعدة؛ لذلك فهي قد توفر راحة سريعة، ومن أمثلة تلك المجموعة الدوائية عقار مالوكس، وعقار جافيسكون.[4]
مضادات مستقبلات H2
مجموعة حاصرات H2 من العقاقير الفعالة لعلاج الحموضة في المعدة؛ حيث تستهدف تقليل إنتاج حمض المعدة، وتؤخذ تلك العقاقير مرتين في اليوم قبل الطعام ومن الممكن أخذها قبل النوم، ومن أمثلتها عقار الفاموتيدين (بالإنجليزية: Famotidine)، وجدير بالذكر أن منظمة الغذاء والدواء الأمريكية (بالإنجليزية: FDA) قد سحبت دعمها لعقار الرانتيدين وهو من أفراد نفس المجموعة الدوائية؛ حيث تبينت علاقته بالإصابة ببعض الأورام السرطانية.[4]
مثبطات مضخة البروتون
مثبطات مضخة البروتون (بالإنجليزية:Proton pump inhibitors) تعمل على تقليل إنتاج حمض المعدة، ولها عمل آخر وهو تسريع التئام الأنسجة المتضررة في منطقة المريء نتيجة ارتجاع الحمض، ومن أمثلتها بالأسواق بريلوسيك (بالإنجليزية: Prilosec)، و بريفاسيد (بالإنجليزية: Prevacid)، وبروتونيكس (بالإنجليزية: Protonix)، ونيكسيوم (بالإنجليزية: Nexium).[4]
علاج حموضة المعدة للحامل
إذا كنت حاملاً وتعانين من الحموضة فيمكنك اتباع خطوات العلاج التدريجية للتخلص من حرقة المعدة أثناء الحمل، فيكون البدء بتغيير نمط الحياة، ثم يكون اتباع طريق العلاج الدوائي هو الخطوة الثانية، والتي ننصح بأن تكون بمشورة من طبيبك المختص، وإليك الخطوات الأولى للعلاج:[1]
- تناولي من 5-6 وجبات صغيرة على مدار اليوم.
- عدم الاستلقاء خلال ساعة من الأكل.
- تجنب الأطعمة الدهنية والحارة.
مضاعفات الحموضة
إذا كنت تعاني من الحموضة العرضية فلا داعي للقلق، لكن إذا كنت تعاني من هذه الأعراض بشكل متكرر فقد تكون لديك مشكلة صحية خطيرة تتطلب العلاج، وإذا لم تحصل على علاج للحموضة الخطيرة، فقد تعاني من مشاكل صحية إضافية، نذكر منها التالي:[3]
- التهاب المريء الذي يسبب تغييرات في بطانة المريء، والتي يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بسرطان المريء.
- يمكن أن تؤثر الحموضة على المدى الطويل على حياتك الطبيعية؛ فتقل أنشطتك اليومية؛ لذا عليك مراجعة الطبيب لمعالجة الحموضة في بداية شعورك بالأعراض المتكررة.
الحموضة شعور مزعج وألم حارق قد تعاني منه، وقد تكون معاناتك خفيفة وقد تكون شديدة، لكن علاج الحموضة متوفر سواء باستخدام الأدوية أو باتباع النصائح التي أوردناها في هذا المقال، فإذا لم تتحسن وكانت أعراض الحموضة متكررة فعليك مراجعة الطبيب على الفور لتشخيص حالتك ووصف العلاج الذي يناسب الحالة.