أعراض سرطان المستقيم
أصبحت معدلات البقاء على قيد الحياة لمرضى سرطان المستقيم كبيرة، وذلك بفضل التطور الطبي في الآونة الأخيرة، لكن للحصول على مزيد من فرص التعافي لا بد من التعرف على أعراض سرطان المستقيم، وكيفية تشخيصه وعلاجه مبكراً، كما يجب الإلمام جيداً بطرق الوقاية التي تحمي من الإصابة به، مقالنا يتطرق إلى جميع النقاط السابقة تفصيلياً فتابع القراءة.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
ما المقصود بسرطان المستقيم
ينشأ الورم السرطاني في المستقيم (بالإنجليزية: Rectal cancer) عند تكون الخلايا السرطانية في منطقة المستقيم (بالإنجليزية: Rectum)، وعادةً ما تكون بداية الورم السرطاني في الطبقة الداخلية العميقة منه، والمستقيم هو الجزء الواصل بين القولون والشرج، وهو يُمثل آخر 15 سم من الأمعاء الغليظة.
يُصيب هذا النوع من المرض السرطاني الرجال والنساء بنسب متقاربة إلا أن انتشاره يزيد وسط الرجال، وعادةً ما يتم تشخيصه في الفئة العمرية التي تزيد عن 50 عاماً، لكن هذا لا يمنع إمكانية إصابته للمراهقين والشباب أيضاً، ولقد وضع الباحثون نسبة تقريبية لمعدل الإصابة بسرطان المستقيم تُقدر ب 5%، وتكون نسبة من يُصابون بالمرض في أعمار أقل من 50 عاما هي 11% من هؤلاء المرضى.[1]
يُطلق على سرطان المستقيم وسرطان القولون تسمية تجمع بينهما وهي سرطان القولون والمستقيم (بالإنجليزية: Colorectal cancer)، وهذا الجمع بين النوعين يعود إلى كثير من التشابه بينهما، على سبيل المثال يظهر هذا التشابه في الأعراض والتشخيص، بينما يختلف نوعا السرطان عن بعضهما في استراتيجية العلاج.[2]
أعراض سرطان المستقيم
قد لا تظهر أعراض سرطان المستقيم واضحةً في بداية الإصابة، لكن مع تطور الورم السرطاني يشكو المريض من الأعراض والعلامات التالية:[3]
- تغيراً في طبيعة البراز؛ مثل كثرة التبرز، أو حدوث إسهال، أو إمساك.
- الشعور بعدم القدرة على إفراغ الأمعاء من البراز.
- حدوث نزيف من المستقيم.
- وجود دم في البراز.
- الشعور بالتعب والإجهاد.
- ألم في البطن.
- فقدان الوزن غير المبرر.
- حدوث انتفاخ.
- براز رفيع.
تظهر أعراض أخرى عند انتشار الورم السرطاني إلى أجزاء الجسم المختلفة، وبالتالي تتوقف طبيعة تلك الأعراض على المكان الذي وصلت إليه الخلايا السرطانية، ويُسمى الورم السرطاني في هذه المرحلة بسرطان المستقيم النقيلي (بالإنجليزية: Metastatic rectal cancer)، وتشمل تلك الأعراض:[3]
- حدوث تغيرات في القدرة على الرؤية أو الكلام.
- سعال لا يتوقف.
- الشعور بالضعف والتعب.
- فقدان الشهية.
- آلام العظام.
- الإصابة باليرقان.
- تورم اليدين والقدمين.
أسباب الإصابة بسرطان المستقيم
تحدث الإصابة بسرطان المستقيم عند حدوث تغيرات أو طفرات جينية معينة في الخلايا السليمة، محولةً إياها إلى خلايا سرطانية، حيث تنقسم تلك الخلايا وتنمو بصورة خارجة تماماً عن السيطرة ، ثم تبدأ مع الوقت في مهاجمة الأنسجة القريبة منها، ثمّ في أعضاء الجسم المختلفة.
عادةً ما يكون سبب تلك الطفرات الجينية مجهولاً، لكن في حالة ورم المستقيم والقولون فإنه يُوجد متلازمتان وراثيتان تزيد من خطر الإصابة بالمرض، لكن لا نستطيع القول أن الإصابة تكون حتمية، و المتلازمتان المعني الحديث عنهما هما:[2]
- متلازمة لينش (بالإنجليزية: Lynch syndrome)، ويُسبب وجود تلك المتلازمة الوراثية لأصحابها زيادة معدل خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم قبل سن الخمسين.
