اضطراب القلق بأنواعه المختلفة
إن الأحداث والمشاكل التي نمر بها في الحياة قد تؤثر على نفسيتنا، مما يسبب الإصابة بالعديد من الاضطرابات ومنها القلق الشائع بكثرة الذي يسبب مشاعر الخوف تسيطر على المريض وتؤثر على أدائه في العمل والمنزل، وفي هذا المقال سنتعرف على اضطراب القلق.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
ما هو اضطراب القلق؟
اضطراب القلق (Anxiety Disorder) هو مجموعة من الاضطرابات النفسية التي تسبب مشاعراً من القلق والخوف لا يمكن السيطرة عليها، مما يؤثر على الوظائف الاجتماعية والمهنية والشخصية للمريض بشكل كبير.
غالباً ما يكون القلق بشأن الأحداث المستقبلية، في حين أن الخوف هو رد فعل على الأحداث الجارية، ويسبب اضطراب القلق أعراضاً جسدية ونفسية مثل والبطن [1]:
- الأرق والتهيج.
- الإرهاق وصعوبة التركيز.
- زيادة معدل ضربات القلب.
- ألم في الصدر.
شاهدي أيضاً: اضطراب الهوية التفارقي
اضطراب القلق العام
اضطراب القلق العام (GAD) هو اضطراب عقلي وسلوكي يتسم بقلق مفرط لا يمكن السيطرة عليه، وغالباً ما يكون المصابون بهذا الاضطراب قلقون بشكل كبير بشأن الأمور اليومية مثل الصحة أو المال أو الوفاة أو الأسرة أو مخاوف العلاقة أو صعوبات العمل، وتشمل أعراض هذا الاضطراب [2]:
- القلق المفرط والأرق.
- صعوبة النوم والإرهاق.
- التهيج والتعرق والارتجاف.
كما يميل المصابون باضطراب القلق العام إلى توقع كارثة دائماً ولا يمكنهم التوقف عن القلق بشأن الحياة.
اضطراب القلق الاجتماعي
اضطراب القلق الاجتماعي (Social anxiety disorder) ويسمى أيضاً الرهاب الاجتماعي؛ هو خوف طويل الأمد من المواقف الاجتماعية وغالباً ما يحصل خلال سنوات المراهقة، حيث تسبب التفاعلات اليومية للمصاب بالقلق الاجتماعي قلقاً كبيراً وخجلاً وإحراجاً لأنه يخشى أن يتم الحكم عليه بشكل سلبي من قبل الآخرين.
كما يشعر الأشخاص المصابون باضطراب القلق الاجتماعي بالقلق من الظهور أمام الآخرين مما يسبب الاحمرار والارتعاش، وزيادة معدل ضربات القلب أو الشعور بالغثيان أو التعرق، وتختلف مسببات اضطراب القلق الاجتماعي من شخص لآخر ولكنها قد تشمل [3]:
- لقاء أشخاص غرباء أو غير مألوفين.
- التحدث إلى الناس في العمل أو المدرسة.
- استخدام دورات المياه العامة.
- الأكل أو الشرب في الأماكن العامة.
- الاضطرار إلى الأداء أو العمل أو الحديث أمام الآخرين.
اضطراب القلق والاكتئاب المختلط
اضطراب القلق والاكتئاب المختلط (Mixed anxiety–depressive disorder) هو حالة صحية عقلية يعاني فيها المريض من أعراض الاكتئاب والقلق في نفس الوقت.
يعد هذا الاضطراب حالة صحية عقلية خطيرة، تؤثر على المريض كثيراً فقد تتسبب أعراض الاكتئاب تأجيل الشخص للأنشطة أو تجنبها، مما يجعله يشعر بالضغط والقلق عندما لا يكون قادراً على تأجيلها، بالمثل قد يتسبب القلق في تجنب الشخص للأنشطة التي يستمتع بها عادةً مما يزيد من مشاعر الاكتئاب.
وتختلف أعراض اضطراب القلق والاكتئاب المختلط من شخص لآخر ولكنها قد تشمل واحداً أو أكثر مما يلي [4]:
- قلق مفرط.
