أعراض التهاب المريء وأسبابه
يعد المريء أحد الأجزاء العلوية من الجهاز الهضميّ، وهو الأنبوب العضلي الذي ينقل الطعام من فمك إلى معدتك، فماذا يحصل عند التهاب أنسجته؟ وما هي أعراض التهاب المريء وأسبابه؟
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
ما هو التهاب المريء
يحدث التهاب المريء (بالإنجليزية: Esophagitis) نتيجة التهيج والتورّم الحاصل في أنسجة المريء مما يؤدي إلى حدوث تلف في أنسجته، ويعتمد علاجه على السبب المؤدي لحدوث الحالة وشدة تلف الأنسجة.
قد يسبب التهاب المريء حدوث مضاعفات إذا تُرك من دون علاج؛ مثل: مشاكل البلع، وظهور التقرّحات، وتندّب في المريء أو تضيّقه، كما يمكن أن يسبب نزيف في المريء أو التهاب رئوي في بعض الحالات الشديدة.[1][2][3]
أعراض التهاب المريء
تختلف الأعراض التي تبدو لدى البالغين عن تلك التي تظهر لدى الأطفال، ويمكن تصنيفها كالآتي:[2][3]
الأعراض لدى البالغين
تشمل أعراض التهاب المريء عند البالغين ما يلي:[2][3]
- وجع في البطن.
- ألم وصعوبة عند البلع.
- انحشار الطعام، إذ يمكن أن يعلق في قصبة المريء.
- قلة الشهية.
- الغثيان والقيء.
- السعال.
- ألم في الصدر عند الأكل.
- حرقة في المعدة.
- القلس الحمضي.
- تقرّحات الفم.
الأعراض لدى الأطفال
تشمل الأعراض لدى الأطفال الذين لا يقدرون على وصف الشكوى أو الأعراض ما يلي:[2][3]
- صعوبات التغذية.
- الفشل المحتمل في النمو.
- صعوبة اكتساب الوزن المناسب.
أسباب التهاب المريء
تختلف الأسباب التي تؤدي إلى التهاب المريء، وقد يكون سبب الحالة أكثر من عامل واحد، وتشمل الأسباب ما يلي:[2]
الارتجاع المريئي
يعد الارتجاع المريئي (بالإنجليزية: Gastroesophageal Reflux Disease) من أشيع الأسباب المؤدية إلى التهاب المريء، وتحدث هذه الحالة عند حصول خلل ما في الحلقة العضلية الموجودة في المعدة، والتي تعمل كالصمام؛ لتمنع الأحماض الموجودة في المعدة من العودة إلى المريء، وتسمى تلك العضلة المُصرة المريئية السفلية (بالإنجليزية: The Lower Esophageal Sphincter).
يؤدي هذا الخلل إلى عدم فتح العضلة وإغلاقها بشكلٍ صحيح، حيث يمكن لمحتويات المعدة أن تتسرب من المعدة إلى المريء، مما يتسبب في تهيج المريء والتهابه.