- داء السلائل الورمي الغدي العائلي (الإنجليزية: Familial adenomatous polyposis) وهو مرض وراثي نادر، يُسبب زيادة فرصة الإصابة بسرطان القولون والمستقيم تحت سن الأربعين.
عوامل الخطر
تزيد فرصة الإصابة بسرطان القولون والمستقيم عند توفر عامل أو أكثر من العوامل الآتية:[4]
- التقدم في العمر.
- الإصابة بمرض التهاب الأمعاء (بالإنجليزية: Inflammatory bowel disease)، مثل مرض كرون (بالإنجليزية: Crohn"s disease).
- وجود تاريخ عائلي بالإصابة بسرطان القولون والمستقيم، أو الإصابة بالأورام الحميدة فيهما.
- الإصابة بالمتلازمات الوراثية النادرة؛ مثل متلازمة لينش، ومتلازمة داء السلائل الورمي الغدي العائلي.
- قلة النشاط البدني وعدم ممارسة الرياضة.
- عدم توازن الوجبات الغذائية.
- قلة تناول الفاكهة والخضروات والطعام الذي يحتوي على الألياف.
- الإكثار من تناول اللحوم المصنعة، والطعام ذو المحتوى الدهني العالي.
- ممارسة عادة التدخين المدمرة.
- تناول الكحول.
- السمنة.
أنواع السرطان في المستقيم
يُوجد عدة أنواع من ورم المستقيم حيث يشيع البعض منها، و وتندر الإصابة بالبعض الآخر، كما أنه يُوجد اختلاف بين تلك الأنواع في طريقة العلاج أيضاً، وتشمل تلك الأنواع الآتي:[5]
- السرطان الغدي (الإنجليزية: Adenocarcinoma)، وهو النوع الأكثر شيوعاً، حيث ينتشر الورم السرطاني في الطبقة الداخلية المبطنة للمستقيم.
- الأورام السرطاوية (الإنجليزية: Carcinoid tumors)، وتنتشر تلك الأورام في الخلايا المنتجة للهرمون في الأمعاء.
- أورام الجهاز الهضمي اللحمية (بالإنجليزية: Gastrointestinal stromal tumor)، هذا النوع من الأورام يندر الإصابة به في المستقيم، لكنه يُصيب القولون والأوعية الدموية.
- سرطان الغدد الليمفاوية (بالإنجليزية: Lymphoma)، يبدأ عادة في الغدد الليمفاوية، لكنه من الممكن أن يبدأ أيضاً في المستقيم.
- سرطان المستقيم الوراثي (بالإنجليزية: Hereditary rectal cancer)، حيث نجد أن من 5-10% من حالات الإصابة بسرطان القولون والمستقيم هو نتيجة وراثة من أحد الوالدين أو كلاهما.
تشخيص سرطان المستقيم
يطلب الطبيب المعالج من المريض إجراء بعض الفحوصات بغرض التحقق من الإصابة بسرطان المستقيم:[1]
- استخدام المنظار لفحص القولون والمستقيم داخلياً.
- أخذ عينة من الأنسجة (خزعة) لفحصها تحت الميكروسكوب، للتحقق من وجود الخلايا السرطانية.
- إجراء الأشعة المقطعية (CT)؛ بهدف الحصول على صور تفصيلية لأعضاء الجسم المختلفة؛ للتحقق من انتشار الورم السرطاني بها.
- عمل أشعة الرنين المغناطيسي (بالإنجليزية: MRI)؛ حيث تتم الاستعانة بالموجات الراديوية، والموجات المغناطيسية لالتقاط صور تفصيلية داخلية لأعضاء الجسم.
- إجراء التصوير المقطعي بالتصوير البوزيتروني (بالإنجليزية: PET)؛ بهدف الحصول على مزيدٍ من التوضيح لأماكن انتشار الورم السرطاني.
- عمل فحوصات معينة لعينة الدم للتحقق من كفاءة وظائف الأعضاء.
- إجراء فحص الدم العددي.
