أعراض فرط نشاط الغدة النخامية
فرط نشاط الغدة النخامية
فرط نشاط الغدة النخامية هو حالة مرضية يعاني فيها المريض من زيادة إفراز هرمون أو أكثر من الهرمونات التي تفرزها الغدة النخامية (بالإنجليزية: Pituitary Gland)، وهي إحدى الغدد الصماء الموجودة في الجسم، وتقع داخل تجويف عظمي في قاعدة المخ.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
على الرغم من صغر حجم الغدة النخامية الذي لا يتجاوز حجم حبة البازلاء، إلا أنها تلعب دوراً في غاية الأهمية بالنسبة لباقي الغدد الصماء؛ نتيجة لإفرازها مجموعة من الهرمونات التي تتحكم في نشاط هذه الغدد، ومن ثم تنظم العديد من الوظائف الحيوية في الجسم، لهذا السبب يطلق عليها أحياناً الغدة الرئيسية أو الغدة المايسترو. [1]
أعراض فرط نشاط الغدة النخامية
تختلف أعراض فرط نشاط الغدة النخامية باختلاف الحالة التي يعاني منها المريض، أو بالأحرى نوع الهرمون الذي زادت معدلات إفرازه؛ نتيجة للورم المؤثر على الغدة النخامية، نلقي الضوء في السطور القادمة على أمراض متعلقة بفرط نشاط الغدة النخامية، والأعراض المصاحبة لكل مرض. [2]
متلازمة كوشينغ
تحدث متلازمة كوشينغ (بالإنجليزية: Cushing"s Syndrome) نتيجة لزيادة إفراز الهرمون المنشط للقشرة الكظرية من الغدة النخامية، مما يؤدي إلى زيادة إفراز الغدة الكظرية للكورتيزول ، وهو الهرمون المسؤول عن تنظيم التمثيل الغذائي للدهون والبروتينات، بالإضافة إلى دوره في الاستجابة المناعية للجسم. [1]
تتضمن أعراض متلازمة كوشينغ: [3]
- تراكم الدهون في منطقة الخصر وأعلى الظهر.
- زيادة نمو شعر الوجه عند النساء.
- ارتفاع ضغط الدم.
- ضعف العضلات.
- ارتفاع نسبة السكر في الدم.
- ظهور علامات التمدد على البطن.
- سهولة الإصابة بالكدمات.
- استدارة الوجه بشكل مبالغ فيه.
- ظهور حب الشباب.
- الإصابة بالتوتر والقلق.
- هشاشة العظام خاصة عظام الذراعين والساقين.
فرط نشاط الغدة الدرقية
عندما تفرز الغدة النخامية كمية زائدة عن الحد من الهرمون المنشط للغدة الدرقية، ينعكس ذلك الخلل على الغدة الدرقية التي تفرز بدورها كمية أكبر من هرمون الثيروكسين، مما يؤدي إلى زيادة سرعة التمثيل الغذائي داخل الجسم. [3]
تضم أعراض فرط نشاط الغدة الدرقية: [2]
- تسارع ضربات القلب أو عدم انتظامها في بعض الأحيان.
- فقدان الوزن.
- التعرق المفرط.
- القلق والعصبية.
- ضعف العضلات.
- الشعور بالإرهاق.
تضخم الأطراف
لا يعد اضطراب تضخم الأطراف من الاضطرابات الشائعة، ويحدث نتيجة لزيادة إفراز الغدة النخامية لهرمون النمو، يختلف شكل الأعراض باختلاف المرحلة التي يحدث فيها زيادة إفراز الهرمون، إن كانت في مرحلة الطفولة أو بعد البلوغ. [1]
تضم أعراض زيادة هرمون النمو عند البالغين (تضخم الأطراف): [1] [3]
- تضخم اليدين والقدمين.
- التعرق الزائد.
- بروز وخشونة ملامح الوجه.
- ارتفاع مستوى السكر في الدم.
- صوت أجش.
- تضخم في اللسان.
- انحراف الأسنان.
- زيادة شعر الجسم.
- آلام المفاصل وضعف الحركة.
- زيادة سمك الجلد وخشونته.
- ضعف الانتصاب عند الرجال.
- اضطرابات الدورة الشهرية عند السيدات.
- زيادة احتمال الإصابة بالنوبات القلبية، وارتفاع ضغط الدم، وبعض أنواع السرطان.
تختلف أعراض زيادة إفراز هرمون النمو عند الأطفال، فقد تؤدي هذه الزيادة إلى العملقة، وفيها يعاني الطفل من زيادة كبيرة في طول أذرعه وأرجله بشكل غير طبيعي، حيث يصل طول أرجل بعض الأطفال المصابين بهذا الاضطراب إلى 7 أو 8 أقدام. [1]
فرط إفراز هرمون البرولاكتين
تؤدي زيادة إفراز هرمون البرولاكتين نتيجة لوجود ورم برولاكتيني في الغدة النخامية إلى اضطرابات في الوظائف التناسلية عند الرجال والسيدات على حد سواء؛ نتيجة لتأثير هرمون البرولاكتين على الهرمونات التي تفرزها المبايض والخصيتان. [3]
تتضمن أعراض فرط هرمون البرولاكتين عند السيدات: [2] [3]
- اضطراب الدورة الشهرية أو توقفها في بعض الأحيان.
- إفراز الثدي للحليب عند النساء غير الحوامل أو المرضعات.
- آلام أثناء الجماع؛ نتيجة لجفاف المهبل.
