أعراض ورم الغدة الصنوبرية
يحتوي جسم الإنسان على العديد من الغدد التي تنظم الكثير من العمليات في جسم الإنسان، حيث تعد الغدة الصنوبرية من أهم هذه الغدد، كما يمكن أن تصاب الغدة الصنوبرية بالعديد من الاضطرابات، ومنها ورم الغدة الصنوبرية، ما هي أعراضه؟ وما هي أسبابه؟ وطرق علاجه؟
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
ورم الغدة الصنوبرية
ورم الغدة الصنوبرية (بالإنجليزية:Pineal Tumor) أو ما يعرف بالورم الصنوبري الآرومي، الذي يصيب الغدة الصنوبرية. في هذا المقال سنتحدث عن أعراض ورم الغدة الصنوبرية.
تقوم الغدة الصنوبرية بالعديد من الوظائف المهمة في جسم الإنسان، وقد تصاب باضطراب نادر الحدوث وهو تشكل ورم سرطاني فيها، لكن ما يميز هذا الورم أنّ الخلايا السرطانية بطيئة النمو، إذ يعد الأطباء أورام الغدة الصنوبرية أورام متوسطة الدرجة، أي يوجد نسبة كبيرة في نجاح إزالتها، مع ذلك قد يكون ورم الغدة الصنوبرية شديداً، وسريع الانتشار. [1]
أعراض ورم الغدة الصنوبرية
يتسبب سرطان الغدة الصنوبرية الذي يكون شديداً، أي أنّ الخلايا السرطانية تنمو بشكل سريع فيه بإظهار مجموعة كبيرة من الأعراض التي تتضمن الآتي: [2]
- الصداع الحاد الذي يعد من أكثر الأعراض شيوعاً لورم الغدة الصنوبرية.
- اضطرابات في الرؤية.
- الاستفراغ والغثيان.
- التعب والإرهاق.
- مشاكل في حركة العين.
- مشاكل في الذاكرة.
- عدم القدرة على الحفاظ على توازن وتنسيق الجسم.
أسباب ورم الغدة الصنوبرية
يعد ورم الغدة الصنوبرية من الأورام الوراثية، أي التي تكون ناتجة عن تغيرات في جينات معينة، بالتحديد الجينات التي تتحكم بالطريقة التي تعمل بها خلايا جسم الإنسان، كما يؤدي هذا التغير إلى حدوث خلل في كيفية نمو وتطور الخلايا، إذ قد تنمو بشكل سريع دون موت الخلايا القديمة.
بالتالي فإنّ هذا الخلل في نمو الخلايا يؤدي إلى نمو خلايا سرطانية، لتتراكم بعد ذلك مشكّلة ورماً سرطانياً، كما أنّ أغلب المصابين بسرطان الغدة الصنوبرية يكون لديهم عوامل وراثية تزيد من خطر إصابتهم بهذا الورم، حيث تبدأ الخلايا السرطانية بالتشكل في الغدة الصنوبرية ذاتها، أي في عمق منتصف الدماغ، كما يمكن أن ينتشر الورم السرطاني إلى مناطق أخرى من الدماغ من خلال السائل الدماغي الشوكي. [1]
تشخيص ورم الغدة الصنوبرية
يعد ورم الغدة الصنوبرية أحد الأورام التي تصيب الدماغ، كما أنّ الطبيب يشخص هذا الورم من خلال إجراء العديد من الفحوصات التي تتضمن الآتي: [3]
فحوصات التصوير
يمكن أن تساعد فحوصات التصوير الطبيب في تحديد مكان وحجم الورم في الغدة الصنوبرية، حيث تتضمن فحوصات التصوير التصوير بالرنين المغناطيسي الذي يعد من أكثر الفحوصات استخداماً للكشف عن أورام الدماغ بما فيها ورم الغدة الصنوبرية.
كما يمكن أن يستخدم الطبيب تقنية متطورة تعرف بتصوير التروية بالرنين المغناطيسي، أو تنظير الطيف بالرنين المغناطيسي، علاوة على ذلك قد يجري الطبيب التصوير المقطعي المحوسب، والتصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني. [3]
خزعة الغدة الصنوبرية
تعد الخزعة من الفحوصات التشخيصية التي يلجأ إليها الطبيب عندما يتعلق الأمر بالأورام السرطانية، كما يمكن أن يقوم الطبيب بخزعة الغدة الصنوبرية قبل الخضوع للجراحة، ذلك بهدف إزالة الورم الصنوبري الآرومي، كما يتم هذا الإجراء من خلال أخذ عينة من أنسجة الغدة الصنوبرية التي يشتبه بأنها مصابة بالسرطان، حيث يفيد ذلك في تحديد أنواع الخلايا ومستوى شدتها. [3]
البزل القطني
أو ما يعرف بإزالة السائل الدماغي الشوكي، أو كما يشير إليه بعض الأطباء بالبزل الشوكي، حيث يتم هذا الفحص من خلال إبرة بين عظمتين أسفل العمود الفقري لسحب عينة من السائل الدماغي الشوكي الذي يحيط بالحبل الشوكي، ليتم بعد ذلك فحص السائل الشوكي للبحث عن أي خلايا سرطانية، أو تشوهات أخرى، كما يتم تجميع السائل النخاعي بدلاً من إجراء الخزعة لإزالة الأنسجة المشتبه بها من الدماغ. [3]
علاج ورم الغدة الصنوبرية
بالاعتماد على الفحوصات التشخيصية لورم الغدة الصنوبرية يضع الطبيب خطته العلاجية التي تتضمن العديد من الخيارات العلاجية بما فيها الآتي: [3]
العلاجات الجراحية
يمكن أن يلجأ الطبيب إلى العلاجات الجراحية لعلاج ورم الغدة الصنوبرية، إذ تأتي جراحة تخفيف تراكم السوائل في الدماغ في المقدمة، ذلك لأنّ الوم الصنوبري قد ينمو ليمنع تدفق السائل الدماغي الشوكي، مما يؤدي إلى تراكم السوائل، بالتالي الضغط على الدماغ، هذا ما يعرف بالاستسقاء الدماغي، كما يوصي الطبيب في إنشاء مسار للسائل ليتدفق خارج الدماغ، عدا عن أنه يتم الجمع بين خزعة الجلد أو خزعة إزالة الورم.