قد تشمل العوامل الأخرى وجود فتقاً في المعدة عند الحجاب الحاجز (بالإنجليزية: Hiatal Hernia)، وهي الحالة التي ينزلق فيها جزء من المعدة إلى الصدر، مما يؤدي إلى تسرّب الأحماض إلى المريء أيضاً، كما يمكن أن تكون الأطعمة التي تحتوي على نسبة أحماض عالية سبباً شائعاً في إحداث التهاب المريء؛ مثل: الصلصة الحمراء، والبصل، والفواكه الحمضية، أو العصائر وما إلى ذلك.[2]
الحساسية
يمكن أن تلعب الحساسية (بالإنجليزية: Allergies) دوراً في حدوث التهاب المريء اليوزيني، وهو أحد أنواع التهاب المريء الذي ينجم عن تفاعل الحساسية عند وجود رد فعل تحسسي أو عدوى، مما يرفع من أعداد خلايا الدم البيضاء التي تُعرف باليوزينات (بالإنجليزية: Eosinophils)، الأمر الذي يؤدي إلى التهاب المريء في نهاية المطاف.[2]
الأدوية
يمكن أن تحفز الأدوية حدوث التهاب في المريء، وتعرف طبياً باسم التهاب المريء الناجم عن الأدوية (بالإنجليزية: Drug-Induced Esophagitis)، ويحدث ذلك عند عدم شرب المياه بشكلٍ كافٍ بعد تناول قرص الدواء، فقد يبقى القرص أو جزءاً منه عالقاً في المريء، أو عند تناول الأدوية ذات الأقراص الكبيرة.[2][3]
يمكن أن تتفاقم هذه المشكلة بسبب انخفاض الحركة، خصوصاً لدى المرضى طريحي الفراش أو الذين لا يتحركون بشكلٍ كافِ، فهم أكثر عرضة للإصابة بالتهاب المريء الناجم عن الأدوية، ومن الأمثلة على أشيع الأدوية التي تحفز حدوث التهاب المريء ما يلي:[3]
- مسكنات الألم؛ مثل: دواء الأسبرين (بالإنجليزية: Aspirin) ودواء الإيبوبروفين (بالإنجليزية: Ibuprofen)، و نابروكسين الصوديوم (بالإنجليزية: Naproxen Sodium).
- المضادات الحيوية؛ مثل التيتراسيكلين (بالإنجليزية: Tetracycline)، والدوكسيسايكلين (بالإنجليزية: Doxycycline).
- دواء نقص البوتاسيوم؛ مثل كلوريد البوتاسيوم (بالإنجليزية: Potassium chloride).
- أدوية علاج ترقق العظام؛ مثل مجموعة الفوسفونات الثنائية (بالإنجليزية : Bisphosphonates).
- أدوية مشاكل القلب؛ مثل كينيدين (بالإنجليزية: Quinidine).
- علاجات السرطان والأدوية المُثبطة للمناعة، حيث يمكنها أن ترفع خطر الإصابة بالتهاب المريء المُعدي.
التهاب المريء المُعدي
قد يحدث التهاب المريء (بالإنجليزية: Infectious esophagitis) عند الأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة، كالمصابين بالإيدز، أو السرطان، أو مرضى السكري، فمن الممكن أن يكون سبب الالتهاب هو الإصابة بالعدوى، يمكن للطبيب أن يحدد مصدر العدوى عن طريق التنظير، وتشمل مصادر العدوى ما يلي:[2][3]
- العدوى الفطرية؛ مثل العدوى الفطرية المُبيضة المُبيضات (بالإنجليزية: Candida)، وتوجد عادةً في الفم.
- العدوى الفيروسية؛ مثل: فيروس الهربس البسيط، أو الفيروس المضخم للخلايا أو الإيدز.
التهاب المريء الليمفاوي
يندرج التهاب المرء الليمفاوي (بالإنجليزية: Lymphocytic esophagitis) ضمن الحالات المرضية غير الشائعة، وتتضمن هذه الحالة تزايد عدد الخلايا اللمفية في بطانة المريء، وقد يرتبط التهاب المريء الليمفاوي بالتهاب المريء اليوزيني أو بداء الارتجاع المَعدي المريئي.[3]
اضطرابات الأكل
يُمارَس القيء الذاتي كوسيلة للتحكم في الوزن لدى بعض المرضى، مما قد يتسبب في أضرار حمضية للمريء؛ لذا يعد مرض الشره العصبي (بالإنجليزية: Bulimia nervosa)، وبعض اضطرابات الطعام الأخرى أحد الأسباب المحتملة لحصول التهاب المريء.[4]
أسباب أخرى
بالإضافة إلى ما سبق هناك أسباب أخرى تؤدي إلى حدوث التهاب المريء، وتشمل الأسباب ما يلي:[1][2][3]
- العلاج الإشعاعي، وهو الإجراء الطبي الذي يقتضي استعماله لعلاج بعض الأمراض؛ مثل السرطان.
- إدخال الأنابيب الأنفية المعوية، والتي تستدعيها بعض الحالات الطبية.