- فقدان الرغبة الجنسية.
- آلام في الثدي.
- الإصابة بالعقم.
أما بالنسبة للأعراض التي يواجهها الرجال نتيجة لزيادة إفراز البرولاكتين، فهي تضم: [3]
- تضخم حجم الثدي في بعض الحالات.
- ضعف الانتصاب.
- فقدان الرغبة الجنسية.
- انخفاض عدد الحيوانات المنوية.
- إفراز الحليب من الثدي في بعض الحالات النادرة.
هرمونات الغدة النخامية
تتكون الغدة النخامية من ثلاث فصوص: الأمامي والأوسط والخلفي، يفرز كل فص من هذه الفصوص مجموعة من الهرمونات التي تتحكم في العديد من وظائف الجسم. [1]
هرمونات الفص الأمامي
يفرز الفص الأمامي من الغدة النخامية 80% من إجمالي الهرمونات التي تفرزها، تضم هذه الهرمونات: [1]
- الهرمون المنشط للغدة الدرقية TSH.
- الهرمون المنشط للقشرة الكظرية ACTH.
- الهرمون المحفز للحويصلة FSH.
- الهرمون اللوتيني LH.
- هرمون النمو.
- هرمون البرولاكتين.
هرمونات الفص الأوسط
يفرز الفص الأوسط للغدة النخامية هرمون واحد فقط، وهو الهرمون المنشط للخلايا الصبغية، وهي الخلايا المسئولة عن لون الجلد وصبغته. 1
هرمونات الفص الخلفي
يفرز الفص الخلفي للغدة النخامية هرمونين، وهما: [1]
- الهرمون المضاد لإدرار البول ADH: وهو يساعد على تنظيم المحتوى المائي داخل الجسم.
- الأوكسيتوسين: وهو الهرمون المسئول عن تقلصات الرحم أثناء الولادة، وتحفيز الثدي لإفراز اللبن.
أسباب فرط نشاط الغدة النخامية
تعد الأورام هي السبب الأكثر شيوعاً لفرط نشاط الغدة النخامية، تنتمي هذه الأورام إلى فئة الأورام الحميدة غير السرطانية في أغلب الحالات، يتسبب وجود هذه الأورام في الضغط على أنسجة الغدة النخامية، وزيادة إفرازها لهرمون واحد أو أكثر من الهرمونات التي تفرزها.
لا يوجد سبب واضح حتى الآن للإصابة بهذه الأورام، وإن كانت الأبحاث ترجح وجود علاقة بين العوامل الوراثية، وبين احتمال ظهورها في كثير من الحالات. [1] [3]
تشخيص فرط نشاط الغدة النخامية
يخضع المريض للفحص البدني في بداية الأمر، كما يجمع الطبيب مجموعة من المعلومات المتعلقة بالتاريخ المرضي، وبناءً على ذلك يطلب الطبيب بعض الإجراءات الطبية والتحاليل؛ للتحقق من أسباب الإصابة بالأعراض، وقياس مستوى بعض الهرمونات في الدم أو البول. [1]
تضم الإجراءات المستخدمة في التشخيص: [2]
- تحاليل الدم.
- اختبار تحمل الجلوكوز عن طريق الفم.
- أخذ عينات دم متخصصة من بعض أوردة الغدة النخامية.
- التصوير الإشعاعي للتعرف على حجم الورم وموقعه، عادة يكون التصوير الإشعاعي باستخدام أشعة الرنين المغناطيسي، أو الأشعة المقطعية.
علاج فرط نشاط الغدة النخامية
تعتمد خطة علاج فرط نشاط الغدة النخامية على طبيعة الأعراض والحالة التي يعاني منها المريض، وتتضمن هذه الخطة ثلاث مسارات علاجية، نستعرضها في السطور القادمة. [2]
العلاج الجراحي
تعد الجراحة هي الخيار الأمثل للتخلص من الأورام المسببة لفرط نشاط الغدة النخامية، خاصةً في حالة الإصابة بمتلازمة كوشينغ وتضخم الأطراف، يوصي الأطباء بإجراء جراحة تسمى استئصال الورم الغدي، وخلالها يقوم الطبيب بعمل شق صغير عبر الشفة العليا أو الأنف؛ لاستئصال الورم من الغدة النخامية، يمثل الاعتماد الدائم على الهرمونات التعويضية أشهر الآثار الجانبية المصاحبة للجراحة. [1]
العلاج الدوائي
يلجأ الأطباء إلى وصف بعض الأدوية؛ لتقليص حجم الأورام قبل الجراحة حتى يسهل إزالتها، كما تعد الأدوية خياراً مطروحاً في حالة المرضى الذين لا يرغبون في الخضوع للجراحة. تعد أدوية الورم البرولاكتيني وتضخم الأطراف هي الأكثر شيوعاً ونجاحاً في التخفيف من الأعراض. [2]
العلاج بالإشعاع
يعد العلاج الإشعاعي علاجاً مثالياً للمرضى الذين لديهم بعض الأنسجة المتبقية من الجراحة، أو المرضى الذين لا يرغبون في الخضوع للجراحة من الأساس.
يضم العلاج الإشعاعي نوعين من الإشعاع، الأول هو الإشعاع التقليدي الذي يحمل بعض الأضرار؛ نتيجة لتأثيره على الأنسجة السليمة، والثاني هو الإشعاع التجسيمي الذي يستهدف الورم دون أن يلحق أضراراً بالأنسجة المحيطة. [2]