اختبار رورشاخ وتحليل النتائج
ما هو اختبار رورشاخ؟ وكيف يعمل اختبار روشاخ؟ نتعرف على كيفية تفسير بطاقاته ومدى أهميته ونجاحه في كأداة لتقييم الأمراض النفسية.
This browser does not support the video element.
يعد اختبار رورشاخ من أكثر الاختبارات النفسية شيوعاً، وهو مجموعة من البطاقات التي تحوي بقع حبر غامضة وغير مفهومة تماماً، من خلال وصف الأشخاص الخاضعين للاختبار لما يرونه في هذه البطاقات، يتم تحليل الإجابات بطريقة تدل على أفكار وشخصية الفرد الداخلية، إلا أنه يوجد انتقادات عديدة لنتائج هذا الاختبار، فما هو اختبار رورشاخ؟ وما هو تفسير بطاقات اختبار رورشاخ؟ وما هي سلبياته؟
ما هو اختبار رورشاخ؟
اختبار رورشاخ Rorschach test))، هو نوع من الاختبار النفسي الإسقاطي، تم إنشاؤه في عام 1921 من قبل عالم نفس سويسري يدعى هيرمان رورشاخ (Hermann Rorschach)، يُستخدم لتقييم الأداء الشخصي والعاطفي للأفراد الخاضعين للاختبار، بعد رؤيتهم 10 بطاقات أو صور تحوي بقع حبر مختلفة الألوان، يتم في الاختبار وصف الأشخاص الخاضعين له لما يرونه في هذه الصور، ومقارنة الردود مع معايير التقييم الموجودة مسبقاً، وهو ثاني اختبارات الطب الشرعي شيوعاً بعد اختبار مينيسوتا متعدد الأوجه (MMPI-2).[1][2][3]
كيف يعمل اختبار الرورشاخ
لفهم كيفية عمل هذا الاختبار لا بد من فهم مما تتكون منه هذه البقع الموجودة في بطاقات اختبار الرورشاخ:[1][2][3]
- تشمل ألوان بقع الحبر كل من الأبيض والأسود والرمادي وبعضها ملون.
- يقوم عالم النفس أو الطبيب النفسي الذي يُجري الاختبار، بإعطاء عشر كروت للشخص الخاضع للاختبار واحدة تلو الأخرى.
- عند كل بطاقة يُطلب من الشخص الخاضع للاختبار أن يصف ما يراه.
- يسمح للأشخاص الخاضعين للاختبار بمشاهدة الصورة أو الكارت بالطريقة التي يريدونها سواء بشكل مقلوب أو جانبي أو مستوى.
- يسمح للشخص الخاضع للاختبار بوصف الصورة وتفسيرها بالطريقة التي يريدها، يستطيع قول أنه يرى شيئاً واحداً أو عدة أشياء مجتمعة، أو حتى لا يرى شيئاً على الإطلاق.
- يمكن للخاضعين للاختبار بالتركيز على الصورة كاملة، أو على جوانب محددة منها، أو حتى على المساحة البيضاء المحيطة بالصورة.
- بمجرد أن يقدم الشخص الخاضع للاختبار رداً، يقوم الأخصائي النفسي بسؤاله أسئلة إضافية حتى يجعله يشرح انطباعاته الأولية بتفصيل أكثر.
- يقوم الأخصائي النفسي بملاحظة جميع ردود الأفعال التي يبديها الشخص الخاضع للاختبار بجميع الجوانب.
- تجمع الملاحظات والتفسيرات التي يقدمها الشخص الخاضع للاختبار في ملف خاص به.
كيفية تفسير بطاقات رورشاخ
يبحث الأشخاص المسؤولون عن هذا الاختبار عن العديد من القضايا التي تفسر شخصية الشخص الخاضع للاختبار، فبالإضافة إلى الأجوبة المباشرة التي يقدمها على صور بقع الحبر والتي تعد أهم عنصر في الاختبار، هناك المزيد من الأمور التي تساعد في تحليل الاختبار، مثل:[1][2][3]
- كيف يصف المجيبون الصور، حيث توجد ردود معينة شائعة يرمز لها مسؤولو الاختبار برمز معين.
- كم من الوقت يستغرق الشخص الخاضع للاختبار للإجابة، مثلاً أخذ الكثير من الوقت يعني أنه صُدم بما رآه.
