اضطراب التكيف
يختلف كل شخص عن الآخر في رد فعله اتجاه مختلف الضغوط الحياتية، وفي بعض الأحيان قد يصاب البعض بما يسمى اضطراب التكيف، ويحدث ذلك نتيجة لعجزهم عن التأقلم على الأوضاع الجديدة الناتجة عن أحداث مرهقة، مثل انفصال الوالدين، أو فقدان الوظيفة، أو وفاة شخص مقرب.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
أما عن أعراض هذا الاضطراب فهي تشمل أعراض جسدية ونفسية، وتتحسن غالباً بمرور الوقت، لكن في بعض الأحيان يجب الحصول على العلاج لدى الطبيب المختص لتجاوز تلك الأزمة والعودة إلى الحياة الطبيعية من جديد. سنناقش الآن كل ما يخص اضطراب التكيف، أنواعه، وأعراضه، وطرق علاجه، وهل من الممكن منع حدوثه أم لا. [1][2]
ما هو اضطراب التكيف
يعد اضطراب التكيف أو اضطراب الإحكام (بالإنجليزية: Adjustment Disorder) حالة قصيرة الأمد نتيجة لحدث صادم أدى إلى تغيير كبير في نمط الحياة، فيشعر الشخص بالقلق والاكتئاب وقد يصل الأمر أحياناً إلى مشاكل سلوكية أو أعراض جسدية، مثل الصداع وآلام المعدة، وقد يصيب هذا الاضطراب كل من الأطفال والبالغين، لكن تم تشخيصه لدى الأطفال والمراهقين بنسبة أعلى من البالغين.
أما عن حدة الأعراض فهي تعتمد على نوع الاضطراب، مع العلم أن هناك ستة أنواع من اضطراب التكيف، وكل نوع لديه الأعراض الخاصة به التي تميزه عن الآخر، وفي حالة استمرار الأعراض رغم تلقي الدعم من العائلة والأصدقاء وأصبحت تؤثر على سير الحياة اليومية، فلا بد من اللجوء إلى المتخصصين حتى لا يفكر الشخص المصاب باضطراب التكيف في الانتحار أو يحاول الانتحار بالفعل. [2][3]
ما هي أسباب اضطراب التكيف
لقد ذكرنا سابقاً أن أسباب اضطراب التكيف هو التعرض لحدث مرهق يؤثر على طبيعة الحياة، وهذه بعض الأمثلة على مجموعة من الأحداث التي قد تسبب اضطراب التكيف: [2][4]
- تغير الأوضاع المستقرة نتيجة الزواج، أو ولادة طفل، أو السفر.
- الإقامة في حي تكثر به المشاكل وتشيع به الجرائم.
- وفاة أحد أفراد الأسرة أو الأصدقاء.
- مشاكل في المدرسة مثل التنمر.
- فقدان الوظيفة والمشاكل المالية.
- المعاناة من أمراض مزمنة.
- التعرض لاعتداء جسدي.
- انتهاء العلاقة العاطفية.
- المشاكل الزوجية.
- انفصال الوالدين.
- القلق من الجنس.
ما هي أعراض اضطراب التكيف
تختلف أعراض اضطراب التكيف من شخص إلى آخر، فقد تكون الأعراض خفيفة أحياناً لدى البعض، وشديدة لدى آخرين، ويرجع ذلك إلى اختلاف الأحداث وطبيعة الأشخاص، والأعراض هي كالتالي: [1][2][4]
أعراض سلوكية
تشمل الأعراض السلوكية ما يلي:
- فقدان الأمل وعدم القدرة على الاستمتاع بالأشياء التي كنت تستمتع بها في السابق.
- الشعور بالحزن والانعزال عن الآخرين.
- تجنب الذهاب إلى المدرسة أو العمل.
- التصرفات المتمردة والاندفاعية.
- تغيرات في عادات الأكل.
- فقدان احترام الذات.
- البكاء بسهولة.
- القلق والتوتر.
- تعاطي الكحول.
- إدمان المخدرات.
- وجود أفكار انتحارية.
أعراض جسدية
تشمل الأعراض الجسدية ما يلي:
- آلام متفرقة في الجسم.
- تشنجات عضلية.
- صعوبة التركيز.
- الأرق وقلة النوم.
- خفقان القلب.
- تعرق اليدين.
- آلام المعدة.
- الصداع.
أنواع اضطراب التكيف
تضم أنواع اضطراب التكيف ستة أنواع، وهي كالتالي: [1][3]
- اضطراب التكيف مع المزاج المكتئب: يشعر الشخص المصاب بهذا النوع من الاضطراب بالحزن الشديد، وتظهر عليه أعراض الاكتئاب، مع فقدان القدرة على الاستمتاع بجميع الأنشطة التي كانت تعجبه في السابق.
