أعراض التهاب الجلد التماسي
تكمن أهمية الجلد في كونه يغطي الجسم أي مظهر الإنسان الخارجي بالتحديد الوجه، لذا فإنّ أمراض الجلد تشكّل أرقاً وضغطاً نفسياً كبيراً للمصابين بها. من بين هذه الأمراض التهاب الجلد التماسي، فما هو التهاب الجلد التماسي؟ ما هي أعراضه؟ كيف يمكن علاجه؟
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
التهاب الجلد التماسي
التهاب الجلد التماسي (الإنجليزية: Contact Dermatitis) الذي يحدث عندما يصبح الجلد متهيجاً ملتهباً عند تعرضه لمادة تحسسية، يتشابه التهاب الجلد التماسي بالأكزيما الجلدية لكنه حالة مرضية أخرى. في هذا المقال سنوضح أعراض التهاب الجلد التماسي.
يعد التهاب الجلد التماسي النوع الأكثر شيوعاً من التهاب الجلد التأبيني وهو أكثر صعوبة من الأكزيما، لكنه لا يحدث نتيجة عوامل وراثية، أو يرتبط بحالات تحسسية أخرى.
يصيب التهاب الجلد التماسي بشكل كبير الأشخاص الذين تقتضي طبيعة عملهم الاستخدام اليومي للمواد الكيميائية. [1]
أعراض التهاب الجلد التماسي
تعتمد أعراض التهاب الجلد التماسي على العامل المسبب ومدى حساسية الجلد من المادة التي تعرض لها، بجميع الأحوال تتضمن أعراض التهاب الجلد التماسي ما يلي: [3]
أعراض التهاب الجلد التماسي التحسسي
يتسبب هذا النوع من التهاب الجلد التماسي بإظهار مجموعة من الأعراض التي تتضمن مايلي: [3]
- احمرار الجلد.
- جفاف الجلد وتقشّره.
- الإحساس بحرقة في الجلد.
- ظهور بثور على الجلد.
- القشعريرة.
- يصبح لون الجلد داكناً أو مصبوغاً.
- حكة شديدة.
- الحساسية تجاه الشمس.
- انتفاخ بشكل خاص في منطقة العينين، أو الوجه أو مناطق الفخذ.
أعراض التهاب الجلد التماسي المتهيج
تختلف أعراض التهاب الجلد التماسي المتهيج بعض الشيء عن أعراض التهاب الجلد التماسي التحسسي، تتضمن أعراضه ما يلي: [3]
- الإحساس بلذعة في الجلد.
- تشقق الجلد نتيجة جفافه الشديد.
- تورم في الجلد.
- ظهور تقرحات.
- قروح مفتوحة تشكل القشور.
- تيبس الجلد أو شدّه.
أنواع التهاب الجلد التماسي
لالتهاب الجلد التماسي نوعين رئيسيين وهما: [2]
التهاب الجلد التماسي التحسسي
يحدث هذا النوع من التهاب الجلد التماسي التحسسي عندما يصيب الجسم ردة فعل تحسسية تجاه أحد عوامل التحسس أي مادة لم يتقبلها الجسم، من بين هذه المواد معادن المجوهرات كالنيكل، مستحضرات التجميل، العطور، المواد الحافظة.
من الممكن أن تظهر ردة الفعل التحسسية بعد عدة أيام من التعرض للعوامل التحسسية. [2]
التهاب الجلد التماسي المهيج
يحدث التهاب الجلد التماسي المتهيج بشكل سريع ويتمثل في ظهور طفح جلدي يصاحبه ألم بمجرد تعرض جسم الإنسان للعوامل التحسسية، من أبرز العوامل المهيجة لالتهاب الجلد التماسي المنظفات، الصابون والمواد الحمضية. [2]
أسباب التهاب الجلد التماسي
يعود السبب في حدوث التهاب الجلد التماسي كما أشرنا سابقاً إلى تعرض الجسم لمواد تحسسية تهيج الجلد أو تسبب ردة فعل تحسسية، قد تكون تلك المادة واحدة من بين آلاف المواد التي تسبب تحسساً للجلد، من الممكن أن تسبب العوامل المهيجة التهاب جلد تماسي تحسسي بالإضافة إلى التهاب جلد تماسي متهيج، يعد التهاب الجلد التماسي المتهيج هو الأكثر انتشاراً كون التهاب الجلد التماسي التحسسي يحدث عندما تتلف مادة الطبقة السطحية الواقية للجلد.
يعاني بعض الأشخاص من ردة فعل تحسسية عند تعرضهم لمرة واحدة من المواد المهيجة، ومن الممكن أن يعاني بعض الأشخاص من التلامس بشكل مباشر أو التعرض لعدة مرات للعامل التحسسي حتى المواد الخفيفة منها.
تتضمن المواد التي تثير التهاب الجلد التماسي المتهيج الآتي: [4]
- الكلور والمنظفات.
- المذيبات.
- كحول التطهير.
- النباتات.
- السماد ومبيدات الآفات.
- الشامبوهات ومستحضرات التجعيد الدائم.
- المواد التي يتم نقلها جواً كنشارة الخشب أو غبار الصوف.
