التملق المبالغ فيه وعلاقته بالصدمات

  • تاريخ النشر: الثلاثاء، 05 سبتمبر 2023 | آخر تحديث: الخميس، 05 سبتمبر 2024

تعرف إلى استجابة التملق، وكيف تكتشف علاماتها بنفسك.

مقالات ذات صلة
الكركمين وعلاقته بالسرطان
اضطراب ما بعد الصدمة العاطفية
البرد وعلاقته بآلام المفاصل

إذا كنت تحاول دائماً إرضاء الآخرين دون الاهتمام برغباتك، ولديك هذا الشعور الدائم بأنه يجب مراعاة الآخرين وإسعادهم، وتلبية احتياجاتهم أولاً، وتصبح لطيفاً للغاية معهم لتتجنب الصراعات أو النقاشات الجادة يجب أن تتعرف إلى "استجابة التملق" التي قد تكون هي العائق أمام سعادتك، ونجاحك.

فيديو ذات صلة

This browser does not support the video element.

ما هي استجابة التملق؟

استجابة التملق أو الرجاء والاسترضاء (بالإنجليزية: Fawning Response) هي وسيلة للتعامل مع الخطر أو التوتر العاطفي والجسدي من خلال محاولة إرضاء الآخرين، وهي شكل من أشكال الاستجابات للصدمة مثل القتال، والفرار، والتجميد.

يشير التملق إلى التخلي المستمر عن احتياجاتك الخاصة لخدمة الآخرين لتجنب الصراع أو النقد أو الرفض، ويرتبط بإرضاء الناس والاعتماد عليهم حيث يبحث الشخص عن الأمان من خلال الاندماج مع رغبات واحتياجات ومطالب الآخرين.

يتصرف الشخص الذي لديه استجابة التملق كما لو أنه يعتقد دون وعي أن ثمن قبوله في أي علاقة هو تجنب وحظر جميع احتياجاته، وحقوقه، وتفضيلاته، وحدوده.

من أمثلة استجابة التملق أو الاسترضاء الشائعة ما يلي:

  • ممارسة مهنة معينة لا ترغب بها فقط لإرضاء والديك.
  • عدم التحدث عن مطعمك المفضل عند اختيار المكان الذي ستذهب إليه مع العائلة أو الأصدقاء أو شريك الحياة.
  • تأثر العمل أو التخلي عن وظيفتك لتلبية احتياجات شريك الحياة.  
  • مدح وتملق شخص أساء إليك من أجل استرضائه.
  • تشعر بأنك المسؤول عن العلاقة العاطفية أو علاقة الصداقة أكثر من الطرف الآخر.
  • تبذل كل ما في وسعك لإرضاء وإسعاد شريك حياتك أو أفراد عائلتك أو الأصدقاء لكنهم لا يفعلون ذلك لك.[1][2]  

أسباب استجابة التملق

قد يطور الشخص استجابة التملق عندما يكون في موقف يرى فيه عقله أن فرص الفوز في معركة ضد المعتدي عليه أو الهروب، أو تجنب الإساءة من خلال التجميد، منخفضة أو غير موجودة لذلك التملق هو استجابة للنجاة في المواقف التي يقرر فيها الدماغ أن أفضل فرصة للبقاء على قيد الحياة هي إرضاء واسترضاء الجاني لذلك استجابة التملق تعد آلية لحماية نفسك من الأذى النفسي والجسدي.

تتضمن بعض الأمثلة على التجارب المؤلمة التي يمكن أن تثير استجابة التملق ما يلي:

  • صدمة الطفولة
  • العنف المنزلي
  • التنمر
  • العنصرية
  • أخذ الرهائن أو الاختطاف
  • الاتجار بالبشر
  • الحروب (الأسرى)
  • الطوائف أو المجتمعات الدينية المسيئة.[3]  

علامات تدل على استجابة التملق

يوجد بعض العلامات الشائعة لاستجابة التملق أو الاسترضاء، وتشمل ما يلي:

تجنب قول "لا"، وعدم وضع الحدود

يتجنب الشخص وضع الحدود على السلوك غير المرغوب فيه من الآخرين أو قول "لا" لتجنب الصراع أو المواجهة أو احتمالية أن يغضب الطرف الآخر، ويتحمل الشخص السلوك الذي لا يعجبه للحفاظ على السلام، ويتسامح مع الأشياء التي تسبب له الضرر.

إرضاء الآخرين

إرضاء الآخرين هي من العلامات الشائعة لمتلازمة التملق كآلية للتكيف من أجل البقاء أو محاولة حماية نفسك، ويمكن أن تتعلمها من إرضاء أحد الوالدين لتجنب الصراع بالتالي تصبح بمرور الوقت رد فعل تلقائي حيث تتوقع احتياجات الآخرين، وتلبية رغباتهم لتشعر بالأمان.

