التهابات الرحم وعلاجها
تعاني العديد من النساء المتزوجات أو غير المتزوجات، اللواتي أنجبن من قبل أو لم ينجبن من بعض أنواع التهابات الرحم، حيث إن بعض هذه الالتهابات مع اختلاف أنواعها تشكلُ خطراً حقيقياً على صحة المرأة، والبعض الآخر يُعتبر مرضاً عابراً بسيطاً، فما هي هذه الالتهابات؟ وما هي أعراضها ومدى خطورة كل حالة منها؟
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
التهابات الرحم
يُعَرف التهاب الرحم (بالإنجليزية: Endometritis) على أنه تَهيج في بطانة الرحم الداخليّة ويمكن أن يؤثر على جميع طبقات الرحم الأخرى، يحدث نتيجةً لتمزق الأغشية وانتقال الميكروبات من المهبل وعنق الرحم مؤدياً لهذا الالتهاب؛ لذا من المتوقع أن يحدث بعد الولادة، أو حالة الإجهاض، أو المخاض الطويل كما يشيع انتشاره بشكل مضاعف بعد الولادة القيصريّة.[1][2]
علاج التهاب الرحم
يُعالج التهاب بطانة الرحم بهدف القضاء على العدوى، وسيمنع العلاج أيضًا أي مضاعفات أخرى، حيث تشمل الخطط العلاجية ما يلي:[3]
المضادات الحيوية التي يصفها الطبيب
تحارب هذه الأدوية البكتيريا المسببة لالتهاب بطانة الرحم، وإذا كانت العدوى شديدة جدًا من المرجح أن تحتاج المريضة إلى مضادات حيوية عن طريق الوريد في المستشفى لضمان القضاء على البكتريا.
علاج الشريك الجنسي
إذا كان التهاب بطانة الرحم ناتجًا عن عدوى منقولة جنسيًا، فقد يحتاج الشريك الجنسي إلى العلاج بالمضادات الحيوية أيضاً.
اختبارات أخرى
قد تحتاج المريضة إلى زراعة عينة من عنق الرحم أو خزعة من بطانة الرحم للتأكد من زوال العدوى تمامًا بعد الانتهاء من تناول المضادات الحيوية، وإذا استمرت العدوى، فقد يوصي الطبيب بمضاد حيوي مختلف عن السابق.
جراحة لإزالة الأنسجة المتبقيّة
قد تستدعي بعض الحالات إلى إزالة أي نسيج متبقٍ داخل الرحم بعد الولادة أو بعد فقدان الحمل.
إزالة الخرَّاجات أو التقحيُّات
تسبب العدوى خراجاً داخل البطن في بعض الحالات، وقد يحتاج الشخص بعد ذلك إلى عملية جراحية لإزالة السائل أو القيح الموجود.
أنواع التهاب بطانة الرحم
يمكن تصنيف التهاب بطانة الرحم إلى: التهاب بطانة الرحم المرتبط بالحمل، والتهاب بطانة الرحم غير المرتبط بالحمل، وغالبًا ما يرتبط التهاب بطانة الرحم بالتهاب قناتي فالوب والمبيضين والصفاق الحوضي، كما يجب معالجة حالات التهاب بطانة الرحم تحت إشراف الطبيب في المستشفى بما في ذلك الحالات التي تعقب الولادة القيصرية، أمّا بالنسبة للحالات الخفيفة بعد الولادة المهبلية قد تكون المضادات الحيوية الفموية كافية.[1]
أسباب التهاب الرحم
يُعد عنق الرحم بوابةً له، حيث يقوم بدوره مبقياً البكتيريا خارج الرحم محافظاً عليه من العدوى ولكن في الحالات التي يكون فيها عنق الرحم مفتوحًا أثناء الولادة أو الجراحة، يؤدي ذلك لدخول البكتيريا التي تصيبه بالعدوى أو الالتهاب، فيما يلي أهم الأسباب التي تزيد فيها خطر الإصابة بالتهاب الرحم:[1][4]
- الولادة أو الإجهاض: وتعد من أكثر الأسباب شيوعًا لالتهاب بطانة الرحم.
- الولادة القيصرية: وهي من المسببات الشائعة أيضاً إذ ترتبط بنسبة خطر أعلى للإصابة بالتهاب الرحم إذا قُورنت بالولادة الطبيعية.
- الأمراض المنقولة جنسيًا (STIs): وتسمى (بالإنجليزية: Sexually transmitted infections) يمكن أن تسبب العدوى المنقولة بالاتصال الجنسي التهاباً في بطانة الرحم إذ إنَّ العدوى تنتقل جنسيًا أثناء الجماع، ومن أنواعها الكلاميديا ومرض السيلان؛ لذلك من المهم ممارسة العلاقة بعد أخذ الاحتياطات اللازمة.
- العدوى البكتيرية في الرحم: يمكن أن تسبب البكتيريا الموجودة طبيعياً في المهبل وعنق الرحم التهاباً في بطانة الرحم في حال وصولها إليه.
عوامل خطر التهابات الرحم
يزداد احتمال التعرض لالتهاب الرحم بعد الإجهاض أو بعد الولادة، خاصةً بعد المخاض الطويل أو الولادة القيصرية، ومن المرجح أيضًا حدوث الالتهاب بعد إجراء طبي يتضمن دخول الرحم من خلال عنق الرحم؛ إذ يوفر هذا الإجراء مسارًا لدخول البكتريا، كما تشمل الإجراءات الطبية التي يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بالتهاب بطانة الرحم ما يلي:[4]
- عملية تنظير الرحم.
