أعراض التهاب الزائدة الدودية
يتعرض أي جزء من أجزاء جسم الإنسان إلى العديد من الحالات المرضية، ومن أبرز هذه الأجزاء الزائدة الدودية التي يمكن أن يصيبها التهاب، فما هو التهاب الزائدة الدودية؟ وما هي أعراض التهاب الزائدة الدودية؟ وما هي طرق علاج التهاب الزائدة الدودية؟
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
التهاب الزائدة الدودية
التهاب الزائدة الدودية (بالإنجليزية: Appendicitis) وهو التهاب يصيب الزائدة الدودية أي العضو الصغير الذي له شكل أنبوب ومتّصل بالأمعاء الغليظة. وفي هذا المقال سنذكر أعراض التهاب الزائدة الدودية.
وعلى الرغم من أنّ الأطباء لم يحددوا وظيفة الزائدة الدودية، إلا أنه عندما تصاب الزائدة الدودية بالتهاب، عندها يحتاج المصاب إلى علاج بشكل فوري فقد يسبب الالتهاب ألماً حاداً، ومن الممكن أن تنفجر الزائدة في بعض الأحيان.[1]
أعراض التهاب الزائدة الدودية
غالباً ما يبدأ ألم الزائدة الدودية على شكل تقلصات خفيفة في الجزء العلوي من منطقة البطن أو في منطقة السرة ومن ثمّ ينتقل الألم إلى الربع الأيمن السفلي من البطن، وما يميّز ألم التهاب الزائدة الدودية أنه يبدأ بشكل مفاجئ، يزداد سوءاً عندما يتحرك المصاب أو يسعل، بالإضافة إلى أنّه شديد لدرجة أنّ الألم قد يوقظ المصاب من النوم، ويختلف ألم التهاب الزائدة الدودية عن آلام البطن الأخرى إذ إنّه يشتد خلال ساعات قليلة.
بالإضافة إلى ذلك تتضمن أعراض التهاب الزائدة الدودية الآتي:[2]
- الشعور بالغثيان.
- عسر الهضم.
- انتفاخ البطن.
- التقيؤ.
- ارتفاع في درجة حرارة الجسم بشكل بسيط.
- الإصابة بالإسهال.
- الإصابة بالإمساك.
- الرغبة الشديدة في التبرز.
- عدم القدرة على تمرير الغازات.
من المهم عند ظهور الأعراض السابقة مراجعة الطبيب بشكل فوري، وينبغي الانتباه إلى عدم استخدام الأدوية المسهلة أو الحقن الشرجية فقد يزداد الوضع سوءاً.
أسباب التهاب الزائدة الدودية
يحدث التهاب الزائدة الدودية عند انسداد الزائدة الدودية من الداخل وقد يحدث ذلك نتيجة عدوى مختلفة كالفيروسات أو البكتيريا أو الطفيليات التي تدخل إلى الجهاز الهضمي، وقد يحدث انسداد في الأنبوب الذي يصل إلى الأمعاء الغليظة والملحق أو احتباسه بواسطة البراز، ومن الممكن أن يحدث التهاب الزائدة الدودية نتيجة الأورام.
عند إصابة الزائدة الدودية بالتهاب يتوقف تدفق الدم إليها وتصبح متورمة وموجعة وبدون تدفق الدم الكافي تبدأ الزائدة الدودية بالموت، ومع مرور الوقت ستنفجر أو تحدث ثقوب وتمزقات في جدرانها مما يسمح للبراز والمخاط والعدوى بالتسرب من خلالها والدخول إلى منطقة البطن وهذا قد يؤدي إلى التهاب الصفاق وهي عدوى خطيرة.
كما أن الجدير بالذكر أنّ التهاب الزائدة الدودية يصيب جميع الأشخاص على اختلاف أعمارهم لكن الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم ما بين 10-30 عاماً هم أكثر عرضة للإصابة بالتهاب الزائدة الدودية، كما ينتشر التهاب الزائدة الدودية لدى الرجال بشكل أكبر، أمّا الأطفال فيعد الأطفال المصابون بالتليف الكيسي هم أكثر عرضة للإصابة بالتهاب الزائدة الدودية، وعلى سبيل المثال لا الحصر يصيب التهاب الزائدة شخص من بين كل 1000 شخص في الولايات المتحدة الأمريكية.[3]
تشخيص التهاب الزائدة الدودية
يشخّص الأطباء التهاب الزائدة الدودية في بداية الأمر من خلال السؤال عن الأعراض الظاهرة، بالإضافة إلى إجراء الفحوصات التالية:[4]
- الفحص البدني: يجري الطبيب فحصاً بدنياً للشخص من خلال الضغط بشكل خفيف على منطقة البطن وبالتحديد في المنطقة التي تؤلم الشخص، وعندما يتم التوقف عن الضغط سيزداد الألم بشكل أكثر، وهذا يشير إلى الإصابة بالتهاب الصفاق المجاور، وقد يبحث الطبيب عن المناطق المتيبسة في البطن والمناطق التي تكون فيها عضلات البطن صلبة استجابةً للضغط على الزائدة الدودية، من الممكن أن يستخدم الطبيب أصبعاً بعد ارتداء قفاز مدهون بمزلق لفحص المستقيم السفلي وهو ما يعرف بفحص المستقيم بالإصبع، ويتم فحص منطقة الحوض للنساء اللاتي في عمر الإنجاب للكشف عن وجود مشاكل أخرى تسبب الألم.
