البروبيوتيك كيف يعالج التوتر والقلق
تُشير العديد من الأبحاث أن البروبيوتيك قد يساهم بصورة كبيرة في علاج التوتر والقلق
هناك العديد من الطرق لمعالجة القلق والتوتر المفرط، لكن هناك طريقة واحدة غالباً ما يتم تجاهلها، ألا وهي أمعاؤك، حيث تكشف الأبحاث أن بكتيريا الأمعاء ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالصحة العقلية، لنتعرف في المقال على البروبيوتيك كيف يعالج التوتر والقلق، وكيف نتناوله، وما هي الجرعات اللازمة.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
العلاقة بين الأمعاء والدماغ
قد تبدو أمعاؤك منفصلة عن القلق والاكتئاب، لكن العلماء وجدوا أن صحة أمعائك مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بصحة دماغك وصحتك العقلية، وتلعب دوراً كبيرًا في جهازك العصبي بالطرق التالية:
- تتواصل أمعاؤك مع عقلك عبر العصب المبهم، وتذهب قنوات الاتصال في كلا الاتجاهين.
- تحتوي أمعائك فعليًا على خلايا عصبية تمامًا مثل دماغك إذ يُقدر أن أمعاءك تحتوي على 500 مليون خلية عصبية، بينما يحتوي دماغك على 100 مليار خلية عصبية.
- تنتج أمعاؤك العديد من المواد الكيميائية في الدماغ والتي ترتبط ارتباطًا مباشرًا بمستويات التوتر والقلق والاكتئاب والصحة العامة.
- لقد ثبت أن البكتيريا الموجودة في أمعائك تساعد في إنتاج نواقل عصبية رئيسية تؤثر على إدراكك، وعواطفك، وتنظيمك العاطفي، واستجابتك العاطفية.
- تساعد بكتيريا الأمعاء أيضًا على تكسير الفضلات والأحماض الصفراوية والمركبات الأخرى التي تؤثر على صحتك العقلية.[1]
ما هو البروبيوتيك
يشير مصطلح البروبيوتيك إلى البكتيريا الجيدة التي تحدث بشكل طبيعي في الأمعاء البشرية، لذلك تم تطوير مكملات البروبيوتيك الغذائية لأن الكثير منا يحتاج إلى دعم بروبيوتيك إضافي للحفاظ على صحة ميكروبيوم الأمعاء، وهو أمر صعب نظرًا للعديد من الضغوطات الخارجية في الحياة العصرية مثل التلوث وكثرة تناول الأطعمة الغير صحية.
البروبيوتيك في الطعام
يوجد العديد من الأطعمة الغنية بالبروبيوتيك؛ مثل: الزبادي (اللبن)، ومخلل الملفوف، ومشروبات البروبيوتيك مثل الكومبوتشا، لكن إذا كنت تستخدم البروبيوتيك كعلاج صحي فقد لا تكون أطعمة البروبيوتيك وحدها هي الخيار الأكثر فعالية للأسباب التالية:
- لا يمكن التعرف على جميع السلالات الموجودة في العديد من الأطعمة المخمرة، وخاصة تلك المصنوعة في المنزل.
- مستويات البروبيوتيك الموجودة في الأطعمة ليست عالية بما يكفي لتتناسب مع المستويات المستخدمة في الأبحاث حول البروبيوتيك لعلاج الأمراض العقلية.
- تخزين الأطعمة التي تحتوي على البروبيوتيك لفترة طويلة أو تعرضها للتصنيع والمواد الحافظة قد يقلل من تأثيرها.[1][2]
متى يجب تناول مكمل البروبيوتيك
للحصول على أكبر فائدة من مكملات البروبيوتيك يجب اتباع ما يلي:
- أولاً يجب التحقق من تعليمات تناول مكمل البروبيوتيك المدونة على العبوة.
- من الأفضل تناول البروبيوتيك على معدة فارغة لتقليل الوقت الذي تقضيه في الوصول إلى المعدة.
- تناول مكمل البروبيوتيك بشكل منتظم يجعله أكثر فعالية.
- حاول أن تأخذ مكمل البروبيوتيك في نفس الوقت كل يوم.
- يستغرق ظهور فوائد البروبيوتيك بضعة أسابيع خاصة الفوائد التي تؤثر على الدماغ والمزاج.[1][2]
كيف يعالج البروبيوتيك التوتر والقلق
كلما زادت صحة أمعائك وميكروبيوم أمعائك، كانت صحتك العقلية أفضل في مواجهة التوتر والقلق، ويمكن أن يساعد البروبيوتيك في تحسين أعراض القلق من خلال مساعدة ميكروبيوم الأمعاء وهي مزيج من البكتيريا والميكروبات الأخرى التي تساعد الأمعاء على العمل بشكل جيد، وبالتالي حل المشكلات الأساسية للالتهاب والأمعاء المتسربة التي قد تعطل الاتصال بين الدماغ والأمعاء.
