الأمراض النفسية الأكثر انتشاراً
تعد الأمراض النفسية من الأمراض الشائعة في يومنا هذا، كما أن بعض الإحصائيات التي حصلت في أمريكا بينت إصابة 26% من السكان مصابين بأحد الأمراض النفسية، لهذا يجب معرفة الأمراض النفسية الأكثر انتشاراً، وما هي أعراضها؟ وما هي الأسباب التي قد تسبب هذه الأمراض؟ وكيف يتم علاجها بالشكل الصحيح؟
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
ما هي الأمراض النفسية
الأمراض النفسية (بالإنجليزية: Psychiatric Disorder)، المعروفة أيضاً باضطرابات الصحة العقلية (بالإنجليزية: Mental Disorder) وتشير هذه المصطلحات إلى مجموعة واسعة من الأمراض النفسية التي قد يواجهها الشخص في حياته اليومية، والتي تؤثر على أفكار الشخص ومشاعره وحالته النفسية والعقلية، ويعتقد الأطباء أن الأمراض النفسية قد تصيب الأشخاص على شكل نوبات خفيفة أو حالات مرضية طويلة الأمد (المزمنة)، اعتماداً على الظروف التي قد عايشوها أو بعض الأسباب الأخرى.[1][2]
ما هي الأمراض النفسية الأكثر انتشاراً
تنقسم الأمراض النفسية إلى أنواع عديدة ومختلفة جداً، وقد يكون بعضها له أعراض مغايرة عن الآخر، وفيما يلي بعض أكثر الأمراض النفسية انتشاراً: [3]
اضطرابات القلق
اضطرابات القلق (بالإنجليزية: Anxiety Disorders)، يستطيع الطبيب النفسي تشخيص حالة اضطراب القلق عن طريق ملاحظة ردات فعل المريض، والتي غالباً ما تكون غير متوافقة مع الموقف، ومن الممكن أن يفقد المريض الأداء الطبيعي في بعض المواقف، مثل الشعور بالخوف والرهبة بلا سبب حقيقي.
كما أنه قد تظهر أعراض أخرى، مثل تسارع نبضات القلب والتعرق المفرط، كما ينطوي تحت اضطراب القلق بعض الاضطرابات الأخرى مثل اضطراب القلق العام، واضطراب الهلع، والرهاب المحد، واضطراب القلق الاجتماعي.[3]
اضطرابات المزاج
اضطرابات المزاج (بالإنجليزية: Mood Disorders)، يندرج تحت هذه الحالة النفسية بعض الاضطرابات الأخرى مثل اضطراب الاكتئاب، وثنائي القطب، إذ يسميها بعض الأطباء الاضطرابات العاطفية، وتؤثر بشكل أساسي على مشاعر السعادة والحزن، إذ إن المصاب قد يعيش موجات من الحزن الشديد أو حالة من الفرح العارم، كما أنه قد يعيش هذه المشاعر وينتقل بينها بين لحظة وأخرى.[3]
اضطرابات الذهان
اضطرابات الذهان (بالإنجليزية: Psychotic Disorders)، يستطيع المصاب باضطراب الذهان أن يسمع ويرى بعض الأصوات والصور غير الحقيقية، وتندرج هذه المؤثرات تحت تحليل مشوه للواقع، وحتى مع وجود الأدلة على عدم وجودها فإن المريض قد يرفض هذه الحقائق، ومن أشهر الحالات النفسية التي تنطوي تحت اضطراب الذهان هما الانفصام والهلوسة.[3]
اضطرابات الأكل
اضطرابات الأكل (بالإنجليزية: Eating Disorders)، يعد الشره المرضي العصبي، وفقدان الشهية العصبي، واضطراب نهم الطعام من أكثر اضطرابات الأكل شيوعاً، وتؤثر هذه الحالة النفسية على المشاعر والسلوكيات التي تنم عن الطعام بشكل أساسي.[3]
اضطرابات التحكم في الانفعالات والإدمان
اضطرابات التحكم في الانفعالات والإدمان (بالإنجليزية: Control and addiction Disorders)، يعاني الذين لا يستطيعون التحكم في انفعالاتهم من عدم على مقاومة الحوافز والدوافع للقيام ببعض الأعمال الضارة.
كما تنطوي تحت هذه الحالة هوس الحرائق، واضطراب السرقة، وإدمان بعض الأعمال مثل القمار وشرب الكحول والمخدرات، وتكمن خطورة هذه الحالة في فقد سيطرة المريض على أولوياته تجاه عمله ومسؤولياته.[3]
الاضطرابات الشخصية
الاضطرابات الشخصية (بالإنجليزية: Personality Disorders)، تتطور أعراض اضطراب الشخصية لتنتج شخصيةً شديدةً جداً وغير مرنة في التعامل مع المحيط الاجتماعي، مما يؤدي إلى اختلاف كبير في أنماط التفكير وإظهار بعض السلوكيات التي تخالف الوضع الطبيعي.
