التهاب المريء وعلاجه
يتعرض الإنسان للكثير من الحالات المرضية والتي قد تصيب أي جزء من أجزاء الجسم، ومن هذه الأمراض التهاب المريء، فما هو التهاب المريء؟ وكيف يمكن علاجه؟ وما هي أسبابه؟
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
التهاب المريء
التهاب المريء (بالإنجليزية: Esophagitis) وهو التهاب يصيب البطانة الداخلية المريء وهو الأنبوب الذي يصل ما بين الحلق والمعدة، وفي هذا المقال سنوضح ما هو التهاب المريء وعلاجه.
يعدّ التهاب المريء من الحالات المرضية التي تستدعي العلاج والتي إذا تُركت دون علاج فإنّها ستؤدي إلى العديد من المضاعفات الخطيرة من أبرزها سرطان المريء.[1]
أنواع التهاب المريء
لالتهاب المريء العديد من الأنواع والتي تتضمن الآتي:[2]
التهاب المريء الارتجاعي
أو ما يعرف بالارتجاع المريئي المعدي وهي حالة تحدث عندما يعود ما تحتوي المعدة كالأحماض إلى المريء بشكل متكرر وهذا يؤدي إلى حدوث التهاب في المريء.[2]
التهاب المريء اليوزيني
يحدث هذا النوع من التهاب المريء نتيجة كثرة الأحماض في المريء وذلك عند قيام الجسم برد فعل تجاه أحد عوامل التحسس، وينتشر التهاب المريء اليوزيني لدى الأطفال إذ أنه على سبيل الذكر لا الحصر يصيب وحسب مستشفى بوسطن للأطفال طفل من بين كل 10 آلاف طفل في الولايات المتحدة الأمريكية، ومن بين العوامل التي تحفز هذا النوع من التهاب المريء القمح، البيض، الحليب، الفول السوداني، المحار، شجرة الجوز، بالإضافة إلى العوامل التحسسية التي يمكن استنشاقها كحبوب اللقاح.[2]
التهاب المريء المعدي
يعد التهاب المريء المعدي نادر الحدوث وينجم عن بكتيريا أو فيروسات أو طفيليات أو فطريات، وينتشر التهاب المريء المعدي بشكل كبير لدى الأشخاص المصابين بضعف الجهاز المناعي نتيجة الحالات المرضية أو استخدام بعض أنواع الأدوية التي تضعف المناعة، ويشيع حدوث التهاب المريء المعدي لدى المصابين بفيروس نقص المناعة المكتسبة أو الإيدز أو السرطان أو مرض السكري.[2]
علاج التهاب المريء
يهدف علاج التهاب المريء إلى التخفيف من حدّة الأعراض ومنع حدوث مضاعفات، وتختلف علاجات التهاب المريء بالاعتماد على نوع الالتهاب، وبجميع الأحوال تتضمن علاجات التهاب المريء الخيارات التالية:[3]
علاج التهاب المريء الارتجاعي
يتضمن علاج التهاب المريء الارتجاعي العديد من الخيارات وفيما يلي أبرزها:[3]
- العلاجات الدوائية: يمكن استخدام بعض أنواع الأدوية دون وصفة طبية ومنها مضادات الحموضة والأدوية التي تقلل من إنتاج حمض المعدة وتعرف بحاصرات مستقبلات إتش تو ومنها السايميتيدين، بالإضافة إلى الأدوية التي تمنع إنتاج الحمض وتحفّز شفاء المريء وتعرف بأدوية مثبطات مضخة البروتون ومنها اللانسوبرازول ودواء الأوميبرازول، دواء بانتوبرازول، وقد يصف الطبيب الأدوية التي تحفز حركة الأمعاء كأدوية البيثانيكول وأدوية الميتوكلوبراميد والتي تساعد على إفراغ المعدة بشكل سريع.
- الجراحة: يمكن خضوع المصاب لجراحة ثنية القاع بهدف تحسين حالة المريء وذلك إذا لم تجدي العلاجات الأخرى نفعاً، وفيها يلف الجراح جزءاً من المعدة حول الصمام الذي يفصل المريء عن المعدة وهو ما يعرف بالمصرّة المريئية السفلية وذلك لتقوية المصرة ومنع حمض المعدة من العودة إلى المريء، ويوجد طرق جراحية أكثر تقدّماً وحداثة وهي جراحة طفيفة التوغل وفيها يضع الطبيب حلقة من خرزات التيتانيوم الممغنطة حول المنطقة التي تصل بين المعدة والمريء وذلك أيضاً لتقوية الجزء السفلي من المصرّة المريئية السفلية وبالتالي منع الارتجاع الحمضي.
علاج التهاب المريء اليوزيني
يهدف علاج التهاب المريء اليوزيني إلى تجنب العوامل التحسسية بالدرجة الأولى وتقليل ردود الفعل التحسسية من خلال العديد من الخيارات والتي تتضمن الآتي:[3]
- الأدوية: من الممكن أن يصف الطبيب أدوية مثبطات دفع البروتون ومنها أدوية الإيزوميبرازول، اللانسوبرازول، البانتوبرازول، بالإضافة إلى أدوية الستيرويدات التي تؤخذ من خلال الفم والتي يشار إلى أنها أثّرت بشكل موضعي على المريء وساعدت في علاج التهاب المريء اليوزيني، ومن الجدير بالذكر أنّ هذه الأدوية تستخدم أيضاً لعلاج مرض الربو ولكنها تكون بالشكل الصيدلاني الذي يتيح للمصاب استنشاقها. يعلّم الطبيب المصاب كيفية بلع أدوية الستيرويدات بحيث يغطي المريء وذلك للتقليل من الآثار الجانبية التي تصيب الشخص عند تناول الستيرويدات الفموية.
