التهاب الأذن الوسطى والدوخة
تعمل العديد من الأنظمة الحسية لتحقيق الشعور بالتوازن ومن ضمنها الأذن لذا يعتبر التهاب الأذن الداخلية والوسطى إحدى مسببات الشعور بالدوخة.
كثيراً ما يرتبط التهاب الأذن بالشعور بالدوخة، تعرّف على مفهوم التهاب الأذن الوسطى وما هي علاقة التهاب الأذن الوسطى بالدوخة من خلال هذا المقال.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
التهاب الأذن الوسطى
يحدث التهاب الأذن الوسطى (بالإنجليزية: Otitis media) عندما تتسبب أحد أنواع الفيروسات أو البكتيريا في التهاب المنطقة الواقعة خلف طبلة الأذن، وهي المساحة المملوءة بالهواء التي تحتوي على عظام الأذن الاهتزازية الصغيرة.[1]
يعد التهاب الأذن الوسطى مرضاً شائعاً لدى الأطفال، وفقاً للمكتبة الوطنية للطب، حيث تحدث التهابات الأذن الوسطى في 80% من الأطفال بعد سن ثلاث سنوات، وتنتشر معظم التهابات الأذن الوسطى خلال الشتاء وأوائل الربيع، وعادةً ما تزول التهابات الأذن الوسطى دون التدّخل الدوائي، ولكن يجب أن يجب الرجوع إلى الطبيب في حال استمرار الألم، أو الإصابة بالحُمّى.[2]
علاقة التهاب الأذن الوسطى والدوخة
إن الإحساس بالتوازن هو نتيجة لتشارك عدداً من الأنظمة الحسية التي تعمل معاً؛ وتشمل:[3][4]
- العينين، ويسمى بالنظام البصري.
- الأذن الداخلية؛ التي تحتوي على الجهاز الدهليزي.
- نظام استقبال الحس العميق، وهو إحساس الجسم بمكان وجوده.
تعمل هذه الأنظمة معاً لتحقيق الشعور بالتوازن؛ لذا يعتبر التهاب الأذن الداخلية والوسطى إحدى مسببات الشعور بالدوخة، وعدم الاتزان.
يمكن وصف الشعور بالدوخة (بالإنجليزية: Dizziness) على أنه إحساس بعدم الثبات أو الدوران، وتجدر الإشارة هنا أنه من الممكن أن تحدث بسبب الوقوف بسرعة كبيرة أو بسبب اضطرابات أخرى، كما تشير اضطرابات التوازن (بالإنجليزية: Balance disorders) إلى مجموعة من الحالات التي تسبب أعراض الدوخة، بما في ذلك الشعور بأنك تطفو أو تدور أو تتحرك حتى وأنت في وضع السكون.[5]
يمكن لالتهاب الأذن الوسطى القيحي (بالإنجليزية: Middle ear effusions) أن يؤدي لشعور عدم التوازن وذلك لتراكم السوائل في منطقة الأذن الوسطى، مما يؤدي للضغط عليها، وينجم عن ذلك اختلال التوازن والدوخة.[5]
على الرغم من عدم شيوع عَرَض الدوخة وعدم الاتزان في مرحلة الطفولة، ولكن عند ظهوره غالباً ما يكون مرتبطاً بالتهاب الأذن الوسطى القيحي، ويُطلق عليه أيضاً انصباب الأذن، ويمكن أن تختفي الأعراض بعد إخلاء الأذن الوسطى وتفريغها من السوائل المُتجمّعة.[6]
أعراض التهاب الأذن الوسطى
تختلف الأعراض التي تبدو على البالغين قليلاً عن تلك التي تظهر لدى الأطفال، وتشمل الأعراض ما يلي:[1]
الأعراض الظاهرة لدى الأطفال
تشمل أعراض التهاب الأذن الوسطى لدى الأطفال ما يلي:[1]
- ألم بالأذن، بالأخص عند الاستلقاء.
- الشعور بالضغط على الأذن.
- صعوبة في النوم.
- البكاء أكثر من المعتاد.
- التهيُّج.
- صعوبة السمع أو الاستجابة للأصوات.
- فقدان التوازن.
- الإصابة بالحمى، وتصل درجة الحرارة إلى 38 درجة مئوية أو أكثر.
