أنواع الأمراض النفسية
يُطلق مصطلح الأمراض النفسية على مجموعة من الأمراض التي تؤثر على معتقدات الشخص وأفكاره وميوله ومشاعره، كما أنها تتسبب في اضطراب العلاقات الاجتماعية وصداقات العمل، لكن يمكن علاج تلك الأمراض بزيارة الطبيب النفسي والذي يساعد على وضع خطة علاجية مفصّلة خصيصاً للمريض.[1]
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
ما هي الأمراض النفسية
تُعد الأمراض النفسية حالات مرضية تسيطر على التفكير والمشاعر والحالة المزاجية والتصرفات، وقد تكون مؤقتة أو مزمنة؛ فتؤدي إلى اضطراب العلاقات المجتمعية وتؤثر على العمل تأثيراً سلبياً.[2]
أشهر أنواع الأمراض النفسية
هناك أنواع متعددة من الأمراض النفسية، وتلك 10 من أكثر أنواع الأمراض النفسية وأعراضها شيوعاً:
اضطرابات القلق
يتفاعل مرضى اضطرابات القلق (بالإنجليزية: Anxiety disorders) برهبة وخوف زائد في مواقف معينة، فتظهر عليه أعراض قلق واضحة؛ مثل: زيادة ضربات القلب، والتعرق الشديد، ويُشخص المريض باضطراب القلق حين يفرط بشعور الخوف والرهبة في أوقات لا تستدعي ذلك.
وتشمل اضطرابات القلق: اضطراب القلق العام، والخوف أو الفوبيا من أشياء معينة؛ مثل: الخوف من الأماكن المفتوحة والمغلقة، واضطراب الذعر والهلع، واضطراب الرهاب الاجتماعي، واضطراب الرهاب المحدد.[1][3]
الاكتئاب
يُعد مرض الاكتئاب (بالإنجليزية: Depression) أحد أشهر الأمراض النفسية التي تؤثر بالسلب على مشاعر الشخص وتفكيره وتصرفاته. يسبب الاكتئاب الحزن وفقدان الشغف لأمور كانت ممتعة من قبل، كما أنه يؤدي إلى اضطرابات عاطفية وجسمانية متعددة، وعدم القدرة على العمل في المنزل أو خارجه.
تتفاوت أعراض الاكتئاب من خفيفة إلى شديدة كالتالي:[4]
- الشعور بالحزن والإحباط.
- عدم الرغبة في القيام بأعمال كانت ممتعة سابقاً.
- تغير في الشهية والوزن دون اتباع نظاماً غذائياً معيناً.
- الأرق أو الإفراط في النوم.
- الإجهاد العام.
- الشعور بالذنب وانعدام القيمة.
- صعوبة في التفكير واتخاذ القرارات.
- التفكير في الموت أو الانتحار.
تستمر أعراض الاكتئاب على الأقل أسبوعين، ويظهر أثنائها تغيراً ملحوظاً في طبيعة الشخص، لكن يجب استشارة الطبيب حول تشخيص مرض الاكتئاب؛ لأن أعراضه قد تتشابه مع أعراض حالات مرضية أخرى؛ مثل: اضطراب الغدة الدرقية، وسرطان المخ، ونقص الفيتامينات.
اضطراب ثنائي القطب
يندرج اضطراب ثنائي القطب (بالإنجليزية: Bipolar affective disorder) ضمن حالات الاضطرابات المزاجية، وتظهر عليه علامات الهوس والاكتئاب.
لا يُعرف -حتى الآن- سبب هذا الاضطراب، لكن يُعزى إليه الجانب الوراثي، وبعض المؤثرات التي تحفز الشخص للانغماس في تلك الحالة.[1]
اضطراب الطعام
يشمل اضطراب الطعام (بالإنجليزية: Eating disorders) العلاقة بين الوزن والطعام، ويُعد فقدان الشهية العصبي والشره المرضي العصبي والإفراط في تناول الطعام أشهر علامات اضطراب الطعام.
لا زال سبب ذاك الاضطراب مجهولاً حتى الآن، لكنه قد يكون نتيجة عدة عوامل، وراثية أو بيولوجية أو سلوكية أو نفسية أو اجتماعية.
