التعافي من اضطراب ما بعد الصدمة وآثار الزلازل النفسية
زلزال تركيا وسوريا والمغرب أدى إلى إصابة للناجين بتأثيرات نفسية خطيرة لذلك تعرف على التعافي من اضطراب الصدمة وآثار الزلازل النفسية
استيقظ العالم على زلزال تركيا وسوريا المدمر وسط مشاهد من الخوف والهلع وأنقاض المباني، جميعها أصابت العالم بالحزن البالغ والتعاطف، وبعد ذلك زلزال المغرب المؤلم، لكن ماذا عن الناجين من زلزال تركيا وسوريا والمغرب، وكيف يمكنهم التعافي من اضطراب ما بعد الصدمة وآثار الزلازل النفسية خاصة مع الخوف المستمر من الهزات الأرضية الارتدادية.
تأثيرات الصدمة النفسية بعد الزلازل
تأثيرات زلزال تركيا وسوريا والمغرب على الناجين تمتد إلى الحالة النفسية التي تشهد اهتزازاً قوياً وصدمة حادة قد تعيقهم لفترة عن ممارسة حياتهم الطبيعية، فيما يلي 5 تأثيرات نفسية شائعة يواجهها الأشخاص بعد النجاة من الزلازل المدمرة: [1]
فرط اليقظة
غالبًا ما يعاني الناجون من الزلازل من اليقظة المفرطة (بالإنجليزية: Hypervigilance)، أي ضوضاء قليلة تجعلك تركض بحثًا عن غطاء، وإذا لمسك أحد من أفراد أسرتك لكن بصورة غير متوقعة قد تصاب بالخوف وتصرخ؛ لأن الجسم في حالة تأهب قصوى لتهديد آخر قد يحدث لسلامتك مما يجعلك تشعر بالتوتر والقلق. [1]
عادةً ما يختفي هذا الأمر من تلقاء نفسه لكنه قد يكون سمة لشيء أكثر خطورة إذا استمر لفترة طويلة مثل اضطراب ما بعد الصدمة. [1]
القلق والاكتئاب
بعد أن تتعرض حياة الفرد للتهديد والتدمير بسبب الزلزال تظهر عليهم علامات القلق والاكتئاب (بالإنجليزية: Anxiety and Depression) اللذان يتشابهان في الأعراض التالية: [1]
- التعب.
- فقدان النوم.
- انخفاض الاهتمام بالأنشطة اليومية.
- العصبية.
- عدم القدرة على التركيز.
قد تأتي هذه الأعراض وتختفي مع مرور الوقت لكن إذا ثبت أنها دائمة يجب طلب المساعدة الطبية. [1]
الحاجز العقلي
الناجون من الزلازل والكوارث الطبيعية الأخرى دائماً ما يعيشون الحدث باستمرار في تفكيرهم؛ لذلك يجب تشجيعهم للعودة إلى الروتين اليومي في أسرع وقت ممكن لمساعدتهم على العودة إلى بعض الإحساس بالحياة الطبيعية، ويساعدهم على أن يصبحوا أكثر أمانًا في بيئتهم. [1]
رهاب الزلزال
الرهاب أو الخوف يؤدي بالناجين من الزلزال إلى الرغبة في التحكم في احتمالية حدوث زلزال آخر يحدث، ولأن هذا الأمر خارج عن سيطرة الإنسان يؤدي إلى المزيد من القلق، ورهاب الزلزال (بالإنجليزية: Earthquake Phobia). [1]
اضطراب ما بعد الصدمة
سيظهر على معظم الأشخاص المتأثرين بشكل مباشر العديد من الأعراض النفسية التي تشبه اضطراب ما بعد الصدمة (بالإنجليزية: PTSD)، وستتعافى الغالبية لكن أقلية من الناجين ستصبح عالقة ويتطور الأمر إلى اضطراب ما بعد الصدمة، ويعد هو التأثير النفسي الأكثر شدة للزلازل. [1]
طرق التعافي من اضطراب ما بعد الزلزال
يتعافى معظم الأشخاص بمرور الوقت بعد اضطراب الصدمة وآثار الزلازل النفسية بدعم من العائلة والأصدقاء، والمنظمات المدنية والصحية لكن يعتمد طول فترة التعافي على مدى خوف الأشخاص، ومدى الضرر والخسارة، ومدى تأثير الصدمات النفسية ويصبح التساؤل كيف يمكن الوقاية من آثار الصدمة النفسية من جراء الزلازل، فيما يلي بعض أهم النصائح للتعافي من اضطراب الصدمة وآثار الزلازل النفسية: [2]
الوقت
الوقت أعظم معالج؛ لذلك يجب السماح لجميع الأفراد الذين وقعوا ضحية زلزال تركيا وسوريا والمغرب أو حتى شهدوا حادثًا صادمًا بأخذ الوقت والسماح لما حدث بالمرور، والسماح لأنفسهم بالشعور بالحزن. [2]
التأهيل النفسي والدعم
التأهيل النفسي لمساعدة الناجين وأسرهم على التعامل مع الآثار اللاحقة للزلازل أمر بالغ الأهمية، مع ذلك لا توجد وصفة مثالية للمساعدة في إعادة التأهيل النفسي للأشخاص المتضررين من الزلزال إذ يتفاعل كل فرد مع الموقف نفسه، ويتعامل معه بطريقته الفريدة. [2]