أمّا التهاب الجلد التماسي التحسسي فيحدث عندما تثير مادة يتحسس منها الإنسان ردة فعل الجهاز المناعي في الجلد، عادةً ما تؤثر على المنطقة التي لامست مسببات الحساسية، من الجدير بالذكر أن العامل التحسسي قد يكون داخل الجسم أي بعض أنواع الأغذية، المنكهات، أو بعض أنواع الأدوية أو الإجراءات الطبية أو إجراءات الأسنان وهذا ما يعرف بالتهاب الجلد التماسي الجهازي.
قد يحدث التهاب الجلد التحسسي نتيجة عامل تحسس قوي كالسماق السام بعد التعرض له لمرة واحدة، ويوجد مهيجات حساسية ضعيفة قد تحتاج التعرض لها عدة مرات حتى تحدث الحساسية، لا يعتمد التهاب الجلد التحسسي على مقدار المادة التي تعرض لها الشمس فقد تحدث الحساسية نتيجة التعرض لكمية بسيطة من المواد التحسسية.
تتضمن العوامل التي تزيد نسبة الإصابة بالتهاب الجلد التحسسي ما يلي: [4]
- الأدوية: بما فيها المضادات الحيوية، مضادات الهستامين الفموية، بعض الواقيات الشمسية.
- المعادن: من أشهرها النيكل الذي يستخدم في صناعة الذهب والأحذية.
- منتجات العناية الشخصية: بما فيها مزيلات التعرق، غسول الجسم، صبغة الشعر، مستحضرات التجميل، طلاء الأظافر، أما الأطفال فيمكن أن يصابوا بالتحسس نتيجة الحفاضات أو المناديل المبللة أو مستحضرات الوقاية من الشمس، أو الملابس التي لها أزرار الكبس.
- النباتات: من أمثلتها المانجو، السماق السام اللذان يحتويان على مواد شديدة الإثارة للحساسية تدعى اليوريشيول.
- مادة الفورمالدهيد: التي تدخل في صناعة العطور، مستحضرات التجميل، غسول الفم، المنكهات.
علاج التهاب الجلد التماسي
قبل البدء بالعلاج لا بُدّ للطبيب تأكيد الإصابة بالتهاب الجلد التماسي ذلك يكون من خلال الحديث عن العلامات والأعراض مع المصاب، بالإضافة إلى طرح العديد من الأسئلة لتحديد العامل الذي سبب التحسس، فحص الجلد لملاحظة النمط وشدة الطفح الجلد، من الممكن أن يجري الطبيب اختبار اللاصق لمعرفة ما إذا كان الشخص يعاني من حساسية تجاه مادة أم لا، يفيد هذا الاختبار عندما لا يكون سبب الطفح الجلدي واضحاً أو إذا كان الطفح الجلدي يتكرر ظهوره كثيراً.
بالاعتماد على الفحوصات التشخيصية يضع الطبيب خطته العلاجية التي تتضمن الخيارات التالية: [4]
العلاجات الدوائية
من الممكن أن يلجأ الطبيب إلى العلاجات الدوائية إذا لم تجدي التدابير المنزلية نفعاً وتتضمن هذه الأدوية ما يلي: [4]
- الأدوية الفموية: في الحالات الشديدة من التهاب الجلد التماسي يصف الطبيب أدوية الكورتيكوستيرويدات للتقليل من الالتهاب أو أدوية مضادات الهستامين للتخفيف من الحكة، بالإضافة إلى المضادات الحيوية للقضاء على العدوى البكتيرية.
- الأدوية الموضعية: بما فيها كريمات أو مراهم الستيرويدات التي تسكن الطفح الجلدي الناتج عن التهاب الجلد التماسي، من الممكن أن يصف الطبيب هذه الكريمات لمرة أو مرتين في اليوم لمدة تتراوح ما بين أسبوعين وحتى أربعة أسابيع.
اتباع نمط حياة صحي
يوصي الطبيب باتباع نمط حياة صحي من خلال القيام ببعض التدابير التي من شأنها التخفيف من الحكة وتهدئة الجلد الملتهب، تتضمن هذه التدابير ما يلي: [4]
- تجنب مهيجات التحسس: من المهم في علاج التهاب الجلد التماسي تجنب التعرض للعوامل التحسسية، ولمعرفة العوامل التحسسية يعطي الطبيب قائمة بالمنتجات التي تحتوي على مواد تسبب تحسس للمصاب.
- تجنب حك الجلد: ينبغي الابتعاد عن حك الجلد مع ضرورة تقليم الأظافر وإذا لم يكن بالإمكان تجنب حكة الجلد يمكن تغطية المنطقة بالملابس.
- أخذ حمام بارد: يمكن لأخذ حمام بارد أن يزيد من الشعور بالراحة لدى المصاب ويمكن رش صودا الخبز أو منتج يحتوي على الشوفان.
- الحفاظ على نظافة اليدين: ذلك يكون من خلال غسل اليدين بشكل جيد بالماء والصابون والحفاظ على جفافهما، بالإضافة إلى استخدام الكريمات المرطبة، مع ضرورة اختيار قفازات اليد بالاعتماد على الشيء أو العامل التحسسي الذي تود الحماية منه.
لا يتمكن جميع الأشخاص تجنب التعرض للعوامل التحسسية بشكل خاص الذين يكونوا في عملهم أكثر عرضة للعوامل التحسسية، لذا ينبغي التقليل قدر الإمكان من التلامس المباشر مع هذه العوامل لتجنب الإصابة بالتهاب الجلد التماسي.