ابتكار جهاز جديد للكشف عن اضطرابات العين التنكسية
العلماء يطورون جهازاً جديداً للكشف عن اضطرابات العين التنكسية
جهاز تشخيص اضطرابات العين التنكسية
كيف يعمل جهاز تشخيص اضطرابات العين التنكسية
اضطرابات العين التنكسية من المشكلات البصرية التي تصيب العين مع التقدم في العمر، ولا يمكن اكتشافها مبكراً، لكن طور الباحثين مؤخراً جهازًا جديدًا يمكنه اكتشاف المشكلات البصرية التنكسية قبل وقت طويل من ظهور الأعراض، لنتعرف في هذا المقال كيف نجح الباحثون في ابتكار جهاز جديد للكشف عن اضطرابات العين التنكسية.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
جهاز تشخيص اضطرابات العين التنكسية
نجح الباحثون في مختبر جامعة EPFL البحثية العامة في لوزان، سويسرا من تطوير جهاز جديد للعين يمكنه اكتشاف المشكلات البصرية التنكسية مثل الضمور البقعي المرتبط بالعمر قبل وقت طويل من ظهور الأعراض الأولى حيث حصلوا من خلال التجارب السريرية المبكرة على نموذج أولي يكشف عن صور عالية الدقة في 5 ثوانِ فقط ونُشرت نتائج أول تجربة إكلينيكية في ورقة بحثية في مجلة Ophthalmology Science.
اضطرابات العين التنكسية من الاضطرابات البصرية التي يعمل عليها العديد من الفرق الطبية حول العالم لمحاولة علاجها وكشف مؤشراتها مبكراً، لكن في الوقت الحالي لا يوجد جهاز يمكنه تشخيص هذه الحالات بشكل موثوق قبل ظهور الأعراض الأولى.
اضطرابات العين التنكسية وأشهرها التنكس البقعي المرتبط بالعمر (AMD) هي تغييرات في المستقبلات الضوئية للعين، وجميعها لديها ذات السبب الرئيسي وهو تدهور ظهارة الشبكية الصباغية (RPE)، وهي طبقة من الخلايا تقع خلف المستقبلات الضوئية.
تدهور ظهارة الشبكية الصباغية لا يؤدي فقط إلى التنكس البقعي المرتبط بالعمر لكن يقف وراء عدد من اضطرابات العين الأخرى بما في ذلك التهاب الشبكية الصباغي، واعتلال الشبكية السكري حيث يقع بين المستقبلات الضوئية والمشيمية وهي طبقة رقيقة من الأنسجة تحتوي على الأوعية التي تنقل الدم إلى الشبكية، وتقوم ظهارة الشبكية الصباغية بلعب الدور الأهم في الحفاظ على الوظيفة البصرية.
قامت العديد من المجموعات البحثية بدراسة هذه الخلايا تحت المجهر لتحديد خصائصها ولمراقبة التغيرات الشكلية التي تحدث مع تقدم العمر لكن حتى الآن لا توجد طريقة بسيطة وموثوقة لرصد تدهور ظهارة الشبكية في المريض للكشف المبكر عن هذه الحالات والمراقبة المستمرة.[1][2]
كيف يعمل جهاز تشخيص اضطرابات العين التنكسية
الجهاز الجديد الذي طوره علماء مختبر جامعة EPFL يعمل على مراقبة التغيرات التي تحدث في تدهور ظهارة الشبكية الصباغية قبل ظهور أعراضها مما يوفر للباحثين أول صور على الإطلاق في الجسم الحي يمكن من خلالها التمييز بين الخلايا مما سيتمكن الأطباء من تشخيص هذه الاضطرابات قبل ظهور الأعراض التي لا علاج لها.
قام الباحثون بتطوير كاميرا شبكية تحتوي على شعاعين مائلين، مدربين على بياض العين إلى جانب نظام بصري متكيف يصحح التشوهات في موجات الضوء لإنتاج صورة واضحة، ويطلق على هذه التقنية اسم (Transscleral Optical Imaging) تشبه أنظمة التصوير الموجودة في شبكية العين في استخدامها لأشعة الأشعة تحت الحمراء.
هذا الاكتشاف سيمكن الأطباء من الكشف المبكر وتشخيص هذه الاضطرابات قبل ظهور الأعراض التي لا رجعة فيها.[1][2]
أول تجربة سريرية
طور الباحثون نموذجًا أوليًا سريريًا بالشراكة مع فرع من نفس مختبر جامعة EPFL، مع وقت تعريض أقل من خمس ثوان وهي ميزة سرعة أساسية للاستخدام التشخيصي المحتمل حيث تستطيع الكاميرا التقاط 100 صورة خام ثم تقوم الخوارزميات بعد ذلك بمحاذاة وتجميع اللقطات الأولية لإنتاج صورة واحدة عالية الدقة على الشاشة.
تتميز واجهة الجهاز بخمسة أزرار كل منها يتوافق مع منطقة محددة من العين ، مما يسمح بتحديد الصورة المرغوبة، ويمكن للأطباء النقر فوق أي مكان في الرسم التخطيطي لظهر العين لتحديد المنطقة الدقيقة التي يريدون تصويرها.
