اكتئاب العيد والاضطرابات النفسية
يعاني بعض الأشخاص من اكتئاب العيد والاضطرابات النفسية التي تفسد عليهم فرحتهم بتلك المناسبة، تعرف على الأسباب وكيفية التأقلم معها
نسعد جميعاً بالتجمعات العائلية واستقبال الزائرين أثناء العيد، ويعد ذلك من أهم المظاهر التي تشعرنا ببهجة العيد ومعناه الحقيقي، لكن هل يمكن أن يكون الاكتئاب ضيفاً ثقيلاً يستقبله البعض أثناء العيد؟ هذا ما سنطرحه من خلال حديثنا عن اكتئاب العيد والاضطرابات النفسية.
انضم إلى قناة بابونج المجانية على الواتساب لمعرفة كل ما هو جديد في عالم الصحة والرشاقة.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
ما هو اكتئاب العيد
اكتئاب العيد هو مشكلة لا يعرفها الكثيرون، يعاني فيها بعض الأشخاص من مزيج من المشاعر والاضطرابات النفسية المختلطة التي تجمع بين الحزن، والقلق، والوحدة، والاكتئاب. [1]
أشارت بعض الدراسات الصادرة من الجمعية الوطنية للأمراض العقلية إلى معاناة ما يقرب من 64% من الأشخاص من هذه المشاعر السلبية، التي ترتبط في كثير من الأحيان بالعطلات والأعياد. [1]
ينبغي أن ندرك جيداً أن أسباب الحزن والسعادة تختلف من شخص لآخر، وأنه ليس بالضرورة أن يعاني الأشخاص من نفس المشاعر عندما يوضعون تحت نفس الضغوط النفسية، لهذا السبب نجد أن الأعياد تكون مصدراً للبهجة والسعادة عند البعض، بينما يعتبرها البعض الآخر وقتاً مليئاً بالأحزان والهموم. [1]
أسباب اكتئاب العيد والاضطرابات النفسية
يرتبط اكتئاب العيد بالعديد من العوامل التي يمكن أن تؤدي إلى حدوث هذه المشكلة، وعلى الرغم من قلة الدراسات المتعلقة بهذا الموضوع، إلا أن أغلب الدراسات المتاحة ترجح ارتباط اكتئاب العيد باضطراب هرمونات التوتر، التي يمكن أن يكون لها تأثير عميق على صحتنا البيولوجية. [2]
نلقي الضوء في السطور القادمة على أشهر الأسباب المرتبطة بمشكلة الاكتئاب في العيد.[2]
العزلة والشعور بالوحدة
يرتبط العيد في بعض الأحيان بمشاعر الوحدة التي يشعر بها كثير من الأشخاص؛ نتيجة لعدم تمكنهم من قضاء أيام العيد مع أسرتهم، والأشخاص المقربين إليهم، مما يجعلهم يشعرون بالعزلة والانطواء طوال أيام العيد، ويعد ذلك من أهم أسباب الاكتئاب.[2]
الضغوط المادية
لا شك أن عجز بعض الأشخاص عن توفير مستلزمات العيد سواء لهم، أو الهدايا لأسرهم، من أهم الجوانب التي تمثل عبئاً ثقيلاً عليهم، مما يجعلهم يشعرون بانعدام القيمة، والعجز عن إسعاد ذويهم، وهي من أكثر المشاعر القاسية التي تجعل أصحابها يلجأون إلى الانطواء والعزلة دون إبداء أي أسباب. [2]
المبالغة في التوقعات
يرسم كثير من الأشخاص خططاً مثالية لقضاء أيام العيد والاستمتاع بها، لكن في كثير من الحالات تحدث بعض الأحداث الطارئة التي تمنعهم من تحقيق هذه الخطة أو جزء منها، مما يجعلهم يشعرون بالحزن والإحباط. [1]
النظام الغذائي
ما لا يدركه الكثيرون أن هناك ارتباطاً وثيقاً بين الإفراط في تناول الأطعمة في الأعياد، وبين الإصابة بأعراض التوتر والقلق التي يشعر بها البعض، خاصةً أن هناك كثير من الأشخاص يلجأون إلى الإفراط في تناول حلويات العيد؛ باعتبارها آلية أو شكل من أشكال التأقلم التي يرغبون من خلالها أن يتغلبوا على مشاعر الوحدة والعزلة، لكن ذلك في نهاية الأمر يجعل أعراض الاكتئاب تبدو أكثر وضوحاً.[1]
الفشل في تحقيق أهداف سابقة
ترتبط أيام العيد دائماً بانقضاء سنة من عمرنا، وتذكرنا للعام السابق والأعياد السابقة التي حلمنا فيها بتحقيق العديد من الأهداف، لكن الفشل في الوصول إلى هذه الأهداف يمثل عبئاً نفسياً كبيراً، يجعلنا نشعر بالندم والعجز كلما تذكرنا هذه الأحلام. [2]
اضطرابات النوم
يلجأ البعض إلى وضع جدول زمني مكدس بالأحداث والزيارات التي ينبغي تنفيذها في أيام العيد، دون أن يدركوا أن ذلك سينعكس على قلة ساعات نومهم طوال أيام العيد؛ مما يعرضهم للتوتر والضغط النفسي طوال أيام العيد.[1]
أعراض اكتئاب العيد والاضطرابات النفسية
يعد العرض الأساسي لمشكلة اكتئاب العيد والاضطرابات النفسية المصاحبة له هو الشعور المستمر والمتكرر بالحزن والقلق، يبدأ هذا الشعور عادةً مع أول أيام العيد، وتختلف شدته ومدته بطبيعة الحال من مريض لآخر باختلاف العوامل المسببة للاكتئاب. [1]
من أشهر الأعراض المصاحبة لاكتئاب العيد ما يأتي:[1][2]
- الصداع.
