اضطراب الشخصية الوسواسية
اضطراب الشخصية الوسواسية مرهق ومقلق لمن يتعاملون معه لعدم قناعة المصاب أنه يعاني من مشكلة
أسباب اضطراب الشخصية الوسواسية
أعراض اضطراب الشخصية الوسواسية
يختلط على الكثيرين الفرق بين اضطراب الشخصية الوسواسية ومرض الوسواس القهري، فهل تعلم الفرق بين المرضين؟ مقالنا هذا يوضح لك هذا الفرق، بالإضافة إلى العديد من المعلومات الهامة حول اضطراب الشخصية الوسواسية فتابع القراءة لتتعرف على المزيد.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
ما هو اضطراب الشخصية الوسواسية
اضطراب الشخصية الوسواسية (بالإنجليزية: Obsessive Compulsive Personality disorder) هو أحد الاضطرابات التي يسعى أصحابها دائماً إلى الكمال المطلق والنظام المبالغ فيه، إلى جانب خوفهم الشديد من ارتكاب الأخطاء، لدرجة تجعلهم غير قادرين على اتخاذ القرارات؛ نتيجة لانغماسهم الشديد في التفاصيل التي تجعل من الصعب عليهم إنهاء أي مهمة. [1]
يشعر الأشخاص المصابون باضطراب الشخصية الوسواسية بحاجة ماسة إلى فرض معاييرهم الخاصة على من حولهم، فهم يعتقدون أنهم دائماً على حق، وينبغي ألا ينحرف أحد عن القواعد واللوائح التي يضعونها لهم، الأمر الذي يجعل علاقتهم دائماً متوترة مع من حولهم، نتيجة لصعوبة قدرتهم على تكوين أي علاقات سليمة معهم. [1]
أسباب اضطراب الشخصية الوسواسية
لم يجد الأطباء إلى الآن سبباً واضحاً للإصابة باضطراب الشخصية الوسواسية، وإن كانت بعض الأبحاث تشير إلى الدور الذي تلعبه العوامل الوراثية في زيادة معدلات الإصابة بهذا الاضطراب، فإذا كان لديك فرد من العائلة مصاب بهذا الاضطراب، فمن المحتمل أن تزيد فرصة تعرضك للإصابة به. [2]
هناك بعض النظريات التي تفسر أسباب الإصابة باضطراب الشخصية الوسواسية اعتماداً على نمط التربية في مرحلة الطفولة، خاصةً إذا كان أحد الوالدين متحكماً في تصرفات الطفل بصورة مبالغ فيها، أو كان من الشخصيات التي تفرض حماية زائدة على الطفل، كما يساهم العقاب المستمر للطفل في ظهور هذا الاضطراب؛ لأن الطفل يجد في كونه مثالياً ومطيعاً آليةً للتأقلم والتكيف حتى يتجنب العقاب. [2]
أعراض اضطراب الشخصية الوسواسية
تبدأ أعراض الإصابة باضطراب الشخصية الوسواسية في الظهور بشكل مكتمل في مرحلة المراهقة المبكرة، وتضم الأعراض ما يلي: [3]
- الانشغال الدائم بالتفاصيل الصغيرة، إلى درجةٍ تجعل المريض يفقد حماسه تجاه العمل.
- السعي وراء الكمال بشكل يعيقه عن إنجاز المهام المطلوبة منه.
- عدم قدرته على التعبير عن مشاعر الحب والمودة للآخرين.
- الالتزام الصارم بالمواعيد والقواعد واللوائح.
- عدم المرونة أو التهاون في الأمور المتعلقة بالأخلاق أو القيم.
- التفاني في العمل، حتى لو كان ذلك على حساب أسرته.
- عدم القدرة على التخلص من الأشياء البالية، حتى ولو لم يكن لها أي قيمة عاطفية.
- الفشل في تفويض المهام المطلوبة منه إلى الآخرين، إلا لو تأكد من تنفيذها وفقاً لرؤيته الخاصة.
- الحرص على جمع الأموال وعدم الرغبة في إنفاقها على نفسه أو على من حوله.
