الالتهاب الرئوي المكتسب أسبابه وسبل علاجه
يعد الجهاز التنفسي من أكثر أجهزة الجسم حساسية وأهمية لما يحتويه من أجزاء تقوم بوظائف حيوية مهمة، من بين هذه الأجزاء الرئتين التي يمكن أن تصاب بعدة حالات مرضية من بينها الالتهاب الرئوي المكتسب، فما هو الالتهاب الرئوي المكتسب، ما هي أسبابه؟ كيف يتم علاجه؟
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
الالتهاب الرئوي
الالتهاب الرئوي (بالإنجليزية: Pneumonia) أو عدوى الرئتين التي تصيب إحدى الرئتين أو كليهما، في هذا المقال سنتناول الالتهاب الرئوي المكتسب أسبابه وسبل علاجه.
يعد الالتهاب الرئوي من حالات العدوى الخطيرة التي تؤدي إلى امتلاء الأكياس الهوائية في الرئتين بالقيح، والسوائل الأخرى، كما أنّ الالتهاب الرئوي يصيب قسم من الرئتين الذي يعرف بالفصوص الرئوية أي فصاً واحداً أو أكثر من الرئتين، كما قد يؤثر الالتهاب الرئوي على القصبات أو ما يعرف باسم الالتهاب الرئوي القصبي الذي يؤدي إلى ظهور بقع على جميع أنحاء الرئتين. [1]
أسباب الالتهاب الرئوي المكتسب
يحدث الالتهاب الرئوي نتيجة الإصابة بالعديد من أنواع الجراثيم، إذ أن من أكثرها شيوعاً الفيروسات، والبكتيريا التي توجد في الهواء الذي نتنفسه، على الرغم من أن الجسم يمنع هذه الجراثيم من إصابته بالعدوى لكنها في بعض الأحيان تهزمه وتدخل إلى الجسم، بجميع الأحوال تتضمن أسباب الالتهاب الرئوي بالاعتماد على نوعه ما يلي:[2]
أسباب الالتهاب الرئوي المكتسب من المجتمع
يعد الالتهاب الرئوي المكتسب من المجتمع من أكثر أنواع الالتهاب الرئوي شيوعاً، إذ أنه يحدث خارج المستشفيات أو غيرها من مراكز الرعاية الصحية، نتيجة الأسباب التالية: [2]
- البكتيريا: تعد البكتيريا من أكثر العوامل المسببة لالتهاب الرئة المكتسب في الولايات المتحدة الأمريكية بالتحديد بكتيريا المكورة العقدية الرئوية، إذ قد تصيب هذه البكتيريا الجسم من تلقاء نفسها أو نتيجة الإصابة بنزلات البرد أو الإنفلونزا، كما يؤثر هذا النوع من الالتهاب على فص واحد من الرئة فيما يعرف بالتهاب الرئة الفصي.
- الفيروسات: تعد الفيروسات من أكثر العوامل التي تؤدي إلى إصابة الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 5 سنوات بالالتهاب الرئوي، إذ تتضمن هذه الفيروسات فيروس كورونا المستجد، أو فيروسات البرد والإنفلونزا، كما أن أعراض الالتهاب الفيروسي تكون خفيفة لكنه قد يكون خطيراً في كثير من الأحيان، ومن الجدير بالذكر أن فيروس كورونا قد يسبب التهاب رئوي قد يصل إلى درجة الحاد في بعض المرات.
- الكائنات الحية التي تشبه البكتيريا: بما فيها المفطورة الرئوية التي تسبب الالتهاب الرئوي المكتسب التي عادةً ما تكون أعراضها خفيفة مقارنةً بأنواع الالتهاب الرئوي الأخرى، إذ يطلق على هذا النوع من الالتهاب الرئوي الالتهاب الرئوي الجوال الذي لا يستدعي بقاء المصاب بالفراش.
- الفطريات: يشيع إصابة بعض الأشخاص بالالتهاب الرئوي الناتج عن الفطريات بالتحديد الأشخاص المصابين بضعف الجهاز المناعي، أو حالات مرضية مزمنة، بالإضافة إلى الأشخاص الذين تعرضوا لدخول جرعات كبيرة من الكائنات الدقيقة إلى رئتيهم من خلال هواء الشهيق، كما أن الفطريات المسببة للالتهاب الرئوي قد تتواجد في التربة، أو في فضلات الطيور، كما أن طبيعتها تختلف باختلاف المكان الجغرافي.
