الاضطرابات الهضمية في عيد الفطر
تشكل الاضطرابات الهضمية في عيد الفطر مصدر إزعاج، قد يفسد عليك فرصة الاستمتاع ببهجة أيام العيد بعد انقضاء ساعات صيام طويلة خلال شهر رمضان.
إذ تصطدم المعدة بالولائم الغذائية في أيام العيد، وسرعان ما يستعيد الشخص كل عاداته الغذائية القديمة في ساعات العيد الأولى، لذا دعنا نتعرف في هذا المقال إلى أهم الاضطرابات الهضمية في عيد الفطر، وأسباب حدوثها، وكيفية التعامل معها منزلياً، والوقاية منها.
الاضطرابات الهضمية في عيد الفطر
يمتنع الفرد عن الطعام والشراب ساعات طويلة خلال نهار يوم رمضان، ومع نهاية الشهر الكريم يكون الجسم اعتاد على طريقة عمل معينة تناسب نظام اليوم التي تكون أبطأ من المعتاد.
لذا قد تحمل ساعات العيد الأولى عديداً من الاضطرابات الجسدية؛ نتيجة التغير المفاجئ في توقيت تناول الطعام وكميته، وتشكل الاضطرابات الهضمية الجانب الأكبر منها، وأبرزها:
الانتفاخات والغازات
من أكثر المشكلات شوعاً أيام العيد التي يتم الإبلاغ عنها، وهي الحصيلة النهائية من الإفراط في تناول الطعام، أو تناول كميات كبيرة فوق قدرات المعدة بعد شهر رمضان. [1]
الشعور بالغثيان والقيء
لا يستطيع الجسم أن يهضم الطعام المتدافع مرة واحدة عندما تأكل كمية كبيرة من الطعام، خاصة الأطعمة الغنية بالزيوت الدسمة مما يؤدي إلى شعورك بالتخمة والغثيان. [1]
ألم المعدة
الشعور بالتقلصات أو الألم متوقع عندما لا تستطيع أن تتحكم في شهوتك أمام ولائم الأعياد الغنية بالطعام الشهي. [1]
انعدام الشهية
هناك فئة من الأفراد تعاني انعداماً كلياً للشهية ولا تستطيع أن تتناول لقمة واحدة خلال نهار العيد، لكن الواجبات في التجمعات الاجتماعية التي تفرض على الشخص أن يتناول كل ما يقدمه الضيف، قد تجعل الشخص يشعر بالغثيان الشديد، وهذا الأمر طبيعياً فيجب التدرج في تناول الطعام بما يناسب معدة الشخص. [1]
الشعور بحرقة المعدة أو عسر الهضم
تناول كمية كبيرة من الطعام في بداية عيد الفطر يخلق ضغطاً كبير على معدتك، وقد يتسبب في عودة الحمض عن مساره في الجهاز الهضمي، ومع انخفاض إنزيمات الجهاز الهضمي في معدتك فإن الطعام يستغرق وقتاً أطول ليتم هضمه؛ مما يتسبب في امتلاء المعدة والشعور بالخمول ونقص الطاقة. [1]
ارتفاع مستوى السكر في الدم
من الطبيعي أن تزداد مستويات السكر لديك فبعد الصيام خلال شهر رمضان الكريم، تحولت فجأة إلى تناول جميع أنواع الأطعمة الدسمة الغنية بالزيوت إلى جانب الحلويات كلها في وقت واحد، وقد يكون الأمر أكثر خطورة في حالة مرضى السكري. [1]
أسباب الاضطرابات الهضمية في عيد الفطر
قد تعود المعاناة من الاضطرابات الهضمية في عيد الفطر إلى ارتكاب العديد من الأخطاء الغذائية مع التغير المفاجئ الذي يحدث في مواعيد وأساليب ونوعيات الأطعمة المتناولة، وتتضاعف تلك الاضطرابات في الأشخاص الذين يعانون بالفعل حالات صحية مزمنة؛ مثل: مرض السكري، وأمراض القلب.
ومن أهم أسباب المشاكل الهضمية في العيد ما يأتي: [2] [3]
- تناول وجبة إفطار دسمة وثقيلة في صباح العيد بعد الاعتياد على الصيام خلال ساعات النهار.
- تناول كميات كبيرة من الطعام دون إعطاء المعدة وقت كافِ لعملية الهضم.
- تناول الحلويات والموالح والمكسرات بكثرة في واجبات الضيافة بين الوجبات الرئيسية.
- تناول الأطعمة الدسمة والمقليات في ولائم الغذاء والعشاء في أيام العيد.
- الإفراط في تناول أنواع اللحوم أكثر من مرة خلال اليوم.
- الإفراط في تناول الحلويات المختلفة خاصة الحلويات الشرقية؛ مثل: الكنافة، والقطايف، بالإضافة إلى أنواع لا تعد ولا تحصى من الكعك والبسكويت.
- الإفراط في تناول الكافيين من الشاي والقهوة صباح العيد تعويضاً عن حرمان شهر رمضان.