- عملية وضع جهاز داخل الرحم (جهاز اللولب).
- عملية توسيع وكشط الرحم وتُعرف أيضاً باسم تجريف الرحم.
أعراض التهابات الرحم
قد لا تظهر الأعراض دائماً وقد تصاب النساء بالتهاب بطانة الرحم دون أن يُلاحظن ذلك، ولكن في حال ظهور أعراض فإنها تشمل ما يلي:[4][3]
- انتفاخ البطن.
- نزيف مهبلي غير طبيعي.
- إفرازات مهبلية غير طبيعية.
- الإصابة بالإمساك.
- عدم الراحة عند التغوط أو الإخراج.
- حمى أو قشعريرة.
- الشعور العام بالاضطراب.
- ألم في الحوض أو منطقة أسفل البطن أو منطقة الشرج.
- كما يرتبط التهاب بطانة الرحم أيضًا بحالة العقم والإجهاض.
تشخيص الإصابة بالتهابات الرحم
يُجري الطبيب فحصًا جسديًا عاماً وفحصًا للحوض، كما يفحص البطن والرحم وعنق الرحم بحثًاً عن علامات فارقة؛ مثل الإفرازات، وقد تساعد الاختبارات التالية أيضًا في تشخيص الحالة:[4]
- أخذ عينات من عنق الرحم لفحص البكتيريا التي يمكن أن تسبب العدوى؛ مثل الكلاميديا والمكورات البنية (البكتيريا التي تسبب السيلان).
- فحص واختبار كمية صغيرة من أنسجة بطانة الرحم، وهو ما يسمى خزعة بطانة الرحم.
- إجراء عملية التنظير التي تسمح لطبيبك بالنظر عن قرب إلى داخل البطن أو الحوض.
- فحص الإفرازات المهبلية تحت المجهر.
- إجراء فحص الدم لقياس عدد خلايا الدم البيضاء (WBC) ومعدل ترسيب كريات الدم الحمراء (ESR). وفي حال الإصابة بالتهاب بطانة الرحم ستكون القراءات مرتفعة عن الحد الطبيعي في كلٍ منهما.
يوجد أيضاً ما يُسمى بالتشخيص التفريقي، وهو عبارة عن إصابة المرأة بحمى ما بعد الولادة وآلام في البطن، فهناك تشخيصات أخرى تستحق الدراسة غير التهاب بطانة الرحم؛ مثل: التهابات المسالك البولية (بما في ذلك التهاب الكلية) والالتهاب الرئوي، إذ يجب على الطبيب أن يُفكر في هذه التشخيصات، خاصًة إذا كانت المضادات الحيوية والعلاج الجراحي لالتهاب بطانة الرحم لا يؤدي إلى تحسن إكلينيكي.[5]
مضاعفات التهابات الرحم
قد تتعرض المريضات لمضاعفات شديدة إذا لم يتم علاج العدوى بالمضادات الحيوية، وتشمل المضاعفات ما يلي:[4]
- العقم.
- الإصابة بأمراض التهاب الحوض: مثل الْتِهاب الصِّفاق الحَوضِي (بالإنجليزية: pelvic peritonitis) وهي عدوى تصيب المنطقة التجويفية الباطنية للحوض.
- تجمعات القيح أو الخراجات في الحوض أو الرحم.
- تسمم الدم: (بالإنجليزية: Septicemia) ويعني وجود بكتيريا في الدم.
- الصدمة الإنتانية: (بالإنجليزية: septic shock) وهي حالة من الالتهاب الدمويّ الشديد الذي يؤدي إلى انخفاض حاد في ضغط الدم.
- التهاب بطانة الرحم المزمن: وهو التهاب مستمر في بطانة الرحم، حيث يكون العامل الممرض موجوداً ولكنه ينتج عنه عدوى منخفضة الدرجة وقد لا تظهر الأعراض على معظم النساء أو قد تظهر بعض الأعراض ويتم تشخيصها بشكل خاطئ.
الوقاية من التهابات الرحم
- التوعية والتثقيف: يجب أن تتلقى النساء المعرضات لخطر الإصابة بالتهاب بطانة الرحم التثقيف والتوعية الكافيين حول العلامات والأعراض الممكنة وطرق الوقاية، وهذا يشمل الأمهات اللاتي ولدن حديثًا واللواتي خضعن مؤخرًا لفحص أو إجراء طبي في منطقة الحوض.
- الالتزام بتعليمات مُقدم الرعاية: قد يصف الطبيب المضادات الحيوية الوقائية للمساعدة في منع التهاب بطانة الرحم في الحالات التي ترتفع فيها احتمالية الإصابة؛ مثل الخضوع لعملية في الحوض أو الجراحة حيث يصف الطبيب المضادات الحيوية قبل الإجراء أو بعده مباشرة، فيجب الالتزام بها.
- استخدام وسائل حماية مناسبة قبل الجماع: نظرًا لأن الأمراض المنقولة بالاتصال الجنسي يمكن أن تسبب أيضًا التهاب بطانة الرحم، فمن المهم جداً أن يحافظ الأشخاص على صحتهم الجنسية، والاستخدام المستمر لموانع الحمل العازلة؛ مثل الواقي الذكري.
- الفحوصات المنتظمة للأمراض المنقولة بالاتصال الجنسي لعلاجها مبكراً وتفادي تفاقم الحالة.[3]
تعرفي على الأنواع المختلفة لالتهابات الرحم وعلاجها عن طريق التعرف أولاً على الأعراض والأسباب المؤدية لهذه الالتهابات، وكيف يمكن الوقاية منها.