أسباب الالتهاب الرئوي المكتسب من المستشفى
من الممكن أن يصاب الكثير من الأشخاص أثناء إقامتهم في المستشفى بالالتهاب الرئوي، إذ يمكن أن يكون الالتهاب الرئوي المكتسب من المستشفى خطيراً كون البكتيريا المسببة له أكثر مقاومة للمضادات الحيوية، كما أن الأشخاص المصابين به هم بالأصل مرضى بحالات مرضية أخرى، كما يكون الأشخاص الذين يستخدمون أجهزة التنفس الاصطناعي أكثر عرضة للإصابة بالالتهاب الرئوي المكتسب من المستشفى مقارنةً بغيرهم من الأشخاص.
كما قد يصيب الالتهاب الرئوي الأشخاص المتواجدين في مراكز الرعاية الطبية سواءاً يخضعون لعلاج أو يعملون فيها، أو الأشخاص الذين يخضعون للعلاج في العيادات الخارجية، بالإضافة إلى الأشخاص الذين يخضعون لغسيل الكلى، ذلك نتيجة بكتيريا مشابهة للبكتيريا المسببة للالتهاب الرئوي الناتج عن الإقامة في المستشفى أي تكون البكتيريا مقاومة لأنواع كثيرة من المضادات الحيوية. [2]
أسباب الالتهاب الرئوي المكتسب الشفطي
يمكن أن يصاب الشخص بالالتهاب الرئوي المكتسب من النوع الشفطي عندما يستنشق الأغذية أو المشروبات، أو القيء، أو اللعاب إلى الرئتين، كما تزداد احتمالية الإصابة بالتهاب الرئة المكتسب الشفطي عند وجود حالة ما تسبب إعاقة في حدوث المنعكس البلعومي الطبيعي بما فيها وجود إصابة في الدماغ، أو مشكلة في البلع، أو الإفراط في تناول المشروبات الكحولية والمخدرات.
كما تزيد بعض العوامل من خطر الإصابة بالتهاب الرئة المكتسب، إذ تتضمن هذه العوامل الآتي: [2]
- العمر: يعد الأطفال البالغين من العمر عامين أو أكثر، و الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 65 عاماً وأعلى أكثر عرضة للإصابة بالالتهاب الرئوي المكتسب.
- التدخين: يعد تدخين السجائر من العوامل التي تدمر الدفاعات الطبيعية في الجسم التي تقتل البكتيريا والفيروسات التي تؤدي إلى الإصابة بالالتهاب الرئوي.
- الأمراض المزمنة: تزداد احتمالية الإصابة بالالتهاب الرئوي عند الإصابة ببعض الحالات المرضية المزمنة بما فيها الربو، أو مرض الانسداد الرئوي المزمن، أو أمراض القلب.
- ضعف الجهاز المناعي: تؤدي بعض الحالات المرضية إلى إضعاف الجهاز المناعي أو كبته بما فيها فيروس نقص المناعة البشرية المكتسب أو ما يعرف بالإيدز، أو الأشخاص الذين خضعوا لجراحة زراعة الأعضاء، أو الأشخاص الذين يخضعون للعلاج الكيميائي أو العلاجات الستيرويدية لفترات طويلة هذا يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بالالتهاب الرئوي.
علاج الالتهاب الرئوي
بالاعتماد على الفحوصات التشخيصية التي يجريها الطبيب يتم تحديد العوامل المسببة للالتهاب الرئوي كما يضع الطبيب خطته العلاجية التي تهدف إلى علاج العدوى، والوقاية من الإصابة بمضاعفات الالتهاب الرئوي، كما أنه من الممكن أن يتم علاج المصابين بالالتهاب الرئوي المكتسب من المجتمع منزلياً دون الدخول إلى المستشفى، إذ أن أعراض الالتهاب الرئوي تختفي في غضون بضعة أيام أو أسابيع إلا أن الشعور بالتعب والإرهاق قد يستمران لأكثر من شهر، تتضمن علاجات الالتهاب الرئوي الدوائية الأدوية التالية: [2]
- المضادات الحيوية: عندما يكون سبب الالتهاب الرئوي البكتيريا فإنّ الطبيب يلجأ إلى المضادات الحيوية لعلاج العدوى، لكن قد يستغرق الأمر بعض الوقت لتحديد المضاد الحيوي المناسب، كما أن الطبيب قد يغير المضاد الحيوي إذا لم تزل الأعراض بعد الخضوع للعلاج.