مشكلات الجهاز الهضمي
يرسل الدماغ والأمعاء إشارات لبعضهما البعض من خلال العصب المبهم، وهو جزء من نظامنا العصبي المركزي، لا ينظم هذا الاتصال الاستجابة للتوتر والقلق فحسب، بل تقوم القناة الهضمية أيضًا بتصنيع ثم إرسال نواقل عصبية مثل السيروتونين والدوبامين على طول العصب المبهم إلى الدماغ، إذا كان ميكروبيوم الأمعاء غير صحي، فقد لا يعمل نظام الاتصال بشكل جيد وقد تُعاني من مستويات مرتفعة من القلق والتوتر.
كثير من الناس لا يدركون أن لديهم أي مشكلة في الجهاز الهضمي لأنهم لا يعانون من أعراض مثل آلام المعدة أو الانتفاخ، لكن يمكن أن يتعطل ميكروبيوم الأمعاء دون التعرض لأعراض الأمعاء، بدلاً من ذلك قد يعاني الشخص فقط من أعراض مزاجية مثل القلق والتوتر.
إذا كنت تعاني من حالة في الجهاز الهضمي، مثل متلازمة القولون العصبي أو السيبو (بالإنجليزية: SIBO) أي فرط نمو جرثومي معوي صغير، فقد يكون لديك أيضًا اضطرابات مزاجية شائعة في أمراض الجهاز الهضمي.[1]
الالتهاب وتسرب الأمعاء
يمكن أن يخرج ميكروبيوم الأمعاء عن التوازن من القناة الهضمية المتسربة، وذلك عندما تبدأ الوصلات الضيقة للأمعاء التي عادة ما تبقي السموم والأطعمة غير المهضومة خارج مجرى الدم في ضعف وتسمح لهذه الأجسام الغريبة بالدخول إلى مجرى الدم، ثم يهاجم الجهاز المناعي هذه الأجسام الغريبة، مما يؤدي إلى رد فعل مناعي والتهاب في الأمعاء والدماغ.
يمكن أن يؤدي الالتهاب في الأمعاء إلى الإضرار بالميكروبيوم المعوي، والذي يمكن أن يؤثر على الدماغ، لكن أيضًا التهاب الدماغ الناتج عن الأمعاء المتسربة يمكن أن يؤثر على الدماغ ويؤدي إلى أعراض القلق والتوتر.
أحد طرق تحسين القناة الهضمية المتسربة في إزالة الأطعمة الالتهابية واتباع أنظمة غذائية مثل نظام الباليو أو نظام غذائي الفودماب، كما أن البروبيوتيك يساعدك في موازنة الميكروبيوم، وشفاء الأمعاء المتسربة، ودعم محور القناة الهضمية، والتواصل بين الدماغ والأمعاء.[1]
أنواع البروبيوتيك لعلاج التوتر والقلق
بعض الدراسات الحديثة تضير إلى البروبيوتيك لعلاج القلق يجب أن يحتوي على نوع معين من البكتيريا وتُسمى لاكتوباسيلس رامنوساس (بالإنجليزية: Lactobacillus (L.) rhamnosus) حيث تشير إلى أنها يمكن أن تقلل القلق بشكل كبير، بالرغم من ذلك إلا أن الادعاءات بأن أحد أنواع سلالات البروبيوتيك هو الأفضل للقلق ونوع آخر هو الأفضل للاكتئاب لم تدعمه الأدلة العلمية الكافية بعد.
إلى الآن لا يوجد سلالة واحدة أو نوع من الكائنات الحية المجهرية أكثر فعالية من سلالة أخرى مما يعني أنك لست مضطرًا للبحث عن نوع محدد من البروبيوتيك.[3][4]
الآثار الجانبية للبروبيوتيك
البروبيوتيك من المكملات الغذائية الآمنة لكن يجب استخدامها بتوازن لأن المبالغة قد تؤدي إلى آثار جانبية، إذا كان جسمك يتفاعل بشكل سلبي مع تناول البروبيوتيك للقلق والتوتر، فإن بعض الآثار الجانبية الأكثر شيوعًا تكون طفيفة إلى حد كبير، وبالنسبة لمعظمنا ممن لا يعانون من مشاكل في الجهاز الهضمي أو مشاكل في الجهاز المناعي أو مشاكل صحية خطيرة أخرى، فإن الأعراض تختفي بعد أسبوع أو أسبوعين، قد تشمل الآثار الجانبية المحددة ما يلي:
- الغازات الزائدة.
- الانتفاخ.
- تشنج.
- الشعور بالامتلاء أو عدم الارتياح قليلاً في بطنك.[5]
يجب استشارة الطبيب في حالات مثل الحمل أو ضعف جهاز المناعة، كما لا يُنصح بتناول البروبيوتيك أثناء العلاجات بالمضادات الحيوية.
صحة الأمعاء تؤثر مباشرة على صحة الدماغ، وقد يساعدك نظام غذائي غني بالبروبيوتيك بجانب مكملات البروبيوتيك في تقليل أعراض التوتر والقلق.