ألعاب الفيديو مفيدة لعقول الأطفال
ينظر كثير من الآباء والأمهات إلى ألعاب الفيديو على أنها تهديد فكري وأخلاقي لأطفالهم، لكن هل تتغير هذه النظرة بمرور الوقت؟ تابع المقال لتكتشف هل ألعاب الفيديو مفيدة لعقول الأطفال أم لا، من خلال دراسة حديثة أوضحت الجانب الإيجابي لألعاب الفيديو على المهارات المعرفية عند الأطفال.
دراسة جديدة من جامعة فيرمونت
أجرى فريق من الباحثين من جامعة فيرمونت دراسة حول تأثير ألعاب الفيديو على الصحة العقلية، والجوانب المعرفية عند الأطفال، خاصةً بعد أن أصبحت ألعاب الفيديو الملاذ الوحيد الذي لجأ إليه كثير من الأطفال في ظل فترة العزل المنزلي أثناء جائحة كورونا التي شهدها العالم في العامين الماضيين. [1]
ظهرت نتائج الدراسة في 24 أكتوبر الماضي، وأوضحت أن الأطفال الذين يلعبون ألعاب الفيديو لمدة ثلاث ساعات يومياً يتمتعون بنشاط إدراكي أعلى للمخ، ويتفوقون في المهارات المعرفية التي تتضمن قوة الذاكرة، والتحكم في الانفعالات، خاصةً عند مقارنتهم بالأطفال الذين لم يلعبوا هذه الألعاب مطلقاً. [2]
بالإضافة إلى ذلك، وجد الباحثون أن الأطفال الذين يلعبون ألعاب الفيديو لمدة 21 ساعة في الأسبوع كانوا أكثر سرعة ودقة في المهام الإدراكية من الأطفال الذين لم يلعبوها مطلقاً، وقام الباحثون أيضاً بتحليل صور الرنين المغناطيسي للأطفال المشاركين في الدراسة، ووجدوا أن لديهم نشاطاً أكبر في مناطق المخ الأمامية، والتي ترتبط بمهام الإدراك. [2]
اعتبر كثير من المتخصصين نتائج هذه الدراسة مبشرة، مع ضرورة إجراء دراسات على نطاق أوسع؛ للتحقق من نتائج هذه الدراسة، إلى جانب متابعة الأطفال الذين شاركوا في الدراسة عند انتقالهم إلى مرحلة المراهقة؛ لإعادة تقييمهم في هذه المرحلة الهامة. [2]
ما هي ألعاب الفيديو المفيدة
بطبيعة الحال لا تتساوى جميع ألعاب الفيديو في التأثير الإيجابي على الجوانب المعرفية والإدراكية عند الأطفال، خاصةً في ظل وجود كثير من الألعاب العنيفة التي تعزز السلوك العدواني عند الأطفال، لذا ينبغي تحري الدقة عند اختيار الألعاب التي يلعبها طفلك، والاعتماد بشكل أكبر على الألعاب التي تحفز النشاط الذهني، والألعاب التي تعتمد على النشاط الحركي ومنها ألعاب الرماية على سبيل المثال، كما تعد ألعاب الاستراتيجية، والألعاب متعددة اللاعبين من الأنواع التفاعلية التي تنمي التواصل البصري عند الأطفال. [3]
التأثير السلبي لألعاب الفيديو
على الرغم من النتائج المبشرة للدراسة الأخيرة، إلا أن هذا لا ينفي الآثار السلبية المعروفة لألعاب الفيديو، خاصةً عند غياب الرقابة من الوالدين، وقضاء الأطفال وقت طويل أمام شاشات الكمبيوتر والهواتف الذكية في عالم افتراضي يعزلهم عن العالم الحقيقي، وهو ما يحولهم بمرور الوقت إلى إدمان ألعاب الفيديو. [3]
هناك العديد من التجارب التي تعكس الآثار السلبية لألعاب الفيديو على حياة الأطفال والمراهقين، منها تجربة أنتوني روزنر المراهق الإنجليزي الذي انغمس في الألعاب الإلكترونية، وكانت حياته الحقيقية شبه معدومة، بعد أن أهمل دراسته وحياته الاجتماعية، وحتى نظافته الشخصية. [3]
صرح روزنر أنه لم ير أصدقاءه الحقيقيين، بعد أن كان يقضي 18 ساعة يومياً تقريباً على جهاز الكمبيوتر لمدة عامين، مما جعله يتحول إلى إنسان آخر بعد أن زاد وزنه بشكل كبير، وفشل في أن يلتحق بالجامعة التي طالما تطلع إلى الالتحاق بها. [3]
كيف تضمن علاقة صحية بألعاب الفيديو
هناك بعض النصائح التي تضمن تحقيق علاقة صحية لطفلك مع ألعاب الفيديو، إليك أهم النصائح التي قدمها ديفيد جرينفيلد مؤسس مركز إدمان الإنترنت والتكنولوجيا، وأستاذ الطب النفسي بجامعة كونيتيكت الأمريكية: [4]
- إنشاء حدود وفرض قيود على الوقت الذي يقضيه طفلك أمام الشاشات بما لا يزيد عن ساعة أو ساعتين في أيام الأسبوع.
- عدم السماح بوضع أجهزة الكمبيوتر والهواتف الذكية خلف الأبواب المغلقة، ومراقبة أنشطتها من خلال مراجعة سجل البحث.
- فتح باب النقاش مع الطفل حول استخدام الإنترنت وألعاب الفيديو في وقت مبكر، وتوجيه الطفل بشكل صحي قبل أن تبدأ المشكلة.
- متابعة الأداء الدراسي للطفل، والتأكد من ممارسته للأنشطة الرياضية، ومشاركته في الحياة الاجتماعية بشكل طبيعي.
- الابتعاد عن ألعاب الفيديو العنيفة إذا كان الطفل يعاني بالفعل من نوبات الغضب.
- اللجوء إلى المتخصصين عند ملاحظة أي علامات تشير إلى إدمان الطفل لألعاب الفيديو.
لا شك أن ألعاب الفيديو التي يعشقها جميع الأطفال سلاح ذو حدين، فهي قد تحمل بعض الجوانب الإيجابية الخاصة بتحسين المهارات المعرفية والإدراكية، وهو ما أوضحته دراسة حديثة أجريت في جامعة فيرمونت، لكن هذا لا ينفي التأثير السلبي لهذه الألعاب، وضرورة فرض قيود من الوالدين للتعامل الصحي للأطفال مع ألعاب الفيديو.