- خروج سائل من الأذن.
- الصداع.
- فقدان الشهية.
الأعراض الظاهرة لدى البالغين
تشمل أعراض التهاب الأذن الوسطى لدى البالغين ما يلي:[1]
- ألم الأذن.
- تصريف سائل من الأذن.
- مشكلة في السمع.
أسباب التهاب الأذن الوسطى والدوخة
يحدث التهاب الأذن بسبب عدوى بكتيرية أو فيروسية تصيب الأذن الوسطى، وتنتج هذه العدوى أحياناً بسبب مرض آخر؛ مثل: البرد، أو الإنفلونزا، أو الحساسية، مما يؤدي لحصول الاحتقان والتورّم في الممرات الأنفية، والحلق، والقناة السمعية، أمّا أسباب الدوخة فيمكن أن تكون بسبب التهاب الأذن الوسطى أو التهاب الأذن الداخلية، أو لأسباب أخرى، ومنها:[1][7]
- أسباب شائعة؛ مثل الصداع النصفي، والأعراض الجانبية من بعض الأدوية، ودوار الوضعة الحميد، وهو الدوار الناتج عن تغيّر وضعية الشخص بشكل سريع، كالجلوس في السرير بعد الاستلقاء.
- أمراض الجهاز الدوراني؛ مثل: انخفاض مفاجئ في ضغط الدم، مرض عضلة القلب، انخفاض في حجم الدم.
- مرض مينير (بالإنجليزية: Meniere"s disease)، يتضمن هذا المرض حصول نوبات من الدوار بسبب تراكم السوائل في الأذن، مما يؤدي إلى فقدان السمع وطنين الأذن.
- متلازمة داندي (بالإنجليزية: Dandy syndrome)، وهي إحدى المتلازمات التي تثير الدوخة والدوار في البداية، وفي وقت لاحق يعاني المرضى من الشعور بعدم ثبات الحركة وخاصة في الأماكن المظلمة.[8]
- الأورام والسرطانات؛ مثل: ورم العصب السمعي وهو ورم غير سرطاني يتشكل على العصب الذي يربط الأذن الداخلية بالدماغ.
- هناك بعض الحالات النادرة التي تؤدي للدوخة، وتشمل: التصلب المتعدد، أو السكتة الدماغية، أو الورم الخبيث، أو الاضطرابات الدماغية.
تشخيص التهاب الأذن الوسطى
يعتمد تشخيص التهاب الأذن الوسطى على ما يلي:[9]
- وصف الأعراض وملاحظة العلامات، والاعتماد على نتائج الفحص.
- منظار الأذن، وهو أداة مزودة بمصدر ضوء لمعاينة الأذنين، والحلق، واحتقان الأنف.
- استخدام سماعة الطبيب، لقياس التنفس.
- منظار الأذن الهوائي، وهي الأداة المتخصِّصة الوحيدة التي يحتاج إليها الطبيب لتشخيص التهابات الأذن.
- فحوصات أخرى، ويتم استخدامها في حالة الشك بالتشخيص؛ مثل فحص طبلة الأذن، وقياس الانعكاس الصوتي.
العلاج الدوائي لالتهاب الأذن الوسطى
بعض حالات عدوى الأذن تختفي دون الحاجة للتدخل الدوائي، ولكن في حال إدخاله يتم استخدام ما يلي:[7][9]
- مُسكنات الألم؛ مثل: الأسيتامينوفين (الاسم التجاري: بانادول)، أو الإيبوبروفين (الاسم التجاري: أدفيل).
- المضادات الحيوية، يجب التأكد من استخدام المضادات الحيوية وفقًا لتعليمات الطبيب حتى بعد تحسن الأعراض، لتجنب تكرار العدوى أو حصول مقاومة بكتيرية للمضاد الحيوي، وتجدر الإشارة هنا أن اختيار العلاج الأمثل يعتمد على العديد من العوامل، بما في ذلك العمر، وشدة الأعراض.
- القطرات المُخدرة، تصرف بوصف طبية، ويمكن استخدامها لتخفيف الألم إذا لم يكن في طبلة الأذن ثقب أو تمزق.