علاج سرطان المستقيم
تُوجد العديد من استراتيجيات العلاج التي يختار بينها الطبيب المعالج بناءً على مرحلة المرض، وصحة المريض، ويمكن استخدام أيّ من تلك الطرق منفرداً، أو الجمع بين أكثر من طريقة من طرق العلاج:[6]
الجراحة
يُعتبر الحل الجراحي من أفضل العلاجات المقترحة، لكنه يتوقف على مرحلة الورم ومدى انتشاره وتوغله في الأنسجة بالإضافة إلى الحالة الصحية للمريض، ويشمل الاختيارات الآتية:[6]
- استئصال الأورام الصغيرة من داخل المستقيم.
- استئصال جزء من المستقيم وهو الجزء المنتشر به الورم السرطاني، أو استئصال المستقيم بأكمله في حالة توغل الخلايا السرطانية وانتشارها.
- استئصال كامل المستقيم والشرج أيضاً.
العلاج الكيميائي
يُستخدم العلاج الكيميائي لقتل الخلايا السرطانية المتبقية بعد إجراء الجراحة، كما يُمكن الجمع بين العلاج الكيميائي والإشعاعي بهدف تقليص حجم الورم قبل إجراء الجراحة، ويتميز العلاج الكيميائي بقدرته على تهدئة الأعراض والألم المُصاحب للورم السرطاني.[6]
العلاج الإشعاعي
تُستغل الطاقة الكبيرة الصادرة من الأشعة السينية أو البروتونات في قتل الخلايا السرطانية، وفي حالة ورم المستقيم يُفضل الجمع بين العلاج الإشعاعي والعلاج الكيميائي، ويمكن استخدام هذا الجمع قبل الجراحة لتقليص الورم السرطاني، كما يُمكن استخدامه بعد إجراء الجراحة رغبةً في التخلص من الخلايا السرطانية المتبقية بعد عملية الاستئصال.[6]
العلاج الموجه
تستغل عقاقير العلاج الموجه نقاط الضعف الموجودة داخل الخلايا السرطانية؛ من أجل القضاء عليها، إما عن طريق قتلها أو وقف قدرتها على النمو والانقسام.[6]
العلاج المناعي
تُعزز العقاقير المناعية من قوة الجهاز المناعي بالجسم؛ بهدف تحسين قدرته على محاربة الخلايا السرطانية، وعادةً ما تُوصف تلك العقاقير في حالة المراحل المتقدمة من سرطان المستقيم.[6]
العلاج التلطيفي
يهدف هذا النوع من العلاج إلى تخفيف وتهدئة الآلام والأعراض الناتجة من الإصابة بسرطان المستقيم، ويقوم على العلاج التلطيفي فريق طبي متخصص؛ لتحسين حياة المريض أثناء رحلته العلاجية.[6]
طرق الوقاية من سرطان المستقيم
أثبتت الدراسات العلمية في الولايات المتحدة الأمريكية أن شخصاً واحداً من ضمن 25 شخصاً يُصاب بسرطان القولون والمستقيم عند مرحلةٍ ما في حياته، حيث أن سرطان القولون والمستقيم من أكثر السرطانات الشائعة، وبالرغم من ذلك فهناك عدد من الإرشادات والنصائح التي يُمكن باتباعها تقليل فرصة الإصابة بسرطان القولون والمستقيم:[7]
- المحافظة على الفحوصات الدورية، والملاحظة الدقيقة لأي تغيرات تحدث في البراز.
- تجنب عادة التدخين تماماً.
- الابتعاد عن تناول المشروبات الكحولية.
- ممارسة الرياضة المعتدلة بانتظام، مثل رياضة المشي.
- تناول وجبات غذائية متوازنة.
- الإكثار من تناول الفاكهة والخضروات والحبوب الكاملة لغناها بالألياف.
- تجنب الوجبات الغذائية ذات المحتوى الدهني المرتفع.
- التخلص من الوزن الزائد.
نؤكد أنه باكتسابك لبعض العادات الحياتية والغذائية السليمة، فأنت في طريقك الصحيح لتجنب الإصابة بسرطان القولون والمستقيم، بل تجنب العديد من أنواع الأمراض المزمنة؛ مثل أمراض القلب والأوعية الدموية، بالإضافة إلى داء السكري.