أجرى فريق البحث تجربة إكلينيكية لتقييم الكاميرا بمشاركة 29 متطوعاً يتمتعون بصحة جيدة، في كل حالة كانت الصور التي تم التقاطها بواسطة الكاميرا دقيقة بما يكفي لتحديد الخصائص المورفولوجية لخلايا ظهارة الشبكية الصباغية للمشاركين، ثم يتم تخزينها في قاعدة بيانات للمساهمة المستقبلية في البحث الطبي.
تقول العالمة لورا كوالكزوك في EPFL والمؤلفة الرئيسية للورقة البحثية "تشكل هذه الخلايا التي تلعب دورًا أساسيًا في وظيفة الشبكية مؤشرًا قويًا على صحتها، والقدرة على الكشف الدقيق عن خلايا ظهارة الشبكية الصباغية ومراقبة التغيرات المورفولوجية التي تحدث فيها أمر حيوي للكشف المبكر عن اضطرابات الشبكية التنكسية ومراقبة فعالية العلاجات الجديدة".[1][2]
ما هو التنكس البقعي المرتبط بالعمر
التنكس البقعي المرتبط بالعمر أو التنكس البقعي (AMD) هو مرض يصيب العين ويزداد سوءًا مع تقدم العمر، وهو السبب الرئيسي لفقدان البصر الشديد والدائم لدى الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 60 عامًا، ويحدث نتيجة لتآكل الجزء المركزي الصغير من شبكية العين، والذي يسمى البقعة، وشبكية العين هي نسيج عصبي حساس للضوء في مؤخرة العين.
أنواع التنكس البقعي المرتبط بالعمر
عادة لا يسبب التنكس البقعي المرتبط بالعمر العمى لكنه قد يسبب مشاكل حادة في الرؤية، وهناك نوعان رئيسيان من الضمور البقعي المرتبط بالعمر:
- الشكل الجاف: قد يكون لدى الأشخاص الذين يعانون من النوع الأكثر شيوعًا من التنكس البقعي المرتبط بالعمر ويسمى التنكس البقعي المرتبط بالعمر الجاف، رواسب صفراء تسمى في البقعة، القليل منها قد لا تسبب تغيرات في رؤيتك لكن كلما زادت وأصبحت أكبر عدد قد تضعف أو تشوه رؤيتك ،خاصةً عند القراءة.
- الشكل المبلل: نوع أقل شيوعًا من المرحلة المتأخرة من التنكس البقعي المرتبط بالعمر حيث يتسبب في فقدان البصر بشكل أسرع، وتنمو الأوعية الدموية غير المستقرة من تحت البقعة، وتقوم هذه الأوعية الدموية بتسريب الدم والسوائل إلى شبكية العين، وتصبح الرؤية مشوهة بحيث تبدو الخطوط المستقيمة متموجة، وقد يحدث نقاط عمياء وفقدان الرؤية المركزية، وتشكل هذه الأوعية الدموية ونزيفها في النهاية ندبة تؤدي إلى فقدان دائم للرؤية المركزية.
يعاني معظم المصابين بالتنكس البقعي من الشكل الجاف، ولكن يمكن أن يؤدي إلى الشكل الرطب، حوالي 10٪ فقط من المصابين بالتنكس البقعي لديهم الشكل الرطب.[3][4]
أعراض التنكس البقعي
لا يعاني الكثير من الأشخاص من أعراض التنكس البقعي في وقت مبكر، وقد لا يلاحظ الشخص أي علامات بارزة للتنكس البقعي، وعندما لا يتم تشخيصه يتفاقم أو يصيب كلتا العينين، وتشمل أعراضه ما يلي:[3]
- رؤية سيئة أو أقل وضوحًا.
- رؤية ضبابية وصعوبة في قراءة الأشياء الدقيقة.
- مناطق ضبابية داكنة في مركز رؤيتك.
- نادرًا ما يكون إدراك اللون أسوأ أو مختلفًا.
إذا كان لديك أي من هذه الأعراض فاذهب إلى طبيب العيون في أسرع وقت ممكن.
أسباب التنكس البقعي
يعد التنكس البقعي المرتبط بالعمر أكثر شيوعًا عند كبار السن، وهو السبب الرئيسي لفقدان البصر الشديد لدى الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 60 عامًا، وقد يكون للتنكس البقعي علاقة بجيناتك، إذا كان أحد أفراد عائلتك مصابًا به فقد تكون فرصك أعلى بالإصابة به لكن بعض العوامل الأخرى يمكن أن تزيد من فرص إصابتك مع التقدم في العمر وهي ما يلي:
- ارتفاع ضغط الدم أو ارتفاع الكوليسترول.
- البدانة وزيادة الوزن.
- التدخين.
- الإكثار من تناول الدهون المشبعة.
- الإناث أكثر عرضة للإصابة به من الذكور.[4]
الكشف الدوري المنتظم على العين بجانب فحص النظر أمر ضروري لا غنى عنه لمواجهة أي اضطرابات قد تحدث للعين، كما يجب استشارة طبيب العيون عند ملاحظة أي تغييرات على النظر أو تشوش في الرؤية.