- الإصابة الكيميائية، وهي الإصابة من المحاليل القلوية أو الحمضية المُبتلَعة، حيث يمكن أن تحدث إذا تم شرب محاليل التنظيف، أو عند ابتلاع مواد كاوية عن طريق الخطأ.
- الجراحة، يمكن أن تؤدي الجراحة لعلاج بعض الأمراض في حدوث التهاب المريء كشكل من أشكال المضاعفات.
- عادات غذائية خاطئة، كالأكل مباشرةً قبل النوم.
- تناول أغذية غير مناسبة؛ مثل: فواكة الحمضيات، والكافيين، والشوكولاتة، والنعناع، والطماطم، والثوم والبصل.
- التدخين، فهو يساهم في رفع خطر الإصابة بالتهاب المريء.
- اتباع أنماط غير صحية؛ مثل تناول الوجبات الكبيرة والدهنية بإفراط.
- زيادة الوزن، وذلك عند اتباع أنماط غذائية غير مناسبة، أو عند الحمل.
مضاعفات التهاب المريء
تبدو المضاعفات على مرضى التهاب المريء إذا تُرك المرض دون علاج، مما قد يؤدي حصول تغييرات في المريء، وتتضمن المضاعفات المحتملة ما يلي:[3]
- تضيّق أو تندّب في المريء.
- تمزق نسيج بطانة المريء.
- تطور التهاب المريء إلى حالة مريء باريت (بالإنجليزية: Barrett"s esophagus)، وهي حالة تتميز بتغيرات في خلايا بطانة المريء، مما يزيد من خطر الإصابة بسرطان المريء لاحقاً.
تشخيص التهاب المريء
يتم التشخيص عن طريق سؤال المريض عن العلامات والأعراض، وأخذ التاريخ المرضي، بالإضافة إلى بعض الاختبارات التشخيصية التي تشمل ما يلي:[2]
- أشعة الباريوم السينية (بالإنجليزية: Barium X-ray)، حيث يوفر هذا الإجراء رؤية معالم المريء بشكل واضح، مما يساعد الطبيب على تحديد ما إذا كان هناك أي تضييق أو تغيير في بنية المريء.
- التنظير الداخلي (بالإنجليزية: Endoscopy)، ويتم عن طريق إدخال أنبوب طويل ورفيع يوجد في نهايته كاميرا صغيرة عبر حلق المريض، ليتم النظر إلى المريء، لتحديد سبب الالتهاب.
- عينات الأنسجة (بالإنجليزية: Tissue samples)، حيث يمكن إزالة كمية صغيرة من الأنسجة وإرسالها للمختبر لتحديد ما إذا كان الالتهاب ناتجاً عن كائن حي مُمرض، أو حساسية، أو سرطان.
- الحساسية (بالإنجليزية: Allergy): قد يتم إجراء بعض الاختبارات لمعرفة ما إذا كان المريض يُبدي رد فعل تحسسي لمسببات الحساسية، ويشمل ذلك اختبار وخز الجلد، أو فحص الدم.
علاج التهاب المريء
يهدف علاج التهاب المريء لتخفيف حدة الأعراض، والسيطرة على المضاعفات، وعلاج الأسباب الرئيسية للاضطراب؛ لذا تختلف إستراتيجيات العلاج حسب سبب الاضطراب، وتشمل الخطط العلاجية ما يلي:[1][2][5]
الارتجاع المريئي
يمكن علاج التهاب المريء الناتج عن الجزر المعدي المريئي عن طريق ما يلي:[2][5]
- الأدوية التي تعمل على الأحماض المَعديّة؛ مثل: مضادات الحموضة، ومجموعة حاصرات الأحماض التي تقلل إنتاج الحمض، ومجموعة مثبطات البروتون التي تمنع إنتاج الحمض وتحفز شفاء المريء.