- الأدوية المعالجة للدوار، واتباع توصيات الطبيب المُتعقلة بالاختلال الحاصل.
العلاجات الطبيعية والمنزلية
تتوافر بعض العلاجات الطبيعية والمنزلية لتخفيف الأعراض المرتبطة بالتهاب الأذن الوسطى والدوخة، لكن يُنصح باستشارة الطبيب أولاً، لتجنب حصول المخاطر والمضاعفات الناتجة عن سوء الاستخدام، وتشمل العلاجات ما يلي:[7][10]
- استخدام الكمادات الدافئة أو الباردة على الأذن المصابة لتسكين الألم، لكن تأكد من لفها بمنشفة حتى لا تكون شديدة البرودة أو ساخنة جداً لتجنب التسبب في الحروق، يمكنك التبديل بين الكمادات الدافئة والباردة كل 10 دقائق.
- تعديل وضعية النوم، يُنصح باستخدام وسادتين أو أكثر، بحيث تكون أذنك المصابة أعلى من بقية جسمك، أو إذا كانت أذنك اليسرى مصابة بعدوى، فعليك النوم على جانبك الأيمن.
- تمارين الرقبة، يمكن أن يساعد تدوير رقبتك وشدّها في تخفيف الضغط المُطبّق على قناة الأذن.
- استخدام الزنجبيل، لما يتمتع به من خصائص مضادة للالتهابات، فإن استخدام عصير الزنجبيل حول قناة الأذن الخارجية -ليس في قناة الأذن- قد يهدئ الألم.
- استخدام بيروكسيد الهيدروجين، ضع بضع قطرات من بيروكسيد الهيدروجين في أذنك، اتركه لبضع دقائق، ثم اشطفه بالماء.
- الجلوس أو الاستلقاء فوراً عندما الشعور بالدوار، وذلك لتجنب السقوط وفقدان التوازن.
- استخدم درابزين السلم عند صعود الدرج أو نزوله، للحفاظ على التوازن.
- تجنب تبديل الأوضاع فجأة؛ مثل القيام من السرير بشكل مفاجئ.
- تجنب الكافيين والتبغ، قد يؤدي استخدام هذه المواد إلى حدوث الدوخة أو تساهم في جعلها أسوأ.
- اتبع نمط حياة صحي، ويشمل ذلك شرب ما لا يقل عن ثمانية أكواب من الماء يومياً، والحصول على سبع ساعات أو أكثر من النوم، وتجنّب التوتر والعصبية.
- تعديل النظام الغذائي للمساعدة في منع الدوار، يُنصح بأن يتكون من الخضار والفواكه والبروتينات الخالية من الدهون.
- إذا كنت تشك في أن الدوخة ناتجة عن دواء ما فتحدث إلى طبيبك، فمن الممكن أن يتجه إلى خفض الجرعة أو التبديل إلى دواء آخر.
علاجات منزلية يجب الحذر منها
لا تستوي جميع العلاجات المنزلية في الفعالية، لذا يُنصح بالحذر من العلاجات الآتية: [10]
- استخدام الزيوت؛ مثل: زيت شجرة الشاي، أو زيت الثوم، أو زيت الزنجبيل، إذ تشير المصادر أنه لا توجد دراسات حتى الآن تظهر مدى أمان وضع الثوم على الأذن، سواءً في حال ثقب الأذن أو وجود عدوى في الأذن الوسطى.
- استخدام القطرات المُخدرة دون وصفة طبية، والتي تستخدم البنزوكاين (بالإنجليزية: Benzocaine)، أو الأنتيبيرين (بالإنجليزية: Antipyrine) لتخدير الألم، والمساعدة في تقليل الألم والالتهاب، حيث إن تأثيرها قصير جداً، وأحياناً يؤدي إلى عكس النتيجة ويسبب لسعاً في الأذن بدلاً من تسكينها.
ختاماً، نلاحظ أن التهاب الأذن قد يرتبط بحدوث الدوخة، وذلك لأن الأذن هي أحد أجزاء الجسم المسؤولة عن التوازن، لذا قد يؤدي التهاب الأذن الوسطى والداخلية للشعور بالدوخة وعدم الاتزان، كما يمكن علاج ذلك بإشراف الطبيب، وباتباع بعض الأساليب المنزلية.