- ما هي العوامل الموجودة في الصورة التي حثته بشكل أكبر على الإجابة، هل هي اللون أو الشكل أو الظل في الصورة.
- تعليقات إضافية يقدمها الشخص الخاضع للاختبار، وهي ردود غير ذات صلة مباشرة بالإجابة الأساسية.
- مدى شعبية وشيوع الإجابة المقدمة، أم أنها إجابة مميزة ومختلفة عن باقي الإجابات، كما يوجد إجابات غير نمطية أبداً تدل على وجود اضطرابات معينة في أنماط التفكير.
تصحيح اختبار رورشاخ
توجد في كل صورة دلالات معينة تشير إلى طريقة تفكير الشخص الخاضع للاختبار، تشمل بعض تفسيرات بطاقات الرورشاخ:[1][2][3]
- تعتبر رؤية الأشكال الحيوانية أو البشرية إجابة شائعة سريعة للبطاقات العشر.
- البطاقة الأولى في بطاقات الروشاخ هي صورة متناظرة بالأبيض والأسود، يصفها عادة الأشخاص الخاضعين للاختبار بأنها تشير إلى خفاش أو فراشة أو عث.
- بطاقة الحبر الثالثة في الاختبار غالباً توصف بأنها شخصيتان بشريتان تشاركان نوعاً من التفاعل سويةً، حيث يُعتقد بأن الإجابات على هذه البطاقة تقدم معلومات وافرة عن كيفية تفاعل الشخص الخاضع للاختبار مع الأشخاص حوله.
- قد تشير الإجابة السريعة نسبياً إلى الشعور بالراحة مع الآخرين في العلاقات الاجتماعية، كما قد تكشف الإجابة المتأخرة أن الفرد يعاني في التفاعلات الاجتماعية.
- تحتوي بعض بقع الحبر على اللون الأحمر، والذي يُنظر إليه أحياناً على أنه دم، يمكن أن تكون الردود على هذه البطاقات مؤشراً على كيفية تعامل الأشخاص مع التهديدات والأذى، أو كيفية تعاملهم مع الغضب.
- يوجد صور جنسية بين بطاقات اختبار رورشاخ أيضاً.
انتقادات وسلبيات حول الاختبار
تشير الدراسات الاستقصائية أن ما بين نسبة 44 – 77% من أطباء النفس الإكلينيكي يستخدمون رورشاخ اختبار كأداة تقييم، على الرغم من أن القيمة التشخيصية وفعالية الاختبار هي موضع جدل كبير، وتشمل أهم الانتقادات والسلبيات حول الاختبار:[1][2][3]
- نتائج الإجابات على بطاقات رورشاخ قد تشير إلى أمراض نفسية معينة مثل انفصام الشخصية، أو اضطراب ثنائي القطب، واضطراب الشخصية الفصامية.
- تشير دراسات إلى أنه يوجد ضعف في تحليل نتائج الاختبار في تقييم وجود العديد من الأمراض النفسية، مثل اضطراب ما بعد الصدمة، أو اضطرابات القلق، أو اضطراب السلوك، أو اضطراب الاكتئاب الشديد، أو اضطراب الشخصية النرجسية، أو اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع.
- مخاوف حول تسجيل نتائج الاختبار، تم انتقاد الاختبار بشكل كبير خلال خمسينات وستينات القرن الماضي بسبب افتقاره إلى الإجراءات الموحدة في معايير التقييم وتسجيل نتائج الاختبار.
- قبل عام 1970 كان يوجد خمسة أنظمة تسجيل اختلفت بشكل أساسي لدرجة أنها مثلت خمسة إصدارات مختلفة من اختبار رورشاخ.
- في عام 1973 سجل العالم جون إكسنر (John Exner)، نظام تسجيل جديد بجمع نقاط القوة في جميع الأنظمة السابقة، وهو النظام المتبع في الوقت الحالي في إدارة اختبار رورشاخ وتسجيله وتفسيره.
- مخاوف بشأن ضعف المصداقية، تشمل انتقادات اختبار رورشاخ أنه غير قادر على تحديد معظم الاضطرابات النفسية بدقة، حيث يمكن أن يكون تحليل نتائج الاختبار عملية ذاتية تعتمد على رأي الأخصائي النفسي فقط؛ مما يمثل ضعفاً في صحة هذه الاختبار.