- عملية تثنية القاع (بالإنجليزية: Fundoplication)، وهي علاج جراحي يتم اللجوء إليه في حالة فشل العلاجات الأخرى، ويتم فيها طي جزء من المعدة حول المَصرّة المريئية السفلية، وهي العضلة التي تقع أسفل المريء وتُشبّه بالصمام، يعمل هذا الإجراء على تقوية العضلة، ويمنع حمض المعدة من العودة إلى المريء.
- الجراحة باستخدام حلقات التيتانيوم المُمغنطة، وهي طريقة علاجية حديثة تتضمن وضع حلقة من خرزات التيتانيوم الممغنطة حول المنطقة الواصلة بين المعدة والمريء، مما يساعد على تقوية عضلة المَصرّة المريئية السفلية، ويمنع الارتجاع الحمضي.
الحساسية
يمكن علاج التهاب المريء الناتج عن الحساسية عن طريق العلاجات التالية:[2][5]
- الستيرويدات القشرية، يمكن لهذه الأدوية الفموية أن تقلل الالتهاب المرتبط بالحساسية، مما يساعد في السيطرة على الالتهاب.
- مثبطات مضخة البروتون، حيث إن المرضى الذين يعانون من التهاب المريء الناجم عن الحساسية قد يكون لديهم نتائج جيدة عند تناول مثبطات مضخة البروتون.
- حساسية الطعام، تجنب الأطعمة التي تؤدي إلى الحساسية.
تناول الأدوية
يتمثل علاج التهاب المريء الناتج عن الأدوية في تجنب الدواء المسبب للمشكلة بشكل خاص، وتجنب المشاكل المرتبطة بتناول الأدوية بشكل عام، وتشمل التوصيات ما يلي:[5]
- تناول دواء بديل يقلل من احتمالية الإصابة بالتهاب المريء الناتج عن تناول الأدوية.
- تناول الشكل السائل من الدواء إن توفر، بدلاً من الأقراص.
- شرب المياه بكميات كافية عند تناول الدواء.
- الجلوس أو الوقوف لمدة ثلاثين دقيقة على الأقل بعد تناول الدواء.
التهاب المريء المُعدي
يقوم الطبيب بوصف دواء لعلاج العدوى التي تسبب التهاب المريء المُعدي على حسب نوعها، سواءً كانت بكتيرية، أو فيروسية، أو فطرية أو طفيلية.[2][5]
الوقاية أثناء العلاج
أثناء تلقي العلاج، هناك بعض الخطوات التي يمكنك اتخاذها للوقاية من مضاعفاته:[1]
- تجنب الأطعمة الغنية بالتوابل، مثل تلك التي تحتوي على الفلفل، ومسحوق الفلفل الحار والكاري وجوزة الطيب.
- الابتعاد عن الأطعمة الصلبة؛ مثل: المكسرات، والبسكويت، والخضروات النيئة.
- تجنب الأكل قبل النوم، كما ينصح بتجنب تناول الدواء قبل النوم مباشرة.
- تجنب الأطعمة والمشروبات الحمضية؛ مثل: الطماطم، والبرتقال، والجريب فروت، وعصائرها.
- إضافة المزيد من الأطعمة اللينة إلى النظام الغذائي؛ مثل: عصير التفاح، والحبوب المطبوخة والبطاطا المهروسة، والكاسترد، والمخفوقات الغنية بالبروتين.
- الابتعاد عن الوجبات الغنية بالدهون، بالإضافة إلى تقليل الكافيين، والشوكولاتة، والأطعمة بنكهة النعناع إلى الحد الأدنى.
- تناول الطعام بعد مضغه جيداً، بالإضافة إلى أخذ قضمات صغيرة أثناء التناول.
- شرب السوائل من خلال الماصة أو القشة، وذلك لتسهيل البلع.
- شرب كميات كافية من الماء، خلال اليوم وبعد تناول الدواء.
ختاماً، نلاحظ أن التهاب المريء مرضاً قابلاً للعلاج بمختلف الأعراض والأسباب، كما يمكن الوقاية من مضاعفاته أثناء العلاج، عن طريق تعديل بعض السلوكيات وإجراء بعض التغييرات في نمط الحياة.