- الاكتئاب والعصبية.
- الشعور بانعدام القيمة.
- الشعور بالتوتر والقلق.
- تغيرات في الشهية والوزن.
- تغير في أنماط النوم.
- صعوبة في التركيز
- الشعور بالتعب والإرهاق بشكل أكثر من المعتاد.
- فقدان المتعة في فعل الأشياء التي كنت تستمتع بها من قبل.
التأقلم مع اكتئاب العيد
بعد أن تعرفت على أسباب وأعراض اكتئاب العيد والاضطرابات النفسية المصاحبة له، ينبغي أن تتخذ بعض الخطوات التي تساعدك على تخطي الاكتئاب والتأقلم معه خلال أيام العيد؛ حتى لا تكون أيام تحمل لك الحزن والاكتئاب.[3]
نستعرض في هذا الجزء من المقال بعض الأفكار الإيجابية التي تساعدك على تجنب العوامل المسببة لاكتئاب العيد؛ حتى تنجح في الوصول إلى السعادة والسلام النفسي أثناء فترة العيد.[3]
تجنب العزلة
قد يكون من الصعب العثور على بديل للأهل لقضاء أيام العيد في حالة اضطرارك إلى قضاء العيد بمفردك بعيداً عنهم، لكن هذا لا يعد مبرراً للعزلة والوحدة التي تدفعك حتماً إلى الاكتئاب.[1]
لهذا السبب حاول بقدر الإمكان أن تحيط نفسك بدائرة من الأصدقاء الذين يهونون عليك مشاعر الوحدة والغربة، أو حاول التطوع في أحد الأنشطة الاجتماعية التي تؤمن بها؛ لتحصل على الدعم النفسي والاجتماعي من خلالها.[1]
خطط ميزانيتك مسبقاً
ينبغي أن تدرك جيداً أن السعادة لا ترتبط بحجم المال الذي تنفقه، فقد يسعد أفراد أسرتك ببعض الهدايا التي صنعتها يدوياً خصيصاً لهم أكثر من سعادتهم بالهدايا باهظة الثمن، كما ينبغي أن تخطط جيداً وتضع ميزانية قبل حلول العيد؛ حتى لا تعجز عن توفير احتياجاتك الأساسية على حساب هدايا وملابس العيد.[3]
اعترف بمشاعرك
إذا مررت بتجربة وفاة شخص مقرب إليك، لا تتجاهل مشاعر الحزن الطبيعية التي تشعر بها؛ نتيجة لافتقاد وجوده في العيد، بل تأكد أنه من الطبيعي أن تشعر بالحزن، واستجب لمشاعرك ولا تكبتها عن طريق التعبير عنها، لأنك لن تستطع أن تجبر نفسك على الشعور بالسعادة لمجرد أن ذلك وقت العيد. [3]
حافظ على نظامك الغذائي
لا تجعل العيد فرصة تعطلك عن ممارسة العادات الصحية ومن ضمنها النظام الغذائي، لأن ذلك سيضع عليك عبئاً إضافياً حتى تعود إلى هذه العادات بعد انقضاء فترة العيد، لهذا السبب حاول ألا تفرط في تناول حلويات العيد، واستبدلها بتناول الوجبات الصحية الخفيفة. [3]
خصص وقتاً لنفسك
لا شك أن الزيارات العائلية والمهام الأسرية التي نقوم بها جميعاً أثناء العيد تصيب البعض بالتوتر والقلق، لهذا حاول أن تخصص وقتاً ولو عدة دقائق يومياً للاسترخاء، وتجنب تشتيت الانتباه، وستجد أن ذلك يعيد شحن طاقتك، ويجعلك أكثر نشاطاً وحيوية. [3]
كن واقعياً
ليس بالضرورة أن تسير الأمور وفقاً للخطة المثالية التي وضعتها حتى تشعر بالاستمتاع أثناء العيد؛ لأن هناك العديد من العوامل الاستثنائية التي نتعرض لها جميعاً أثناء الأعياد، لكن الأهم هو ألا ندعها تفسد علينا بهجة العيد، وعليك دائماً التفكير في حلول بديلة في حالة تعرضك لموقف مفاجئ لم تكن تتوقعه. [3]
أسئلة شائعة حول الشعور بالحزن والاكتئاب في العيد
لماذا اشعر بالحزن في يوم العيد؟
- قلة النوم.
- نقص الطاقة.
- الاضطرابات في تناول الوجبات.
- زحمة في المواعيد والزيارات تؤدي إلى الارتباك أحيانا.[1][2][3]
كيف تعرف انك في حالة اكتئاب؟
الشعور بالملل والقلق والرغبة في البكاء بالإضافة إلى نقص الطاقة والعزوف عن ممارسة الحركة أو التنزه.[1][2][3]
هل الاكتئاب يغير ملامح الوجه؟
البكاء والضغط النفسي وقلة النوم يسبب الانتفاخ تحت العين وظهور تجاعيد الوجه وشحوب لون البشرة أيضاً.[1][2][3]
ما الفرق بين الحزن و الاكتئاب؟
الحزن لا يستمر فترة طويلة وهو شعور طبيعي غير دائم، بينما الاكتئاب تصاحب أعراضه المصاب فترة طويلة تزيد عن أيام.[1][2][3]
الفرحة والسعادة ليست المظاهر الوحيدة للاحتفال بالأعياد، ففي كثير من الأحيان يعاني بعض الأشخاص من اكتئاب العيد والاضطرابات النفسية، لكن ينبغي ألا يكون ذلك سبباً يمنعك من الاستمتاع بالعيد؛ لأن هناك العديد من الحلول التي تساعدك على تخطي أسباب هذه المشكلة، والتأقلم معها.