- أدوية السعال: يلجأ الطبيب إلى أدوية السعال لتهدئة السعال بهدف إراحة المصاب، لكن من الجدير بالذكر أن السعال يساعد في إذابة السوائل وإخراجها من الرئتين لذا من الأفضل عدم القضاء على السعال بشكل كامل، ومن المهم الإشارة إلى أنّ فعالية أدوية السعال التي تصرف دون وصفة طبية لعلاج الالتهاب الرئوي لا يوجد عليها دراسات كافية لذا من الأفضل تناول جرعة مخفضة من هذه الأدوية للمساعدة في الشعور بالراحة.
- الأدوية المسكنة للألم: عندما يرافق الالتهاب الرئوي ارتفاع في درجة حرارة الجسم أو الشعور بالانزعاج فإنه يمكن استخدام الأدوية المسكنة التي أيضاً تخفض الحرارة؛ من أمثلة هذه الأدوية: أدوية الأسبرين، وأدوية الأيبوبروفين (الاسم التجاري: أدفيل)، وأدوية الأسيتامينوفين (الاسم التجاري: تيلينول).
دخول المستشفى
من الممكن أن يحتاج المصاب بالالتهاب الرئوي إلى الدخول للمستشفى ذلك في العديد من الحالات التي تتضمن الآتي: [2]
- عند انخفاض وظائف الكلى.
- إذا كان عمر المصاب يزيد عن 65 عاماً.
- إذا كان معدل التنفس سريعاً أي 30 نفس أو أكثر في الدقيقة.
- عندما تكون درجة حرارة المصاب أقل من المعدل الطبيعي.
- قد يحتاج بعض المصابين بالالتهاب الرئوي إلى وسائل تنفس أخرى هذا ما يستوجب دخولهم إلى المستشفى.
- عندما يكون ضغط الدم الانقباضي أقل من 90 ملليمتراً من الزئبق، و ضغط الدم الانبساطي 60 ملم من الزئبق.
- إذا كان معدل ضربات القلب أقل من 50 نبضة أو أعلى من 100 نبضة في الدقيقة.
دخول العناية المركزة
إذا كان المصاب بالالتهاب الرئوي بحاجة إلى وسائل تنفس اصطناعية فإنّه يتم إدخاله إلى وحدة العناية المركزة، أو إذا كانت الأعراض شديدة للغاية لدى المصابين، كما تتم إقامة بعض المصابين في المستشفى لعلاج الالتهاب الرئوي بالتحديد بالأطفال في الحالات التالية: [2]
- ظهور علامات إصابتهم بالجفاف.
- إذا كان عمر الطفل أصغر من شهرين.
- الإصابة بصعوبة في التنفس.
- الشعور بالخمول أو النوم المفرط.
- انخفاض مستوى الأوكسجين في الدم.
أعراض الالتهاب الرئوي
يتسبب الالتهاب الرئوي بإظهار مجموعة من الأعراض التي قد تتراوح حدتها ما بين الخفيفة والأعراض الشديدة المهددة لحياة المصاب، بجميع الأحوال تتضمن أعراض الالتهاب الرئوي الآتي: [3]
- التعرق أو الإحساس بالقشعريرة.
- السعال الرطب الذي يصاحبه بلغم.
- الحمى.
- فقدان الشهية.
- الصداع.
- الغثيان أو القيء.
- ألم في الصدر تزداد حدته عند السعال أو التنفس.
- ضيق في التنفس حتى عند القيام بأنشطة بدنية عادية.
كما أشرنا أعلاه بأنّ الالتهاب الرئوي قد يؤدي إلى وفاة المصاب لذا من المهم مراجعة الطبيب عند ظهور أي أعراض غير طبيعية لإجراء فحوصات تشخيصية ومعرفة الأسباب وعلاجها، كما أنه من الضروري الالتزام بالعلاجات الموصوفة من قبل الطبيب بشكل كامل للمصابين بأي نوع من أنواع الالتهاب الرئوي لتجنب حدوث مضاعفات خطيرة.