- تناول المشروبات الغازية في محاولة الشخص لهضم هذا الكم الكبير من الطعام.
- الاعتماد على المأكولات سريعة التحضير الجاهزة في التجمعات العائلية خارج المنزل دون التأكد من نظافة المطاعم، أو صحة الطعام المتناول.
متى يجب زيارة الطبيب
لا تحتاج الاضطرابات الهضمية في عيد الفطر غالباً إلى زيارة طبية طارئة، إذ من المعتاد أن يصاب الشخص بعسر الهضم واضطرابات المعدة المختلفة عند حدوث تغييرات مفاجئة في النظام الغذائي.
تختفي الأعراض عادةً في غضون ساعات قليلة، وقد تستمر إلى عدة أيام حتى ينتهي الشخص من التجمعات التي تكتظ بها أيام عيد الفطر المبارك، لكن هناك أعراضاً قد تحتاج إلى عناية طبية عند ظهورها؛ مثل: [3]
- ارتفاع درجة حرارة الجسم.
- الإسهال المستمر الذي لا يمكن السيطرة عليه.
- التقيؤ المستمر.
- الشعور بالدوخة أو الدوار.
- وجود ألم شديد عند التبول.
- الشعور بصعوبة في البلع بصورة مفاجئة.
- ظهور دم في البراز أو القيء.
- الإمساك المزمن طوال أيام العيد.
علاج الاضطرابات الهضمية في عيد الفطر طبيعياً
لن تفقد متعة الاستمتاع بعيد الفطر بسبب الاضطرابات الهضمية وأنت جالس في منزلك، فليس من الضروري أن تلجأ إلى الأدوية، بل دعنا نتعرف سوياً كيف نعالج هذا الأمر بطرق طبيعية منزلية.
تناول السوائل
يحتاج الجسم إلى السوائل خاصة الماء ليهضم ويمتص العناصر الغذائية، لذلك الإصابة بالجفاف تجعل الهضم أكثر صعوبة، وتزيد احتمالية الإصابة بعسر الهضم واضطرابات المعدة.
لذا يجب أن يحصل الرجال على حوالي 3.7 لتر يومياً، بينما السيدات على حوالي 2.7 لتر يومياً، وقد يحتاج الأطفال الأصغر سناً إلى كمية أقل مقارنةً بالبالغين، وتناول هذا القدر من الماء قد يجعل الشخص يشعر بالشبع ولا يتناول كم هائل من الطعام في وجبات عيد الفطر المبارك. [3]
تجنب الاستلقاء
يتحرك حمض المعدة للخلف إي صعوداً عندما يكون الجسم في وضع أفقي؛ مما قد يتسبب في الشعور بحرقة المعدة، لذا يجب الشخص أن يتجنب الاستلقاء والذهاب إلى الفراش مباشرة بعد تناول الطعام، وإذا كان الشخص يجب عليه الاستلقاء فيجب أن يدعم رأسه، ورقبته، وأعلى صدره بالوسائد بزاوية 30 درجة. [3]
الحصول على التدفئة
قد تؤدي الحرارة من حمام دافئ أو أكياس التدفئة إلى إرخاء عضلات المعدة، وتخفيف عسر الهضم، وتقليل أعراض اضطرابات المعدة في أيام عيد الفطر المبارك، قد يكون من المفيد أيضاً أن تضع كيس أو حتى وسادة ساخنة على معدتك لمدة 20 دقيقة حتى تبرد. [3]
حمية برات
قد يوصي الأطباء بنظام برات الغذائي (بالإنجليزية: BRAT Diet) لعلاج الاضطرابات الهضمية كالإسهال في عيد الفطر، فهو يتكون من الموز، والأرز، وعصير التفاح، والخبز المحمص، أي عناصر جميعها نشوية.
تجعل البراز أكثر تماسكاً، وتهدئ تهيج الأنسجة الناتج من القيء المتكرر، كما أنها لطيفة على المعدة التي ما زالت تعتاد خروجها من شهر رمضان. [3] [4]
الابتعاد عن التدخين
تجنب التدخين وسيلة علاجية وقائية من الاضطرابات الهضمية في عيد الفطر وفي الأيام العادية، فالتدخين يزيد من تهيج الأنسجة الرقيقة المؤلمة من حمض المعدة بالإضافة إلى تهيج الحلق، وتدهور أعراض اضطرابات المعدة من التدخين المتزايد في بداية أيام العيد لتعويض الاشتياق الذي يشعر الشخص به بعد الصيام. [3] [4]
الأعشاب الطبيعية
تمتلك بعض المواد الطبيعية المتاحة في كل منزل قدرة سحرية على التغلب على الاضطرابات الهضمية في عيد الفطر، لذا يجب ألا تخلو منها مائدتك في أيام العيد، أبرزها: [3] [4]
- الزنجبيل: أفضل العلاجات الطبيعية الشائعة لاضطراب المعدة وعسر الهضم، كما أنه يقلل الشعور بالغثيان، والقيء، والإسهال، تستطيع أن تتناوله في صورة شاي أو إضافته طازجاً إلى الطعام.
