اضطراب المزاج
اضطراب المزاج
أسباب اضطراب المزاج
أعراض حالة اضطراب المزاج
أنواع اضطراب المزاج
اضطراب المزاج عند الأطفال
عوامل خطر الإصابة باضطراب المزاج
كيفية تشخيص اضطراب المزاج
علاج اضطراب المزاج
سبل الوقاية من اضطراب المزاج
يتعرض الكثيرون لمشكلة اضطراب المزاج، التي قد يكون لها أسباب كثيرة يمر بها الشخص، فما هي تلك الأسباب؟ وهل يمكن علاجه بسهولة دون التسبب بأي أضرار جانبية أكبر؟
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
أصبحت ضغوطات الحياة تمثل عبئاً على حياة الجميع، فلا يتوقف الشخص عن التفكير في كيفية تأمين حياة طبيعية؛ لذا نجد أن اضطراب المزاج من المشكلات التي ترافقه عادةً، لكن بالطبع تتفاوت حدته من شخص لآخر، وحسب مدى انخراطه في هذه الحالة النفسية، فكيف يمكن التغلب على تلك المشكلة النفسية في بدايتها قبل ازديادها سوءاً؟ هذا ما سنجده في طيات المقال التالي.
اضطراب المزاج
يُقصد بحالة اضطراب المزاج (بالإنجليزية: Mood disorder) تغير في الحالة النفسية العامة التي قد تحدث للبالغين أو الأطفال، فأحياناً يشعر الشخص بالحزن والاكتئاب الشديد، وأحياناً أخرى تصيبه حالة من السعادة العارمة، لكن مما لا شك فيه أن تشخيص هذه الحالة تكون أصعب في حالة الأطفال والمراهقين؛ لعدم قدرتهم على التعبير عما يشعرون به تحديداً. تجدر الإشارة إلى أن التغاضي عن هذا الاضطراب المزاجي المستمر دون علاجه؛ يمكن أن يؤدي إلى محاولة الانتحار. [1] [2]
أسباب اضطراب المزاج
يمكن أن يحدث اضطراب المزاج في البالغين والأطفال على حد سواء نتيجة عدة أسباب، لعل أهمها وأبرزها ما يلي: [2]
- خلل في توازن المواد الكيميائية بالمخ.
- الضغط النفسي نتيجة أحداث سيئة مر بها الشخص، كوفاة شخص عزيز، أو الطلاق.
- وجود بعض العوامل الوراثية.
أعراض حالة اضطراب المزاج
ينعكس تأثير الحالة النفسية نتيجة اضطراب المزاج بشكل كبير على قدرة الشخص على ممارسة حياته بصورة طبيعية، فنجده يعاني عدداً من الأعراض؛ مثل: [3]
- اضطراب عادات النوم.
- فقدان الشغف في ممارسة الأنشطة المفضلة.
- الإجهاد.
- البكاء.
- تغير عادات الأكل عن الحالة الطبيعية للشخص.
- القلق المستمر.
- الشعور باللامبالاة.
- صعوبة في القدرة على التركيز.
- الإحساس بالوحدة وخيبة الأمل.
- الشعور بالذنب.
- الأفكار الانتحارية.
أنواع اضطراب المزاج
قسَّم الأطباء اضطراب المزاج في بداية الأمر إلى نوعين أساسيين، ألا وهما: [3]
- الاضطراب الاكتئابي الكبير (بالإنجليزية: Major depressive disorder).
- الاضطراب ثنائي القطب (بالإنجليزية: Bipolar disorder).
بالإضافة إلى هذين النوعين فقد وجد العلماء أنواعاً أخرى جديدة ضموها إليهما، مثل: [3]
- اضطراب تقلبات المزاج التخريبية (بالإنجليزية: Disruptive mood dysregulation disorder).
- الاضطراب الاكتئابي المستمر (بالإنجليزية: Persistent depressive disorder).
- الاضطراب المزعج السابق للحيض (بالإنجليزية: Premenstrual dysphoric disorder).
الاضطراب الاكتئابي الكبير
يسمى أيضاً هذا النوع بالاكتئاب السريري، ويختلف عن الاكتئاب المعتاد بأن أعراضه تستمر لمدة أسابيع أو سنوات، فيشعر الشخص بالحزن الشديد، والإحباط، وعدم تقدير الأشياء المفرحة، كذلك فإنه يكون مصحوباً بتغيرات فيزيائية وإدراكية كثيرة، ويندرج تحت هذا النوع نوعين إضافيين هما: [3] [4]
- الاضطراب الاكتئابي الناتج عن حالة مرضية: يحدث كأثر جانبي لمرض معين كمرض قصور الغدة الدرقية.
