أعراض التهاب الأذن الداخلية والصداع
يعد التهاب الأذن الداخلية من الأمراض الشائعة، وقد يسمى أيضاً بالتهاب التّيه أو التهاب التيه الأذن، ويمكن أن يصيب الأطفال والبالغين، كما ينجم عنه أعراض متعددة، فهل ترتبط أعراض التهاب الأذن الداخلية مع الصداع أيضاً؟ تعرّف على ذلك من خلال هذا المقال.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
التهاب الأذن الداخلية
يُعرف التهاب الأذن الداخلية (بالإنجليزية: Labyrinthitis) على أنه تهيّج في الأعضاء الداخلية للأذن، وهي المسؤولة عن التوازن ونقل المعلومات إلى الدماغ، غالباً ما يحدث عندما تغزو البكتيريا الأذن الداخلية في سياق الإصابة بالتهاب الأذن الوسطى الشديد، أو بعض أشكال التهاب السحايا، أو كمضاعفات لكسر العظم الصدغي في الجمجمة، مما ينتج عنه الشعور بالدوار والغثيان.[1][2]
التهاب الأذن الداخلية والصداع
يسبب التهاب الأذن الداخلية أعراضاً عديدة، قد تشمل هذه الأعراض الصداع أو وجع الرأس الخفيف في بعض الأحيان، لكن التهاب الأذن الداخلية لا يسبب أعراضاً عصبية مثل الصداع الشديد، ومشاكل في التكلّم، وفقدان حركة الساق أو الذراع، وتشمل أعراض التهاب الأذن الداخلية ما يلي:[2][3]
- الدوار.
- فقدان التوازن.
- الشعور بالغثيان.
- الإقياء والاستفراغ.
- طنين الأذن.
- فقدان السمع في نطاق التردد العالي في إحدى الأذنين.
- فقدان السمع الدائم، وذلك في حالات نادرة جداً.
أسباب ومخاطر التهاب الأذن الداخلية
هناك العديد من العوامل التي ترفع خطر الإصابة بالتهاب الأذن الداخلية، وتشمل ما يلي:[4]
- الأمراض التنفسية؛ مثل التهاب الشعب الهوائية.
- الالتهابات الفيروسية للأذن الداخلية.
- الفيروسات التي تصيب المعدة.
- فيروسات الهربس.
- الالتهابات البكتيرية، بما في ذلك التهابات البكتيرية في الأذن الوسطى.
- الكائنات الحية المعدية، مثل الكائن الحي الذي يسبب أعراض مرض لايم.
- التدخين بجميع أشكاله.
- تناول الأدوية المفرط وخاصةً دواء الأسبرين (بالإنجليزية: Aspirin).
مضاعفات التهاب الأذن الداخلية
يمكن أن يؤدي التهاب الأذن الداخلية لعواقب غير محمودة، إذا تُرك دون علاج ومن هنا تأتي أهمية التشخيص المُبكّر في تقليل خطر الأضرار الدائمة لالتهاب الأذن الداخلية، وتشمل المضاعفات ما يلي:[5]
- درجات متفاوتة من فقدان السمع.
- أضرار في النظام الدهليزي.
- الدوار الموضعي الحميد (بالإنجليزية: Benign Paroxysmal Positional Vertigo or BPPV)، وهي حالة من الدوار الذي ينتج عن الحركات المفاجئة للرأس، والذي يرفع خطر وقوع الشخص وسقوطه بشكل مفاجئ.
تشخيص التهاب الأذن الداخلية
يتم التشخيص بناءً على العلامات والأعراض، والفحوصات البدنية وأخذ التاريخ الطبي للمريض، وبما أن أعراض التهابات الأذن الداخلية تتشابه مع أمراض أخرى، فيمكن تشخيصه بالطرق الآتية:[1]
- التصوير المقطعي المحوسب.
- التصوير بالرنين المغناطيسي.
- إجراء البزل النخاعي عن طريق أخذ عينات من السائل الشوكي.
قد يشتبه الطبيب بالتهاب الأذن الداخلية إذا كان المريض يشتكي من الدوار، أو الرأرأة وهو شكل من أشكال حركة العين اللاإرادية، أو نقص السمع، أو مزيج من ذلك كله في أثناء نوبة التهاب الأذن الوسطى الحاد.
يمكن للطبيب أن يجري تصويراً مقطعياً محوسباً للجمجمة للتأكد من وجود أية شذوذات في العظم الصدغي الذي يحمي الأذن الداخلية والمتوسطة، أو العظام في الأذن الداخلية، والعظام وراء الأذن، كما قد يلجأ إلى التصوير بالرنين المغناطيسي لمعرفة ما إذا كانت العدوى تمتد إلى الدماغ.