التعبير عن التجربة الصادمة
الناجون من الزلزال يحتاجون فرصة لمناقشة تجربتهم الصادمة، ويجب أن يتحدثوا عنها ويعبروا عن أفكارهم ومشاعرهم، السماح للأشخاص الناجين من الزلزال بمثل هذا الوقت والمساحة إذ يمكنهم التعبير عن أنفسهم بأمان والحصول على الدعم والقبول من الآخرين من حولهم ضرورة لا غنى عنها لتجاوز آثار الصدمة النفسية للزلازل. [2]
إعادة التوطين
قد يؤدي التعامل مع الكارثة إلى إعادة التوطين الناجين من الزلزال وهذا له عبء نفسي كبير عليهم؛ لذلك يحتاج الناجون إلى تزويدهم بالدعم النفسي والاجتماعي الكافي لمساعدتهم على إعادة التكيف مع محيطهم الجديد. [2]
العودة إلى الروتين
يجب أن يبذل الناجون من الزلزال مجهوداً للعودة إلى روتين حياة يومي مستقر مثل البحث عن عمل أو الانخراط في أنشطة تطوعية، واستئناف الحياة مرة أخرى، لأن العقل الخامل غير المشغول يؤدي إلى إحياء الأفكار والذكريات المؤلمة للزلزال لذلك من الأفضل أن تبقي نفسك مشغولاً قدر الإمكان. [2]
علامات صدمة ما بعد الزلزال
لفهم ما إذا كان الزلزال قد تسبب في رد فعل لاضطراب ما بعد الصدمة أم لا، يجب أن تظهر اعراض مابعد الزلزال التالية موجودة: [3]
- يميل الشخص إلى إعادة إحياء الحدث الصادم من خلال الذكريات المتكررة، والصور، وبطريقة غير إرادية للحظات التي تعقب الصدمة من الزلزال.
- وجود أحلام متكررة وهي مجرد كوابيس يسترجع فيها الشخص مشاهد معينة من الزلزال.
- التفاعل مع الأحداث الأخرى التي تشبه الزلزال مع انزعاج نفسي أو بدني شديد مثل: صعوبة في النوم أو الأرق والعصبية، وصعوبة الحفاظ على التركيز، والاستجابات المبالغ فيها.
نوع الرعاية النفسية المطلوبة بعد الزلازل
الوقاية الأولية النفسية ضرورية إذ يوضع الفرد في مكان يمكنه من معرفة مشاعره، وكيفية التحكم في آثارها على السلوك والصحة النفسية من خلال تدريب بمساعدة الدورات والتقنيات التي يستخدمها المعالج النفسي. [3]
أظهرت الأبحاث التي أجريت على الأفراد الذين نجوا من زلازل وحوادث إرهابية أن حوالي نصف الأشخاص الذين تمت الدراسة عليهم قد أصيبوا باضطراب ما بعد الصدمة (بالإنجليزية: PTSD) إذ يميل الشخص إلى استعادة الحدث الصادم، ويفقد فجأة الاتصال بالواقع الحالي، ويمكن يستمر الاضطراب لأشهر أو سنوات؛ لذلك ينصح خبراء الصحة النفسية باستخدام العلاج السلوكي المعرفي ويبدأ العلاج في الأيام القليلة الأولى بعد صدمة الزلزال. [3]
الاستجابات العاطفية للزلازل
تظهر الأبحاث التي أجريت بشكل خاص في مجال الاستجابات العاطفية للأفراد الذين يعيشون في البلدان التي دمرها الزلزال أن الاستجابات السائدة للزلزال هي ما يلي: [3]
- الخوف.
- الصدمة.
- الغضب.
- اليأس.
- التخدير العاطفي.
- الشعور بالذنب.
- الشعور بالعجز.
عوامل تؤثر على الاستجابة للزلازل
الاستجابات العاطفية والنفسية للزلزال تختلف من شخص إلى آخر، فيما يلي العوامل التي تؤثر على شدة الاستجابة العاطفية وما يترتب عليها من الصدمة النفسية وأعراض ما بعد الصدمة: [3]
- زيادة التعرض للزلزال.
- القرب من مركز الزلزال.
- مستوى المشاركة والسيطرة.
- درجة التهديد المتوقع من الزلزال.
- تعطيل الحياة الاجتماعية.
- التاريخ السابق من صدمات أو المشاكل العاطفية، والخسارة المالية.
- نقص الدعم الاجتماعي بعد الحدث مباشرة، فضلاً عن نقص الدعم من الأصدقاء والزملاء والعائلة.
- الانتقال إلى مكان آخر.
يعد التدخل النفسي بعد حالة طوارئ كبرى مثل زلزال تركيا وسوريا والمغرب أمرًا بالغ الأهمية، والهدف هو المساعدة في معالجة المأساة وتوجيه المشاعر بهدف الوصول ببطء إلى نقطة آمنة، وتجنب الإصابة باعراض اضطراب ما بعد الصدمة نتيجة الزلازل.