- الافتقار إلى الموثوقية، فقد يتوصل طبيبان إلى استنتاجات مختلفة تماماً حتى عند النظر إلى ردود الشخص نفسه.
أسئلة شائعة حول بطاقات اختبار رورشاخ
كيف يتم اختبار رورشاخ؟
من خلال طلب المشاركين في الاختبار رؤية مجموعة من الصور الغامضة المعروفة باسم "بقع الحبر"، التي تم اختيارها بعناية، ثم وصف ما يرونه، يهدف اختبار رورشاخ إلى كشف أفكار ودوافع ورغبات الأفراد. لقد انتشر هذا الاختبار حول العالم، واستُخدم في الحروب وأماكن العمل والثقافة الشعبية كأداة لاستكشاف الجوانب النفسية للأشخاص.[1][2][3]
اختبار رورشاخ كم بطاقه؟
يتم تكوين اختبار رورشاخ من مجموعة تتألف من عشر بطاقات. وعلى كل بطاقة، يتم طباعة بقعة حبر على كل جانب من الجوانب، وتعرض هذه البقع أشكالًا متنوعة. تحتوي المجموعة على خمس بطاقات باللونين الأبيض والأسود، مع وجود درجات رمادية للظلال، وتحتوي الخمس بطاقات الأخرى على ألوان مختلفة.[1][2][3]
ما معنى رورشاخ؟
يرجع اسم رورشاخ إلى اسم العالم السويسري الذي أقام هذا المقياس النفسي، ويهدف الاختبار إلى تتأثر ردود الأفعال في هذه الحالات بعوامل مشتقة من الوعي واللاوعي للفرد، وهي تكشف عن صراعات داخلية أساسية، ودوافع، وهيكل عاطفي، ونمط معرفي، وجودة ونوع العلاقات الإنسانية، بالإضافة إلى عوامل أخرى متعددة.[1][2][3]
ما هي أهمية اختبار رورشاخ؟
اختبار رورشاخ له أهمية كبيرة في فهم الجوانب النفسية والعاطفية والعقلية للأفراد. يساعد في كشف الصراعات الداخلية والدوافع والتوجهات الشخصية ويمكن أن يوفر نظرة عميقة في العوامل التي تؤثر على سلوك الفرد وتفاعلاته. إن فهم هذه الجوانب يمكن أن يساعد في تحسين الصحة النفسية والعلاقات الشخصية والعملية ويسهم في التطور الشخصي والاجتماعي.[1][2][3]
هل يمكن استخدام اختبار رورشاخ في مجالات معينة مثل التوظيف أو العلاج النفسي؟
نعم، يمكن استخدام اختبار رورشاخ في مجالات مختلفة بما في ذلك التوظيف والعلاج النفسي. في مجال التوظيف، يمكن استخدامه لتقييم الجوانب النفسية والشخصية للمرشحين وتحديد مدى توافقهم مع متطلبات الوظيفة المحددة. قد يساعد ذلك في اتخاذ قرارات توظيف أفضل وتحسين عملية اختيار المرشحين المناسبين.
أما في مجال العلاج النفسي، يمكن استخدام اختبار رورشاخ لفهم أعمق للعوامل النفسية والعاطفية التي تؤثر في صحة الفرد. قد يساعد الاختبار في تحديد الصراعات الداخلية والأنماط السلوكية غير الصحية والعمل على توجيه العلاج بشكل أكثر فعالية.
مع ذلك، يجب أن يتم استخدام اختبار رورشاخ بواسطة محترفين مؤهلين ومدربين في تحليل وتفسير النتائج بشكل صحيح وموثوق.[1][2][3]
أظهر تفسير بطاقات اختبار رورشاخ بعض الفعالية في تشخيص أمراض مثل الفصام والاضطراب ثنائي القطب، ومع ذلك، يحذر بعض الخبراء أنه نظراً لأن نظام تسجيل إكسنر يحتوي على أخطاء، فقد يكون الأطباء عرضة للإفراط في تشخيص الاضطرابات النفسية والعقلية إذا كانوا يعتمدون بشدة على معايير هذا النظام.