- الشعور بالوحدة أو العزلة.
- التهيج.
- توتر العضلات أو وجعها.
- الشعور باليأس أو التشاؤم.
- نقص الطاقة أو الدافع.
- التعب المستمر.
- صعوبة في التركيز.
- الشعور بانعدام القيمة أو الصورة السلبية عن الذات.
- النوم المضطرب.
- زيادة الشهية أو كبتها.
- الأفكار أو السلوك الانتحاري.
اضطراب القلق المرضي
مرض عقلي مزمن كان يُعرف سابقاً باسم "المراق"، ويعاني الأشخاص المصابون بهذا الاضطراب من خوف دائم من إصابتهم بمرض خطير أو يهدد حياتهم بالرغم من قلة الأعراض أو عدم ظهورها على الإطلاق، ويبدأ اضطراب القلق المرضي بشكل شائع في مرحلة البلوغ المبكرة بشكل متساوٍ بين الرجال والنساء.
وغالباً ما تنجم مخاوف المصاب باضطراب القلق المرضي عن سوء تفسير الأعراض الجسدية أو وظائف الجسم الطبيعية على سبيل المثال انتفاخ البطن والانزعاج من المغص والإدراك لضربات القلب والتعرق، ويسبب هذا الاضطراب ضعفاً في الأداء الاجتماعي والمهني للمريض أو ضغوطاً كبيرة، ما يدفعه لفحص نفسه بشكل متكرر على سبيل المثال النظر إلى الحلق في المرآة وزيارة الطبيب بشكل متكرر [5].
اضطراب القلق والهلع
يحصل هذا الاضطراب عندما يتحول الإجهاد والمشاكل والمواقف التي نتعرض لها في الحياة إلى ضائقة تؤدي في كثير من الأحيان إلى نتائج سلبية، وخاصة الشعور بالقلق المفرط مما يسبب الهلع والفزع والعزلة لمن يعاني منه، وكل ذلك يؤثر على حياة المريض وطريقة تعامله مع الآخرين، وتسبب حصول نوبات من الهلع متبوعة بالقلق المستمر بشأن التعرض لنوبة جديدة، ما يؤدي لفقدان السيطرة أو التعرض لنوبة قلبية، أو التصرف بطريقة غير عقلانية مما يتطلب زيارة الطبيب بسرعة [6].
أسباب اضطراب القلق
تتعدد الأسباب التي تؤدي إلى اضطراب القلق منها:
- حالات طبية: قد تسبب بعض أمراض القلب والرئة والغدة الدرقية أعراضاً مشابهة لاضطرابات القلق، أو تزيد أعراض القلق سوءاً.
- الإجهاد: يؤدي حدث كبير أو المواقف التي يصاب بها الشخص في الحياة إلى إثارة القلق المفرط، على سبيل المثال وفاة في الأسرة أو ضغوط العمل أو القلق المستمر بشأن الموارد المالية.
- المخدرات أو الكحول: تعاطي المخدرات أو الكحول أو سوء استخدامها أو الابتعاد عنها، يمكن أن يسبب اضطراب القلق أو يزيده سوءاً.
- الصدمة: الأطفال الذين تعرضوا لسوء المعاملة أو لصدمة أو شهدوا أحداثاً مؤلمة هم أكثر عرضة للإصابة باضطراب القلق في مرحلة ما من الحياة.
- الشخصية: الأشخاص الذين لديهم أنواع شخصية معينة (مثل الشخصية الضعيفة) هم أكثر عرضة للإصابة باضطراب القلق من غيرهم.
- الوراثة: يمكن أن يحدث اضطراب القلق بسبب وراثية عائلية.
- اضطرابات الصحة العقلية: غالباً ما يعاني الأشخاص المصابون باضطرابات نفسية مثل الاكتئاب من اضطراب القلق أيضاً.
تشخيص وأعراض اضطراب القلق
يعاني المصابون باضطراب القلق من الأعراض التالية:
- الشعور بالتوتر أو القلق.