كما تتضمن العلاجات الجراحية أيضاً جراحة إزالة الورم الصنوبري الآرومي، حيث يزيل الطبيب أكبر جزء من الورم، مع ذلك قد يتعذر إزالة الورم بشكل كامل، ذلك لأنّ الورم في الغدة الصنوبرية يكون قريب من بُنى عميقة حرجة في الدماغ، كما يحتاج الأطفال المصابين بهذا الورم إلى تلقي علاجات إضافية للتخلص من الخلايا السرطانية المتبقية. [3]
العلاج الإشعاعي
في العلاج الإشعاعي يتم استخدام حزم عالية الطاقة، بما فيها الأشعة السينية، أو البروتونات التي لها القدرة على قتل الخلايا السرطانية، كما يستلقي المصاب أثناء الخضوع للعلاج الإشعاعي على طاولة، حيث تتحرك آلة الإشعاع حوله، إذ يتم توجيه الأشعة نحو الدماغ، والحبل الشوكي، وأشعة إضافية إلى الورم.
كما يتم استخدام العلاج الإشعاعي الموجه إلى الدماغ والحبل الشوكي بشكل كامل للأطفال المصابين بالورم وأعمارهم فوق 3 سنوات، ذلك لتجنب خطر انتشار الخلايا الأرومية خارج الموقع الأول الذي بدأت به. [3]
العلاج الكيميائي
يتم استخدام أدوية كيميائية في العلاج الكيميائي ذلك لقتل الخلايا السرطانية، كما قد يوصي الطبيب بالخضوع للعلاج الكيميائي بعد الخضوع للعملية الجراحية، أو العلاج الإشعاعي، كما أنه في بعض الحالات يتم استخدام العلاج الإشعاعي بالتزامن مع العلاج الكيميائي.
أمّا عندما تكون الأورم كبيرة الحجم فإنّ الطبيب يبدأ بالعلاج الكيميائي قبل خضوع المصاب للعلاجات الجراحية، ذلك بهدف تقليص حجم الورم، وجعلها أسهل عند الإزالة في العلاج الجراحي. [3]
الجراحة الإشعاعية
أو ما يعرف بالجراحة الإشعاعية التجسيمية التي تعد نوع من أنواع العلاج الإشعاعي، أي ليست عملية جراحية من الناحية العملية، حيث يتم هذا الخيار العلاجي من خلال توجيه حزم إشعاعية على نقاط محددة لقتل الخلايا السرطانية، مع ذلك فإنّه يتم استخدام الجراحة الإشعاعية في بعض الأحيان لإزالة الورم الصنوبري الذي يتكرر مرة أخرى. [3]
وظائف الغدة الصنوبرية
أشرنا أعلاه بأنّ الغدة الصنوبرية تعد من أكثر الغدد أهمية في جسم الإنسان، نظراً لما تقوم به من وظائف، حيث تتضمن هذه الوظائف ما يلي: [4]
إفراز الميلاتونين
تكمن أهمية الغدة الصنوبرية في إنتاج الميلاتونين أو ما يعرف بهرمون النوم، كما يشار إلى أنّ الغدة الصنوبرية يمكنها أن تخلص الجسم من السموم، بالإضافة إلى تحسين جودة النوم، إذ إنه عند إفراز هرمون الميلاتونين يشعر الشخص بالتعب، والنعاس، كما يظهر ذلك على عينيه حتى يدخل في مراحل النوم.
مع ذلك فإنّ الكثير من الأشخاص يعانون من نقص هرمون الميلاتونين، مما يؤدي إلى حدوث الأرق لديهم، بالتالي استخدام مكملات الميلاتونين التي يمكن استخدامها بأمان عندما تكون جرعاتها ما بين 0.2-20 مغ، مع ذلك فقد تسبب هذه المكملات آثار جانبية بما فيها النعاس، وانخفاض في درجة حرارة الجسم، وارتفاع طفيف في ضغط الدم. [4]
تعزيز صحة القلب والأوعية الدموية
تشير العديد من الدراسات إلى أنّ هرمون الميلاتونين الذي يتم إفرازه في الغدة الصنوبرية قد يفيد في تعزيز صحة القلب، والأوعية الدموية بشكل كبير، كما يمكن استخدام مكملات الميلاتونين لعلاج الحالات المرضية التي تصيب القلب، لكن يحتاج إثبات ذلك إلى المزيد من الدراسات والأبحاث. [4]
في الختام لا بد من التأكيد على أهمية الغدة الصنوبرية، لذا من الضروري مراجعة الطبيب بشكل فوري عند ظهور أعراض الورم فيها، لإجراء الفحوصات التشخيصية ومعرفة العوامل المسببة وعلاجها، تجنباً لحدوث مضاعفات.