يعد اضطراب الطعام من الأمراض النفسية عند النساء، أو المراهقين، كما يمكن أن يصاب به عامة الناس.[5]
الوسواس القهري
يتعرض مصابو الوسواس القهري (بالإنجليزية: Obsessive-compulsive disorder) مخاوف ومعتقدات ثابتة تدفعهم للقيام بأفعال روتينية معينة، ويطلق على تلك الأفكار مسمى (الوساوس)، أما الأفعال المتسلطة يطلق عليها (سلوكيات قهرية)؛ وذلك مثل الذي يرتعب من الجراثيم بشكل مخيف فيدفعه ذلك لغسل يديه بإفراط فيتعرض لجفاف الجلد.
يصيب الوسواس القهري الرجال والنساء والأطفال، وقد تظهر الأعراض على بعض المصابين في أثناء مرحلة البلوغ أو في بدايتها.[3][6]
متلازمة التوتر والدورة الشهرية
تصيب متلازمة التوتر والدورة الشهرية (بالإنجليزية: Premenstrual Syndrome) ما يقارب من 48% من النساء في سن الإنجاب، 20% منهم يعانون اضطرابات حادة كافية لأن تؤثر على حياتهن.
تظهر الأعراض شهرياً بين فترتي مرحلة التبويض وبداية نزول الحيض، وتستمر عدة أيام بعد نزولها، فتؤثر على الحياة اليومية للمرأة، فتعاني النساء في تلك الفترة تغيرات في الحالة المزاجية والبدنية والسلوكية، وتتفاوت حدتها من خفيفة أو متوسطة إلى حادة.
ومن أشهر أعراضها: اضطرابات في شهية الطعام، والنوم، وتغيرات الحالة المزاجية، وانعدام الرغبة الجنسية، مع ظهور حب الشباب، وتورم الثديين والألم عند الضغط عليهما، وتقلصات البطن وآلام الظهر.[7]
الاضطرابات المرتبطة بالتوتر والصدمة
تعد الاضطرابات المرتبطة بالتوتر والصدمة (بالإنجليزية: Post-traumatic stress disorder) من الأمراض النفسية التي يتعرض لها الناس عند حدث صادم أو مرعب؛ مثل الاعتداء الجسدي أو الجنسي، أو وفاة أحد المقربين، أو إحدى الكوارث الطبيعية.
يعاني مرضى هذا الاضطراب من هذه المخاوف طيلة الحياة -خاصةً- عند تكرار تعرضهم لذات الحدث، أو قد يصابون بتبلد المشاعر.[3]
الأرق
يُعرف الأرق (بالإنجليزية: Insomnia) بأنه اضطراب في النوم، يجعل المريض غير قادرٍ على أن يغفو أو أن يستغرق في النوم مدة متواصلة، أو يعرضه للاستيقاظ مبكراً وعدم القدرة على العودة للنوم مرة أخرى، كما أنه يستيقظ منهكاً ومتعباً، ويتأثر بذلك مستوى الطاقة والإنتاجية والحالة النفسية للشخص.
ينقسم الأرق إلى نوعين: أرق حاد (بالإنجليزية: Acute Insomnia) ويستمر من عدة أيام أو أسابيع، أما الأرق المزمن (بالإنجليزية: Chronic insomnia) يستمر مدة شهر أو أكثر. ومن أسباب الأرق:
- التوتر.
- عدم تنظيم وقت محدد للنوم.
- الإفراط في تناول الطعام قبيل النوم.
- بعض الأمراض النفسية.
- تناول بعض الأدوية.
- بعض الحالات المرضية.