- الشعور بالخطر الوشيك أو الذعر.
- زيادة معدل ضربات القلب.
- سرعة التنفس.
- التعرق.
- الشعور بالضعف أو التعب.
- مشكلة في التركيز.
- مشاكل في النوم.
- المعاناة من مشاكل في الجهاز الهضمي.
عند الشعور بهذه الأعراض تحتاج إلى زيارة أخصائي الصحة العقلية للمساعدة في تشخيص اضطراب القلق عبر القيام بما يلي [8] [7]:
التقييم النفسي: يتضمن مناقشة أفكارك ومشاعرك وسلوكك للمساعدة في تحديد التشخيص والتحقق من المضاعفات ذات الصلة.
الاضطلاع على الأعراض: يستخدم العديد من الأطباء المعايير الواردة في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية، الذي نشرته الجمعية الأمريكية للطب النفسي لتشخيص اضطراب القلق.
علاج اضطراب القلق
هناك العديد من الطرق لعلاج اضطراب القلق منها:
الدواء: تُستخدم عدة أنواع من الأدوية لعلاج اضطرابات القلق التي يصفها الطبيب مثل:
- مضادات الاكتئاب: مثل مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية سسيتالوبرام (Citalopram) ليكسابرو (Lexapro) وفلوكستين (Fluoxetine)، وبوبروبيون (Bupropion) وهو نوع آخر من مضادات الاكتئاب يشيع استخدامه لعلاج القلق المزمن.
- مضادات الاكتئاب الأخرى: تشمل المواد ثلاثية الحلقات ومثبطات مونوامين أوكسيديز (MAOIs)، وهي أقل اسخداماً لأن آثارها الجانبية خطيرة مثل انخفاض ضغط الدم وجفاف الفم وتشوش الرؤية واحتباس البول.
- البنزوديازيبينات (Benzodiazepines): قد يصف طبيبك أحد هذه الأدوية إذا كنت تعاني من مشاعر الذعر أو القلق المستمر كونها تساعد في تقليل القلق.
- حاصرات بيتا: يساعد هذا النوع من أدوية ارتفاع ضغط الدم على الشعور بالتحسن، إذا كنت تعاني من أعراض جسدية للقلق، مثل تسارع ضربات القلب أو الارتعاش أو الاهتزاز، كما تساعدك حاصرات بيتا على الاسترخاء أثناء نوبة القلق الحادة.
- مضادات الاختلاج: تُستخدم هذه الأدوية للوقاية من النوبات عند الأشخاص المصابين بالصرع، ويمكن أن تخفف أيضاً من بعض أعراض اضطراب القلق.
العلاج النفسي: يساعد على معرفة كيف تؤثر عواطفك على سلوكياتك، حيث يستمع لك أخصائي الصحة العقلية ويتحدث إليك بشأن أفكارك ومشاعرك، ويقترح طرقاً لفهمها والتعامل معها ومع اضطراب القلق الذي تعاني منه.
العلاج السلوكي المعرفي (CBT): هذا النوع من العلاج النفسي يعلمك كيفية تحويل الأفكار والسلوكيات السلبية أو المسببة للهلع إلى أفكار وسلوكيات إيجابية.
مضاعفات اضطراب القلق
في حال عدم علاج اضطراب القلق قد يسبب المضاعفات التالية [8]:
- إساءة استعمال المواد المخدرة.
- صعوبة النوم (الأرق).
- مشاكل في الجهاز الهضمي أو الأمعاء.
- الصداع والألم المزمن.
- عزلة اجتماعية.
- مشاكل في الأداء في المدرسة أو العمل.
- الانتحار.
شاهدي أيضاً: اضطراب الحب الوسواسي
في النهاية.. تعرفنا على اضطراب القلق واضطراب القلق العام، إضافة إلى أسباب اضطراب القلق، حيث يعد من المشاكل النفسية التي قد يواجهها الشخص مما يؤثر على حياته وعمله بشكل كبير ، وهذا يتطلب زيارة الطبيب المختص على الفور تجنباً لمضاعفاته الخطيرة.