كما تندرج تحت هذه الحالة بعض الاضطرابات مثل اضطراب معاداة المجتمع، وجنون العظمة، واضطراب الشخصية الهستيرية، واضطراب الشخصية الفصامية، وبعض أنواع الوسواس القهري.[3]
اضطراب الوسواس القهري
اضطرابات الوسواس القهري (بالإنجليزية: Obsessive Compulsive Disorder) أو (OCD)، يعاني المصابون بالوسواس القهري من بعض العادات التي تنبع من الخوف أو القلق الحاد مثل غسل اليدين بشكل متكرر خوفاً من الجراثيم والميكروبات، أو ترتيب الأشياء المحيطة على نمط معين، أو تجميع الأشياء التي يلمسها المصاب بشكلٍ تعسفي.[3]
اضطراب ما بعد الصدمة
اضطرابات ما بعد الصدمة (بالإنجليزية: Post-traumatic Stress Disorder) أو (PTDS)، تحدث بسبب ردة فعل للذين تعرضوا لاعتداء جسدي أو جنسي أو موت أحد الأحباب إلى تبلد في المشاعر، وإحياء شعور الألم في تلك اللحظة مراراً وتكراراً، وفي بعض الحالات قد يعيشون حالة من عدم تصديق ما حدث لهم، أو نسيان الحادثة تماماً، وغيرها من الأعراض الأخرى.[3]
اضطراب التمارض
اضطرابات التمارض (بالإنجليزية: Factitious Disorders)، يبدأ المصاب بهذه الحالة بتخيل بعض أعراض المرض، وقد يحاول تناول بعض الأدوية ذات الأعراض الجانبية التي قد تلفت انتباه الأشخاص من حوله، وفي بعض حالات المرض المتقدمة قد يقدم المصاب على إيذاء نفسه إن لم يستطع أحد إرضاء شعور الاهتمام لديه.[3]
الاضطرابات الانفصالية
الاضطرابات الانفصالية (بالإنجليزية: Dissociative Disorders)، يعاني المصابون بهذه الحالة في بعض الأحيان من فقد الهوية بشكل جزئي أو كامل، مثل فقد بعض الذكريات أو الأحداث وفي المراحل المتقدمة تغيير كلي في العقل والوعي بالذات.
قد تتسبب بعض الكوارث أو الصدمات التي يتعرض لها الشخص للإصابة بهذا المرض، كما تندرج تحت هذه الحال بعض الاضطرابات مثل اضطراب الشخصية المنقسمة، واضطراب تبدد الشخصية، وغيرها.[3]
أسباب الأمراض النفسية
تختلف الأمراض النفسية وتتعدد، وكذلك تختلف مسبباتها بين حالة وأخرى، لكن الأطباء قد استطاعوا إيجاد السمات الرئيسية المشتركة لمسببات هذه الأمراض، وفيما يلي بعض هذه الأسباب: [2]
- الجينات الوراثية من أكثر العوامل التي تسبب الأمراض النفسية.
- الإجهاد الشديد وتجارب الحياة المختلفة من الأسباب الأكثر شيوعاً للإصابة بالأمراض النفسية.
- قد تتسبب العوامل البيولوجية اختلالاً في كيمياء الدماغ، مما يسبب هذه الأعراض.
- الارتجاجات الدماغية.
- قد يؤدي تعرض الأم للملوثات الكيميائية أو بعض أنواع الفيروسات أثناء فترة الحمل، إلى بعض الاختلالات في دماغ الطفل.
- شرب الكحول وإدمان المخدرات.
- بعض الأمراض الخطيرة مثل السرطان.
- قلة الاختلاط في المجتمع.
- الأذى الجسدي، أو الجنسي، أو النفسي.
علاج الأمراض النفسية
يختلف علاج الأشخاص المصابين بالأمراض النفسية باختلاف نوع المرض وأعراضهم، لكن الأطباء ينتهجون خطوات أساسية في علاج الأمراض النفسية، ويعملون على بناء خطة لعلاج المريض، من حيث نوع الدواء أولاً، وثانياً التحدث مع الطبيب النفسي المختص، وثالثاً الحصول على الدعم العائلي والأشخاص المقربين، ودخول مستشفى الأمراض العقلية في حال أن المريض قد يتسبب في أذية نفسه أو الآخرين، حيث إنه يحصل على المشورة الضرورية، وفهم أفضل لحالته النفسية، ورقابة من قبل المختصين على دوام الساعة، وفيما يلي بعض الأدوية المستخدمة في حالات الإصابة بالأمراض النفسية:[1][2]
- مضاد الاكتئاب.
- مضادات القلق.
- أدوية تنظيم الحالة المزاجية.
- الأدوية المضادة للذهان.
الوقاية من الأمراض النفسية
لا يستطيع الشخص المعرض للإصابة بالأمراض العقلية والنفسية وقاية نفسه بشكل كامل، إلا أنه يستطيع اتباع بعض الخطوات الأساسية للحفاظ على صحة العقل من الانتكاس بسبب الضغوطات اليومية، وفيما يلي بعض هذه الإرشادات: [1]
- مراجعة الطبيب النفسي في حال الشعور بالمشاعر السلبية المتنامية، والقلق.
- جعل الرعاية الصحية أمراً روتينياً بين فترات مناسبة.
- الحصول على المساعدة الفورية في حال ظهرت أحد أعراض الأمراض النفسية، قبل تفاقم الحالة.
- يجب على الشخص تقدير جهده المبذول يومياً، ونيل ما يكفيه من الطعام والراحة.
تعتبر الأمراض النفسية من الأمراض غير محددة الخطورة، إذ إن أعراضها تعتمد على نوع المرض ومدى تطوره وحدته، لذلك يجب على المريض طلب المساعدة في حال أنه لاحظ ظهور الأعراض الأولية لهذه الأنواع من الأمراض النفسية، لكي يجد مع الطبيب المختص الطريقة المثلى للتعافي منها والوقاية من الأمراض النفسية الأخرى.