- تناول الكافيين والنيكوتين والكحول.[8]
اضطرابات التمارض
تعرف اضطرابات التمارض (بالإنجليزية: Factitious disorders) بأنها اضطرابات مفتعلة، إذ يفتعل المريض عدة أعراض وشكاوى جسدية أو نفسية ليضع نفسه محل اهتمام ورعاية وتقديم المساعدة من الآخرين.[3]
الفصام
الفصام أو ما يعرف بالشيزوفرينيا (بالإنجليزية: Schizophrenia) عبارة عن مجموعة من الاضطرابات العقلية الحادة، ويتسم هذا الاضطراب بوجود الهلوسات والأوهام والأفكار المشوهة عن الواقع، والفقر الاجتماعي، وقلة الدوافع واضطرابات في التفكير والذاكرة.[1]
أسباب الإصابة بالأمراض النفسية
تتعدد العوامل المسببة للإصابة بالأمراض النفسية، ومن أهمها:[2]
- الجينات والتاريخ العائلي الوراثي.
- طبيعة الحياة؛ مثل التوتر، أو الاعتداءات -لا سيما- في مرحلة الطفولة.
- عوامل بيولوجية؛ مثل اضطراب توازن كيمياء المخ.
- تعرض المخ لإصابة معينة.
- تعرض الأم لمواد كيميائية أو فيروسات في أثناء فترة الحمل.
- إدمان الكحول والمخدرات.
- أمراض معقدة؛ مثل السرطان.
- الوحدة وعدم وجود أصدقاء.
تشخيص الأمراض النفسية
يعتمد تشخيص الأمراض النفسية على عدة خطوات:[2]
-
التاريخ المرضي.
- فحص طبي، وقد يتطلب إجراء تحاليل معملية إذا ظن الطبيب أن هناك مرضاً جسدياً هو المسبب لذلك.
- تقييم الطبيب النفسي من خلال الإجابة على بعض التساؤلات.
علاج الأمراض النفسية
يعتمد اختيار نوع العلاج المستخدم على نوع المرض النفسي وشدته وطبقاً للبروتوكول المحدد للعلاج، ومن طرق العلاج المستخدمة:[2]
العلاج النفسي
يقود رحلة العلاج النفسي طبيب نفسي مختص، يطرح بعض الأسئلة ويعرض المريض لمواقف يحكم من خلالها شدة المرض وتطوراته، وقد يحتاج إلى وصف بعض الأدوية الطبية للمساعدة في التعافي.
ومن أمثلة طرق العلاج النفسي: العلاج السلوكي المعرفي، والعلاج بالتعرض أو بالمواجهة، والعلاج السلوكي الجدلي.[9]
الأدوية
لا يمكن علاج الأمراض النفسية باستخدام الأدوية وحدها، وإنما تستخدم جنباً إلى جنب مع العلاج النفسي.[9]
ومن أمثلة الأدوية المستخدمة:[10]
- مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين الانتقائية (بالإنجليزية: Selective serotonin reuptake inhibitors)؛ مثل: فلوكستين (بالإنجليزية: Fluoxetine).
- مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين والنورإبينيفرين (بالإنجليزية: Serotonin-norepinephrine reuptake inhibitors)؛ مثل: ديلوكستين (بالإنجليزية: Duloxetine).
- مثبطات امتصاص النوربينفرين والدوبامين (بالإنجليزية: Norepinephrine-dopamine reuptake inhibitors)؛ مثل: بوبروبيون (بالإنجليزية: Bupropion).
العلاج في مستشفيات الأمراض النفسية
في بعض الحالات يستلزم احتجاز المريض في المستشفى لتلقي سبل العلاج والمراقبة عن كثب تحت رعاية مقدمي الرعاية الصحية المختصين بالأمراض النفسية. [9]
مجموعات الدعم
تتكون مجموعات الدعم عادة من أشخاص غير مختصين بالمجال الطبي النفسي، لكنهم ذو تجارب مشابهة سابقة، ينصحون المرضى ويشدوا من أزرهم نحو طريق العلاج.[9]
قد يتعرض الإنسان لبعض الأمراض النفسية التي تهدد حياته ومستقبله إن لم يتعامل معها بشكل صحيح وباستشارة الاختصاصيين النفسيين، ومن تلك الأمراض النفسية: القلق، والاكتئاب، واضطراب ثنائي القطب، واضطراب الطعام، والوسواس القهري، ومتلازمة التوتر والدورة الشهرية.
يشخص الاختصاصي النفسي المريض بإجراء بعض الفحوصات والإجراءات، وبناءً على ذلك يحدد بروتوكول العلاج المناسبة للحالة.