- الاضطراب الاكتئابي الناجم عن استخدام بعض المواد أو الأدوية: يكون نتيجة إدمان المشروبات الكحولية، أو المواد المخدرة، أو أدوية معينة.
الاضطراب ثنائي القطب
يُعرف أيضاً باسم الاكتئاب الهوسي (بالإنجليزية: Manic depression)؛ حيث إنه يسبب نوبات من الاكتئاب والإحباط، وأحياناً أخرى نوبات من الهوس والسعادة غير الطبيعية، ويندرج تحته 4 أنواع أخرى هي: [4]
- اضطراب ثنائي القطب الأول: يتسم بحدوث نوبات الهوس، التي قد تستغرق أسبوع أو أكثر، أما عن نوبات الاكتئاب فلا يشترط حدوثها.
- اضطراب ثنائي القطب الثاني: يعاني فيه المريض كلا نوعي النوبات، ومع ذلك فإن أعراض الاكتئاب تستمر لوقت أطول، وقد تحدث قبل نوبات الهوس، أو بعدها.
- اضطراب دوروية المزاج (بالإنجليزية: Cyclothymic disorder): يختبر فيه الشخص نوبات خفيفة من الهوس بالتبادل مع نوبات خفيفة من الاكتئاب، ولا يشخص بذلك النوع إلا إذا استمرت الأعراض لعامين.
- اضطراب ثنائي القطب الناتج عن الإصابة بمرض آخر غير عقلي، أو نتيجة استخدام أدوية معينة، أو إدمان الكحول والمواد المخدرة.
اضطراب تقلب المزاج التخريبي
لوحظ ظهور هذا النوع من اضطراب المزاج في الأطفال من عمر 6 إلى 18 عاماً، الذين يعانون من نوبات مستمرة من الغضب الشديد، والانفعال الدائم دون وجود أي دافع لذلك. [3]
الاضطراب الاكتئابي المستمر
يجمع هذا النوع بين نوعين من الاكتئاب أولهما اضطراب الاكتئاب الكبير المزمن الذي تستمر أعراضه لأكثر من عامين، ونوع آخر من الاكتئاب لكن بدرجة أقل كان يسمى فيما مضى باسم اضطراب الاكتئاب الجزئي (بالإنجليزية: Dysthymic disorder). [3]
الاضطراب المزعج السابق للحيض
يُشخص الاضطراب المرتبط بالحيض عند وجود عرض أو أكثر من الأعراض التالية قبل دورة الحيض بأسبوع، مع العلم أنها تختفي مع بداية الطمث، وتشمل هذه الأعراض ما يلي:[3]
- التقلبات المزاجية.
- الانفعال.
- الغضب.
- القلق.
- اليأس.
اضطراب المزاج عند الأطفال
لا يتخيل الآباء والأمهات أن أطفالهم ليسوا معصومين من التعرض لحالات اضطراب المزاج، بالإضافة إلى أن الأعراض التي تظهر عليهم ليست كأعراض البالغين؛ لذلك يكون من الصعب تشخيصهم خاصةً مع عدم قدرتهم على التعبير عن مشاعرهم وأحاسيسهم. لا تقتصر أنواع اضطراب المزاج على البالغين فقط، إنما يمكن إصابة الأطفال والمراهقين كذلك بها، إلا أن معدل الإصابة بالاكتئاب في الفتيات ضعف معدل الإصابة به في الأولاد، بينما الاضطراب ثنائي القطب قد يصيب أياً منهما بنفس النسبة. [5]
أعراض اضطراب المزاج عند الأطفال
تختلف الأعراض في الأطفال والمراهقين عن البالغين بناءً على عدة عوامل هي: [5]
- السن.
- التركيب البيولوجي.
- نوع الاضطراب المزاجي.
أما عن الأعراض العامة المشتركة فتشمل ما يلي: [5]
- زيادة حدة مشاعر الحزن والاكتئاب والغضب والانفعال عن الطبيعي، واستمرارها لمدة طويلة، أو تكرارها على فترات متباعدة.
- صعوبة في التعامل مع الأصدقاء.
- محاولات الهروب من المنزل.
- الأسلوب المتمرد والاندفاعي.
- نوبات شديدة من الغضب.
- الشعور بالذنب، واحتقار الذات.
- صعوبة التحصيل الدراسي.
- الشكوى المستمرة من الصداع، أو ألم المعدة، أو الإرهاق.
- تغيرات في عادات النوم والأكل.
- فقدان الشغف بالأنشطة التي كانت تُمارَس من قبل.
- الأفكار الانتحارية.