- اضطراب التكيف مع القلق: تشمل أعراض هذا النوع القلق، وضعف التركيز والذاكرة، وغالباً يعاني الأطفال بعد انفصال والديهم من هذا النوع من اضطراب التكيف.
- اضطراب التكيف مع القلق المختلط والمزاج المكتئب: إن أعراض هذا النوع تشمل أعراض النوع الأول والنوع الثاني السابق ذكرهما معاً، حيث أن أعراضه هي القلق والاكتئاب.
- اضطراب التكيف مع اضطراب السلوك: يتضمن هذا النوع مشاكل سلوكية مثل القيادة بتهور، أو الشجار مع الآخرين، أو التغيب عن المدرسة، أو انتهاك حقوق الغير.
- اضطراب التكيف مع الاضطراب المختلط أو الانفعالات والسلوك: يشمل هذا النوع جميع الأعراض السابق ذكرها، وهي الاكتئاب، والقلق، والمشاكل السلوكية.
- اضطراب التكيف غير المحدد: تظهر الأعراض الجسدية في هذا النوع، مثل الصداع والأرق.
كيف يمكن تشخيص اضطراب التكيف
يحدد الطبيب في بادئ الأمر الحدث أو الضغط المسبب لهذا الاضطراب، وذلك عن طريق السؤال عن كافة التفاصيل، مثل التاريخ الطبي، والنفسي، والاجتماعي، ويعتمد على عدة معايير تمكنه من تشخيص اضطراب التكيف، وهذه المعايير هي كالتالي: [1][5]
- تواجد أعراض سلوكية أو جسدية ظهرت خلال ثلاثة أشهر منذ التعرض لحدث أو ضغط حياتي محدد.
- أدت الأعراض السلوكية إلى خلق مشاكل كبيرة في العمل، أو المنزل، أو الحياة الاجتماعية.
- لا تعد الأعراض ناتجة عن عملية حزن طبيعية.
- لا ترتبط الأعراض باضطراب عقلي آخر.
- تحديد مدة استمرار الأعراض، حيث أنها تستمر لمدة لا تزيد عن ستة أشهر إذا كان اضطراب التكيف حاداً، أما إذا زادت المدة عن ذلك فهو يعد اضطراباً مزمناً.
ما هي طرق علاج اضطراب التكيف
يساعد علاج اضطراب التكيف على استعادة الحياة الطبيعية مرة أخرى، والعلاج يشمل ما يلي:
العلاج النفسي
يعد العلاج النفسي هو الخيار الأمثل للشفاء من اضطراب التكيف، وهو يمكن أن يكون علاج فردي، أو عائلي، أو جماعي، وهو ينجح في تحقيق ما يلي: [5]
- تقديم الدعم العاطفي.
- اكتشاف السبب الذي أدى إلى ظهور تلك الأعراض.
- يساعد أيضاً في تطوير المهارات الذاتية حتى يتفادى الشخص المصاب باضطراب الإحكام من تكرار الأمر في المستقبل عند التعرض للضغط النفسي.
العلاج بالأدوية
قد يصف الطبيب أحياناً العلاج الدوائي لبعض الحالات، لكن يعد تأثير الأدوية محدوداً للغاية في علاج اضطراب التكيف، أما عن أنواع الأدوية المستخدمة لعلاج هذا الاضطراب فهي كالتالي: [2]
- مضادات القلق مثل البنزوديازيبينات (الاسم التجاري: Ativan).
- مضادات الاكتئاب مثل سيرترالين (الاسم التجاري: Zoloft).
هل يمكن الوقاية من الإصابة باضطراب التكيف
إن اضطراب التكيف قد يكون خطيراً في حالة إهماله لأن تطور الأعراض قد يدفع الشخص إلى إدمان المخدرات أو الانتحار، ولذلك يجب عليك الاعتناء بنفسك دائماً حتى تحافظ على نفسيتك وتجعلها أقوى في مواجهة تقلبات الحياة التي لا تنتهي، ويمكنك ذلك عن طريق اتباع الخطوات التالية: [1][2]
- بناء شبكة داعمة لك في كل الأوقات من الأهل والأصدقاء، والاستعانة بهم عند الحاجة دون الشعور بالخجل.
- تخصيص وقت خاص بك وحدك بشكل منتظم، مثل المشي، أو قراءة الكتب، أو اللعب مع الحيوانات.
- الحفاظ على الصحة العامة.
- ترسيخ الثقة بالنفس.
إن الحياة مليئة بالتحديات التي لا تنفذ، فابدأ من الآن بتقدير ذاتك واحترامها، والإبقاء على من يدعمك في حياتك دائماً حتى تجده وقت الشدة، وتذكر أن معاناتك من اضطراب التكيف هو أمر مؤقت وسيزول سريعاً إذا اكتشفته مبكراً ولم تتجاهل الأمر، وطلبت المساعدة ممن حولك ومن المتخصصين أيضاً.