- النعنع: يساعد المنتول الموجود في النعنع على منع القيء والإسهال، وتسكين ألم المعدة، ويقلل التشنجات العضلية في الأمعاء بالإضافة إلى الرائحة المنعشة التي يضيفها على فمك، تستطيع أن تتناوله في صورة شاي، أو إضافة مسحوقه على الشاي، أو إضافة أوراقه الطازجة على الطعام.
- القرفة: تحتوي على مضادات أكسدة تساعد في تسهيل الهضم، وتقليل مخاطر تلف الجهاز الهضمي، كما أنها تقلل الشعور بالانتفاخ والتجشؤ، بالإضافة إلى تقليل حرقة المعدة وعسر الهضم، تستطيع أن تخلطها مع الماء المغلي لعمل شاي، أو إضافة ملعقة صغيرة من مسحوق القرفة على وجباتك.
- القرنفل: يحتوي على مواد قد تساعد في تقليل غازات المعدة، وتسريع عملية الهضم البطيئة، وتقليل الشعور بالغثيان والقيء، تستطيع أن تتناوله في صورة شاي، أو خلط ملعقة صغيرة من القرنفل المطحون مع العسل مرة واحدة يومياً.
- عصير الصبار: قد يوفر لك الراحة في أيام عيد الفطر؛ لأنه يقلل حموضة المعدة الزائدة، ويحسن هضم البروتينات، ويقلل التهاب المعدة، كما أنه يعزز توازن البكتيريا في الجهاز الهضمي.
- الريحان: يحتوي على مواد تقلل الغازات، وتحسن الهضم عموماً، كما أنه يحتوي على مستويات عالية من حمض اللينوليك المضاد للالتهابات، تستطيع أن تخلطه مع الماء المغلي لإعداد شاي، أو إضافة أوراق الريحان الطازجة إلى الطعام.
- عرق السوس: يحتوي جذر عرق السوس على مواد قد تقلل التهاب المعدة، وتكوين القرح الهضمية، تستطيع أن تتناوله في صورة شاي عن طريق خلط ملعقة من المسحوق مع الماء المغلي. [5]
الوقاية من الاضطرابات الهضمية في عيد الفطر
يمكنك تجنب الاضطرابات الهضمية بأيام العيد بسهولة من خلال إتباع إرشادات العيد التالية: [5] [6]
- تعويد الجهاز الهضمي تدريجياً على استقبال الطعام من جديد بنفس وتيرة ما قبل رمضان.
- تناول وجبة إفطار خفيفة في صباح يوم العيد، والوجبات الرئيسية في أوقات مقاربة للإفطار والسحور.
- تقسيم الطعام على وجبات صغيرة متعددة محددة بينها فترات قصيرة.
- يجب تحديد مواعيد الوجبات حتى لا تتناول كميات كبيرة من الطعام في العيد دون أن تشعر.
- الابتعاد عن المأكولات الجاهزة قدر الإمكان، والاعتماد على الطعام المنزلي النظيف.
- عند تناول الطعام خارج المنزل يجب اختيار المطاعم النظيفة الموثوقة.
- التخفيف من الأطعمة المقلية والصلصات الثقيلة؛ لأنها تهيج المعدة وتزيد من الحموضة.
- تجنب الأطعمة الغنية بالتوابل والبهارات الحارة.
- تجنب الأطعمة المالحة والدسمة قدر الإمكان.
- تجنب المشروبات التي تحتوي على قدر عالي من السكريات والكافيين.
- تجنب المشروبات الغازية التي لا تفيد جسمك، واستبدالها بالمشروبات الطبيعية التي ذكرناها.
- تناول الأطعمة الصحية الغنية بالقيمة الغذائية؛ مثل: الخضار، والفواكه، واللحوم قليلة الدسم.
- اللجوء إلى الأطعمة المشوية، والأطعمة المصنوعة بطريقة صحية.
- عدم الإفراط قدر الإمكان في تناول الحلويات في أثناء زيارات العيد.
- حاول أن تصنع الحلوى المفضلة لك في المنزل حتى تتحكم في مكوناتها لضمان صحة أفضل.
- استبدال الحلويات بكوب من العصير الطبيعي، أو تناول الفواكه خلال زيارات العيد دون خجل.
- مراعاة الأشخاص الذين يعانون حالات مرضية مزمنة؛ مثل: مرضى السكري، ومرضى القلب.
- ممارسة الرياضة البسيطة من المشي في أيام العيد؛ لإعادة الجسم إلى توازنه.
يجب ألا تقلق بعد الآن من الاضطرابات الهضمية في عيد الفطر بعد أن تعرفنا سوياً إلى كيفية علاج هذا الإزعاج منزلياً، وكيفية الوقاية منه، فيجب أن تضع في الاعتبار أن بدنك مثل الآلة تحتاج إلى تأهيل واستعداد عند تغيير النظام اليومي المعتاد.