عوامل خطر الإصابة باضطراب المزاج
يستطيع الإنسان في أغلب الأوقات أن يتغلب على شعور الحزن والاكتئاب، لكن عند وجود بعض العوامل التي تزيد من ازدياد الوضع سوءاً؛ حينها يقع الشخص فريسةً لحالة الاضطرابات المزاجية، ومن هذه العوامل التي تسهم في زيادة الإصابة ما يلي: [2]
- إصابة أحد أفراد الأسرة فيما سبق بأحد هذه الاضطرابات، يزيد من احتمالية إصابة الأطفال.
- المشكلات الحياتية التي يتعرض لها الفرد؛ مثل:
- الطلاق.
- وفاة شخص عزيز.
- الطرد من العمل.
- الأزمات المالية.
- الحياة تحت الضغط المستمر.
كيفية تشخيص اضطراب المزاج
يتطلب تشخيص اضطراب المزاج استشارة طبيب اختصاصي أمراض نفسية؛ حتى يتمكن من التشخيص الدقيق للمريض، وعمل تقييم مكثف للحالة النفسية له، خاصةً في حالة الأطفال والمراهقين، فيشمل هذا التقييم النقاط التالية: [5]
- الحالة الصحية العامة، والتاريخ المرضي، والأعراض التي يعاني منها الشخص.
- السلوك العام للشخص، أو الطفل مع المحيطين به.
- العوامل البيئية التي قد تسبب ضغطاً على المريض.
- الأدوية السابق استخدامها.
- الطريقة التي يفضل اتباعها في العلاج.
علاج اضطراب المزاج
يمكن أن يستعيد مريض الاضطرابات المزاجية حياته الطبيعية كما في السابق بسهولة، وذلك عند اتباعه للعلاج المناسب له الذي يحدده الطبيب، ومن أمثلة الطرق المستخدمة في العلاج التالي: [3] [4]
العلاج النفسي
يهدف العلاج النفسي إلى تغيير تصورات المريض السلبية والمحبطة تجاه نفسه والمجتمع من حوله، وتحسين العلاقات الشخصية، وتنمية المهارات، وكذلك التعرف إلى العوامل التي تسبب الضغط؛ لمحاولة تجنبها فيما بعد. يتضمن هذا النوع من العلاج أسلوبين فرعيين هما:
- العلاج السلوكي المعرفي (بالإنجليزية: Cognitive behavioral therapy).
- العلاج التفاعلي (بالإنجليزية: Interpersonal therapy).
الأدوية
لاحظ الأطباء الحصول على نتائج فعالة عند استخدام الأدوية مع العلاج النفسي؛ لذلك فقد يصف الطبيب بعض الأدوية لحالات الاكتئاب والاضطراب ثنائي القطب؛ مثل:
- مضادات الاكتئاب.
- الأدوية المثبتة للحالة المزاجية.
- أدوية مضادات الذهان غير التقليدية.
- مضادات التشنجات التي تستخدم لعلاج نوبات الصرع، لكن أثبتت فاعليتها أيضاً في علاج الاضطراب ثنائي القطب.
الدعم العائلي
يساعد تقديم الدعم الأسري والنصائح الإرشادية من جميع أفراد الأسرة للمريض على نجاح العلاج، فبعد توضيح الطبيب لهم لحالة المريض والحالة التي يمر بها وما يشعر به، يطلعهم على كيفية التعامل معه بالطريقة التي تدعم تخطيه لهذه الأزمة بسلام.
طرق أخرى للعلاج
توجد بعض الطرق الإضافية التي يمكن اتباعها، بخلاف الأساليب السابقة في العلاج؛ مثل:
- العلاج بالصدمات الكهربائية.
- التحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة (بالإنجليزية: Transcranial magnetic stimulation).
سبل الوقاية من اضطراب المزاج
مع الأسف لم يتوصل الأطباء حتى الآن إلى أساليب تساعد على الوقاية من الإصابة بالاضطرابات المزاجية، لكن مع التشخيص المبكر والبدء بالعلاج المنتظم تقل حدة الأعراض، ويتحسن معدل النمو والتطور الطبيعي للمريض، والقدرة على ممارسة الحياة بالشكل المعتاد. [2]
في ختام هذا الموضوع ننصح الجميع بعدم الاستسلام لحالات الاكتئاب والضعف النفسي؛ لأن دخول الإنسان في متاهة الأمراض النفسية تجعله سجيناً لها، وتؤدي إلى عواقب وخيمة تودي بحياته؛ لذا يجب ألا ندع مصاعب الحياة تفقدنا الأمل فيما هو قادم، ولا نتوقف عن تقديم الدعم لمن هم بحاجة إليه.