كيفية التعامل مع الشخصية الوسواسية
لا يعد التعامل مع أصحاب الشخصية الوسواسية من الأمور الصعبة مقارنةً بغيرها من الاضطرابات الشخصية، فقط عليك أن تأخذ بيده وتساعده على اتخاذ قرار العلاج، وتتجنب وصفه بأنه شخصية وسواسية، لأن ذلك من الأمور التي تأتي بنتيجة عكسية معهم، يمكنك استبدال هذا الوصف بأنه مدمن عمل على سبيل المثال؛ لأن ذلك من الأمور التي تسعدهم كثيراً. [4]
ينبغي أن تفعل ما بوسعك لتقلل مشاعر القلق الزائد لديه، وطمئنه دائماً بأنه ليس من الضروري أن يكون مثالياً، واسأل نفسك دائماً إذا كان لك أو لمن حولك دور في هذا القلق، فعلى سبيل المثال يمكنك أن تقدم له المساعدة عن طريق تحمل جزءً من المهام المسؤول عنها وفقاً للخطة التي وضعها، عند ذلك ستنال ثقته وتشعره بالتقدير. [4]
علاج اضطراب الشخصية الوسواسية
من أصعب ملامح الشخصية الوسواسية أن أصحابها لا يرون دائماً أن لديهم مشكلة، أو أن قلقهم الزائد وسعيهم الدائم وراء الكمال يمثل عبئاً كبيراً على من حولهم، لذلك لا يعد قرار العلاج من الأمور الهينة بالنسبة لهم على الإطلاق، لكن لحسن الحظ تتحسن حالتهم بشكل كبير بمجرد بداية أولى خطوات العلاج التي سيتم عرضها في السطور القادمة: [1] [2]
العلاج السلوكي المعرفي
يتضمن العلاج السلوكي المعرفي هذا النمط من العلاج مجموعة من جلسات العلاج النفسي، وفيها يتعرف المريض بشكل أعمق على طبيعة سلوكه، ويبدأ في التحدث مع الطبيب عن مشاعر القلق والتوتر التي يعاني منها، يقدم الطبيب للمريض بعض النصائح التي تساعده في تحسين قدرته على التكيف مع الآخرين، ويطلب منه التركيز بشكل أقل على العمل، ومنح الأسرة والعلاقات الشخصية والترفيه مساحة أكبر من وقته، كما تلعب جلسات العلاج النفسي الجماعية دوراً هاماً في دعم المريض، وتعزيز قدرته على تخطي مشكلته. [1]
العلاج الدوائي
يمثل العلاج الدوائي ركناً هاماً في علاج هذا النوع من أنواع اضطراب الشخصية على وجه التحديد، حيث يلجأ الأطباء إلى وصف بعض الأدوية وهي مثبطات الناقل العصبي السيروتونين الانتقائية؛ لتساعد على تحسين الحالة المزاجية للمريض، وتقلل من أعراض القلق والتوتر التي يعاني منها، ومن ثم يقل تركيزه على القواعد الصارمة التي يتمسك بها. [2]
تمارين الاسترخاء
هناك العديد من تمارين الاسترخاء التي تقلل من التوتر والقلق الذي يدفع المريض للانغماس في سلوكيات الشخصية الوسواسية، وتتضمن التمارين طرقاً معينة للتنفس العميق والتأمل. [1]
ما الفرق بين الوسواس القهري والشخصية الوسواسية
قد يعتقد البعض أن اضطراب الشخصية الوسواسية هو شكل من أشكال مرض الوسواس القهري، لكن الحقيقة أن كلاهما يختلف عن الآخر بشكل واضح، فعلى الرغم من اشتراكهما في بعض السمات؛ مثل: الانشغال الشديد بالتفاصيل، ووضع العديد من القواعد الصارمة. هناك اختلاف جوهري بين المشكلتين، فمرض الوسواس القهري هو مشكلة نفسية يعاني فيها المريض من بعض الأفكار التي تسيطر عليه، وتدفعه إلى بعض السلوكيات التي لا يستطيع التحكم بها، لكنه يشعر برغبة ملحة في تكرارها، مثل تكرار غسل الأيدي على سبيل المثال. [2] [3]
هناك بعض المعايير التي يتضح من خلالها الاختلاف بين الاضطرابين، من ضمنها: [2] [3]
- رغبة مرضى الوسواس القهري في التخلي عن أفكارهم، لكنهم لا يمتلكون القدرة على ذلك، على عكس مرضى الشخصية الوسواسية، الذين يجدون راحة كبيرة في سلوكهم، ويعتقدون أنهم دائماً على حق.
- لا يوجد عند أصحاب الشخصية الوسواسية أي استعداد للعلاج في أغلب الأحوال، بينما يشعر مرضى الوسواس القهري برغبة ملحة في طلب العلاج.
- استقرار أعراض الشخصية الوسواسية في أغلب الأوقات، على عكس الوسواس القهري، الذي تتغير فيه الأعراض بمرور الوقت، واستجابةً للعامل المسبب للقلق.
تعرفنا على مرض اضطراب الشخصية الوسواسية، بأسبابه وأعراضه، كما تناولنا الفرق بينه وبين مرض الوسواس القهري، ونلفت نظر القارئ أن اللجوء للطبيب النفسي للتعامل مع السلوكيات والأفكار المرضية لديك، لا يعد أمراً معيباً أو مخجلاً، فقد تطور المجتمع وأصبح من المعروف أن المرض النفسي شأنه شأن المرض الجسدي يستحق العلاج والمتابعة بغرض الشفاء.