توقع رد فعل الآخرين

عند مواجهة أحد الوالدين ممن لا يمكن التنبؤ بأفعالهم أو الحياة وسط بيئة دائمة التهديد يتدرب الدماغ على توقع دائم للتهديد حيث نتفاعل مع التهديدات التي قد لا تكون موجودة، فنصبح شديدي اليقظة بشأن حدوث شيء سيئ، أو نتوقع أن يغضب الوالد أو الزوج أو مديرك في العمل إذا لم نتوافق معه أو نفعل شيئًا خاطئًا لذلك فإننا نستبق رد فعلهم لتجنب التهديد المتوقع.

الخوف من التعبير عن نفسك

الخوف من التعبير عن نفسك ورغباتك، واحتياجاتك وحتى آراؤك بسبب الخوف من إزعاج الآخرين، وتجنباً لرد فعلهم لذلك يتجنب الشخص التواصل مع الشريك أو العائلة تماماً وبدلاً من ذلك يخبره فقط ما يحب سماعه.

تحمل المسؤولية عن مشاعر شريك حياتك

تبرز هذه العلامة مع الزوج أو الزوجة لأن الطفل اعتاد على الاهتمام بمشاعر الوالدين للتعامل مع سلوكهم بالتالي يستمر معه هذا السلوك، ويشعر بالمسؤولية تجاه ما يشعر به الشريك والتركيز على تهدئة غضبه، والاسترضاء.

تشعر بالمسؤولية تجاه ردود أفعال الآخرين

تحمل اللوم على الأشياء التي ليست خطأك بالتالي نبالغ في الاعتذار لتجنب الوقوع في المشكلات، ويشمل الشعور بالمسؤولية تجاه ردود أفعال الآخرين عدة أشكال مثل خوفك من ترشيح مطعمك المفضل للأصدقاء، والتفكير حول ما إذا كان سيعجبهم أم لا.[4]  

كيفية التعافي من استجابة التملق

إذا كانت لديك علامات تدل على وجود استجابة التعلق أو الاسترضاء، وتريد التخلص من ذلك السلوك الذي يضعك تحت الضغوط، ويعيق تواصلك مع الآخرين بشكل صحي، وقد يؤثر على عملك يمكنك طلب استشارة نفسية بجانب اتباع الخطوات التالية:

  • الوعي بأفعالك: الخطوة الأولى هي الوعي والمعرفة الكاملة بأفعالك، وطرح سؤال "هل أفعل أو أقول هذا لإرضاء شخص آخر؟".
  • الاعتراف بما حدث لك: تنتج استجابة التملق غالباً من صدمات الطفولة لذلك يجب الاعتراف بذلك، والصبر خلال رحلة التعافي، والتحلي بالشجاعة.
  • العلاقات الصحية: استجابة التملق تجعلك دائماً تجذب الشخصيات السلبية إلى حياتك، وغالباً ما تكون العلاقة من طرف واحد، وللتعافي تحتاج إلى بناء علاقات صحية مع الآخرين، ووضع الحدود.
  • التركيز على نفسك: تؤدي استجابة التملق إلى تكوين شخصية لا تهتم سوى بإسعاد وراحة الآخرين لذلك يجب التركيز على نفسك فقط، ومتابعة أهدافك، وممارسة هواياتك، والذهاب إلى الأماكن التي تحبها.[2]   

التملق أو الاسترضاء هو استجابة للتكيف والبقاء على قيد الحياة عند التعرض للصدمات، وهو محاولة إرضاء نحو مرتكب الإساءة، في محاولة للحد من تقلباته وإساءته تجاه نفسه والآخرين، وتستمر مع الشخص وتواصله مع الآخرين في حياته.

  1. "[1] Mark Travers. 2 Ways To Break Your Romantic ‘Fawning Response,’ According To A Psychologist. Retrieved on the 4th of September, 2023." ،
  2. أ ب "[2] Gina Ryder. Medically reviewed by Karin Gepp, PsyD. The Fawn Response: How Trauma Can Lead to People-Pleasing. Retrieved on the 4th of September, 2023." ،
  3. "[3] Shirley Porter. Reviewed by: Meera Patel. Fawning: The Fawn Response to Trauma Explained. Retrieved on the 4th of September, 2023." ،
  4. "[4] Nancy Carbone. 6 Signs Your Relationship Problems Are Actually Caused By The Fawn Trauma Response. Retrieved on the 4th of September, 2023." ،