- النظام الغذائي: من الممكن أن يحدث التهاب المريء اليوزيني نتيجة استجابة مناعية للمواد المسببة للتحسس بما فيها الأغذية لذا فإنّ الطبيب يوصي بتجنب الأغذية التي تسبب التحسس، وكون لا يوجد فحوصات تحدد الأغذية التي تسبب حساسية فإنّ الطبيب يوصي باستبعاد الأغذية الشائع عنها أنها تسبب التحسس، وبمتابعة الطبيب يبدأ المصاب بإضافة الأغذية بشكل تدريجي ومتابعة وملاحظة وقت عودة الأعراض، ويوجد طريقة أخرى أكثر تقييداً وهي استبعاد جميع الأغذية في النظام الغذائي للمصاب واستبدالها بالأغذية التي تحتوي على الأحماض الأمينية.
- علاجات مستقبلية: يتم تطوير أدوية جديدة وهي علاجات بيولوجية بهدف علاج التهاب المريء اليوزيني وهي أدوية تعمل على تحفيز الاستجابة المناعية للجسم لمكافحة العدوى أو الالتهاب، وتحتاج هذه الأدوية لعدة سنوات حتى يتم استخدامها.
علاج التهاب المريء الناتج عن استخدام الأدوية
يتمثل علاج التهاب المريء الناتج عن استخدام الأدوية بالدرجة الأولى في تجنب تناول الدواء المسبب للالتهاب، وتقليل حدوث مخاطر من خلال تغيير الطريقة التي يتم فيها تناول هذه الأدوية، ويوصي الطبيب باتباع التدابير التالية:[3]
- تناول الأدوية التي تكون بالشكل الصيدلاني السائل إذا أمكن.
- تناول الأدوية البديلة التي تقلل من احتمالية الإصابة بالتهاب المريء.
- الجلوس أو الوقوف لمدة نصف ساعة على الأقل بعد تناول الأدوية الفموية.
- شرب كوب كامل من الماء عند تناول الدواء الفموي ما لم يوصِ الطبيب بعكس ذلك فقد يكون الشخص مصاباً بحالات مرضية أخرى كأمراض الكلى.
علاج التهاب المريء المعدي
كون التهاب المريء المعدي ينتج عن عدوى فيروسية أو بكتيرية أو طفيلية فإنّ العلاج الأفضل يتمثّل في الأدوية المعالجة للعدوى البكتيرية أو الفيروسية والأدوية التي تقتل الطفيليات والفطريات.[3]
علاج المضاعفات الناتجة عن التهاب المريء
من الممكن أن يرافق التهاب المريء بمضاعفات تحتاج إلى العلاج ومن أبرز هذه المضاعفات تضيق المريء بشكل كبير أو عندما يكون الطعام عالقاً في المريء، ويقوم الطبيب بتوسيع المريء من خلال استخدام جهاز واحد أو أكثر من أجهزة التنظير الداخلي وهي أنابيب ضيقة صغيرة يتم إدخالها من خلال المريء، وقد يكون الجهاز بعدة أشكال فقد يكون برأس مدببة تبدأ بنقطة دائرية تتسع بشكل تدريجي، أو على شكل بالون يمكن توسيعه بعد إدخاله إلى المريء.[3]
اتباع نمط حياة صحي
يوصي الطبيب أيضاً للتقليل من أعراض التهاب المريء باتباع نمط حياة صحي وذلك من خلال اتباع التدابير التالية:[3]
- الحفاظ على وزن صحي: من المهم الحفاظ على وزن صحي وإنقاص الوزن عند الإصابة بالسمنة وذلك يكون بممارسة التمارين الرياضية بالدرجة الأولى.
- تجنب الأغذية المهيجة: يمكن أن تزيد بعض أنواع الأغذية من التهاب المريء كالأغذية التي تكون بنكهة النعناع، والشوكولاته، والمشروبات الكحولية والمشروبات التي تحتوي على الكافيين لذا من الأفضل تجنبها.
- الابتعاد عن التدخين: يزيد التدخين بأنواعه من خطر الإصابة بالتهاب المريء لذا ينبغي الإقلاع عنه.
- تجنب بعض أنواع الأدوية: يمكن أن تسبب بعض مسكنات الألم والمضادات الحيوية بالإضافة إلى الأدوية المستخدمة لعلاج أمراض القلب وبالتحديد تضخم الحجرة القلبية العلوية اليسرى.
تشخيص التهاب المريء
يشخص الطبيب التهاب المريء من خلال السؤال عن الأعراض الظاهرة ومعرفة التاريخ الطبي للمصاب بالإضافة إلى إجراء الفحوصات التالية:[4]
- التصوير بالأشعة السينية.
- تنظير المريء الداخلي.
- خزعة المريء أو فحص عينة من الأنسجة.
- فحص الحساسية.
تزداد نسبة نجاح العلاج كلما راجع المصاب الطبيب في وقت مبكّر وتمّ تشخيصه وخضوعه للعلاجات المناسبة، وهذا يدفعنا للقول بأنّ العَرضَ الذي قد يبدو صغيراً بالنسبة للبعض قد يكون ناتجاً عن حالة مرضية خطيرة، لكن نسبة خطورتها تقل إلى حدّ كبير إذا تمّت مراجعة الطبيب بشكل فوري.