- فحص الدم: قد يجري الطبيب فحصاً للدم للكشف عن وجود عدوى وذلك يظهر من خلال ارتفاع كريات الدم البيضاء.
- اختبار البول: يهدف إجراء تحليل البول للتأكد من أنّ التهاب الجهاز البولي أو وجود حصوات في الكلى هو السبب في الألم.
- فحوصات التصوير: من الممكن أن يجري الطبيب تصويراً بالأشعة السينية لمنطقة البطن، أو التصوير بالموجات فوق الصوتية أي الألتراساوند، أو التصوير المقطعي المحوسب أو التصوير بالرنين المغناطيسي للتأكّد من الإصابة بالتهاب الزائدة الدودية أو الكشف عن عوامل أخرى مسببة للألم.
علاج التهاب الزائدة الدودية
في الغالب يتم علاج التهاب الزائدة الدودية بالجراحة ولكن يصف الطبيب قبل الخضوع للجراحة المضادات الحيوية لعلاج العدوى، وتتضمن علاجات التهاب الزائدة الدودية الخيارات التالية:[4]
الجراحة
من الممكن أن يجري الطبيب جراحة استئصال الزائدة الدودية باعتبارها جراحة مفتوحة وفيها يُحدث الطبيب شقاً بطنياً واحداً بطول يتراوح ما بين 5-10سم، أو يمكن إجراء الجراحة من خلال إحداث عدد قليل من الشقوق الصغيرة، وهذا ما يعرف بجراحة تنظير البطن بهدف استئصال الزائدة الدودية، ويتم إدخال أدوات جراحية خاصة وكاميرا فيديو خلال جراحة تنظير البطن.
كما أنّ جراحة تنظير البطن تتيح للمصاب التعافي بشكل أسرع كما يكون الألم والشعور بالتندب أقل، وقد تكون هذه الجراحة الخيار الأفضل للمصابين بالتهاب الزائدة الدودية كبار السن والأشخاص المصابين بالسمنة، ومع ذلك فقد لا تكون جراحة تنظير البطن مناسبة للكثير من الأشخاص المصابين بالتهاب الزائدة الدودية وبالتحديد عندما تتمزق الزائدة الدودية وتنتشر العدوى إلى مناطق أبعد أو إذا كان لدى المصاب خراج.
عند انفجار الزائدة الدودية وتكوّن خراج حولها فإنّ الطبيب يجري تصريفاً للخراج من خلال وضع أنبوب عبر الجلد إلى الخراج، ويمكن إجراء جراحة استئصال الزائدة الدودية بعد أسابيع من السيطرة على العدوى.[4]
اتباع نمط حياة صحي
يحتاج المصاب بعد إجراء عملية استئصال الزائدة الدودية لعدة أسابيع حتى يستطيع ممارسة أنشطته الحياتية بشكل طبيعي، ولتسريع عملية الشفاء يمكن اتباع نمط حياة صحي من خلال التدابير الآتية:[4]
- دعم البطن عند السعال: لتخفيف الألم ينبغي دعم البطن عند السعال وذلك من خلال استخدام وسادة ووضعها على البطن أو الضغط عليها قبل السعال أو الضحك.
- تجنب ممارسة الأعمال الشاقة: عندما يتم استئصال الزائدة الدودية من خلال المنظار فمن المهم الحدّ من النشاط البدني لما يتراوح بين 3-5 أيام، أمّا إذا تمّ استئصال الزائدة الدودية من خلال إجراء عملية جراحية مفتوحة فينبغي الحد من ممارسة الأنشطة البدنية لمدة تتراوح ما بين 10-14 يوماً، ولا بُدّ من استشارة الطبيب لمعرفة القيود المفروضة على النشاط البدني، وتوقيت استئناف الأنشطة بعد الجراحة.
- أخذ قسط كاف من الراحة: بعد الخضوع للجراحة قد يصيب المصاب نعاس وتعب أكثر من المستوى الطبيعي لذا من المهم الحصول على قسط كافٍ من الراحة والنوم لفترات جيدة حتى يشفى الجسم بشكل كامل.
- ممارسة أنشطة بدنية خفيفة: عندما يكون المصاب مستعداً ينبغي أخذ وضعية الاستقامة والتحرك بشكل بطيء كلما شعر المصاب بالقدرة على ذلك، ويمكن للمصاب بعد الجراحة أن يمشي لمسافات قصيرة.
- استشارة الطبيب: من الممكن أن يكون الألم شديداً ولا تجدي الأدوية المسكنة للألم نفعاً لذا من المهم استشارة الطبيب؛ لأنّ الألم يشكل ضغطاً إضافياً على الجسم ويبطئ عملية الشفاء.
لا يشفى الإنسان من المرض بمجرد زيارته للطبيب بل يحتاج أيضاً إلى الالتزام التام بالعلاجات الموصوفة، بالإضافة إلى متابعة الأعراض، وبشكل خاص إذا خضع المصاب للجراحة واستشارة الطبيب عند ظهور أي عَرَض غير طبيعي.