أمّا بالنسبة لإجراء البزل القطني، فيمكن للطبيب أن يجريه إذا كان المريض يشتكي من أعراض التهاب السحايا مثل؛ التشوش الذهني، أو تصلب الرقبة، أو ارتفاع درجة الحرارة، ويتم إرسال عينات من السائل الشوكي إلى المختبر لإجراء الزرع البكتيري، لتأكيد التشخيص.
متى تزور الطبيب
يُنصح بمراجعة الطبيب عند ملاحظتك علامات وأعراض التهاب الأذن الداخلية، حتى لو تراجعت الأعراض من تلقاء نفسها، فمن الجيد أن تعرف تقييم الطبيب حول تأثير الحالة وما تسببه من ضرر دائم أو مؤقت.
يمكن أن يكون علاج التهاب الأذن الداخلية بسيطاً جداً، وذلك باستخدام الأدوية أو عن طريق تعديل بعض السلوكيات، لكن تحديد سبب الحالة هو مفتاح منع المضاعفات طويلة الأمد، ويمكن للطبيب تحديد سبب الإصابة عن طريق أدوات التشخيص، وإن كانت ناتجة عن العدوى الفيروسية أو البكتيرية يتم استخدام المضادات الحيوية المناسبة للحالة.[5]
علاج التهاب الأذن الداخلية
يهدف علاج التهاب الأذن الداخلية لتخفيف الأعراض ويمكن ذلك عن طريق العلاج بالأدوية والعلاج الطبيعي، وتشمل الطرق ما يلي:[5]
العلاج بالأدوية
يتم علاج التهاب الأذن الداخلية عن طريق استخدام الأدوية، وذلك بعد تقييم الحالة من قبل الطبيب، عن طريق استخدام الأدوية، وتصريف السوائل من الأذن الوسطى، وتشمل مجموعات الأدوية التي قد يصفها الطبيب ما يلي:[1][4]
- مضادات الهيستامين؛ مثل دواء ديسلوراتادين (بالإنجليزية: Desloratadine)
- المضادات الحيوية، وذلك في حال وجود عدوى جرثومية.
- المُهدئات؛ مثل دواء ديازيبام (بالإنجليزية: Diazepam).
- الأدوية التي تخفف الدوخة والغثيان؛ مثل: دواء الميكليزين (بالإنجليزية: Meclizine)
- الستيرويدات القشرية ؛ مثل دواء بريدنيزون (بالإنجليزية: Prednisone).
العلاج الطبيعي
يمكن الاعتماد للعلاج الطبيعي خصوصاً عندما يكون الالتهاب مزمناً طويل الأجل، ويسمى هذا العلاج إعادة التأهيل الدهليزي (بالإنجليزية: Vestibular Rehabilitation)،ويتضمن تمارين تهدف إلى تحسين التوازن وتقليل الدوخة، حيث يتم تصميم برنامج خاص اعتماداً على ما يحتاجه الفرد، وتشمل بعض التمارين الشائعة ما يلي: [5]
- تحريك العينين لأعلى ولأسفل ومن جانب إلى آخر.
- ثني الرأس للأمام وللخلف.
- تحريك الرأس من جانب إلى آخر.
- ثني الجذع إلى الأمام والخلف.
- تمارين التقاط الكرة ورميها.
- المشي صعوداً ونزولاً على منحدر ما.
نصائح لتخفيف أعراض التهاب الأذن الداخلية
يمكن تخفيف الأعراض المرتبطة بالتهاب الأذن الداخلية عن طريق ما يلي:[4]
- تجنب التغييرات السريعة في وضعيات الجلوس أو الوقوف والحركات المفاجئة.
- الجلوس بشكل هادئ وثابت أثناء الشعور بالدوار.
- القيام ببطء عند الوقوف أو الاستيقاظ.
- تجنب التلفزيون وشاشات الكمبيوتر والأضواء الساطعة أثناء الدوار.
- استخدام الإضاءة المنخفضة بدلاً عن الإضاءة الساطعة.
ختاماً، نلاحظ أن التهاب الأذن الداخلية يرتبط بأعراض عديدة لكنه لا يسبب حدوث أنواع شديدة من الصداع، ويمكن علاجه بعد مراجعة الطبيب لاستخدام البروتوكول العلاجي المناسب للحالة، كما يمكن تخفيف أعراضه عن طريق تعديل بعض السلوكيات.